|
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Tanash)
|
و أُبـــْرُهَـــةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـــــــرُ
أُبـرهــــة الأرشـــــــم
إمبراطور اليمن و إثيوبيا الذى بدأ حرباً عالمية إستمرت ألف عام ( 569 ميلادية )
بعد مرور قرنين على غزو " أُبرهة" للجزيرة العربية, و كنتيجة لهذا الغزو, بدأت حقبة أُخرى إمتازت بأحداث بارزة فى التاريخ البشرى كان قائدها حاكم إثيوبى آخر يحمل نفس إسم " أُبـرهـة". " أُبـرهـة" هذا, الذى حمل لقب إمبراطور اليمن و إثيوبيا, بدأ حرباً إستمرت أكثر من ألف عام, إمتدت عبر العالم القديم من فرنسا إلى اليابان. عندما ظهر " أُبـرهـة" على المسرح, كان اليهود المسيطرين على اليمن آنذاك يمارسون الإضطهاد على المسيحيين الذين تكاثر عددهم منذ تأسيس ديانتهم فى اليمن بواسطة " أُبـرهـة" الأول. فحدث أن قام حاكم اليهود "ذو النوَّاس = Dhu Nowas" بحرق كنيسة المسيحيين فى ( ظِفار = Zhafar ), و بتدنيس عظام قسيس (ظِفار = Zhafar ) " بـول", القِـس الراعى للمسيحيين اليمنيين, و ذلك ببعثرتها فى الطرقات, و قتل عشرين ألف مؤمن مسيحى بحرقهم أحياء فى كهف تم تحويله إلى فرن. بعث المسيحيين اليائسين برسل إلى " جستنيان = Justinian", الإمبراطور الرومانى فى القسطنطينية, يتوسلون إليه بأن يأتى لإنقاذهم. تأثر " جستنيان" بالرويات التى وصلته حول تلك الفظائع, و لكنه حين تذكر هزائم الرومان السابقة فى الجزيرة العربية, تخوف من إرسال حملة أُخرى. فكتب إلى البطريارك, أو رئيس الكنيسة القبطية فى الإسكندرية, يطلب منه الـنُـصح. فإقترح الأخير أن يتم الإستعانة بالقس " Elesbaan " إمبراطور إثيوبيا. و على هذا الأساس, أرسل " جستنيان " بمبعوثيه إلى القِـس "Elesbaan" الذى إلتقى بالوفد الرومانى فى دولته. و قد إستقبل زائريه و هو يرتقى مركبة من الذهب لها أربعة عجلات و مناجل من الذهب تجرها أربعة أفيال. و ببشرته الداكنة و جسده العارى تألق فى حُلية من الذهب الخالص و النفائس النادرة, فبدت ذراعاهُ مُحاطة بأساور ذهبية ضخمة و مرصعة بالجواهر, و رأسه لفَّـته عُمامة من الكـتَّان الراقى تم تثبيتها بعناية بدبوس زينة من الذهب, و أمسكَ فى يده رُمحان و درعاً غنىّ بالزخرف النفيس. القِـس " Elesbaan" وَعدَ بمساعدة المسيحيين فى اليمن. فحشد جيشاً من سبعين ألف محارب وضعهم تحت إمرة " أبرهة", القائد العام لقواته الذى إرتقى إلى هذا المنصب الرفيع من درك العبودية. وصل " أبرهة" إلى شواطىء اليمن عابراً البحر الأحمر بإسطول مكوَّن من مائة و خمسين سفينة. و كان " ذو النوَّاس = Dhu Nowas " فى الجانب الآخر فى إنتظار رسوُّهِ بجيشٍ جرَّار. و وقعت معركة كبيرة على الشاطىء, شبيهة بمعركة القيصر "يوليوس" عند رسوْ أُسطولهِ على شواطى بريطانيا. و كان النصر حليف " أبرهة", حيث قَـتَـلَ ستة و عشرين ألف يهودى, و إحتل الإثيوبيون المنتصرون (ظِفار = Zhafar) آخذين فى الأسر من بين أسراهم زوجة " ذو النوَّاس = Dhu Nowas " المُفضَّـلة. فقام " ذو النوَّاس = Dhu Nowas " بتجميع أطراف جيشه المهزوم و عاد ليحارب من جديد, و لكنه بعد أن أُصيب فى يده و مواجهته لهزيمة مُنكرة, ألقى بنفسه من حافة جرفٍ إلى البحر. و كزعيمٍ لليمن, قام " أبرهة" بالحكم بالإعدام على كل وزراء ملك اليهود, و غَنِمَ كل ثروات البلاد, ثم أعاد بناء كنيسة ( ظِفار = Zhafar) من جديد. و لسببٍ غير معروف أثار " أبرهة" حفيظة القِس " Elesbaan", الذى قام بتعيين مسيحى عربى يدعى "أريات = Aryat" ليحل محله كحاكم لليمن. فنظَّم " أبرهة" جيشه و تقدَّم لمهاجمة "أريات = Aryat". و عندما إلتقى الجيشان, تحدَّى "أريات = Aryat" " أبرهة" بمبارزة متكافئة تَحقِن الدماء و تُبقى على القوات الأثيوبية فى اليمن بكامل قوِّتها. قَبِلَ " أبرهة" التحدي. فإلتقيا فى مبارزة شرسة. أُصيب خلالها " أبرهة" بجرحٍ بليغ فى جبهته عَبَرَ خلال حاجب عينه مؤدياً لتدفق الدماء الغزيرة مما جعل الرؤية عليه مستحيلة, فاُجبر على الإستسلام. و لكن بعد بُرهة من ذلك, حدث أن قام أحد عبيد " أبرهة" بطعن " أريات" فى ظهره فقتله, و عاد " أبرهة" ممسكاً بزمام السلطة من جديد. الجرح الكبير الذى وَسَمَ جبهة " أبرهة" جعله يحمل لقب " الأرشم", أو صاحب الوجه ذو النَّـدْبـَة.
يتبـــــــــع ..
|
|
|
|
|
|