الخميس 5/8/ 2004 الساعة السابعة صباحًا .. المكان الخرطوم بحرى المزاد شمال ..الجميع وقتها كان نائماً بتأثير الأمطار التي ظلت تهطل مساء الأربعاء وتواصلت حتى الفجر.. استيقظت على طرقات عنيفة على باب منزلنا نهض الجميع مذعورين كانت زوجة الراحل د.حسن تصرخ وتسال عن اخى وتقول ان حسن قد سقط مغشياً عليه وهو يتأهب للخروج الى عمله كالمعتاد ..تدافع الجميع حملوه على عربة الى طبيب قريب والكل يترقب ..عادت العربة بعد لحظات تحمل جسده والخبر المفجع ..عندها انطلقت الصرخات تعم أرجاء الحي .. لقد فارق الحياة ..
وماهى الا لحظات حتى كان كل ابناء المزاد يقفون امام المنزل البعض بين مصدق ومكذب ..هل حقا رحل ذلك الرجل..
كان الراحل يجاذبهم أطراف الحديث امام- دكان عمر- حتى الحادية عشر مساء الأربعاء يتحدث كعادته عن الإنقاذ والسلام ومستقبل الحى ويداعب هذا ويلاعب تلك الطفلة والابتسامة لا نفارقه ابدا.
خرج بعد توقف الامطار فجر الخميس وطلب من اسرته ايقاظه فى الثالثة صباحا لانه سيذهب لاخذ بعض اصدقاءه الى المطار وبالفعل .. استيقظ وذهب ثم عاد واخذ مفتاح العربة للخروج الى العمل فسقط عند بابها ..
الحديث عنه يمنح الإحساس بالعظمة، ليست فقط لأنه ، رحمه الله ، كان عظيماً فى شخصه وعطائه .... بل لإحساسنا نحن بالعظمة لأننا التقيناه وعاشرناه عن كثب .
كان عليه رحمة الله كبيرا فى كل شي.. رحيما ودوداً الى الحد البعيد يحب عمل الخير .. سياسي محنك ..عطوفا كريماً أحبه كل سكان الحى لانه كان يمثل الأب لك فرد فيهم .. يلتقيك يشع منه الحب أطنانا .. يحب الزراعة الى حد كبير وقد قام بزراعة مئات الأشجار حول جامع اونسة بالمزاد .. يحب الأشجار جدا بيته يمتلى منها وما ان تمر من أمامه الا ان يعطيك ثلاث شجرات ويطلب منك زراعتها أمام منزلكم .. وأظن لان ان كل الأشجار فى حى المزاد تدعو لك بالرحمة والمغفرة
فى يوم وفاته استفتاءا حقيقا ولأول مرة فى حياتي أرى رجالاً يبكون بمثل هذه الطريقة الكل انتحب جانبا ووراسه الى الأرض يبكى بصوت عال .. خرج الكل مودعين .. مقابر حلة حمد بالخرطوم بحرى يومها لم يبقى فيها موضا قدم.. الالاف حضروا من كل فج واظنها لم تشهد إقبالا مثل هذا اليوم فى القريب او البعيد
وأمام المقبرة تدافع الكل للحديث عنه وسيرته العطرة نضاله الكل يبكى ويردد الادعية
اما الحديث عن د.حسن ابراهيم ابوزيد الانسان ... فالحديث عنه يطول ويطول ونحاول ان نفرد له المساحات لاحقا ..