استنجدت بشعراء السودان كي ينصروني على الشاعر السعودي غازي القصيبي، وهب لنصرتي النوبي الأصيل دهب خيري،.. ثم توالت القصائد من جنجويد "الشمالية"، ومن بين عدة قصائد وصلتني ردا على القصيدة التي كتبها القصيبي للتريقة على مطالبتي بهدايا واحتفالات بمناسبة "عيد ميلادي"، استوقفتني ثلاث،.. كتبها سودانيون مقيمون في السعودية ــ خذ في الاعتباران القصيبي هو وزير العمل في السعودية ــ هل توصلت الى الاستنتاج الصحيح؟
بالضبط: كانت القصائد الثلاث مدحا للقصيبي وجلداً لأبي الجعافر..! طيّب ما هو رد الفعل الطبيعي ازاء تكتل جنجويد السودان والسعودية؟.. في أوائل الخمسينات خرجت مظاهرة في القاهرة شارك فيها سودانيون ومصريون تطالب بوحدة البلدين وتعرض خلالها نوبي من "أندنا" للنشل، فطلب ان يرفعوه على الأكتاف وهتف: مصر والسودان ستين الف هتة «حِتة»، واستجاب الحزب الوطني الاتحادي الذي كان من دعاة وحدة وادي النيل لنداء النوبي المنشول، وصوَّت في البرلمان لصالح قيام دولة سودانية مستقلة، وطرشقت الوحدة "الطرشقة الياها".. سار بلدان بينهما خيوط متشابكة من المصالح وروابط الدم في مسارين منفصلين بسبب محفظة لم يكن فيها أكثر من 13 قرشا، فهل من المستبعد ان يؤدي هجاء نوبي من لحم ودم الى فركشة السودان الموحد؟.. نعم سيداتي سادتي فالشعر الذي قاله الثالوث السوداني/ السعودي لابد وحتما سيؤدي الى قيام الدولة النوبية لأن اولئك الشعراء ينتمون الى الشايقية والجعليين، ولو كانوا حريصين على الوحدة الوطنية لوقفوا معي بدلا من الوقوف مع القصيبي خاصة وأنني الطرف الأضعف بسبب بؤس موهبتي الشعرية «حتى ستونا ــ نعم بالمد بالألف ــ قالت في منتدى سودانايل انها لا تقيم وزنا لكلامي ولا يهمها رأي الموسيقار وردي في "موهبتها الفنية" لأننا نغار منها».. ووردي نوبي مثلي، وبالمناسبة فان ستونا اسم نوبي صرف، فقد أخذ النوبيون من العربية كلمة ست وشاعت عندهم اسماء مثل ست النساء وست البنات وست الأهل، ومن بين هذه التشكيلة فإن ستونا هو النوبي لأن نصفه الثاني "أونا" يعني "بتاعتنا" وستونا تعني بالتالي "سِتَّنا".. ولأنني طيب ونيتي صافية، فقد كتبت هنا مقالاً بعنوان "لابد من التصدي حتى ولو بأهل شندي"، وكنت أعتقد ان الجعليين قد يتنازلوا من كبريائهم أمام "العدو المشترك" أي القصيبي لنصرتي بشعرهم الحافل بالفوجاج والعجاج، وكنت أرجو ان يقوم الشايقية بالمبادرة لتزويدي بشعر باتر حاسم، ليسبقوا العدو المشترك «الجعليين» في الوقوف مع مواطن سوداني،.. ولكنني أدركت ان الطيبة وصفاء النية ضرب من "الغشامة"، ومن ثم فإنني أطالب بمنح دارفور الحكم الزاتي «وليس الذاتي».. فات علىَّ الاستنجاد بشيخ شعراء الشايقية صديقي محمد الحسن سالم حميد ولا أظن أنه كان سيخذلني فلم يعرف عنه قط خذلان من استنجد به «رغم أنه شايقي»..!
نبدأ بالشايقي علاء الدين شاموق الذي قال: صديقي ابن عباس ـــ لا صديقك ولا بعرفك ـــ ** بحق أجدع الناس
فانت الفخر للسودان ** من سوبا لتنقاسي ــ ولا جميلتك ــ
وأنت الألمعي الفرد ** بين جميع أجناس
.. وبعدها يؤكد شاموق ان العرق دساس، فالشايقي لا يكف عن الهجاء حتى وهو يمدح، وهناك قصيدة شايقية غزلية معروفة يقول فيها الشاعر عن حبيبته:
شعرك الحنقوق الضكر** عينك النخامة في الجر..! والحنقوق هو الجريد الذي في قلب النخلة ويكون مشدودا بلا تموجات، والجر هو الزير أما النخامة فاسأل عنها غيري في غير مواعيد الأكل..!
انقلب شاموق علىّ:
فما قال القصيبي لكَ ** لا يخفى على الناس
بحق قال كل الحق ** وذكَّر كل متناسي
.. وربما تذكرون ان القصيبي أشار في قصيدته تلك الى ان لي علاقات مشبوهة مع رزان وروبي ونبيلة عبيد.. ويشعلل شاموق النار بطرح السؤال على القصيبي:
لماذا لم يعرج قط ** على ذكر الفتاة نانسي
وأيضا لم يذكرنا ** بعمرك أيها الناسي..!
وفي هذا إشارة الى انني ذكرت انني من مواليد الاول من سبتمبر ولكنني لم أذكر في أية سنة، وردِّي على هذا هو ان السستر في مستشفى الراهبات«!!» سجلت يوم وشهر مولدي ونسيت تسجيل السنة.
وكانت فجيعتي كبيرة في هاشم طه محمد المقيم في الرياض، فقد ظل الرجل يراسلني بانتظام لفترة طويلة، ولكنه تنكر لي ساعة الحارة، ووقف مع القصيبي من "قولة تيت"- للقوى الحديثة أقول ان هذه العبارة تعني منذ انطلاق الصفارة أي البداية:
أتاك أبو يارا بقول نصفه عار وقول نصفه كاسي
وألقى الدر من كلم فأثرى العقد بالماس
رصين الوصف مرتعه ومجبول بإحساس
وغازي عند صولته عفيف غير دساس
ويضرب باليراع شظى على صفحات قرطاس
... كلام يسد النفس لأن خلاصته ان هجاء القصيبي لي شرف لي... ولم يجد هاشم كلمة طيبة في حقي بل إنه لم يجد من يتفاخر به سوى: فاسأل عننا التاريخ واسأل ابن كرفاس! والأخير صاحب مطعم شهير في مدينة سنكات ويقال انه كان يحدد لزبائنه ما يأكلون فإذا وجدك مبهدلا وضع أمامك جقاجق، وإذا صدر منك احتجاج قال: طيب نديك فاصوليا..!
اما إذا كنت حسن المظهر والهندام فإنه يعطيك الكبدة والكلاوي دون ان تطلب منه ذلك.. أما الطامة الكبرى فقد كانت قصيدة كتبها عوض عبد الله بخيت المقيم في الدمام وهو جعلي وسأعرض محتواها الاستعلائي في الحلقة المقبلة.. وانتقاما من الشايقية والجعليين فإنني أناشد القارئ ان يردد العبارة التالية بسرعة عدة مرات:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة