100 عام من العزلة - ماركيز...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-23-2024, 05:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2004, 05:13 PM

Ehab Eltayeb
<aEhab Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 2850

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
100 عام من العزلة - ماركيز...

    جابريل جارسيا ماركيز ( يحكي معاناته المادية التي كادت تمنع خروج رواية مائة عام من العزلة إلى النور .

    مقالة لعبقري الأدب العالمي ( جابرييل غارسيا ماركيز ) الحائز على نوبل 82 في المجلة التي يرأس تحريرها ، يروي فيه قصة النسخة الأصلية من روايته الخالدة ( مائة عام من العزلة ) ، التي شهدت مزادا عالميا لها ، وتم رفض بيعها لأن المزاد لم يبلغ الحد الأدنى وهو نصف مليون دولار !
    تعالوا معنا نعش مع جارسيا معاناته المادية التي كادت تحول بينه وبين إظهار الرواية للنور، هذا وهو يكتب إحدى أعظم روايات القرن العشرين .

    يقول جارسيا :

    في أوائل شهر أغسطس من عام 1966 توجهت أنا ومرسيدس إلى مكتب سان أنجل للبريد في المدينة المكسيكية لأرسل النسخة الأصلية من روايتي مائة عام من العزلة إلى بوينوس أيرس، كان مظروفا يحتوي علي خمسمائة وتسع صفحات مكتوبة علي ماكينة مزدوجة علي ورق عادي للغاية وموجهة إلى السيد باكو بروا المدير الأدبي لدار سودامريكانا للنشر، قام موظف مكتب البريد بوضع المظروف على الميزان ثم اجري حساباته المعتادة وقال:
    سيتكلف هذا اثنين وثمانين بيزو
    عدت مرسيدس الأوراق والعملات المعدنية التي كانت تحملها في حقيبتها ثم واجهتني بالحقيقة قائلة:
    ليس معنا سوي ثلاثة وخمسين بيزو
    كنا قد اعتدنا تماما علي تلك الأزمات اليومية بعد عام كامل من الأزمات المادية لدرجة أننا لم نفكر كثيرا في الحل، لقد فتحنا المظروف وقسمنا الأوراق إلى جزأين متماثلين،أرسلنا النصف الأول فقط إلى بوينوس أيرس دون أن نسأل أنفسنا كيف سنتمكن من إرسال الباقي.
    كانت الساعة السادسة مساء يوم جمعة ولن تفتح مكاتب البريد قبل يوم الاثنين ولذلك كان لدينا نهاية الأسبوع بطولها لنفكر في الحل، ولم يكن قد تبقى لدينا سوي القليل من الأصدقاء الذين يمكن أن نثقل عليهم بإقراضنا كما أن أفضل ممتلكاتنا كانت تقبع بجوار معروضات مونت دي بيداد . كان لدينا بالتأكيد الماكينة المتنقلة التي جلست أمامها لمدة ست ساعات يوميا لما يزيد علي عام لأنتهي من كتابة الرواية ، ولكن ما كان يمكن أن نرهنها لأنها كانت مصدر الرزق بالنسبة لنا .
    بعد مراجعة دقيقة للمنزل وجدنا شيئين يمكن بالكاد عرضهما للرهن : المدفأة في حجرة مكتبي وهي لم تكن لتساوي الكثير، وخلاطا أهدته لنا السيدة سوليداد مندوثا في كراكس بعد زواجنا، كان لدينا أيضا خاتما الزواج اللذان لم نجرؤ يوما علي رهنهما لما يعنيه ذلك من فأل سيئ. ولكن في تلك المرة حسمت مرسيدس الأمر وقررت عرضهما باعتبار انهما كانا احتياطيا استراتيجيا للطوارئ.
    مع أولى ساعات صباح الاثنين توجهنا إلى أقرب فروع 'مونت دي بيداد' حيث كنا من العملاء المعروفين لديهم، وهناك أعطونا بدون خاتمي الزواج ما يزيد قليلا عما كنا نحتاج.
    وما كدنا نصل إلى مكتب البريد وننظر إلى باقي المظروف حتى اكتشفنا أننا عكسنا الرواية فبدأنا بإرسال الصفحات الأخيرة منها قبل البداية، غير أن مرسيدس لم تعبأ بالأمر بل قالت: إن الشيء الوحيد الذي ينقصنا الآن هو ألا تكون الرواية جيدة.
    كانت هذه العبارة هي النهاية لثمانية عشر شهرا كافحنا خلالها معا لننتهي من الكتاب الذي كنت أعلق عليه جميع آمالي، فحتى ذلك الحين كنت قد نشرت أربعة كتب خلال ست سنوات وحصلت مقابلها على ما هو أفضل من لا شيء باستثناء كتاب 'ساعة النحس، الذي نلت عنه جائزة بلغت ثلاثة آلاف دولار في مسابقة(أسو كولومبيانا ؛ وقد نفعتني في مصاريف ولادة ثاني ابنائي جونثالو بالاضافة إلي أننا اشترينا بها أول سيارة لنا.
    كنا نعيش في منزل من منازل الطبقة الوسطى يقع على رابية (سان أنخل آن والتي كان يملكها العمدة المحامي لويس كودوريير ،الذي كان من بين فضائله الاهتمام بشكل شخصي بأمور مستأجري المنزل.
    رودريجو الذي كان في ذلك الوقت في السادسة وجونثالو الذي كان في الثالثة - كان لديهما في ذلك المنزل حديقة جميلة يلعبان فيها في الأوقات التي لا يذهبان فيها إلى المدرسة، وكنت أنا أعمل كمنسق عام لمجلتي سوثيسوس ولافاميليا ، حيث أتممت مقابل راتب لا بأس به عامين كاملين لم أكتب خلالهما حرفا.
    كارلوس فوينتس وأنا نقلنا أيضا إلي السينما قصة الديك الذهبي كما عملت معه ، في النسخة النهائية من سيناريو فيلم بدرو بارامو للمخرج كارلوس بيلو، وكتبت أيضا سيناريو فيلم وقت الموت وكان الأول للمخرج ارتورو ربستين .
    و في الساعات القليلة التي كانت تتبقى لدي كنت أقوم بعدد من الأعمال الوقتية مثل إعداد النصوص للنشر وإعلانات التليفزيون وكتابة بعض الأغاني. وكل ذلك كان يكفيني للعيش بشكل معقول ، ولكنه لم يكن يسمح لي بمواصلة كتابة القصص القصيرة والروايات.
    وعلى الرغم من ذلك فثمة فكرة جريئة لرواية ظلت تؤرقني لفترة طويلة، لم تكن فكرة مختلفة عن كل ما كتبته من قبل فحسب، بل كانت تختلف تماما عن كل ما قرأت، كانت نوعا من الرعب غير معروف المصدر، كان ذلك في بداية عام 1965 عندما اصطحبت مرسيدس والطفلين لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في أكابولكو، شعرت حينها أني أكاد انفجر من شدة ما كان يعتمل في نفسي. كنت شديد التوتر والتشبع بالفكرة حتى أني تفاديت بمعجزة بقرة كنت تعبر الطريق أمام السيارة، حتى أن رود ريجو صاح بفرح قائلا:
    -أنا أيضا عندما أكبر سأدهس الأبقار علي الطريق.
    لم أنعم بأية لحظة من الهدوء على الشاطئ يوم الأربعاء، وعندما عدنا إلي المكسيك جلست إلي الماكينة لأكتب جملة البداية التي لم أتحمل أن أحتفظ بها داخلي أكثر من ذلك : (بعد عدة سنوات، وأمام فصيلة الإعدام، كان على الكولونيل أورليانو بوينديا أن يتذكر ذلك اليوم البعيد الذي اصطحبه فيه والده ليتعرف علي الثلج..) ومنذ تلك اللحظة لمأانقطع يوما عن مواصلة الكتابة حتى السطر الأخير، حتى بدا الأمر كأنه حلم مسيطر.
    في الشهور الأولى تمكنت من أن أحافظ علي أفضل مستوى من الدخل يمكن تحقيقه،ولكن مع الوقت بدأت أحتاج لمزيد من الوقت لأكتب كما أريد. كنت أعمل إلى وقت متأخر جدا من الليل لكي أنتهي من الالتزامات المنوطة بي حتى أصبحت الحياة مستحيلة بالنسبة لي. رويدا رويدا ،أخذ الواقع الذي ل ايقاوم يجبرني على الاختيار بلا تردد بين الكتابة أو الموت، لم أتردد لأن مرسيدس اكثر من أي وقت مضي تكفلت بكل شيء بعدما أرهقنا جميع الأصدقاء،وأصبح لدينا حساب مفتوح لا أمل في سداده لدي بقال الحي والجزار علي الناصية.
    وكنا منذ أولى الأزمات التي تعرضنا لها نقاوم بشدة فكرة القروض ذات الفائدة، إلا أننا وجدنا أنفسنا في النهاية مضطرين لأن نقوم بأول زيارة لـ(مونت دي بيداد، وبعد مرتين أخريين رهنّا خلالهما بعض الأشياء البسيطة بدأنا نلجأ لمجوهرات مرسيدس التي تلقتها كهدايا من أقاربها طوال السنوات التي تلت زواجنا، وعندما عرضناها على خبير المحل أخذ يتفحصها بدقة جراح، ثم أخذ يختبرها ويتفحصها بعدسة سحرية.. الألماس في الأقراط والزمرد في العقد والياقوت في الأساور، في النهاية أعادها إلينا قائلا:
    -إنها من الزجاج الخالص.
    لم يكن لدينا من الوقت أو المزاج ما يجعلنا نتوقف كثيرا لنفكر متي تم استبدال الأحجار الكريمة التي احتفظنا بها طوال سنين بالزجاج، ذلك أننا كنا نعلم مسبقا أن نذير الشؤم يحوطنا من كل جانب.
    قد لا تصدقون ذلك ،ولكن كبرى مشاكلي في الكتابة كانت مع الورق. إذ ترسخ لدي اعتقاد بأن الأخطاء الطباعية أو الإملائية أو أخطاء النحو هي في واقع الأمر أخطاء في إبداع الكاتب. ومن ثم فإني كلما اكتشفت أحد هذه الأخطاء كنت أسارع بتمزيق الورقة كلها أشلاء وأبدأ من جديد. كانت مرسيدس تصرف ما يقرب من نصف ميزانية المنزل لشراء رزم الأوراق التي ما كانت لتستمر لأكثر من أسبوع. وربما لهذا لم أجرؤ على استخدام ورق الكربون.
    مشاكل بسيطة مثل هذه ضيقت حولنا الخناق حتى لم يعد لدينا من الجهد ما نقاوم به الحل النهائي والذي كان يتمثل في رهن السيارة التي اشتريناها حديثا دون أن تخامرنا شكوك في أن يكون العلاج أشد خطورة من الداء. ذلك أننا علي الرغم من سدادنا الديون المتأخرة بقي لنا أن نسدد الفوائد الشهرية التي بدت كأنما تغلنا من عنقينا في هاوية من الجحيم. ولحسن حظنا أن صديقنا (كارلوس مدينا قد تطوع بتسديد هذه الفوائد ليس عن شهر واحد فحسب بل عن عدة شهور،واستطعنا بذلك أن ننقذ السيارة. ومنذ سنوات قليلة فقط علمنا أنه اضطر إلى رهن أحد ممتلكاته ليسدد فوائد ديوننا.
    بدأ الأصدقاء المخلصون يقسمون أنفسهم إلي مجموعات لزيارتنا كل ليلة، وكانوا يأتون وقد اشتروا بالصدفة الكتب والمجلات،أو أنهم يمرون بالصدفة أيضا لدي عودتهم من السوق محملين بالمشتريات.كارمن وألبارو موتيس كانا أكثر المواظبين على زيارتنا، وأصبح علي بشكل مستمر أن أحكي لهما فصلا من الرواية الجديدة، وكنت أجهد لأبتكر لهما حكايات مما أحفظه للحالات الطارئة،لأنه كان في ظني في ذلك الوقت أن قص ما عكفت علي كتابته حقا كان ليخيف العفاريت.
    كارلوس فوينتس على الرغم من خوفه من الطيران كان يقطع العالم ذهابا وإيابا، وكانت عودته دائما عيدا لنا نتناقش فيه حول أعمالنا الجديدة كما لو كنا شخصا واحدا. واعتبرت ماريا لويس أليو وزوجها خومي جارثيا ما كنت أرويه علامة علي العناية الإلهية. وعلى هذا فلم أتردد علي الإطلاق في إهداء الكتاب لهما. وشعرت حينذاك أن ردود الأفعال والحماسة التي تحيطني من الجميع بمثابة أشعة نور تضيء لي طريقي إلي الرواية الحقيقية.



                  

العنوان الكاتب Date
100 عام من العزلة - ماركيز... Ehab Eltayeb08-21-04, 05:13 PM
  Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... Ehab Eltayeb08-21-04, 05:14 PM
    Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... ibrahim eldeen08-22-04, 01:55 AM
      Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... Alia awadelkareem08-22-04, 04:42 AM
      Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... Ehab Eltayeb08-22-04, 11:44 AM
  Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... Ehab Eltayeb08-22-04, 12:08 PM
  Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... اسامة الخاتم08-22-04, 12:31 PM
    Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... Mamoun Zain08-22-04, 01:59 PM
      Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... Ehab Eltayeb08-22-04, 04:56 PM
    Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... Ehab Eltayeb08-22-04, 04:52 PM
      Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... nour tawir08-22-04, 10:53 PM
        Re: 100 عام من العزلة - ماركيز... Ehab Eltayeb08-23-04, 05:24 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de