|
«مغتصبة» من دارفور تحكي تفاصيل مأساتها . . .
|
خرجت زينب داود لإحضار حطب مع خمس فتيات أخريات كالمعتاد لكن هذا اليوم كان مختلفا.. اذ هاجم رجلان يمتطيان جملين المجموعة وقاما بعزل زينب لتبدأ محنتها. وفي مخيم كالما للمشردين في اقليم دارفور جلست زينب (20 عاما) جلسة غير مريحة على مقعد تضرب ركبتيها النحيلتين معا وتمتمت تقول بينما أحاطت بها أسرتها ومتفرجون «شدوني وضربوني ثم».. وحثها شقيقها الأكبر قائلا «لا تخافي. احكي لهم كل شيء». واستطاعت زينب أن تنطق وهي تنظر بعيدا الى الارض الرملية وقالت «اغتصباني. كلاهما اغتصبني». ومضت تقول «كانا عربيان.. أرادا ان يعرفا أين يضع أبي ماشيته». ووصفت زينب تحت الحاح من عائلتها كابوسها الذي استمر نصف ساعة حيث ضربها الرجلان بعصي وصفعاها واغتصباها وطلبا منها أن تعود وتخبر الناس في المخيم أنهما سيأتيان لأخذ ماشيتهم وأموالهم. وذهبت زينب الى مستشفى المخيم مرتين مع عائلتها لكنها لم تتمكن من العثور على طبيب. وقالت «الآن أعطتني هذه السيدة دواء. لا أعرف ما هو». وأضافت بحزن «سيكون من الصعب علي ان أتزوج الآن». وران الصمت على زينب والآخرين عندما سئلت عما اذا كانت تقدمت ببلاغ للشرطة عن الهجوم الذي تعرضت له.
وانفجر رجل قائلا «لا تسألي هذا السؤال. هؤلاء الشرطة يغتصبون اخواتنا في المخيم... انهم أعداؤنا». ويخشى كثير من المشردين في مخيم كالما 300 شرطي جرى نشرهم لحماية ما يزيد على مئة ألف شخص يعيشون في المخيم مثلما يخشون الجنجويد. وقال الطيب محمد أحمد وهو زعيم مجموعة في المخيم «زعيم الجنجويد هو الآن واحد من قادة الشرطة هنا». ويقول سكان المخيم انهم يسمعون في الليل اطلاقا للنار في المخيم القريب من مكان السوق الرئيسية وينكمشون رعبا في ملاجئهم الواهية أو يلوذون بفتحات حفروها في الارض لتجنب الرصاصات الطائشة. قالت حليمة اسماعيل النور «يرددون ـ الجنجويد ـ أننا نحن الافارقة يجب أن نترك هذا البلد. لكننا لن نتركه». ورغم أن عمرها لا يتجاوز 25 عاما الا أن أطرافها التي تشبه العصا وبطنها المنتفخة ووجهها الذابل جعلها تبدو كما لو كان عمرها 40 عاما.
وقالت ان الجنجويد قتلوا اثنين يوم الاحد الماضي.
وتقول الحكومة انها قامت بارسال ستة الاف شرطي اضافي في محاولة لمنع الهجمات على المشردين.
وقالت حليمة «الشرطة لا تفعل شيئا انهم أيضا جاءوا ليطلقوا الرصاص. نسمع مدافعهم الرشاشة». رويترز 17/12/2004 البيان
|
|
|
|
|
|
|
|
|