دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
هزيمة الإسلام السياسي في فلسطين
|
هزيمة الإسلام السياسي في فلسطين
ناقشت في المقال السابق الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في غزة ، وربطت هذه الخطوة بتجربة الإنقاذ في السودان ، فكل النموذجين قد فشل في أرض الواقع ، فقد قسمت الإنقاذ السودان إلي أربعة دويلات ، وفتحت الطريق من أوسع أبوابه للتدخل الدولي ، وفي المقابل عاش الشعب السوداني تحت الحصار ، ورزح لفترة من الزمن تحت جناح العقوبات ، وها هي حركة حماس تفعلها اليوم للمرة الثانية ، فقد قسّمت الشعب الفلسطيني إلي ( غزيين ) و ( ضفيين ) ، ولم يعد تحرير القدس هو الشغل الشاغل لأبناء الشعب الفلسطيني ، فيكفي أبناء حماس تحرير بيت أبو مازن من الخونة والعملاء ، وعوضاً عن يافا وصمد والجليل والناصرة ، أصبح الصراع يحتدم حول خان يونس ورفح ، بدأت القضية الفلسطينية في أواخر عنفوانها ، ولم تجد ذلك الاستحسان الذي كانت تلقاه في السابق عندما رأي الجمهور العربي ( حزم وحسم ) هنية ، ليس عليهم إقامة المحاكم وتثبيت الدعوى بحق الذين جرى عليهم القصاص أمام الملأ ، فهم لا يقتلون الأسير برصاصة واحدة ، بل يزخون عليه 46 رصاصة حتى يتأكدوا من مفارقته للحياة ، أنهم يتهمون رجال فتح بالتعاون مع إسرائيل ، وربما لا يعلمون أن ثمرة هذا التعاون هي الغاز والكهرباء والمياه والتي من دونها لن يتحمل الشعب الفلسطيني نشوة الانتصار ، واستمرار هذه النعم في التدفق على القطاع يعني أن هذا التعاون – وإن كانت حماس تسميه خيانة – قائمُ على قدم وساق وضرورةُ تقضي على كل سبب يمنع ذلك . ضحكت حماس على الجمهور العربي المأخوذ بتجربة الصمود والمقاومة ، هذا الجمهور المخدوع بأوهام التحرير والجهاد ، وأخشى أن يأتي يوم بسبب ظلم حماس وبطشها أن يحن أهالي القطاع إلي أيام الإدارة المدنية التي كانت تعني بشئون القطاع قبل اتفاق أوسلو ، فعلى الأقل كانت هناك وحدة وطنية ، والفلسطينيون لم يكونوا يقتلون بعضهم بعضاً كما نرى اليوم ، ولم يتأذوا وهم تحت نير الاحتلال بمشاهد السطو والنهب والسرقة ، صُعق الإسرائيليون وهم يرون مقصلة حماس تقطع أوصال كل من خالفوها في الرأي والمذهب ، حتى الدور المسيحية التي رفض سيدنا عمر بن الخطاب أن يصلي فيها مخافة أن يقتدي الناس به ، تعرّضت في عهد هنية إلي السرقة والتخريب ، زعماء حماس المشاركين في الانقلاب يعتقدون أن ما قاموا به هو فتح إسلامي كفتح مكة ، وقد نسوا وهم في وهج الثورة أن الرسول ( ص) قد خاطب أهل مكة : ماذا ترون أني فاعلٌ بكم ؟؟ فردوا عليه : أخٌ كريم وابن أخ كريم فقال لهم : أذهبوا فأنتم الطلقاء فلنقارن بين النقيضين ، بين نبي عُذب وهُجر من أرضه ، وتعرّض الذين أوه للغزو مرتين في ديارهم من قبل أهل مكة والذين حاربوه حتى في أرض المهجر ، فقد أعرض الرسول ( ص ) عن كل المظالم التي اقترفتها قريش بما فيها الخيانة والتآمر لقتله وحصار بني هاشم ، أعرض عن كل ذلك فأمن أهل مكة على أنفسهم وأموالهم بما فيهم السيدة هند بنت ربيعة التي استأجرت من يقتل عمه حمزة ويأتيها بكبدته لتمضغها إيغالاً في الحقد والتشفي ، امنّ على حياة الجميع ، من بينهم الذي يدخل بيته ويغلق على نفسه الباب بالمفتاح ، ولنعد إلي ما فعلته حماس بأبناء فتح بعد أن تمكنت بهم ، قتلهم كالعير في الميادين العامة ، وحرمتهم من حق التكريم بعد الموت مثل إقامة الصلاة والدعوى لحضور العزاء ، فقد أقامت حركة حماس يوم ( الدين ) قبل أن يحين أجله ، وتوسعت في العقوبة إلي أبعد الحدود ، ولا أدرى من أين تستقي حركات الإسلام السياسي قيمها ومبادئها وهي تتعامل مع مجتمع المحكومين . ويُعتبر على هذا الأساس أن السودان في عهد الإنقاذ كان يُشكل النموذج رقم ( 1 ) من تجربة حماس في فلسطين ، عشنا هذه التجربة قبل سبعة عشر عاماً ودفعنا ثمنها بالأقساط المميتة طوال كل هذه السنوات ، فتهم جزافية مثل عملاء وخونة ومعاول استعمار وطابور خامس كانت جاهزة ضد كل الذين وقفوا في وجه الإنقاذ ، حتى غير المحاربين تعرّضت أملاكهم للمصادرة ، وأذكر في هذا الخصوص كيف قامت أجهزة الأمن وقتذاك بطرد أسرة المرحوم الدكتور عمر نورالدايم من مسكنها بسبب موقفه السياسي ، وقد حوّلته إلي وكر يُمارس فيه التعذيب والتنكيل ، ليس علينا رؤية المذابح والجرائم التي ترتكبها حماس في فلسطين لأن الإعلام المفتوح في زمننا الحال قد فضح جرائمها التي لن ينساها الناس ، بل علينا قراءة تاريخ الإنقاذ في القتل وسفك الدماء ، هم – وأعني الحماسيين والإنقاذيين يريدون أن يكونوا في كوكب لا يسع الاختلاف في العرق والمذهب ، ففي حرب حماس الأخيرة بدت إسرائيل وهي أكثر رحمةً بالفلسطينيين من حماس ، فتحت المستشفيات لاستيعاب الجرحى ، وقد حرصت منذ أول يوم على تدفق الغاز والكهرباء والمياه ، وهي قد حرصت أيضاً على تدفق السلاح لحركة حماس ، وهم تعلم يقيناً أن رصاصه سوف ينهمر يوماً على الصدور الفلسطينية ، وقد صدقت التوقعات الإسرائيلية ، وقد أستغل الإسرائيليون هذه الحرب أفضل استغلال ، فكاتب ( مدونات ) في منتدى إسرائيلي يرى أن غضب الرب هو الذي حاق بالفلسطينيين ، فلأنهم قتلوا أبناء يهوذا فها هو الرب ينتقم منهم اليوم ، فقد عاقبهم فيما بينهم ، يقتلون بعضهم بروح فيها الكثير من التشفي والحقد ، حقدٌ أكثر من الذي كانوا يكنونه للإسرائيليين ، ومعظم الذين ماتوا في حرب هنية الأخيرة هم من المطلوبين أمنياً لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية ، وحتى سميح المدهون قائد شهداء الأقصى في حماس والذي أعدمته حركة حماس أمام الملأ فشلت إسرائيل أربعة مرات في اغتياله . لكن في المقابل قد خسرت حماس كثيراً بسبب هذه التجربة ، هي تقول أن الأمن مستتب في غزة بعد هذه المحاولة ، لكنني أرى أن الشعب الفلسطيني قد رضخ لحماس بسبب الخوف والإرهاب ، فمن الذي سوف يجازف بحياته فيقف ضد هنية ليجد الناس جثته في اليوم التالي وهي ملقاة في مكب النفايات ، شرعية حماس الآن ليست من الناخب الفلسطيني ، لكنها من البندقية كما قال أهل الإنقاذ : قد وصلنا إلي السلطة بقوة السلاح ومن يريد انتزاعها منا عليه اللجوء للسلاح ...فما أشبه اليوم بالبارحة . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هزيمة الإسلام السياسي في فلسطين (Re: SARA ISSA)
|
الأخت سارة عيسى كنت اقرأ هذا المقال قبيل لحظات من نزول موضوعك , ولعلاقة الامر ببعضه أسميحك عذرا في ايراده هنا من هذا الرابط http://alkrama.ps/arabic/?action=detail&id=2645 . صناعة الأعداء .. كيف ساعدت إسرائيل في إيجاد حركة حماس
06/03/2007 10:14:58 AM
بقلم: بيردان نيل نائب رئيس تحرير جريدة سبيكد الأسبوعية في لندن
تعلق إسرائيل آمالا كبيرة على انتصار حركة فتح على حركة حماس في النزاع الدائر بينهما من اجل السيطرة على الأراضي الفلسطينية، حيث أن إسرائيل تجد في أعدائها القدامى من حركة فتح الأفضلية بكثير من حركة حماس، التي لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، إضافة لأغضاها الذين يفجرون أنفسهم من وقت لأخر داخل الشوارع والحافلات في الدولة اليهودية.
على مدى أربع عقود من الزمن زرعت حركة فتح الشوكة في حلق دولة إسرائيل، بكونها الفصيل الأكبر في منظمة التحرير الفلسطينية، والتي أقترن اسمها بحركة التحرير الوطني الفلسطيني. لكن إسرائيل في الوقت الراهن جاهزة بأن تتغاضى عن كل هذا الماضي ويمكن لها أن تقوم بتحركات تجاه الحرس القديم لرجال عرفات في محاولة منها لعزل الحركة الدينية المتعصبة وهي حماس.
عندما قدم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في ديسمبر الماضي وبشكل علني دعمه لقائد حركة فتح، أبو مازن من خلال تقديم مبلغ 13 مليون جنيه إسترليني كسب المديح المبغوض من رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت والذي شكر بلير على أفكاره الجيدة والمهمة، كما أنه أكد في حينه أنه آن ألأوان لتقوية العناصر الفلسطينية المعتدلة. ولهذا الهدف ألمح أولمرت أن أكثر من 700 مليون دولار من أموال الضرائب التي تحتجزها إسرائيل والتي لو صرفت لكانت داخل خزينة حكومة حماس، كما ألمح أولمرت أنه يمكن أ يفرج عن هذه الأموال إذا كانت حركة فتح على سدة الحكم. تم اعتبار هذا ألأمر بمثابة الضوء ألأخضر لحركة فتح من أجل مواجهه حماس. بحسب ما أفاد الجناح المسلح لحركة حماس أن حركة فتح قامت بتزويد إسرائيل بالمشروع العسكري لحركة حماس بحيث تقوم القوات الاسرائلية بعملها بشكل جيد تجاه عناصر حماس المسلحين.
هنالك شيء من السخرية في دعم إسرائيل لفتح ضد حماس كما أن هناك بعض العظات لكل الدول التي تتدخل في شؤون الغير، ففي الماضي قامت إسرائيل بدعم حماس في مواجه حركة فتح. حيث لعبت إسرائيل في فترة السبعينيات وحتى الثمانينيات دورا غير قليل في التشجيع لظهور حماس، معتقدة أن وجود مثل هذه المجموعات الإسلامية سيمزق الدعم الشعبي لحركة فتح. بعد عشرين عاما قامت إسرائيل بقلب المعايير متمنيته بأن تساعد فتح في إزالة حماس. كما أن إسرائيل تريد أن ترى الفلسطينيين المعتدلين هم الذين يتولون زمام الأمور في وجه المتشددين، بهذه الطريقة تكون إسرائيل حذوت حذو الولايات المتحدة وبريطانيا واللتان دعمتا المجموعات الإسلامية المسلحة في الشرق الأوسط في محاولة تقويض الحركات الوطنية والقومية. "إذا قمت بصناعة الوحوش،فيجب عليك أن لا تندهش عندما تقوم بالانقضاض عليك ".
كان الظهور الأول لحركة حماس عام 1987 والتي تشكلت عبر جمعيات متعددة في الأراضي الفلسطينية والتي كان امتدادها من حركة الإخوان المسلمين في مصر. كما أن إسرائيل سمحت لهذه الجمعيات الإسلامية في اكتساب القوة والتأثير في المجتمع الفلسطيني من أجل تقويض عمل الحركات الوطنية المقاومة. يعتبر الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين وحتى قبل اغتياله من خلال غارة جوية في عام 2004 هو الشخص الذي شكل الجناح العسكري لحركة حماس وهو المجمع الإسلامي، والتي تم ترخيصها قبل عشر سنوات في حينه. في ذلك الوقت وعندما كان هناك صراع مفتوح بين إسرائيل والحركات الوطنية القومية، أعطى المسئولين الإسرائيليين الضوء الأخضر لتأسيس ودعم الجمعيات الإسلامية وحتى لو كان ذلك عن طريق غير مباشر من أجل إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية.
يقول المحلل الكبير في وكالة المخابرات الأمريكية مارثا كيسلر " شاهدنا إسرائيل تساند الحركات الإسلامية في مواجه الحركة الوطنية " وهذه الحركات التي تساندها إسرائيل من السبعينيات وحتى بداية الثمانينيات تحولت إلى الكابوس الأكبر لإسرائيل في مطلع التسعينيات وحتى هذه الأيام.
تولت إسرائيل إدارة الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء بعد حرب الأيام الستة، وهذه الأراضي، حيث كانت تتبع للقوات العربية القومية والتي كانت تحظر نشاط هذه المجموعات وتعتبرها كأعداء للقومية.
في هذه الفترة كانت إسرائيل أكثر مرونة تجاه هذه المجموعات، بحيث كان من أول خطوات إسرائيل بعد انتصارها في الحرب عام 67، إطلاق سراح العديد من نشطاء الإخوان المسلمين من داخل السجون، بما فيهم المؤسس الروحي لحركة حماس الشيخ ياسين. كان الشيخ أحمد ياسين والعديد من الإخوان المسلمين قد سجنوا على يد السلطات المصرية إثر محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر على يد الإخوان. اعتبر ناصر أن الإسلام السياسي تهديدا للمشروع القومي وفي غير أوانه وكان غير متساهل بشكل واضح بالتعامل مع هذه المجموعات. أحست إسرائيل وفي الاتجاه المعاكس أن مثل هذه المجموعات الإسلامية المتشددة قد يكون عاملا مساعدا في كبح جماح القومين العرب على غرار أولئك الذين تأثروا بالفكر الناصري في حركة فتح في المناطق الفلسطينية، من خلال إطلاق سراح الإسلاميين من سجونهم وتشجيعهم في أخذ دور أساسي في المجتمع الفلسطيني.
بدأت إسرائيل و منذ عام 67 بالسماح للحركات الإسلامية في الضفة الغربية وغزة بالتفاعل داخل هذه الأراضي، حيث كانت الإحصاءات مذهلة، على سبيل المثال كانت غزة في فترة ما بين العوام 1967 و 1987 أي عندما تأسست حماس حيث تضاعف عدد المساجد إلى ثلاثة أضعاف العدد الذي كان في السابق حيث زاد العدد من 200 إلى 600 مسجد. يعزى ذلك إلى الأموال التي تدفقت من خارج الأراضي الفلسطينية وتحديدا من الأثرياء المحافظين في المملكة العربية السعودية ودول الجوار، لكن هذا لم يكن ليحدث لولا أن كانت هناك ليونة من قبل إسرائيل.
هناك الكثير من الأدلة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وخصوصا الشين بيت والعديد من المؤسسات العسكرية ساعدت على تنامي حركة الإخوان المسلمين وإيجاد حركة حماس في الأراضي الفلسطينية
ووفقا لتصريحات سفير الولايات المتحدة الأسبق لدي العربية السعودية شارلز فريمان ,فان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشين بيت كان وراء خلق حماس ويقول " إن إسرائيل أنشأت حماس " , لقد كان مشروعا للشين بيت في مسعى لزحزحة منظمة التحرير الفلسطينية .
ولقد صرح مؤخرا مسئول رفيع لدي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن دعم إسرائيل الزائف للجماعات الإسلامية التي أصبحت فيما بعد "حماس" كان محاولة مباشرة لتقسيم وتخفيف الدعم عن منظمة التحرير وذلك باستخدام رديف ديني منافس. ويتفق "العديد " مع هذا الطرح مشيرا لمدي استفادة إسرائيل من أن حركة إسلامية في الأراضي الفلسطينية ستثير العداء والعنف مع جمهور حركة فتح.
لقد كانت حركة حماس عدوا لدودا للحركة الوطنية الفلسطينية حيث اشتبكت مرارًا وتكرارًا مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية و مع فتح و كانت هناك اشتباكات عنيفة في الجامعات وذلك في السبعينيات والثمانينيات حيث هاجمت حماس كلا من منظمة التحرير الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومجموعات أخرى مستخدمة الهراوات والسلاسل وكان ذلك قبل ظهور السلاح في الأراضي المحتلة.
و بالسماح لظهور الحركات الإسلامية المتطرفة، فان إسرائيل كانت تسير على خطى الحكومات البريطانية و الأمريكية المتتالية و سياستهم "عدو عدوي صديقي" وبالطبع فالإخوان المسلمين أنفسهم ووليدتهم حماس هم نتاج استعماري بريطاني . ففي العشرينيات ساعد البريطانيون، ثم الحكام الاستعماريون "لمصر" في إنشاء حركة الإخوان المسلمين كوسيلة لإبقاء القومية المصرية.
و يصف العديد حركة الإخوان المسلمين على أنها امتداد مخابراتي بريطانيي غير مبالي, فالمسجد الذي كان بمثابة أول مقرات الإخوان المسلمين في الإسماعيلية تم بناؤه من قبل الشركة البريطانية لقناة السويس. فبمعرفة ومصادقة بريطانيا الضمنية خلال الثلاثينيات والخمسينيات تحدي الإخوان المسلمين الأحزاب المناهضة للاستعمار داخل مصر وامتدت لتشمل أجزاء أخري من الشرق الأدنى والأوسط مقيمة فروعا لها في كل من الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين حيث تحولت حركة الإخوان أواخر الستينيات وأوائل الثمانينيات وتحت أنظار إسرائيل إلي "حماس" . ولقد نظر الأمريكيون والانجليز وذلك بعد تولي عبد الناصر للحكم عام 1954 إلي جماعة الإخوان كسلاحا ناجعا في مواجهة القومية العلمانية والاشتراكية. وفي كتابه " النوم مع الشيطان" وصف روبرت بيير وهو موظف سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "السر الصغير القذر" في واشنطن أوائل الخمسينيات قائلا " أن البيت الأبيض اعتبر جماعة الإخوان حليف خفي وسلاح سري ضد الشيوعية.
فالقاعدة نفسها والتي تعتبر أكثر التيارات الإسلامية تطرفا وغموضا انبثقت من حركة الإخوان المسلمين. فأسامة بن لادن تأثر بشكل كبير من أفكار سيد قطب والذي يعتبر عضوا متشددا في جماعة الإخوان المسلمين, فالمصري أيمن الظواهري المساعد الأول لبن لادن والذي أصبح مألوفا عبر التسجيلات الصوتية والفيديو قد تشدد من خلال انخراطه في صفوف الإخوان المسلمين قبل انتقاله إلي جماعة الجهاد الإسلامي الأكثر تطرفا في عام 1979 ،حيث شارك في قتال السوفييت في أفغانستان, في حقيقة الأمر, فيما يتعلق بالمعايير الفكرية والأدائية, استفادت القاعدة من خلال انخراطها في الشؤون الشرق أوسطية وحازت علي الإلهام الفكري من الإخوان المسلمين المدعومة من المخابرات الأميركية والبريطانية في مطلع ومنتصف القرن العشرين, حيث كانت هذه الجماعة متخفية جراء شدة الحرب السوفييتية الأفغانية الطاحنة, الحرب التي لاقت الدعم الأمريكي البريطاني السعودي للمجاهدين.
وفي محاولة للعب نفس اللعبة الأمريكية البريطانية " لعبة الشيطان" , عملت إسرائيل علي خلق حافري قبورها من خلال تشجيع إسرائيل لظهور حركة حماس في مواجهة القومية العلمانية التي تمثلت في الهجوم علي فكرة الديمقراطية العلمانية, لذلك ليس من الغرابة أن تحتفظ حماس بتوجهاتها الدينية المتشددة وسياساتها التقليدية.
فأصبح هدف الغرب الواضح والدعم الإسرائيلي للإسلاميين المتشددين من مصر إلي فلسطين إلي أفغانستان هو عزل وإضعاف وتدمير الحركات السياسية البارزة التي ارتكزت علي أفكار الديمقراطية الغربية, وتحاول إسرائيل الآن إطلاق العنان علي ضوء نتائج نشاطاتها الأولي من خلال دعمها لحركة فتح للإطاحة بحركة حماس التي تعتبر أساس النزاع والفرقة في المناطق الفلسطينية.
| |
|
|
|
|
|
|
|