|
أوروبا وأمريكا في الخارطة العالمية الجديدة(1)
|
انتهي زمن ألأعتقاد بأن ألأوربيون والأمريكان ينظرون الي العالم بنفس المنظار وبكل تأكيد يمكننا القول بأنهم يعيشون في عالمين مختلفين تمام الأختلاف ويكاد هذا ألأختلاف يبدو واضحا في قضية محورية هي قضية القوة العسكرية والحوجة الي استخدامها مع ايجاد المبرر ألأنساني في المقام ألأول ومن ثم المبرر القانوني ان جاز التعبير وحشد التأييد الدولي للتدخل العسكري في حسم الكثير من القضايا علي الساحة الدولية. المنظومة السياسية العالمية الجديدة تحتم علينا ألنظر بعين الأعتبار لمايجري في هذين العالمين من تطور تاريخي لآليات أتخاذ القرار ودراسة كل الظواهر وألأستراتيجيات المطروحة في عالم أصبح كالقرية وصار التدخل في شؤون البلاد والعباد أمرا تحتمه المصالح المشتركة للدول وسياسة السوق المفتوح. اوروبا تبتعد اكثر وأكثر عن سياسة استخدام القوةالعسكرية في حل النزاعات وتلجأ الي النظم القانونية وسياسة الحوار والنفس الطويل والعمل المشترك غرضا للوصول الي عالم آمن يعمه الرخاء؛ في الوقت نفسه يعتقد ألأمريكان بأنه لا يعول علي القوانين والمنظمات الدولية وألأمن الحقيقي يتطلب تملك القوة وأستخدامها للدفاع عن مصالحهم. هذا ألأختلاف يعد أختلافا مبدئيا في النظر الي الأمور فعندما تثار مسألة أستخدام القوة نجد ان الديموقراطيون ألأمريكان أقرب للجمهوريين منهم الي بقية الديموقراطيين في اوروبا وفي التسعينات حتي الليبراليون ألأمريكان كانوا أقرب الي الحلول العسكرية خلافا لنظرائهم في اوروبا. اتخذت حكومة كلينتون قرارا بمهاجمة العراق ؛افغانستان والسودان صاروخيا في الوقت الذي انتقدت فيه معظم الحكومات الأوروبية الحدث. في عام 1999 هاجم الاوروبيون بلغراد ولكن تم ذلك تحت ضغوط كبيرة من جهة الولايات المتحدة. في عام 2002 صوت معظم الديموقراطيون في السنات الامريكي لصالح مشروع مهاجمة العراق في الوقت الذي تقبل فيه الديموقراطيون في فرنسا؛ المانيا؛ايطاليا و بلجيكا الخبر بكثير من الدهشة والاستغراب بل والنكران. قد يعلل البعض ذلك الفرق الأستراتيجي والخلاف العميق في اتخاذ القرار لأسباب موازنات القوي في العالم حيث انقلبت ألأدوار بعد ان فقدت اوروبا دورها كقوي عسكرية عظمي الا اننا نقول بان طبيعة التجربة التاريخية قد لعبت دورا حاسما في تشكيل العقلية ألأوروبية حيث أن التراجع العسكري قد بدأ قبل مائة عام خلت ابان الحرب العالمية الاولي التي بدأت في عام 1914 . في هذه الحرب تحطمت ثلاث من مجموع خمس قوي عظمي في اوروبا وهي المانيا؛المجر-النمسا؛روسيا والتي كانت تحفظ التوازن القاري للقوي منذ عام 1871 اضافة الي ماخلفته هذه الحرب من خراب كامل للاقتصاد والبنيات الاساسية لاوروبا. .
|
|
![Yahoo](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|