نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 01:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2004, 07:48 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة (Re: Deng)

    الاخ العزيز/ الماهري
    قال: المسيح المجد لله في الاعالي وبالناس المسرة وعلي الارض السلام
    وقال هابيل لأخيه قابيل : لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك
    في عام 54 تم اغتيال الامبراطور الروماني (كلاوديوس) على يد زوجته الرابعة (اجربينا) التي نصبت ابنها (نيرون) على العرش والذي قتل امه بعد خمس سنوات من توليه السلطة، كما دفع مربيه الفيلسوف (سينيكا) الى الانتحار. وفي 18 يوليو من عام 64 للميلاد شب حريق هائل في روما أتى على معظمها و«اتهم» (نيرون) المسيحيين انهم خلف الحادث وشن عليهم حربا لا هوادة فيها وتمتع بمناظر موتهم جمهور روماني مخدر. و«اتهم» المسيحيون بدورهم اليهود انهم صلبوا المسيح. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. وعند انتشار الطواعين في اوروبا كان اليهود «يتهمون» بتسميم الآبار فيقتلون. وفي عام 1933 «اتهم» هتلر الشيوعيين بحرق الرايخستاغ الالماني (البرلمان) فصب عليهم العذاب صبا. ونفى الشيوعيون يومها التهمة عن انفسهم، كما فعل المسيحيون من قبل مع حريق روما، واليهود مع انتشار الطاعون. ولا يستبعد المؤرخون ان يكون نيرون خلف حريق روما، كما لا يستبعد ان يكون هتلر هو من صمم لحريق الرايخستاغ لتصفية خصومه الشيوعيين من الساحة السياسية. وفي عام 1954 جرت محاولة اغتيال لجمال عبد الناصر اتُهم فيها الاخوان المسلمون فألقي القبض على الآلاف وشُنق منهم ستة كان من ابرزهم (عبد القادر عودة). ونفى الاخوان التهمة عن انفسهم. وقالوا انها مكيدة من تدبير عبد الناصر لتصفية حركة الاخوان المسلمين. وتكررت نفس المسرحية حينما اتهم عبد الناصر (سيد قطب) بإعادة احياء تنظيم الاخوان المسلمين على نحو سري عسكري لقلب نظام الحكم بالقوة المسلحة انتهت بإعدام سيد قطب ويوسف هواش وعبد الفتاح اسماعيل...أنها الثقافة التي التي لا تبالي في سبيل التخلص من الخصم المحدود بحرق كل فضائها وجعل عاليها سافلها.. القضية بالنسبة لي هي مقاربة فكرة وليست دعوة ، فكرة ثقافة العنف وعقلية العنف ومزاج العنف ،مقابل ثقافة الإبداع والعمل السياسي المتقن والصبور والمعتدل ، والقضية بالطبع قديمة، ولها متونها وحواشيها في تاريخ الفكر الفلسفي بدءا من افلاطون الذي رأى في الاعتدال وسطا ذهبيا، فسجل في محاورة (الجمهورية) وهو يبحث عن (العدالة) وهي لصيقة (بالاعتدال) ان جسد الانسان تتنازعه محاور ثلاثة هي شهوات البطن وعواطف القلب وحكمة الرأس، فشبه الشهوة والعاطفة بجوادين يجران عربة هي (الجسد) فيما يمسك العقل وهو(السائق) باللجام
    امعانا في أن الجوادين واذا ما تركا لنزعاتهما الفطرية لجمحا (بالعربة) الى مهاو سحيقة، وعلى ذلك بنى فكرته لجهة (الوسط الذهبي) الذي اعتبر معه أن قيمة مثل (الشجاعة) تتوسط طرفين مذموميين هما (التهور) و(الجبن)).
    والسلوك هو تصرف مادي له مرجعية وأرضية فكرية ينطلق منها. هذا الفكر هو الذي يسكب طبيعة وأبعاد هذا السلوك، فنراه مجسداً على الارض سواء كان عنيفاً أم إنسانياً استناداً الى مضامين ذلك الفكر أو تلك الأرضية.
    وطرح فكرة التغيير عبر الحرب داخل المدن، يدفع المرء الى تساؤلات عدة حول الايديولوجياوتأثيرهافضلاً عن صراعهامع الثقافة(بمفهومها الشامل)، لاسيما في خضم الأحداث المأساوية التي تعيشها أطراف الوطن منذ فترة.
    فالمتأمل لهكذا احداث، لا يلبث ان يلحظ ان ثمة ايديولوجية ذات اسباب سيكولوجية وسوسيولوجية وراء ظهورها(أيدولوجية مستبدة أكانت في موقع السلطة أو المعارضة) ، وقد ساهمت عدة عوامل في ترسيخها ونجاحها لتطفو على السطح بقوة، لا سيما ان إشتعال النار يبدأ مع عود الثقاب الاول وكما قالوا الخراب ساهل والصعب ما بعده ، حتي العودة لمربع واحد ، لذا كان هنالك دوما من يختار التغيير عبر الناس وهنالك من يختار التغيير عبر النار(وهذا كان خيار الانقاذ فقضت علي تاريخها وحاضرها ومستقبلها به) مما يجعل عملية اجتثاث آثارها الكارثية مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة ... وهذا ما يدعونا الى النقد المعرفي في تحليل رواسبها ومعالجة نتائجها موضوعياً وعقلانياً تحت مظلة وعي عام حاسم، واضعاً مصلحة الوطن نُصب عينيه ومتمسكاً بموضوعية الهدف وأيضا موضوعية الوسيلة.
    ولعل من يفكك خطاب الدعوة لاشعال النار يجد انه يرتكز على مفاهيم التبرير، من مواقع اليمين كانت أو اليسار ، وهو ما تؤكده مقولات كارل بوبر في كتابه (بؤس الايديولوجيا) عن الايديولوجياالمبررة للعنف والعنف المضاد والتي تتطلب أن نواجهها بأسلوب نقدي معرفي، وليس بإنتاج مقولات وآراء لا تبتكر مناهج وبطرق دفاعية وتبريرية، واجترار مقولات مستهلكة وعقيمة ناهيك من خطاب ينزع الى التعتيم والارتجالية والانفعال اللحظي.
    ولذلك فإن المسلسل العنفي الذي نشاهده في السودان لا يلبث ان يدفعني الى تساؤل حارق واليم في آن... هل من نهاية لهذه السيناريوهات المريعة؟
    و إني لعلي قناعة بأن أي عنف مهما كانت أصوله وذرائعه سياسية أو دينية. فهو يدمرالأمن المدني والسلام الاجتماعي. ويتوجب على المجتمع أن لا يستجيب له أو يحتضنه،والنزاهةالموضوعيةتفرض الاعتراف بأن ليست دعوات الحل العسكري داخل المعارضة وحدها المسؤولة عن إشاعة ثقافة العنف بل قبل ذلك النظام السياسي والذي جاء للسلطة بغرور القوة وآلة العنف وتبناه داخل تنظيماته المتعددة وأدبياته الطافحة ووسائل إعلامه المعزولة.
    ولكنهم وعوا بأن الاستمرار في ممارسة عنفهم المسلح، يجعل المشروع يفقد زخمه، بل ومشروعية وجوده لأن الدولة مسؤولة عن أمن وسلم المجتمع الذي تحكمه. وفوق ذلك أن الدولة لا تستطيع ان تستأصل ثقافة العنف الذي تشيعه.
    الخشية تكمن في ان يصبح العنف مستوطنا ومزمنا في بلادنا في ظل التناقضات العرقية والثقافية والاقتصادية ،وسط حالات لا تعدم وجود من هو مستعد دوما لركوب الموجة،أي موجة حتي ولو موجة تجارة الدمار، ودائماالمحصلة النهائية لنتيجة المعارك هي التي تحدد نسبة تحقيق الهدف...فالسؤال الاهم هو سؤال المحصلة وليست البداية. لأن الدم يلد الدم والشر يكرر نفسه..
    في الفيزيولوجيا نعرف ظاهرة «الوعي الانتقائي»، فالعين ترى ما يريده الدماغ والوعي ينتخب نقاطاً بعينها يسلط عليها الضوء، أما بقية الساحة فهي تسبح في سديم مظلم، ولا يوجد في العالم إلا مذهبان في هذه القضية: من يؤمن بالقوة أو من يتخذ موقف ابن آدم، فيقول: «ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله ربّ العالمين». ومن الجميل أن تطور العالم قاد إلى هذه النتيجة فتوقفت حروب دول الشمال بعدما جربت كل أنواع الحروب الدينية والقومية والعالمية وانحصرت الحروب في دول الجنوب. إن القرن العشرين قدم الدليل العلمي الواقعي لصحة موقف (ابن آدم الأول) من رفض العنف. والقنبلة النووية لم تكن لصالح العنف، بل كانت لصالح السلام. فهي نسخت العهد القديم ومعه العنف والحرب، ولهذا لا يمكن لعالم الكبار أن يتقاتلوا. يحدث هذا للمرة الأولى في تاريخ الجنس البشري. ان سقوط الاتحاد السوفييتي وهو يملك من القدرة ما يدمر به الأرض دليل على أن القوة لم تعد تجدي ولا تحمي من يملكها، وصعود اليابان وهي لا تملك القوة، دليل آخر على إمكان الصعود بدون قوة.
    إن الصغار إذا لجأوا إلى القوة في حل مشكلاتهم، فإنهم يكونون قد باعوا قضيتهم للمترفين في الارض، لسماسرة الحروب، بينما الكبار، فمن يكون انتصاره في مصلحتهم نصروه، وإلا فإنهم يتركونهم ينحر بعضهم بعضاً، أو يمدونهم بالأسلحة التقليدية بتغافل وشماتة. وهذا الوضع العالمي بين الصغار والكبار وضع جديد، علينا أن نتفهمه ونتكيف معه بدون تبلد، وعلينا أن ننسخ الثقافة المبنية على العهد العتيق، عهد اعتبار العنف (بطولة)، ولنبدأ التكيف مع العهد الجديد في الأرض الجديدة، عهد السلام، ولنبدأ بصنع ثقافة السلام، لأن صنع ثقافة السلام شرط لقيام العيش المشترك معا. وهذه الثقافة التي ينبغي أن نصنعها هي التي ستبدل الذهنية الجماعية التقليدية التي تنظر إلى العنف على أنه بطولة وقداسة، بدلا من النظر إليه أنه أمر يدعو إلى الغثيان، وأنه كف عن كونه بطولة بل تحول إلى جريمة، وما لم نحقق هذه النقلة الثقافية والقطيعة المعرفية فلن نكون قد صنعنا شيئاً. فكما كانت الجراثيم القاتلة قبل كشفها ومعرفة كيفية التعقيم منها مبثوثة في أعيننا، وكانت تداهمنا من غير أن نعرف كيف تأتي وتحصد الناس، كذلك فإن الجراثيم الفكرية الثقافية المبثوثة في أغذيتنا الفكرية تأتي وتحصدنا ثم نتحول لحياري مبلسين .. ولن تحل مشاكل السوداانيين على يد من يحسن القتل ولا يحسن الحياة. يتحدث (نورمان فنكل شتاين) عالم السياسة الأمريكي والناقد اليهودي بمرارة عن أمه التي نجت من محارق النازية، فيقول انها كانت تتمنى من كل قلبها أن لا يُبقي الروس والحلفاء حجراً على حجر في ألمانيا وأن يقتلوا كل ألماني ويدمروا كل شيء ألماني: «إنها كانت تتمنى لهم الموت في كل ثانية من اليوم لأنها واجهت الموت على يدهم في كل لحظة من اليوم.»
    لماذا ولدت الدولة في التاريخ؟ ما هو مبرر وجودها؟ ما هي وظيفتها الأساسية؟ في كتاب (القوة) لـ (روبرت غرين) عن (القواعد الثماني والأربعين للإمساك بمفاتيح السلطة) يذكر قصة عجيبة عن (إيفان الرهيب) جاء فيها ان سكان العاصمة فوجئوا في 3 ديسمبر من عام 1564 بمغادرة الملك موسكو إلى قرية صغيرة وتركها لمصيرها بدون حاكم. وخلال شهر ذاق الناس الأمرين من الفوضى والقتل. وفي 3 يناير 1565 أرسل إيفان إلى أهل موسكو رسالة يقول فيها إنه تنازل عن العرش. هرع رجال الكنيسة وأعيان البلد إلى قرية الملك إيفان يستعطفونه الليالي ذوات العدد أن يعدل عن رأيه ويعود إلى العرش وينقذ البلد من الفوضى. قال لهم في النهاية إذا كانت هذه رغبتكم فسوف أعود ولكن بشرط واحد هو: (السلطة المطلقة). وعندما عاد إيفان الرهيب إلى موسكو هتف الناس طويلاً بحياته واعتبروا ذلك اليوم عيداً للحرية والشكر، وهم يضعون أغلال العبودية في أعناقهم، فهي إلى الأذقان فهم مقمحون.
    ويذهب الفيلسوف البريطاني (برتراند راسل) في كتابه (السلطة Power) إلى أن أعظم مشكلة اجتماعية تواجه البشر هي التوفيق بين الرغبات الفردية والذوبان الاجتماعي: «إنه من المجدي للمخلوقات البشرية أن تعيش في جماعات ولكن رغباتها تظل فردية إلى حد كبير، خلافا لرغبات النحل التي تعيش في خلاياها، ومن هنا تنشأ المتاعب الاجتماعية والحاجة الماسة إلى قيام حكومة». ولكن المشكلة هي أنه بقدر الحاجة إلى ولادة الدولة بقدر مخاطر نشوئها من احتكار السلطة بيد طاغية أو رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون. ويقرر (راسل) أن الحل صعب بين «فوضى الغابة» و«طغيان الدولة» وأن «الفوضى والطغيان يتشابهان في نتائجهما المدمرة ومن الضروري التوصل إلى حل وسط إذا أريد للمخلوقات البشرية أن تنعم بالسعادة». ويذهب (ابن خلدون) في مقدمته إلى أن «الاجتماع الإنساني ضروري وأن الإنسان مدني بالطبع» وينطلق في نظريته هذه من ضرورة الاجتماع الإنساني بأمرين: «الحماية» و«الغذاء»، فلا يمكن للفرد الواحد أن يطعم نفسه كسرة خبز بدون اجتماع الأيادي والعديد من الصناعات. جاء في المقدمة أنه حتى: «قوت يوم من الحنطة لا يحصل إلا بعلاج كثير من الطحن والعجن والطبخ وكل واحد من هذه الأعمال يحتاج إلى مواعين وآلات لا تتم إلا بصناعات متعددة». ولكن هذا الاجتماع لا يعني بالضرورة ولادة «الدولة»، ولذا اعتبر (هوبز) أن الإنسان ليس حيوانا سياسيا ولا هو مدني بالطبع، وان تطور الدولة كان عملاً ثقافياً أكثر من كونه أمرا غريزياً، وهو بهذا ينقض نظرية (أرسطو) عن الإنسان. أما في (علم النفس) فيرسم (أبراهام ماسلو) الحاجيات الإنسانية في هرم مكون من خمس طبقات، تأتي في القاعدة منه طبقة مكونة بدورها من خمس حاجيات فيزيولوجية هي «الطعام والشراب واللباس والسكن والجنس». ويأتي فوقها مباشرة طابق (الأمن الاجتماعي).».
    ولكن ما معنى هذا كله؟ يبدو بشكل واضح أن الدولة نظام سياسي ولد على القوة وسحب العنف من كل المجتمع مثل «شفاطة» قوية مقابل «توفير الأمن» للأفراد الذين يعيشون في كنفها، وهو ثمن باهظ للتخلي عن الفردية مقابل الاندماج في الحياة الاجتماعية، ولكن بنفس الوقت لم تكن الحضارة لتنشأ لولا هذه الغلالة الواقية من الأمن التي تحسم النزاعات بين الأفراد. ومنظر بسيط من حادث ارتطام سيارتين وحضور البوليس يعطينا معنى حضور الدولة من خلال ممثليها (الشرطة) حاملين مسدساتهم جاهزين لردع أي متمرد على النظام، وهي ما يسميها (راسل) القوة العارية. ونحن تعودنا منذ الطفولة على رؤية الشرطة بأسلحتهم أو القوات المسلحة في استعراضاتها العسكرية للاسلحة والمدافع تحمل التهديد المبطن لمن تسول له نفسه تعكير الأمن. وانه عار كبير على الجنس البشري استعراض أدوات القتل. ولكن الجنس البشري ليس إلا في أول رحلته الانثروبولوجية، والحضارة ليس لها من العمر إلا ستة آلاف سنة مقابل وجود الإنسان على الأرض منذ ملايين السنين. ومرحلة العنف هذه تشبه وضع الطفل في أول رحلة الحياة وهو لا يعرف كيف ينظف نفسه وهي مرحلة لا نخجل منها في طفولتنا لأنها ضريبة التطور. و(احتكار العنف) بيد الدولة كان من جهة جيدا، لأنه في ظل الدولة نشأت الحضارة. كما كان بناء الدولة بالمقابل لعنة، إذ انها أصيبت بمرض الحروب و الفظاعات التي لا تطاق ، سواء الداخلية أوالحروب مع دول الجوار ، فالحرب ظاهرة مترافقة في الصراع بين الدول أو أثناء تحلل الدول. وكما يقول (علي الوردي) في كتابه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) في تفسيره «سبب التنازع البشري» ان «الحكومة استطاعت أن تحسم النزاعات بين رعاياها بواسطة أجهزة القضاء والشرطة وما أشبه، وهذه الأجهزة قد تكون متفسخة أو جائرة ولكن وجودها خير من عدمه، فلولاها لتحول النزاع بين الأفراد إلى قتال عنيف وأكل بعضهم بعضا. ويصح أن نقول مثل هذا عن الحروب التي تنشب بين الدول، فهذه الحروب ستظل مستمرة إلى أن تظهر قوة عالمية قاهرة تحكم في منازعات الدول. إن الدول الآن تعيش في نفس المرحلة التي عاش فيها الأفراد قبل ظهور الحكومات المحلية. فكل دولة تريد أخذ حقها بحد السيف».
    أماعن الطغيان الداخلي على الأفراد. فمع تملك القوة راح بعض البشر يدعي الألوهية. رأينا هذا واضحاً في ملوك آشور، وأور، والفراعنة، أو ممارسة ذلك بدون ادعائه حتى اليوم في جو الديكتاتوريات. يرى (جون لوك) في (الحكم المدني) أن: «الطغيان يبدأ عندما تنتهي سلطة القانون»، وأن «الشرطي الذي يتجاوز حدود سلطاته يتحول إلى لص أو قاطع طريق. بل إن جرمه يكون أعظم إذا صدر عمن عظمت الأمانة التي عهد بها إليه». أما (جون استيوارت ميل) فيرى أن هذه الأحادية كارثة: «أولئك الذين يريدون إخماد الرأي الآخر هم أنفسهم غير معصومين من الخطأ ومن ثم فهم عندما يرفضون الإصغاء لأي رأي مخالف فإنما يزعمون لأنفسهمالعصمة من الخطأ)).

    والداعين للحرب يأسسون لمساومة تجمع النقائض بأساليب تنظيرية جامدة، تفتقد الى المعالجة الموضوعية والنقد العقلاني، ورغم ان هذه الفئة لا تعبر عن السلوك السائد للمجتمع، إلا إنها تبقى جزءاً من تركيبته الاجتماعية، ولذلك فتعاطفها مع تلك الايديولوجية يبقى له تأثير على النسيج المجتمعي، وان ظل محدوداً ولكن خطورته تكمن في استمرارية نموه وتشعبه ما لم يواجه بنقاش جاد ومقاربة علمية لإيقاف تأثيراته في العامة . فالمسألة لم تعد طرح شعارات، بل هنالك من يستطيع تأليب القبيلة والعشيرة وأحياءالقش والجالوص المكتظة غبنا ومعاناة ولاوعي ، عبر الايديولوجية الراديكالية المستندة إلي ذات إنغلاقية عجولة غير صبورة لا يسهل لها التكيّف أو التعايش مع المتناقضات حولها، بل تنزع الى التقوقع والجمود والهروب الى الامام، رغم ان واقع الحال من معطيات ومتغيرات ترى ضرورة التفاعل والاندماج والتداخل لاجل التغيير الحقيقي في الادمغة وليس الوسائل أولا وإلا كنت خارج التاريخ. وما دام الامر كذلك، فليس مستغرباً ان تكبح الايديولوجيا الثقافة بل وتذبحهالانهما نقيضان، فالايديولوجيا تنزع للرؤية الاحادية المرتهنة لقاعدتي (اما، أو) و (مع أو ضد)، ومكبلة بكل القيود التي تكرس مفاهيم المطلق والتابو والإدانة، في حين ان الثقافة المستنيرة تكون متجردة في احكامها وتميل الى المعالجة المنهجية العلمية والشجاعة الادبية في الحكم والتعليل والتحليل، بمعنى ان المثقف المحايد يستخدم القراءة العقلية في الحكم على الاشياء.).
    إذن : الموضوعية والعقلانية والحياد معان لا تستقيم مع توجهات ومفهوم الايديولوجية التي تجعل من معتنقها واقفاً معها ومبرراً مواقفها على الدوام بغض النظر عن مشروعيته أو صحته، ولذلك فهي لا تعترف أو لايهمها الموقف القيمي، بقدر ما ان مرادها يكمن في تحقيق اهدافها (اياً كانت) من دون ان ُتعير اهتماماً للمعطيات الآنية والظروف المحيطة والنتائج الكارثية، وهذا ما يجعل نتائجها وخيمة وقد يعرضها للسقوط والانهيار، وموقفهاوربما بسبب ضعفه، لا يعرف من الخطط الا العنف العشوائي، والاحلام الليلية المبشرة بالمستحيل دون تفرقة بين الاماد، قصيرها او طويلها او متوسطها، او اعتراف بعقل او موضوع. الاول لا يخطو خطوة الا وهو يعرف الخطوة التالية، او يخطط لها على الاقل. والثاني يتكل على مجرد رد الفعل، واحلام الليالي الباردة، دون ان يعقلها. فلو انه عقلها وتوكل، لكان في الامر منطق، اما ان يتوكل دون عقل، فهو شيء خارج العقل والنقل معا.
    في السنة الاخيرة من الحرب العالمية الثانية، وعندما كان كل شيء يتهاوى في «الرايخ الثالث»، أو «رايخ الالف عام»، وهو ذاك الكيان الجرماني الكبير الذي انشأه ادولف هتلر كي يستمر لألف عام، وكان واضحا ان الهزيمة هي المصير المحتوم للنظام النازي في المانيا، لم يقبل هتلر بكل الدلائل المنطقية والموضوعية المؤكدة على ذلك، فرفض الاستسلام وانقاذ ما يمكن انقاذه، وهو الاستسلام الذي كان من الممكن ان يجنب المانيا والشعب الالماني الكثير من الويلات والكوارث اللاحقة التي لم يكن لها اي مبرر، لولا تعنت الفوهرر. فطالما ان الفوهرر هو الذي تحدى القوى الاوروبية، كان عليه ان يقبل نتيجة تحديه، كائنة ما كانت بعكس الحالة فيما لو كان هو المتحدى وفرض عليه القتال فرضا. ورغم ان هتلر ادرك منذ عام 1944 انه قد خسر الحرب، الا انه لم يتصرف كمسؤول عن شعب بأكمله، فواصل القتال، وجند حتى الصبية في النهاية، وهو يرى كل شيء يحترق من حوله.
    لم يكن الاستسلام جبنا او هروبا من المعركة في تلك الايام الحاسمة من تاريخ نهاية الحرب، بل كان هو الحل الشجاع الوحيد الممكن، لو كان للحياة الانسانية ادنى قيمة لدى الفوهرر. فالفرق بين الشجاعة والتعنت، والجبن والحكمة، كما الفرق بين الثرى والثريا، والتبر والتراب. فقد تتشابه النقائض في الشكل والمظهر، اما الجوهر والمضمون فهو قصة اخرى، قد لا يدركها الا من كان مصير الانسان هو هدفه الاول والاخير. كل شيء كان واضحا، فالسباق على اشده بين قوات الحلفاء على من يصل الى برلين اولا، ويفرض سلطته ونظامه، تمهيدا للصراع الجديد القادم بين حلفاء الامس لتحديد مناطق النفوذ في نظام ما بعد الحرب. فمن الشرق كان الجيش الاحمر السوفيتي يطوي الارض طيا للوصول الى برلين قبل الاميركيين. ومن الغرب كانت القوات الاميركية والبريطانية قد بدأت في احتلال الاراضي الالمانية، وعين لها على برلين واخرى على الجيش الاحمر. ورغم كل ذلك، فان الفوهرر كان متشبثا بأمل النصر، رغم معرفته بالهزيمة، عن طريق شيء «ما ورائي»، او عجائبي وغرائبي، او خارق للعادة يمكن ان يحدث بين لحظة واخرى، وبشكل مفاجئ لم يدخل في حسابات احد، بل ولا يمكن حسابه بالطرق الموضوعية المعتادة. كان ايمان الفوهرر بحدوث هذا الشيء العجائبي، او لنقل المعجزة، مستندا الى حادثة قد مرت عليه حين كان جنديا في الفيلق النمساوي في الحرب العالمية الاولى. يقول ادولف هتلر انه كان قد اصيب اثناء المعارك في تلك الحرب، فنقل الى وحدة طبية ميدانية قريبا من الجبهة. وفي ليلة من الليالي كان نائما، او هو في حالة بين اليقظة والمنام كما يقول، اذا به يسمع في منامه او حالته تلك هاتفا لا يعرف مصدره يأمره بالخروج من المستشفى الميداني. وبدون شعور، وكالمخدر او المنوم مغنطيسيا، يخرج هتلر ويسير باتجاه الجبهة، والقنابل تتساقط من حوله دون ان تصيبه. وفجأة هز انفجار كبير المنطقة كلها، فاستيقظ هتلر من نومه، واخذ ينظر حوله مستغربا ما الذي اتى به الى هذه المنطقة الخطرة من الميدان، فعاد ادراجه الى المستشفى. وهناك، اكتشف ان المستشفى بكامله قد قصف بشدة، فلم يبق له اثر، ومات كل من كان فيه من الجرحى، وبقي هو الناجي الوحيد. هنا، ادرك هتلر، كما يقول، ان الهاتف الذي جاءه في المنام لم يكن هلوسات مريض، ولا اضغاث احلام لا تفسير لها بل كان صوت القدر ذاته، وان الرب يعده لمهمة خاصة، ادرك في النهاية انها انقاذ الشعب الالماني، واعادة الكرامة اليه، بعد معاهدة فرساي الظالمة. اقتنع هتلر منذ تلك اللحظة بأن العناية الالهية قد اختارته مبعوثا لها كي يجسد «المانيا فوق الجميع»، وساعتها ادرك ان النصر في حرب انتقامية قادمة حتمي ولا ريب فيه. هذه القناعة بقيت ملازمة لهتلر حتى الساعات الاخيرة من حياته، وهو يفكر بالهرب الى جبال بافاريا، وقيادة حرب عصابات من هناك. ولكن، وعندما بدأ قصف الروس لقصر المستشارية، حيث كان هتلر وايفا برون، ادرك الفوهرر ان «الرؤيا» لم تكن رؤيا، بقدر ما كانت حلما عابرا، فانتحر هو وعشيقته، بعد ان تزوجها في الايام الاخيرة من حياتهما معا.
    «رؤيا» هتلر تلك اودت في النهاية بحياة اكثر من ستين مليون انسان، هم ضحايا الحرب العالمية الثانية. بطبيعة الحال فان الاسباب العميقة للحرب العالمية الثانية مسألة لا تتعلق بهتلر وساساته فقط، كما ان الحرب العالمية الاولى ما كان من الممكن ان تتجنب لو ان ولي عهد النمسا والمجر لم يغتل في سراييفو، ولكن التفاصيل كان من الممكن ان تكون اقل كارثية لو ان هتلر لم يكن موجودا، الرجل الذي استرخص الانسياح في دم العالم كله لارضاء نزوة السلطة، وتهيأت الظروف بوجود من هم علي قيادة الشعوب ولا يملكون إلا بعضا من وعي متعفن وشره للسلطة أن يقودوا كل العالم للدمار لو ان هتلر حاول انقاذ ما يمكن انقاذه من لحظة الانزال الكبير في النورماندي، ومن ثم تحرير الحلفاء لفرنسا، وبداية الانهيار الالماني الشامل، لربما كانت الخسائر في الحياة البشرية اقل. ولكن هؤلاء الطغاة والمستبدين وانصاف الالهة، يعتقدون ان الوجود كله مرتبط بوجودهم، فان هم ذهبوا ذهب الوجود بأكمله، او لا بد ان يذهب، فما قيمة حياة بدونهم، او وجود لا ترفرف فيه ارواحهم.
    ، بل واستخفاف بارواح حرم الله قتلها، وحياة ما اوجدها خالق الكون الا لان تعمر لا ان تدمر.

    (عدل بواسطة Sinnary on 09-29-2004, 04:25 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-21-04, 06:12 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Zoal Wahid09-21-04, 07:41 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة محمد حسن العمدة09-22-04, 00:02 AM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-22-04, 01:16 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-22-04, 01:07 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة محمود الدقم09-22-04, 01:01 AM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-22-04, 01:20 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة abdalla BABIKER09-22-04, 01:11 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-22-04, 01:23 PM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Sinnary09-22-04, 05:59 PM
        Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 03:01 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Omer5409-23-04, 02:21 AM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة fasil dousa09-23-04, 06:25 AM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 03:18 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 03:12 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Roada09-23-04, 07:26 AM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 03:34 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Yasir Elsharif09-23-04, 09:29 AM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة محمد حلا09-23-04, 12:12 PM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 04:40 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 03:38 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Mohamed Adam09-23-04, 12:05 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة فتحي البحيري09-23-04, 12:11 PM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 05:13 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 04:43 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة محمد الامين احمد09-23-04, 01:39 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 05:16 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة برهان تاج الدين09-23-04, 03:19 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 05:25 PM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة برهان تاج الدين09-24-04, 04:46 AM
        Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-24-04, 02:23 PM
          Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة برهان تاج الدين09-29-04, 04:44 AM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Mohamed Adam09-23-04, 03:23 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Abdel Aati09-23-04, 03:51 PM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 05:34 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة محمد الامين احمد09-23-04, 03:44 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Muhib09-23-04, 04:24 PM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 05:47 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 05:40 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة zoul"ibn"zoul09-23-04, 05:00 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة kamalabas09-23-04, 05:48 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-23-04, 06:04 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Deng09-23-04, 08:18 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-24-04, 02:29 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Hisham Amin09-23-04, 08:25 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-24-04, 02:38 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Yasir Elsharif09-24-04, 03:45 AM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-24-04, 03:37 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Deng09-25-04, 05:52 AM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Sinnary09-25-04, 07:48 AM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-25-04, 10:19 PM
        Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-28-04, 02:28 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة Bashasha09-28-04, 07:35 PM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-30-04, 01:51 PM
  Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة عبد الباقي الجيلي09-29-04, 00:29 AM
    Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-30-04, 02:05 PM
      Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة ابنوس09-30-04, 05:07 PM
        Re: نقل الحرب الى الخرطوم واجب تفرضه الظروف الراهنة fasil dousa11-24-04, 08:49 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de