|
Re: طنجة ، مدينةٌ تستبيحها سنابك خيول " جنجويد " الروائي المغربي الراحل محمد شكري !!! (Re: توما)
|
منوت تحية
جاء بول بولز ليقضي في طنجة صيفا , مثل العابرين بها, فإذا به يخلد فيها. وعندما سئل بولز عن سبب مجيئه وبقائه فيها قال بسخريته المعهودة: لقد جئت وبقيت. وعندما سأله شكري: ولماذا بقيت العمر كله? أوه ! لأنه هكذا.ولست أنت الأول الذي يسألني مثل هذا السؤال, ولكن ليس لدي ما أخسره اليوم إذا أنا أجبتك. كانت الحياة جميلة جدا في ذلك الزمان (يقصد في الثلاثينيات إلى حدود استقلال المغرب عام 1956) كان في إمكانك, مثلا , أن تسمع أصوات الزيزات, فوق أشجار الأوكالبتوس وأنت جالس في رحبة مقهى باريس, أما اليوم فلن تسمع إلا ضجيج المحركات المقيم ! هكذا يجيب بولز بصيغ مختلفة كل من يسأله عن هذا الخلود الطنجي الذي لم يندم عليه, رغم حسرته على ماضي طنجة. نفس الحسرة يعبر عنها ثيسجر في نهاية رحلاته في الجزيرة العربية بقوله: هنا في الصحراء وجدت كل شيء كنت أريده, وكنت أعلم بأنني لن أجده مرة أخرى أبدا . ولكن لم يكن هذا الأسى الشخصي هو الذي آلمني, إذ أدركت أن البدو الذين عشت معهم وسافرت برفقتهم ووجدت القناعة والرضا في معاشرتهم ينتظرهم قدر مشؤوم. فالبعض يدعي أنهم سيكونون أيسر حالا عندما يستبدلون مشقة الحياة في الصحراء بالأمن الذي يوفره العالم المادي. وهو أمر لن أصدقه..)
من بول بولز و عزلة طنجة ... لمحمد شكري (منقول) من مقال عمار السنجري _ كاتب من الأمارات
|
|
|
|
|
|