|
|
 Re: أسامة معاوية (Re: أبو ساندرا)
|
بركات
رمضان كريم
تحياتي سيدي
انا حا اخلي كل الكلام لمان نتلاقي في الديم في الضحية
وهاك
صمت لحظات وهو يضرب بيده اليسرى على أذنه ويطالع الأرض
- كان البحر هائجا والقرية كلها في المركب قادمون من الجزيرة بعد نهاية يوم مرهق ... كان عمك عابدين مضجعا على يده في مقدمة المركب يطالع الجميع ويحكي لهم نكاته التي لا تنتهي ... النساء يهمهمن بأصوات خائفة ... الموج يتزايد ... وفي تأرجح المركب يمنة ويسرة ... دخلت الماء من منتصفه ... الضجة تتزايد ... النساء يتصارخن ... والرجال تسكن عقولهم سكتة مخيفة ... عمك عابدين يعدل من رقدته وينتبه ... ياسيدي ما أطوّل عليك ... مرق الحريم الفي المركب كلهن ... لكن مات ... الدكتور قال سكتة قلبية ... القلب الوحيد الما كنا قايلنو بيسكت ... سكت ... مشيئة الله ... مركب يسكت قلبها في النهر ... مشيئة الله ... انا كت بقول في شنو ؟
- تحكي عن الجماعة القابلتهم يوم ولادتي
- ايوااا جاءوا كلهم يتوكوون على فوانيسهم وأدعيتهم المهموسة وعصيهم الغليظة وجلابيبهم البالية حتي لتكاد تتلاشى ...
سرت نسمة حلوة في المكان فجعل علي ود عاشة يجيل نظره في السماء ويردد في همس أقرب للشعر ... يهز رأسه ويكاد يغمض عينيه ... شفت سيرة عمك عابدين جابت الهوا...
- سرنا في صمت لا تسمع سوى صوت الأرجل في حجارة الطريق ... السفنجات هذه لا تترك صوتها أبدا وهي تصاحبنا الى مشاويرنا كلها ... وخصوصا حين تصاحب النساء ... كنا وكأننا نتسابق نحو كنز عظيم ... قابلنا أباك يتلفح شاله الأبيض ويرزع فناء منزلكم بخطى قلقة ويمسك عصاته بيده اليمنى... يطالع الأرض كأنه يتابع فيها شريطا سينمائيا ... في يده اليسرى ابريقه وسبحته وهبابته وكل عقله ...
- خير انشاء الله
- خير ... حرك عصاته في الأرض قليلا ثم رفع نظره تجاهنا ... بس المرة بتلد
- المرة بتلد ؟ صرخ العمدة وهو يدلق كل هواجسه علينا لحظتها ... المرة أول مرة تلد كواريكا جايبنا من آخر البلد ؟
العمدة لم يكن يعرف لغةً آخرى يا ولدي غير لغة الحكومة ... والمجلس الذي غالبا كان ينام قبل نهاية جلساته ... والمحاكم في المدينة
- وأنا رسلت قت ليك تعال يا عمدة ؟ ما تكورك المرة انت المزعلك شنو ؟
انتبهنا لسحابة غامضة سارت بيننا لحظتها ... تبادلنا القلق والخوف وانتظرنا لحظات قبل أن يصيح علي صلاح
- يا جماعة قولو خير ... انتو ماكن عاقلين ؟ واسع المرة كيفنها ؟
تنهد أباك وكأنه يأسف على حواره مع العمدة وأجاب وهو يجــــرُّ دلاءا من بئر صبره ...
- كويسة ... رسلنا نجيب الحكيم
- الحكيم ؟ قرّب العمدة ما بين حاجبيه كأنه يقلع صخرةً من جبل تماسكه
- أيوة ... الداية ما قدرت ... قالت الجنا معووج الا يجي الحكيم ؟
- الجنا معووج ؟ وارسل العمدة ضحكته الحارقة ... الجنا معووج ... والله كويس يا هو الفضل ... الجنا الله لا عدلو ... حكيم شنو البيولد المرة ؟
الفوانيس حينها علمت أن شيئا ما سيحدث فتتطاير ضوءها الباهت ... الصمت علّق أوراقه فوق رووسنا ورحل ... كانت أول مرة أرى فيها عصا أبيك تفارق الأرض ... اوسع فتحة عينيه من تحت نظارته ... قطب جبينه وهو يهزّ رأسه ... أول مرة تفارق الأرض وتحط على غصون رأس العمدة المتفرقة اليابسة فتساقط كل أوراقها ... اختلط كل شيء بكل شيء ... نسينا أمك والحكيم والداية ... ما سمعنا صراخك بين صراخ العمدة وأبيك ...
تنهد علي ود عاشة ومسح وجهه بيديه وضحك ... وقف وأمسك بالجدار القديم وضربه بيده والتفت ناحيتي وقال بين ابتسامته
- ومن يوما والعمدة كارهك انت وأبوك .
- أها ... واصل
- ضحك ... أواصل شنو يا ولدي ... انت أول زول يولّدو الحكيم ... وطهّروك كمان في ساعتك ... انت أول زول يولد على العصا وهي تساقط أوراق أغصان رأس العمدة ... تاني داير شنو ؟
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| أسامة معاوية | mohammed alfadla | 10-24-04, 10:59 AM |
| Re: أسامة معاوية | أسامة معاوية الطيب | 10-25-04, 04:13 AM |
| Re: أسامة معاوية | طلال عفيفي | 10-25-04, 04:19 AM |
| Re: أسامة معاوية | أسامة معاوية الطيب | 10-25-04, 04:33 AM |
| Re: أسامة معاوية | خضر حسين خليل | 10-25-04, 04:35 AM |
| Re: أسامة معاوية | طلال عفيفي | 10-25-04, 04:39 AM |
| Re: أسامة معاوية | أسامة معاوية الطيب | 10-26-04, 03:48 AM |
| Re: أسامة معاوية | أسامة معاوية الطيب | 10-26-04, 03:36 AM |
| Re: أسامة معاوية | أبو ساندرا | 10-25-04, 11:02 AM |
| Re: أسامة معاوية | أسامة معاوية الطيب | 10-26-04, 03:54 AM |
| Re: أسامة معاوية | mohammed alfadla | 10-25-04, 11:09 AM |
| Re: أسامة معاوية | Ibrahim Algrefwi | 10-26-04, 02:14 AM |
| Re: أسامة معاوية | أسامة معاوية الطيب | 10-26-04, 04:00 AM |
| Re: أسامة معاوية | elmahasy | 10-26-04, 05:46 AM |
| Re: أسامة معاوية | أسامة معاوية الطيب | 10-27-04, 03:55 AM |
|
| |
أسامة معاوية الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست