|
Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود (Re: ahmed haneen)
|
لقد اصابت الدكتورة ايناس في العديد من النقاط التي اهمهاان التغييرات التي حدثت في السودان, لم تكن تغييرات جذرية او جوهرية و لكنها كانت تغييرات شكلية بكل ما تعني هذه الكلمة من معني. و لكنها كباحثة و على حسب ما ورد في تلخيص هذه الندوة , لم تقل للناس, لماذا كانت هذه التغييرات شكلية و لم تكن جوهرية؟
لا نعتقد ايضا بأنها قد حللت بعمق كيف اختلفت الاحزاب الثلاث (الامة-الاتحادي الديمقراطي-الجبهة الاسلامية القومية), في ما بينها من حيث المنطلقات النظرية, فما ذكرته من فوارق لم يكن عميقا بما فيه الكفاية , لباحثة/ث, كما انها لم تتناول الجذور التاريخية لنشأة هذه الاحزاب الثلاث, فضلا عن حديثها عن نشأة الحزب الشيوعي السوداني, و كان اجدر بها ان تتناول نشأة كل حزب بشيء من التفصيل. و كونها انها قالت ان هذه الاحزاب جميعها تنتهل من معين الدين, ليس بمبرر لوضع كل هذه الاحزاب في قالب واحد اسمه الدين, لان في ذلك تبسيط في تناول هذه الاحزاب.
حديثها عن الانقلابات العسكرية في السودان, و دور كل من الحزب الشيوعي و الامة و الاتحادي الديمقراطي و الجبهة الاسلامية, حديث اكثر من مبسط, لانها وضعت هذه الاحزاب في مسئولية متساوية و لا نعتقد ان هذا الكلام صحيح, لان لكل حزب مسئولية مختلفة عن الاخر, في مسألة تسيس المؤسسة العسكرية, فما فعله حزب الامة مثلا ليس له اية اوجه مقارنة مع ما فعلته الجبهة الاسلامية القومية في المؤسسة العسكرية, و كذلك ما فعله الحزب الشيوعي لا يمكن مقارنته مع ما فعله الحزب الاتحادي الديمقراطي في المؤسسة العسكرية, عليه نعتقد بان الدكتورة ايناس تحتاج لتسليط الاضواء اكثر على تاريخ هذه الاحزاب السياسي,لذلك كان حديثها عن انقلاب الفريق عبود في 17 نوفمبر 1958 و انقلاب 25 مايو بقيادة جعفر نميري 1969 و انقلاب الجبهة الاسلامية القومية في 30 يونيو بقيادة معظم كوادر الجبهة عام 1989 , حديثها عن هذه الانقلابات كان على عجل, وهو امر غير مستحب من باحثة في هذا المجال.
مساواة كل من الامة و الاتحادي الديمقراطي و الجبهة الاسلامية بدعوتهما للدولة الاسلامية, يحتاج لشيء من التفصيل, لان (الثورة المهدية) ليست هي حزب الامة و حزب الامة بزعامة الصديق عبد الرحمن المهدي, ليس هو جزب الامة بزعامة الصادق المهدي, يعني باختصار , هنالك تغييرات كثيرة حدثت في بنية هذه الاحزاب, و خير شاهد على ذلك الانقسامات الكثيرة التي حدثت في كل من الامة و الاتحادي الديمقراطي و حتي الجبهة الاسلامية القومية!! و لا ندري لماذا لم تتناول الدكتورة ايناس هذه الانقسامات التي حدثت في هذه الاحزاب سابقة الذكر,و ماهي اسباب هذه الانقسامات؟ و ما هو اثرهذه الانقسامات على هذه الاحزاب و بالتالي على السودان و شعبه؟
و لا ندري ايضا لماذا لم تتناول الدكتورة ايناس بالتحليل قواعد هذه الاحزاب الثلاث, الامة-الاتحادي الديمقراطي-الجبهة الاسلامية, بالاضافة لقواعد الحزب الشيوعي السوداني,فتناول خلفيات هذه القواعد جدير بالاهتمام. بمنعي انه ما هي خلفيات هذه الشرائح التي تمثلها الاحزاب التي ذكرتها الدكتورة ايناس في الندوة؟
و لا ندري ايضا لماذا لم تتناول الدكتورة ايناس مالية هذه الاحزاب الثلاث سابقة الذكر,بالاضافة لمالية الحزب الشيوعي السوداني؟
و لا ندري لماذا لم تتناول الدكتورة ايناس الديمقراطية داخل الاحزاب الاربع التي ذكرتهاوهي الامة-الاتحادي الديمقراطي -الشيوعي السوداني-الجبهة الاسلامية القومية؟
و لا ندري لماذا تحدثت الدكتورة على عجل عن المؤسسة العسكرية و كأنها مؤسسة متامرة من اعلي رتبة الى اخر جندي فيها, فهل هي ظالمة ام مظلومة ام الاثنين معا؟
اخيرا نقدر تماما ما قامت به الدكتورة ايناس في هذه الندوة , فهي علي الاقل قد حاولت ان تفعل ما في وسعها في موضوع متشابك مثل موضوع تناول الحركة السياسية السودانية.
|
|
|
|
|
|