أعلن تلفزيون الشرق الأوسط "إم بي سي" ومقره دبي اليوم السبت 23-10-2004 أنه "مضطر" لوقف بث مسلسل "الطريق إلى كابول" الذي بث منه 8 حلقات منذ بدء شهر رمضان؛ وذلك بسبب "رفض" جهات الإنتاج والتوزيع "تزويد" المحطة بباقي الحلقات. وكانت إم بي سي الوحيدة التي تذيع المسلسل ضمن مجموعة من المحطات، كان مقررا أن تشارك ببثه. ونقلت وكالة رويترز على موقعها الإلكتروني أن مصادر إعلامية خليجية قالت اليوم السبت: إن قنوات تلفزيون عربية أوقفت بث المسلسل المثير للجدل عن أفغانستان بعد تهديدات بشن هجمات بسبب ما يعتبرونه إساءة لحركة طالبان المخلوعة.
وقال بيان صادر عن "إم بي سي" وردت نسخة منه على وكالة الأنباء الفرنسية "يؤسف إدارة إم بي سي أن تعلن أن المحطة مضطرة لعدم بث باقي حلقاته (المسلسل) بسبب رفض الشركة المنتجة له والشركة التي تتولى تنفيذه وتوزيعه تزويدنا بها من دون أن تعطيا سببا مقنعا لهذا التصرف الغريب".
أرجع السبب أيضا إلى "إخلال" الجهة المنتجة للمسلسل وهي تلفزيون دولة قطر والجهة المنفذة التي تملك حق التوزيع وهي المركز العربي للإنتاج المرئي والسمعي "بالالتزامات المبدئية والبديهية التي قدمتاها، وهي تسليم حلقات المسلسل قبل الموعد المحدد لعرضها في شهر رمضان".
وقالت إم بي سي: "إنه قبل بدء شهر رمضان تم تسليمنا الحلقات الثماني الأولى من المسلسل، على أن يتم تسليم الحلقات الباقية في الأيام الأولى من الشهر الكريم، حينها قامت إم بي سي بحملة إعلانية كبيرة للمسلسل الذي سيعرض على شاشتها".
وأضافت القناة "لكن بعد ذلك فوجئنا بطلب غريب من تلفزيون قطر بوقف بث المسلسل وذلك من دون تقديم مبرر منطقي".
"حجة غير حقيقية"
وشكك البيان في الحجج التي سيقت لتبرير عدم تسليم باقي حلقات المسلسل، محملا جهتي الإنتاج والتوزيع المسئولية الكاملة.
وأوضح البيان "عندما أصر مركز تلفزيون الشرق الأوسط على تسليمه بقية الحلقات تطبيقا للعقد أو على الأقل معرفة سبب هذا الإجراء غير القانوني كان الجواب أن العمل في بقية الحلقات توقف لأسباب فنية، وهي حجة غير حقيقية على الإطلاق، وقد نفاها مخرج المسلسل على الملأ (...) كما نفاها منفذ المسلسل".
وكان طلال العواملة المدير التنفيذي لـ"المركز العربي للسمعيات والبصريات" الشركة الأردنية التي تولت إنتاج المسلسل قد أكد السبت الماضي أنه أنهى تركيب "مونتاج" الحلقات المتبقية، وأن مسألة عرض الحلقات "وقف على قرار التلفزيون القطري".
وبحسب العواملة فإن المحطات التي كان من المفترض أن تعرض المسلسل هي قطر والأردن وتلفزيون الشرق الأوسط (إم بي سي) والقناة المغربية الثانية (أرضية) والتلفزيون البحريني (أرضية) وأوربت.
واعتذر مركز تلفزيون الشرق الأوسط للمشاهدين "عن عدم بث بقية الحلقات للأسباب التي بينها والتي هي خارجة عن إرادته"، محملا "تلفزيون دولة قطر والمركز العربي المسئولية الكاملة عن هذا الموقف".
ويصور المسلسل قصة حب بين فتاة أفغانية ورجل عربي على خلفية الاجتياح السوفيتي لأفغانستان وظهور حركة طالبان والاجتياح الأمريكي للبلاد عام 2001.
التهديدات
وقررت محطات تلفزة عربية عدم بث المسلسل بعد تهديدات وجهتها مجموعة إسلامية في 15 من الشهر الحالي، حذرت من أي إساءة لصورة حركة طالبان في المسلسل الذي يروي حقبات من تاريخ أفغانستان من الاحتلال السوفيتي إلى الاحتلال الأمريكي، وذلك بعد أن طلب التلفزيون القطري الممول للعمل عدم بثه.
فقد وجه "البيان رقم 7 من كتائب المجاهدين في العراق وسوريا" الذي وزعه موقع "الأنصار.نت": "تحذيرنا الشديد لكل من ساهم بإنتاج هذا المسلسل من ممثل أو مخرج أو مصور" إذا تضمن "غير حقيقة طالبان المشرفة وما طبقته من الشرع الحنيف ومن دولة الخلافة".
وأضاف البيان الذي لم يتسن التأكد من صحته "سوف نضرب إن قدر الله لنا ذلك مراكز القنوات الفضائية ومراسليها ومراكزها في العراق وسوريا العارضة لذلك المسلسل"، متوعدا بأنه "لن يفلت من أيدينا أي واحد منهم إن لم يكن اليوم فبالغد، وإن لم يكن بالغد فبعد شهر أو بعد سنة".
وعلى الأثر أعلن تلفزيون قطر في 16 أكتوبر الامتناع عن بث المسلسل الرمضاني "لأسباب فنية"، كما أعلن التلفزيون الأردني أنه قرر عدم بث المسلسل رغم برمجته ضمن شبكة برامج شهر رمضان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة