اتساءل عن هذا الناتج المتواضع لشعب منحه الله كل مقومات التقدم والتطور . اراضى خصبه يندر ان تتوفر فى بلد اخر . العالم كله يشكو من شح المياه وبلادنا تشقها الانهار طولآ وعرضآ. كما يقول احد الاصدقاء , لا يمكن لحمار ان يعطش فى منطقة المقرن لكنك تجد الناس عطاشى. الكوادر البشريه اللازمه للتنميه تملأ دول الجوار وتعز فى وطنها, يكفينى ان أذكر ان عدد الاطباء الاختصاصيين السودانيين فى بريطانيا وحدها اكبر من عددهم فى السودان.
الموارد الطبيعيه من بترول وغاز وذهب ومعادن تنتظر من يستخرجها للناس . البلد مطله على البحر الاحمر وليس لديها مشكله للتواصل البرى او البحرى مع العالم.االثروه الحيوانيه تتوفر وربما دون عنايه بها بصوره يندر تواجدها فى الدول الاخرى. التعدد المناخى يتيح انتاج معظم ان لم يكن كل السلع المنتجه فى العالم
التعدد الثقافى والاثنى والدينى مصدر ثراء للوطن ان احسن توظيفه وكما قال بيل كلينتون ان السر فى عظمة الولايات المتحده هو فى هذا التعدد
بعد هذا الاستعراض السريع لامكانيات السودان الطبيعيه والبشريه , يقفز الى الذهن ان المشكله تكمن فى توظيف هذه الامكانيات، وهذا بالطبع يقودنا الى من يناط بهم القيام بتوظيفها, الامر الذى يقودنا مباشرة الى الانظمه التى تولت حكم البلاد خلال نصف القرن الماضى
الكل يعرف الدائره الشريره التى تدور فيها انظمة الحكم من انظمه عسكريه تطيح بها انتفاضات جماهيريه لتعقبها ديمقراطيه هزيله تتحكم فيها احزاب تقليديه لا تقدر حتى على حماية نفسها من الانقلاب العسكرى القادم والذى يبدر الدوره من جديد
ربما الفهم القاصر لدور الدين فى الحياة الاجتماعيه والسياسيه قد قاد البعض الى توظيفه من اجل المكاسب السياسيه والدنيويه. لكننا بعد كل هذه التجارب يجب ان نكون محصنين من محولات استغلاله لخدمة اهداف ذاتيه فما مررنا به من تجربه لا بد ان يكون قد خلق فى جسم بلادنا اجسام مضاده لمثل هذا الداء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة