مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج /اسمرا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 03:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2004, 09:26 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج (Re: ahmed haneen)

    نواصل

    أي أننا نخوض عبر ما نطرحه من فكرة، المواجهة الحقيقة أمام التاريخ، كيف نحقق ذلك؟ أعتقد أن إعمال عناصر التفكيك لهذه المقولة وإعادة تركيبها من جديد قد تعطي نتيجة (ما). مثلاً هل من الممكن أن نضع المقولة السابقة في شكل معادلة رياضية الغرض منها رؤية العلاقات الداخلية للنص؟ فلنرى إذاً(!): الفرضية الأساسية أن:

    [تكريب الحزب] يؤدي إلى [توسيع قاعدته بمعني "بناء حزب جماهيري"]، (يقود إلى) = السودان الجديد.
    فإذا حوّلنا هذه العلاقة إلى رموز رياضة/منطقية لنرى العلاقة المنطقية التي تربط بين أجزاؤها، سنفترض أن (تكريب الحزب= أ مثلاً) و (توسيع قاعدته "بناء الحزب الجماهيري= ب )، و(السودان الجديد= ج)، يصبح شكل العلاقة كالآتي:
    (أ) (ب) (ج). كان يمكن وضع علامة (+) بدلاً عن الأسهم للتدليل على شرط التساوي، لكن سيوقعنا وضع العلاقة بهذه الصورة في تناقض منطقي داخلي إذ أنه وفي هذه الحالة يجب أن تخضع لقانون: إذا كانت (أ) تساوي (ب)، و (ب) تساوي (ج)، عليه فأن (أ) يجب أن تساوى (ج) ـ مبدأ الثالث المرفوع ـ والذي يعني أن "تكريب الحزب" مساوي تماماً "للسودان الجديد" وكما هو واضح فهذه علاقة من الصعب إيجاد روابط بينها. لذلك فإختيار الأسهم، والذي لايعطي دلالة "التساوي" كاملة، إنما يشير إلى علاقات إرتباط قائمة على الضرورة، أذا أنه وفي هذه الحالة من الضروري أن تقود (أ) إلى (ب)، و (ب) تقود بالضرورة أيضاً إلى (ج). وأيضاح العلاقة بهذا الشكل (المنطقي القائم على الضرورة) الغرض منه توضيح علاقات الضرورة القائمة. عليه سنتعامل إفتراضاً في تحليل التركيبة الكلية بشرط التساوي لأننا إذا دققنا نجد أن هناك مستوى آخر داخل العلاقة يقترب بنا من وضعية التساوي، إذ أن المعادلة في صورتها النهائية المطلوبة هي أن: (أ) + (ب) يجب أن تعطينا (ج).

    وبالتالي: الطرف الأيمن من المعادلة يمكننا أن نقول عليه ـ وبلغة السياسية ـ أنها مجموعة أدوات نستخدمها لتحقيق هدف، هو تكوين السودان الجديد (الطرف الأيسر)، لكن لكي تكون هذه المعادلة صحيحة، أو بمعنى أن هناك علاقة منطقية قائمة بين عناصرها، أما أن يتحقق السودان الجديد فعلاً، أو على الأقل نكون قادرين على رؤيته بوضوح تام على صعيد الوعي وممكناته، ورياضياً يجب أن تكون الأدوات في المقابل أيضاً صحيحة أو سليمة. إذاً هذا يعني أن نعيد قراء هذه الأدوات للتحقق من صحتها هي في نفسها كأدوات، وصحة العلاقات فيما بينها.

    "تكريب الحزب"؛ عبارة عن سلسلة من العمليات المقصود منها تجويد الأداء السياسي(التنظيمي، اللائحي ..إلخ) هذا صحيح، وعلاقته بتوسيع قاعدة الحزب(= بناء الحزب الجماهيري) ليست قائمة على "الضرورة"، بل يمكن القول ـ وفي أحسن الفروض ـ أنهما يسيران في خطين متوازيين على صعيد عملية بناء الحزب، فالعامل السياسي في بناء الحزب الجماهيري أسبق للعامل التنظيمي؛ بمعني؛ إمتلاك الفكرة في الأساس تسبق عملية التنظيم. عليه؛ توسيع الحزب "بناء الحزب الجماهيري" أداة صحيحة في تحقيق التغيير(الوصول إلى أكبر قطاعات، التأثير في صناعة القرار، الوصول إلى السلطة السياسية). فالتأثير في أكبر قطاعات ممكنة يعني إمتلاك الوعي بواسطة هذه القطاعات والشرائح الإجتماعية لصناعة التغيير. إذاً ليس هناك تناقض! فما هي القضية إذاً؟؟

    هناك طرق متعددة للوصول إلى أكبر قطاعات، الطريقة التقليدية الأساسية تتمثل في التجييش لهذه القطاعات وبالطرق المعروفة(الوصول إلى هذه الجماهير في مواقعها وتمليكها الوعي بضرورة التغيير وأدواته)، وتنظيمها داخل إطار المؤسسة المعنية حتى تتمكن من الإضطلاع بدورها والإسهام في عملية صناعة التغيير. الطريقة الثانية تتمثل في خلق تحالفات عريضة مع قوى إجتماعية مختلفة تحمل نفس المفهوم. أياً من هاتين الطريقتين تفرضهما ضرورات سياسية وإجتماعية بعينها. ففي المجتمعات الرأسمالية التقسيم والصراع الطبقي واضح، بالتالي فالمصالح الطبقية هي التي تحدد طبيعة تكوين التجمعات السياسية المختلفة والتي تتمفصل أيديولوجياً وبشكل خطي ما بين برجوازية وطبقة عمالية أو رأسمالية... إلخ من الإصطلاحات.

    أما في المجتمعات ما قبل الرأسمالية، فهذا التقسيم الخطي والمصالح التي تبرر الصراع غير واضحة، وتتداخل عناصر أخري كما أشرنا إليها في البداية ووضحها أبكر أدم. ففي هذه الحالة تنشأ التحالفات لأنجاز فعل التغيير. وكحالة ممثالة السودان. وهذا ما يجعل من المعادلة السابقة متناقضة، لأن الصورة التي تعطينا لها أهمية بناء الحزب و"تكريبه" والتي تبدو منطقية في السياق التنظيمي وأولوياته، لا تبدو أكثر أهمية من عملية بناء التحالفات في سياق مجتمع ما قبل رأسمالي، متعددة الأعراق والديانات وغيرها من العناصر الأخرى. فالبناء التنظيمي قد ينتهي بضبط الأداء الداخلي لمنظومة متجانسة بدرجة (ما)، لكن ليس من الضروري أن يفضي إلى توسيع قاعدة يمكنها أن تنجز التغيير. فالأولى، قضية تنظيمية/لائحية /قانونية ذات نطاق محدود، والثانية موقف سياسي تمليه القناعات والأرضية الآيديولوجية وبدرجة أقل المصالح. وكما يقال: فأن العمل السياسي هو مجال لإكتساب القناعات، والناس يموتون من أجل ما يؤمنون به. إذاً؛ مدخلنا للتغير نحو السودان الجديد، تترتب فيه الأولويات على أساس بناء التحالفات ما بين الكيانات الإجتماعية المختلفة في السودان، والتي تتفق أيديولوجياً على أرضية التغيير، ومن ثم تأتي عملية تنظيمها في المرتبة الثانية.

    نعود لهذه المقارنة المليئة بالمخاطر لإعتبارات تاريخية ليس إلا، فالسؤال الذي نواجهه ونحن نصعّد ونراكم من نضالنا من أجل "دولة مدنية ديمقراطية موحدة" تتطلب أن نرتب أسبقياتنا كما يقولون، والأسبقيات هنا، وفي هذا المنحي هي أسبقيات إستراتيجية وليست تكتيكية، فتحديد مدخلنا لوحدة قوى السودان الجديد قضية مفصلية في مسارنا السياسي وفي تاريخ عملية التغيير في السودان، ومفهوم السودان الجديد ذاته، وهنا يكمن الخلاف المنهجي. فوضع (تكريب) البناء التنظيمي كأولوية يعكس وبالضرورة رؤية صناع هذه الإستراتيجية، والتي لا تخرج بأي حال من الأحوال ـ وفي كل نتائجها التي من المحتمل أن تصل إليها ـ من خلفية وطريقة تفكير ميكانكية. لكن، هل من المعقول أن يكون الأمر كذلك، خاصة وأن التحوّلات التي يشهدها السودان واضحة للعيان والتمفصل الآيديولوجي واضح وضوح الشمس؟ فما الأمر إذاً؟ يقال إذا كان كان هناك تناقض (ما) في الموقف السياسي، فهناك دائماً ثمة "مسكوت عنه" أو أجندة خفية. فما هو المسكوت عنه في حالتنا هذه؟

    إن ذلك نتقصاه من خلال تتبع مألات السودان الجديد نفسها. فالسودان الجديد الذي تعبّر عنه كافة شعاراتنا، يلخّصه تيسير محمد أحمد علي هو:"تغيير لكل العلاقات الإجتماعية/ السياسية/ الإقتصادية للدولة السودانية التي نشأت من بعد الإستقلال وحتى الآن" إذاً تغيير هذه العلاقات يعني قلب لمواقع إمتلاك السلطة السياسية والثروة في السودان وإعادة تركيب التراتيبة الإجتماعية على أسس مختلفة عن سابقها. فما هي الأسس القديمة المستهدفة بهذا التغيير؟ إنها العلاقات الإجتماعية القائمة على التمييز الإجتماعي والنظرة الجيوأثنية [[نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا، ونحن الفي رقاب الناس مجرب سيفنا]]، ومن ثم، العلاقات الإقتصادية/السياسية المتولدة من هذه العقلية والمسيطرة على مفاصل الدولة الإقتصادية بواسطة قلة، مبررها الآيديولوجي يتمركز في قلب "المخيال الإجتماعي" الخاص بها، ودافعها الإحتفاظ بحقوق وإمتيازات "تاريخية" متوهمة. هذا هو المسكوت عنه، والذي يقف كدافع خفي في كل المراحل التي تمر بها تناقضات المواقف السياسية الظاهرة، والتي يتم تبريرها، في كثير من الأحايين بأسباب واهية لا تصمد أمام خيارات المقهورين أو حركة التاريخ.

    إن هذه الرؤية هي مركز فكرة النضال من أجل تحقيق السودان الجديد، فإي حديث أو مقولة في سياق الحركة السياسية، لا تستوعب مسألة التغيير على ضوء هذا الأفق لا تعدو كونها إعادة إنتاج للأزمة بشكل جديد يحمل نفس المضمون. نجد هنا أننا، وعندما نحاكم منطلقاتنا في مواجهاتها مع هذه الفكرة، إن النتائج جد، محزنة، فكيف نتحدث عن دولة مدنية ديمقرطية، أو وحدة لقوى السودان الجديد من غير أن نكون أصلاً على وعي بحقيقة مألآت السودان الجديد نفسها، والقوى الإجتماعية المساندة لفكرة السودان الجديد، وأمينة في مسارها لتحقيقه؟ إن الهروب من مواجهة التحالفات "الحتمية" أو فلنقل الضرورية، عبر فكرة الولوج من خلال بوابة الحزب الجماهيري أولاً، ومن ثم تحقيق وحدة قوى السودان الجديد، هي في واقع الأمر خروج من بوابة السودان الجديد نفسها للدخول إلى دائرة إعادة إنتاج الأزمة، وتهزم فكرة والثورة والتغيير من داخلها.

    القضية الأخرى التي تواجه التغيير أو الثورة أو السودان الجديد، الزاوية التي نري من خلالها مسألة إدارة العمل السياسي وبصورة أكثر تحديداً الكيفية التي ندير بها مؤسساتنا السياسية. فإذا كانت المؤسسة السياسية (=التنظيم) ضرورة لتحقيق الأهداف السياسية، فإن عملية إدارة المؤسسة تكتسب أهمية قصوى لإرتباط نجاح عملية إدارة المؤسسة السياسية بمدى النجاح الذي يمكن تحقيقه على صعيد الأهداف. هنا ظهرت في كيفية الإدارة هذه عدة مدارس ـ لا يسع المجال هنا لذكرها ـ لكن نكتفي بذكر المبادئ الأساسية التي تضمن ـ وعلى الأقل ـ نجاح عملية إدارة المؤسسة وبالتالي أهدافها المعلنة. أهم هذه الأسباب هي: أولاً: المشاركة في صناعة القرار و تنفيذه والإلتزام به وما يترتب عليه، بمعني ديمقراطية المؤسسة السياسية المعنية على صعيد صناعة القرار وتحمّل تبعاته، ثانياً: توريث التجربة(تعاقب الأجيال Alternation of Generations)، ثالثاً: البناء المؤسسي، بمعنى؛ أن صناعة القرار يجب أن تنتج كمحصلة للحكمة الجماعية التي تستخلص من خلال الممارسة داخل أطر تنظيمية مضبوطة، تستصدر القرارات وتٌحترم إرادتها. هذه المبادئ تمثل الضمانة الحقيقية لنجاح أي عمل سياسي. هذه النقطة تصطدم بعقبة موجودة في العقلية السياسية المشرقية بشكل عام، والتي قد لا ترى كبير أهمية في قضايا مثل المشاركة في صناعة القرار، تعاقب الأجيال أو ضرورة البناء المؤسسي، لأنه مختزن في ذاكرتها الجمعية أن مثل هذه الأمور تحل عن طريق شخصية ملهمة. يحلل ميشال فوكو، هذه العقلية في حفريات المعرفة Archeology of knowledge ، على أنها مستمدة من قواعد ميتافيزيقية بحتة، مترسخة في العقلية المشرقية، أي أنها مستمدة من الأديان بشكل عام، فالشخصية الملهمة مساوية لفكرة الراعي في مسألة إمتلاك السلطة(كما في نموذج يهوه الراعي في الديانة اليهودية) والتي تستمد قدرتها وسلطتها من الإله مباشرة، والذي يجب أن يرعي مخلوقاته كما يرعي الراعي قطيع الغنم، وعليه أن يعيد الضالة، وهو الذي يجب عليه أن يطعم القطيع. بالتالي يعتمد كل القطيع على هذا العائل في كافة مسائله الحياتية. ونجد نفس المضمون في التراث الإسلامي (كلكم راعي وكلم مسئول عن رعيته في التراث السني) أو (فكرة والولي الفقيه عند الشيعة). وإستطراداً يشمل هذا المنظور ما هو إجتماعي وسياسي. فوحدة الأله، تليها وحدة الحاكم، وزعيم الطائفة ورئيس الحزب .. إلخ. هذه الرؤية تلغي ـ وفقاً لهذه العقلية المشرقية ـ دور العمل الجماعي أو الحكمة الجماعية، لتركزها في الفرد "الملهم" بحكم هذه الرؤية الميتافيزيقية.

    هذا الحفر الذي قام به فوكو يشكّل العمود الفقري لفهم، والتبرير لوجود الدكتاتوريات والشموليات في العالم الثالث أو المجتمعات ما قبل الرأسمالية، من خلال تشكيله لوعي الأفراد والجماعات على أساس فكرة الوحدة المتسلسلة و المتوارثة في أغلب الأحيان مقابل دور المؤسسة وتلحكمة الجماعية. يولد هذا التفكير وهذا السلوك الإجتماعي، إنماط من القيادة تؤمن بهذه الفكرة في داخلها ـ حتى وأن لم تكن على وعي بها. وكما سبق وذكرت بأنني ناقشت هذا الموضوع في مقال سابق بعنوان: مداخلات حول مفهوم الثورة والتنظيم نشر في مجلة رؤى في مطلع عام 2000م، أورد نص هذه الجزئية لأهميته المفصلية فيما نحن بصدده. ((... من الإشكاليات الأخرى والتي قد تكون غير منظورة، هي إشكالية القيادة الكاريزمية ، وهنا لا نستطيع القول بأنها أشكالية خاصة بالتحالف لوحده، أو أنها صنيعته، فهذا غير معقول، لكنها مضمنة في تلافيف وعيه السياسي. فهذه الإشكالية هي بالأساس من أزمات المجتمعات العالمثالثية، والتي تعتمد في مخيالها الإجتماعي على فكرة المخلص، أو المهدي المنتظر، أو كجور القبيلة أو العبقرية الفذة التي تصنع كل شئ وتجد الحلول لكل مشكلة. يتم النظر إلى هذه الشخصية على أنها تستمد قوتها وقدرتها من عوالم ماورائية ـ في أقصى التصورات الممكنة ـ هذه الجزئية تجعل من الوسط الإجتماعي الحامل لهذه الفكرة ويتعامل معها بهذا المنظور الماورائي إتكالي وأسطوري، يحتقر العقل والمنطق وتتماهي لديه فكرة المؤسسة والتطور عبر المراحل ـ لاتاريخي ـ وتاريخية الفكر والوجود. إن الإشكاليات التي تخلقها الكاريزما هي: 1) ضعضعة البنية المؤسسية للتنظيم وبالتالي هزيمة مفهوم الثورة من داخله. 2) خلق لحظات إنفصال في رحلة تطور التنظيم وأفكاره عبر التاريخ كنتيجة للفناء الطبيعي أو إنهيار الكاريزما، هذه اللحظات قد تطول إنتظاراً لشخصية كاريزيمية جديدة أو مهدي منتظر آخر...)).
    لذلك، فمن القضايا المهمة والمواجهات الصعبة أمام قوى التغيير في السودان هو كيفية التعامل مع طريقة التفكير هذه، وموروثها، والتي تجعل من مسافة الإختلاف ما بين القوى التقليدية والقوى التي تدعي الإستنارة في الطرح وادارة العمل السياسي، جد ضئيلة. صحيح إلى درجة (ما) رد ذلك إلى طبيعة المجتمعات وثقافتها ومعاييرها، كما أوضحت في التأسيس لذلك، عن طريق تصنيفها كمجتمعات ماقبل رأسمالية تسود فيها العلاقات العشائرية في ادارة الدولة وأحياناً المؤسسات السياسية. وهذا جزء من تكوين القديم أو الراسب، مطالبة قوى السودان الجديد بتغييره. يتبقي أخيراً أن نطرح تخوفنا، هل بالإمكان حدوث ذلك؟ فالعمل السياسي لا تحكمه النوايا الحسنة بقدر وضوح الرؤية، الأهداف، الوسائل، والمواقف، وفوق هذا وذاك الإرادة السياسية وإحترامها. هل لدينا القدرة الحقيقية على تجاوز وعينا القديم المترسب في مخيالنا، ورؤية المستقبل وتحمل نتائجه؟ هذه تحديات إن لم نحسمها في داخلنا فمن الصعب أن يكون ما نطرحه من شعارات براقة قابلة للتحقق. إن الخيارات الصعبة دائماً تتطلب مواجهات صعبة، وقليلون في العالم هم من إستطاعوا العبور.

    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج /اسمرا ahmed haneen10-31-04, 12:03 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-01-04, 00:30 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-01-04, 09:26 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-02-04, 00:29 AM
    Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج Abdel Aati11-02-04, 04:25 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج esam gabralla11-02-04, 04:29 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-02-04, 05:43 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-03-04, 02:33 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-03-04, 02:43 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-03-04, 02:24 PM
    Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج Abdel Aati11-04-04, 02:48 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-05-04, 12:01 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-05-04, 07:51 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-08-04, 07:01 AM
    Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-08-04, 07:12 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-08-04, 07:26 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-09-04, 03:39 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-09-04, 12:05 PM
    Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-09-04, 12:43 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-10-04, 02:27 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-10-04, 08:15 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-10-04, 12:00 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-11-04, 02:05 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-11-04, 10:29 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-12-04, 02:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de