الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
الخرطوم هذا الصباح
|
كنت اتمشي في شارع البلدية في الخرطوم حوالي الساعة العاشرة صباحا ومن بين المشاهد المالوفة امراة تحمل لافتة مكتوبة بخط متوتر وفيه من الفوضي ما يشئ بالجراة الا قليلا ..كانت الكتابه واضحة بحيث لا تضطر الي التوقف لقراءة الكلمات الاتية (لا اله الا الله ولا تبديل لشرع الله ولا لعلي عثمان )لا احد يحادثها وهي يوميا تصر علي الوقوف لساعات تنتظر شئيا غي تطفل احد بالسؤال (مالك يا بت الحلال مشحوطة في الشارع لساعات دون ملل؟)حتي انني لم اجرؤ علي السؤال ولو سرا في نفسي لكن كانت الكلمات ذات دلالات ابعد اوليس هو نفس الرجل الذي قال هذه الكلمات وغذي بها وجانيات اتباعه لسنوات طوال .اذا ما الذي يحدث الان والي حد امراة في الاعتقاد العام انها مجنونه او مصابة باختلال عقلي تمارس نقدها بالطريقة ذاتها هذا المشهد يتكرر كل يوم واحيانا في نهارات الخرطوم التي تزداد غيظا كل يوم(اتساءل متي تصبح مدينتنا هادئة او معقولة في درجة حرارتها)وعندما كنت في نيفاشا العام الماضي حدث مشهد يقارب هذا فقد سيرت نساء السودان الجديد مسيرة التقاها الدكتور قرنق ثم ذهبت المسيرة الي مقر سيمبويا وتحدث معهن وعندما جاءت المسيرة الي مقر النائب الاول اوشك ان يهز بيده مبشرا لكن حدة امراة واحده مطالبه بالسلام جعلته يغادر المكان ليواصل سيد الخطيب العرض من لحظة ما فكر فيه النائب الاولومن لحظتها وانا افكر في الرجل بطريقة اخري الي اي حد هو منزعج من الغد والي اي حد هو يتذكر صورة امراه يتراي من ظلها غضب مختزن منذ سنوات تفعل نفس الشئ بذات الطقوس المهيء لمراجعة المشروع برمته دعونا نول ان المشروع الايلوجي الذي روجته الجبهة الاسلامية يحمل سمات تلك اللحظة التي انفلتت من النائب الاول وهو يمثل راس الرمح للتمثيل الايدلوجي للعروبة والاسلام في نسختها الايدلوجية الحادة .الشئ الذي يجعل الانتباه الي لحظات النقد اللذعة المتراكمة من المهمشين وكانها ساذجة لكن الحقيقة هناك مجوهودات غير مرئية من كثيرين وكانت مساهمتهم في نقد وفضح اخطر مشروع لو قيض له ان يستمر اكثر من ذلك لحدثت كوارث اكثر مما نتخيل الفكرة الاساسية ان الذين حاولو الحياة باسلوب مختلف طوال سنوات اعادة صياغة الانسان السوداني هم الابطال الحقيقيون الذين يجب ان نتذكرهم بالحق وهؤلاء كانو من ضمن مجموعات المهمشين الذين هم ليس بالضرورة من عرقيات محدده ولكن التهميش قد طال مجموعات علي اسس كثيرة علي الجنس وعلي اساس ما سمي بالكفاءة العقلية وعلي اساس الدرجات العمية وعلي اساس الكفاءة الاقتصادية وعلي اساس الانتماة الساسي او الجغرافي اضافة الي الانتماء الديني والاثني والثقافي والذي نجا من سبل الاستعلاء والقهر تملكته حساسية التعبير الخلاق للازمة اذكركم ان اكبر منتوج يجب النظر له كفاعل في الازمة اغنيات البنات نظرا لديمومتها وانتشارها وتاثيرها في قطاع كبير من المجتمع ولذلك اظن ان تلك المراة قد اختلقت اسلوبا نقديا لاذعا وفاعلا اكثر من ادوات الاحزاب مجتمعة في تعبير عن الظلم الذي لحق بها وهو اسلوب احتجاجي فيه جدية ورقي الشئ اللافت للانتباه ايضا انها لم تشا التعبير عن ازمتها الخاصة وانما فلت الرفض المعمم الذي يمكن ان يحمل اصوات متعدده تدخل ضمن اللافته الصغيرة وتلك اساليب اخفتها الة القمع الفاعلة اكثر من السلطة ايا كانت هذه السلطة حسنا البارحة كانت عقد الجلاد تغني في كازينو عبود ببحري وكانت الصورة العامة ان كثير من الشباب يريدون الانفكاك من قيود السلطة القديمة بنتان رقصتا علي ايقاع الرريغي واخري انفكت من اسر الجمع وراقصت شابا دون ان تلاحقها عيون الادانة المستترة وهناك شاب ظل طوال الوقت يرقص بلا رهبة الشئ اللافت في كل هذا ان قيمة الحرية تنطلق بقوة واثبتت الايام ان فطرة الانسان مع الحرية لن تستطيع ان تقيدها لوقت طويل حتي لو افلحت في ذلك مؤقتا .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الخرطوم هذا الصباح | عارف الصاوي | 10-25-04, 09:21 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | عصام عبد الحفيظ | 10-25-04, 09:33 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | Omar | 10-25-04, 09:53 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | عارف الصاوي | 10-27-04, 01:02 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | مجدي شبندر | 10-27-04, 04:02 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | مجدي شبندر | 10-27-04, 04:02 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | مجدي شبندر | 10-27-04, 04:05 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | عصام عبد الحفيظ | 10-27-04, 06:58 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | خضر عطا المنان | 10-27-04, 08:26 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | عارف الصاوي | 10-28-04, 00:26 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | Kostawi | 10-28-04, 11:35 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | الوليد محمد الامين | 10-29-04, 03:24 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | awadnasa | 10-29-04, 03:38 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | عارف الصاوي | 10-30-04, 04:48 AM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | Omar | 10-30-04, 12:44 PM |
Re: الخرطوم هذا الصباح | عارف الصاوي | 11-01-04, 00:56 AM |
|
|
|