|
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)
|
صديقي العزيز فائز السليك
بعد التحية والتقدير لقد تابعت اللقاء الشخن علي شاشة الفضائية الاريتيرية التي استضاف شخصكم الكريم ود.تيسير
لقد كان لقاءاً قويا وجيّدا , قراتم اللحظة السياسية الآنية السودانية بعيون العائش لاحداثها لحظة بلحظة وقد اعجبني رؤيتك المدركة لجذور ازمتنا السودانية الخانقة , ارجو ان ان نتمكن وايّاكم من قوي التغيير ان ندفع بوطننا نحو بر الامان من بين فكي هذه الطغمة المهلكة
اين تكمن الاشكالية في مشروع التحول الي الدولة الحديثة
كيف يمكن احداث الاختراق اللازم في بنية النسق المجتمعي الراسي ذات الجذور العميقة والتي تشتغل من خلال نمط العلاقات "البطرياركية" علي حد وصف د. ابكر اسماعيل ؟
كيف يكون المدخل الي تفكيك هذه المنظومة بشكل ممنهج وواعي بحيث تتمكن آليات التفكيك من تفادي الانزلاق في اوحال الصوملة او البلقنة او العرقنة
هل هنالك أي امل في ان تتنازل المجموعة المهيمنة علي جهاز السلطة وبالتالي الدولة باعتبارها كيانا ذائبا فيها , علما بان هذه المجموعة تعي جيّدا نمط العلاقات السائدة في المنظومة المجتمعية السودانية , ولها باع طويل في استغلالها بشكل ميكافيلي شيطاني اتت مردوده بشكل مدمر علي مستقبل الكيان الكلّي من اجل منافع انتهازية ذاتية ضيقة ؟
Quote: فصارت لا هي تدار بالشكل الذي يتناسب وبنيتها وإمكانيات تطورها الداخلية، ولا هي استطاعت تغيير بنيتها لتتناسب مع شكل الدولة الحديثة، فأصبحت حقلا من التناقضات الرأسية الطبقية، والأفقية الإثنية الثقافية (الكلية)، وهو ما نسميه تناقضات المركز والهوامش. أي أن التراتبية الاجتماعية ذات طابع مزدوج، فصعود الفرد يحدده البعد الرأسي المتعلق بعلاقات الإنتاج وفي نفس الوقت يحكمه وضعه الإثني الثقافي (القرابي) في الوضعية/الدولة |
كيف نتمكن من القبض علي مفاتيح شفرات المجتمع , ان نغوص في اعماق بنيتها ونسعي الي تفكيكها "بهداوة" بحيث نصل الي النقطة التي نستطيع فيها تدشين مشروع نسق مجتمعي متعدد متفاعل ايجابيا ونمط تفكير متعددمتفاعل ايجابيا ونسق علاقات متعددة متفاعلة ايجابيا تتقولب مجتمعة داخل " وعاء الاختلاف " و تشتغل من خلال نسق وظيفوي فعّال .
هل حان موعد تاسيس آليات بناء مجتمعية ( منظمات مجتمع مدني /وسائط اعلامية متخصصة /تكتلات فكرية اجتماعية ) تشتغل خارج سياق المفاهيم الحزبوية/العقائدية/العائلية القديمة التي تشتغل من خلال الايديولوجيا الشعبوية التهييجية السائدة في السودان من خلال السعي الدؤوب لتوطين ثقافة التنوع وروح الانتماء متسلحا بسلاح المعرفة المتمكنة ؟
كيف لنا ان ندشن فضاءا للتغيير طوله وعرضه وافقه المعرفة وهدفه ان يضع الانسان السوداني وحقوقه وحياته ورفاهيته وحاجياته في المقام الاول ؟ ان يكون هنالك معيارا واحدا لهوية الانسان السوداني
كيف نؤسس لوطن يكون المساواة بين الناس من البديهيات؟
Quote:
Quote: . والدولة هى الاطار العام الذى يضم الحكومة والاحزاب والمنظمات والمجتمع. و " الدولة ليست مجرد مؤسسة فقط او مجرد تركيب، بل هى مركب علاقات معقدخلقته اختلافات وصراعات العلاقات الاجتماعية واشكال التنظيم الاجتماعى المتطابقة معها، ولذلك، الدولة ليست مستقلة عن الطبقات الاجتماعية او عن صراعاتها، بل هى فى ذاتها نتاج حقائق الواقع الاقتصادية الاجتماعية. ولكن هناك فى المجتمع. بشكل عام مصالح متنافسة وصراع مرير من اجل الهيمنة" . وكلما انحسر وجود منظمات المجتمع المدنى زادت اهمية المؤسسات البدائية، وتقوقع السكان المحليون فى قوقعة القبيلة، واشبعوا غريزة الانتماء من اثدائها، ووفقاً لنظريات علم النفس يحتاج الفرد الى اشباع الحاجات الاساسية مثل الاكل، والشرب، والمسكن، والملبس، ثم بعد ذلك يفكر فى الانتماء الى اسرة وقبيلة ومجموعة؛ ومن ثم اشباع الغرائز الاخرى مثل الحب والابداع وتحقيق الذات فوق قمة الهرم.
|
|
في السودان تتحمل الحكومة والاحزاب مسؤولية كبري في في ما اصاب النسيج المجتمعي من حلحلة وتمزق واستقطاب وتنامي روح "البطرياركية" لانها ساهمت بطريقة او اخري في ضياع اكثر من اربعون عاما من عمر الدولة في صراعات سفسطائية عبثية تدور في حلقات مفرغة تعيد انتاج نفسها افرزت في آخر المطاف حالة الدولة التي تسمّي "الدولة الفاشلة" وهي دولة مرشحة لان تتحول الي حالة "لا دولة" .
ترسخت في وعي الاحزاب الشمالية والتي يمثل النظام الحاكم احد ابنائها الاكثر سوءً ثقافة التهافت والتكالب علي السلطة منذ فطامها واعتمدت نمط العلاقات البطريركية الرأسية التي تعتمد علي الولاء فقط كمعيار لاختيار القادة حيث استخدمت شعارات اسلاموعروبية كاطار احادي لهوية الدولة المتعددة الثقافات . وقد ادّ كل ذلك الي انتاج اجيال متتالية من نخب شمالية ادمنت الفشل , نخباً تحمل افضل القدرات العلمية تلتف حول شخصيات مثل عمر البشير البهلوانية الخاوية المضمون والمحتوي , يرقصون حوله في مآتم الموت الذي يسمّونها اعراس. هذه النخب ادمنت الفشل , ولان كل حياتها فشل في فشل , فهي لم تعرف النجاح يوما ولذلك معيارها للنجاح نفسه تاتي بمرآة الفشل , بمعني انها نخب تري في الفشل نجاحا, وتعيد انتاج نفسها بشكل يسبب الغثيان. ان مشروع التغيير الذي نريده يجب ان تاخذ خطوة جريئة في اتجاه خلق ميديا جديدة تشتغل خارج دائرة الانساق السياسوية/الحزبوية /العائلية/العقائدية المدمنة للفشل , نحو اتجاه فكري ثقافي تنتصب باقدام المعرفة الرصينة لانزال التنوع الثقافي الي واقع التطبيق وهي المرحلة الاكثر صعوبة من مراحل التغيير ولنا عودة
(عدل بواسطة د. بشار صقر on 11-19-2004, 01:26 PM)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-10-04, 05:10 PM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | abuarafa | 11-11-04, 02:57 AM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-11-04, 08:11 AM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-11-04, 08:30 AM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | فايز السليك | 11-11-04, 01:55 PM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-12-04, 07:33 AM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | abuarafa | 11-12-04, 10:50 AM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-13-04, 05:41 AM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | معتز تروتسكى | 11-12-04, 10:21 PM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-13-04, 05:36 AM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | فايز السليك | 11-16-04, 12:02 PM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-16-04, 02:19 PM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-19-04, 01:15 PM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-19-04, 01:24 PM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-20-04, 02:47 PM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | د. بشار صقر | 11-27-04, 02:54 AM |
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني | محمد حلا | 11-27-04, 05:45 AM |
|
|
|