|
|
 Re: مهددات الوحدة الوطنية !!!! (Re: بشري الطيب)
|
الصديق العزيز بشرى الطيب....
اولاً شكراً على فتح الموضوع
وسأحاول الدخول دون مقدمات
أبدأ بالأصولية:
الأصولية هي الخطر للقادم الذي يهدد هذه البلاد وأقول هذا لما يراه الشخص من تمهيدات وأرضية ساعدت في فرشها الحكومة الحالية.. إضافة إلى المنافذ العديدة (إعلامية/تربية وتعليم/منابر) أتيحت لهذه المجموعات التي ندعوها بالأصولية الإسلامية (وهنا قصدت تحديد ما أقصده بالأصولية وهذا ما سيكون عليه بقية الكلام عنها) ولكن هذا ليس ما أريد التحدث عنه ... فالنتجه إلأى أسئلة أخطر وأبعد:
هنالك ما يتجاوزه الكثير من المثقفين الذين إذا صحت تسميتهم بالتيار التقدمي الذي يدعو إلى (العلمانية/الديموقراطية/حقوق الإنسان...الخ) وهو أن هذه الجماعات تمتلك شرعية وموضوعية للمجتمع أكثر منه هو كشخص يدعو إلى التمسك بالطرح العلمي بعيداً عن الماورائيات...
كيف؟
حسنا دعونا أولاً نفصل الجماعات الأصولية بصورة أخرى:
1- التيار السني الوهابي (الذي يضم الآنفين ذكرهم جميعاً في كلام الأخ بشرى [أخزان مسلمين/انصار سنة...الخ]
2- التيار الشيعي
3- التيار الصوفي
4- تيار المعتزلة....
سيسأل أحدهم لماذا وضعت كل هذه الطوائف (والتي تعتبر تقريباً جميع التيارات الاسلامية باستثناء القليل) لماذا وضعتهم في قائمة الأصوليين....؟؟!!
الجواب هو : لأنهم يتفقوا مع بعضهم في أمور لا يتجاوزوها جميعاً... وهي:
1- الشريعة الإسلامية
2- الجهاد
الشريعة الاسلامية بكل ما تضمه والجهاد بكل أوامره التي تراها قاطعة و وتقريباً غير قابلة للنقاش في الآيات القرآنية والحديث وواضحة وضوح الشمس...
ملحوظة:
الأديان هي المحرك الأساسي للمجتمعات إذ هي المجيب الوحيد عن سؤال الوجود الذي أرق الإنسان منذ فجر لإنسانية : من أين أتينا وإلى أين نحن ذاهبون؟ .....
سؤال:
هل يريد التقدميين والعلميين أن يستمر هذا المجتمع في تطور حقيقي من غير أي انتكاسات أم لا؟
وسأوضح ما أعنيه بالانتكاسة:
الانتكاسة هي : أن يتقدم المجتمع (سطحياً فقط كما نشاهد اليوم) في مجال العلاقات الانسانية وحقوق الانسان والديموقراطية .. وبعد فترة من الزمان تأتي جماعة أصولية تدعو لنفس القيم التي تتواجد في الشريعة والجهاد.(ولهم كل الحق في ذلك طبعاً) (ولهم الشرعية الأكبر بالمقارنة بالعلمية) وأنا متأكد أنها تستطيع أن تحدث إنتكاسة على مستوى المفاهيم...
السؤال بشكل ثاني:
كيف نتحصن من الأصولية؟
هذا طبعاً إذا تخلصنا منها.. في البداية..... وهذا ما يتجاوزهه العلميون....
الملاحظ للنقاشات التي تدور بين الطرفين أن هنلك نوع من الإقصاء من الطرفين الذي لا يجدي.. وهو بلفظتين (ظلامي- رجعي) هذا من طرف العلميين و(كافر) هذا من الطرف الآخر أو إتباع النقاش بجمل مثل...
(سبحان الله)
(وإنا لله وإنا إليه راجعون)
وبنفس الصورة عند العلميين:
(رجعي، معادٍ للعلم والتقدم... الخ)
...
وبالطبع يضيع النقاش في وسط زحمة لغة الإقصاء .. وينتهي النقاش بعدم الوصول إلى أي نتائج من الطرفين,,,,
أقول هذا الكلام لأنني أريد أن أنبه لنقطة مهمة جداً بالنسبة للشخص العلمي .. وهي أن هذا الشخص الذي تدعوه بالظلامي والمعادي للتقدم .. له الشرعية الأأكبر منك لأنك لا تريد أن تمسك المشكلة من جذورها بل تعمد إلى المراوغة بالقول :
(أن هؤلاء لم يفهموا الدين بصورة صحيحة)
وهذه الجملة بالذات هي المحك الحقيقي... والمأزق الحقيقي... فإذا هم طبقوه بصورة أضرت بالمجتمع.. سيأتي آخر ويقول هذا لم يطبقه بصورة صحيحة وأنا سوف أفعل.. وتحصل الانتكاسة التي لن تجدي وسائل إقناعك العلمية من ردعها.. هل ستجيب للمواطن العادي عن سؤال الوجود... ثم من سوف يدخله الجنه.. أنت أم الآخر الأصولي...
ثم سؤال آخر:
هل الشخص العلمي هو شخص محصن تماماً من الأصولية؟؟
قد يضحك بعضهم ويقول: من المستحيل أن أعود إلى الوراء بعد أن تقدمت؟ ولكن هنالك أمثلة على كثيرين عادوا بعد التقدم......ز
فما بالك بمجتمع لا يفكر.... وأقول لا يفكر لأننا مجتمعات العالم الثالث عموماً مجتمعات لا تفكر ولا تسأل ... ولو كنا كذلك لأنتجنا علماً وحضارة... ونحن الآن عبارة عن أمم تستهلك العلم والحضارة ... وهنا يكمن الضعف....
....
مثال هزيمة التيار العلمي والتقدمي والديموقراطي من قبل الأصوليين:
جامعة الخرطوم – انتخابات الإتحاد:
ربما يستغرب البعض من هذا المثال .. لأنهم يعتقدون أن الهزيمة قد تمت بالعكس... ولكن هذا ظاهرياً فقط... المتعمق سيرى بعداً كارثياً آخر في هذه الانتخابات...
من هزم من؟
حسناً
بغض النظر عن المؤتمر الوطني الحاكم والتنظيمات المتحالفة معه بالاستناد إلى مقولة أنه قد اشترى أصوات الطلاب بالمال....
فلنقارن تنظيم أنصار السنة مع التحالف الذي يضم تنظيمات الديموقراطية والعلمية والتقدم (مع الملاحظة أيضاً أن ضمن هذه التنظيمات تنظيمات طائفية ورجعية أدى وجودها إلى كسب عدد كبير من الأصوات ويكاد يكون الأكبر) .. أعتقد أن تنظيم أنصار السنة يستحق الإتحاد أكثر من التحالف لأنه تنظيم (واحد) وهؤلاء _التحالف_ (تنظيمات)... والفرق بين القائمتين لم يكن كبيراً.. إذن من هو المنتصر الحقيقي في هذه المعركة...
أتيت بهذا المثال لا لنفسه.. بل لأقول : أن أنصار السنة (الجماعة الأصولية) لها الشرعية الكبرى والسلطة الكبرى على الطلاب (الذين يصنفون ضمن الفئة المستنيرة في المجتمع) ... أريد أن أسأل :
لماذا يستكر التقدميين على المجتمع نبذه لهم ووصمهم بالكفر والخروج على الملة في حال أنهم لم يحاولوا (كمفكرين، وفلاسفة وهؤلاء ما نفتقدهم في هذه الأزمات) أن يجدو حلاً ذو مشروعية لمشكلة الدين بدل قذف كل المشاكل على الجبهة الإسلامية؟؟؟؟
من أين أتت هذه الجبهة أساساً؟ أليست من هذا المجتمع الذي ندعي أنه أبعد ما يكون عن الأصولية؟؟؟
والنلقي نظرة على الانتقادات التي توجه إلى الجبهة الإسلامية... سنجد أنه عبارة عن انتقادات في سلوك هذه الجماعة (من نهب وقتل وتشريد وتعذيب وقهر وتجويع وتجهيل) .. ولكن هل إذا تركت الجبهة الإسلامية هذه التصرفات البشعة.. هل ستكون جيدة وليس فيها سوء؟؟؟؟
....
المهرب المعتاد لطرح العلمانية (التعدد الثقافي، الإثني) .. هل إذا زالت هذا التعدد (مثلاً بتشرزم البلاد إلى أقسام) هل إذا زال ستكون الشريعة الإسلامية هي الحل لمجتمع يريد أن يتقدم؟؟؟؟
لا أريد أن أطيل
من كلامي هذا كنت أريد طرح أسئلة فقط .. كما أنني لم أجيب على واحد منهم لأنني لا أدعي أنني مفكر أو فيلسوف.. ولكن هذه الأسئلة ظلت تؤرق ذهني لفترة طويلة وجعلتني أقف مكتوف اليدين وعاجز عن فعل شئ.....
أقول مرة أخرى .. أن الأصولية هي المهدد الأول في رأيي للوحدة الوطنية .. وبعدها تأتي بقية المهددات .. لأن القومية العربية يا بشرى .. أو القوميين أخذوا بالتحول إلى أصوليين دينيين أيضاً (كما حدث وقت حرب أمريكا والعراق، الاستنجاد بالمسلمين أكثر من العرب)... وهذه هي جذورهم الحقيقية وعقلياتهم..
تحياتي للجميع
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
مأمون التلب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست