|
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم (Re: AL GURAIR)
|
الأخ العزيز القرير (الفاتح)
لك الشكر والإمتنان على الإبداعات التي تطل بها علينا من وقت لآخر لتخفف بها لهيب الغربة وفي الغربة غربة الجزيرة العربية..
أعدتني بهذه الكلمات وبالنغمات التي أضافها ياسيكو إلى ذكريات حلوة ، فالبرغم من أنني لم أولد بالقرير ولم أترعرع بها ولكني قضيت بها أحلى أيام عمري وهي قصيرة ولكن غنية فقد كانت لحظات في إجازات أذوب فيها بالكامل في عبق القرير، بين حسم وجدية جدي سيدأحمد ودعوض وشدته والحنان الدافق من حبوبتي أم الخير بت الحسن ود البدري الذي يغمر الجميع ويفيض إلى حد الإغراق. (رحمهما الله ورحم جميع أسلافنا). وسط النخيل وحيضان البرسيم الأخضر ،، لا تحت بين اللوبا المحاطة بالعدس، والجروف التي تشققت قريرتها وفتحت مسامها عطشى في انتظار الدميره. فوق قمة إحدى مدينيات ودعوض الشهيرات فوق جدول درب الصبره بساقية دبوس تلك المدينيات الأربع الهرمات السامقات في عنان السماء، اتذكر يوم كنت أصعد إلى القمة لأتناول الرطب المديني ومتخيراً الوقت بحرص شديد حتى أستمتع بمشهد البوسطة (الباخرة) وهي قادمة من الحليلة ومتجة إلى جزيرة مساوي ومدخنتها ترسل ذلك الخيط الأسود من الدخان ، ياله من منظر بديع طالما استمتعت به خاصة عندما يأتيني سوط صافرتها المميز، قمة المتعة في هذا المشهد هو أنني أشعر بأني الوحيد الذي يرى هذا المشهر من فوق هذا العلو !! طبعاً وبدون أن تضحك ففي أول زيارة لي قمت بهذه المغامرة وأنا ألبس (سفنجة باتا) وكان اليوم جمعة وأثناء هبوطي طعنتني شوكة تمر في كعب رجلي وإنكسرت ولولا ستر الله لوقعت من شدة الألم وكان يمكن تنكسر رقبتي ، المهم قضينا أكثر من ساعتين في اسخراج هذه الشوكة ولن أقول اللعينة لأنها علمتني أشياء كثير لم تعلمني إياها المدينة وبالطبع أولاد البلد بيعرفوا ألم شوكة التمر وإخلاصها وإستماتها في البقاء داخل الجسد الذي تنفذ إليه. السهر والسمر فوق قوز حمرا حتى الفجر،، مباراة اللعوب في ظلمة الليل عندما يأتي صوت الطمبور لافحاه النسمات الباردة ليلاً يظهر من بعيد حيناً ويختفياً ونتسائل ياربي جاي من جهة القرير ولا أسلي ولا معدي البحر من المقل ،،، فيصيح أحدهم هوي دا ما لعب ناس ود سند في مساوي ،، هيا نمشي بس إنشا الله المركب لا تكون بي غادي في شان نعدي حميرنا معانا وما مشكلة كان بقت ما في نمشي بي أم حوته ونعدي بالمخاضة.
ومساوي وما أدراك ما مساوي ... فهذه حكاية أخرى قد أ‘ود إليها لاحقاً...
في إجازتي الأولى لا أنسى عربية جاهوري رحمه الله والتي حملتنا من محطة كريمة وحتى البلد (الكنيسة) وكان مسيرها معظمه ليلاً نقف كل نصف كيلو أو أقل لينزل أحد القادمين ويتكرر ما يحدث في كل وقفة من سلام حباب وسؤال عن الأهل التحت والفوق فكل قادم يجد العشرات في إنتظاره فصوت العربة يجمع الناس خاصة يوم القطار يروا "منو الجه من لا فوق" وكل يسأل القادم عن أخية وإبنه وقريبه ومتى سيأتي فموسم حش التمر على الأبواب... كذلك لا أنسى ألم الوداع يوم المغادرة وقد وصفها الشاعر أصدق وصف وكنت قد أتخذتها توقياً لبوستاتي من قبل.
وا مغستي رحل تلوت الليل...
وفي وصف صادق وجميل لذلك الرحيل والذي هو بالفعل يبدأ في الثلث الأخير من الليل وقت التهجد والعبادة ، تجد الناس وقد تجمعوا أما دكان عمنا الفضل رحمه الله لإنتظار عربة جاهوري ووداع المسافرين، يالها من لحظام صعبة وقاسية ،، يومها صعدت إلى العربة وأنا أتحسس ذلك المنديل الحرير المشغول بتلك الأنامل ...... أتحسسه وأوهطه في الجيب حتى لا يقع في زحمة المودعين ثم أخرج يدي لأشتم راحة العطر الذي ضمخ به...
كما ذكرت في البداية فإني لم أولد ولم أترعرع في القرير ولكن عوضني الله في الغربة بصحبة موسوعة القرير (مامان) والذي بصحبته تحس دائماً بأنك لم تغادر القرير ، فأعوا معي له بدوام الصحة والعافية التوفيق في كل ما يرجوه ...
يا لها من أيام لو عادت ما رحلت في ذلك اليوم...
لي عودة..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
القرير ... والاغنيات الحوالم | AL GURAIR | 11-27-04, 07:39 AM |
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم | عبد المنعم سيد احمد | 11-27-04, 07:59 AM |
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم | AL GURAIR | 11-28-04, 10:28 AM |
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم | yasiko | 11-28-04, 06:52 PM |
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم | yasiko | 12-03-04, 06:24 PM |
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم | suliman ibrahim | 12-05-04, 00:24 AM |
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم | yasiko | 11-27-04, 10:24 PM |
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم | yasiko | 11-27-04, 10:27 PM |
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم | Mohamed A. Salih | 11-28-04, 08:17 PM |
Re: القرير ... والاغنيات الحوالم | Al-Shaygi | 11-28-04, 09:40 PM |
|
|
|