|
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين (Re: شقرور)
|
حافظ الشيرازي:
حافظ الشيرازي،هو الشاعر الذي أثارت غزلياته لدى شاعر ألمانيا العظيم جوته -في شيخوخته- إعجابا وحماسا شديدين جعلاه يشعر بأن عليه أن يكون أكثر اجتهادا وأغزر إنتاجا، حيث يقول في مذكراته: "إن مجموعة أشعار حافظ الشيرازي قد أثرت في تأثيرا عميقا قويا، حملني على أن أنتج وأفيض بما أحس وأشعر، لأني لم أكن قادرا على مقاومة هذا التأثير القوي على نحو آخر، لقد كان التأثير حيا قويا"(17). وبدأ جوته يكتب قصائد "إلى حافظ"، والتي تكون منها "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي". ويعتبر هذا الديوان إلى حد بعيد حوارا مع الشاعر الشرقي الذي أراد جوته أن يتنافس معه. يقول جوته في قصيدته "غير محدود".
"وليفن العالم كله، أي حافــــــــظ!
فإني لا أريد أن أنافس غيــــــــرك،
غيرك أنــــــت وحـــــــــــــــدك!
فلنتقاسم سويا، نحن التوأمـيـــــــن
كل إيلام وكـــــــل ســـــــــــــرور
فما تحبه أنــت وما تحتسيـــــــــه
يجب أن يكون مفخرتي بل وحياتي"(1 .
ولكن كيف كان حافظ الشيرازي يشرب ويحب؟ تصعب الإجابة عن هذا السؤال في سطور قليلة. ولذلك سنكتفي هنا بذكر ما يلي: إن الخمر عند حافظ لا تعني نبيذ عصير العنب فحسب، ولكنها أيضا ترمز لأشياء أخرى. فثمة أبيات خمرية بحتة، مثل:
"وشراب عمره حولان، ومحبوب عمره أربع عشرة سنة
كافيان لي من صحبة الكبير والصغير…!(19)
أما الأشياء الأخرى التي ترمز إليها استعارات حافظ الخمرية، فلم تكن عنده بالضرورة صوفية، ولكن ذهنية -بل كانت من جديد في نهاية المطاف دينية، أي لها علاقة بدين الحب ذلك الذي نادى به حافظ -اتباعا لديانة زرادشت- وكموقف معارض للتشدد في تطبيق أحكام الشريعة. ومن هنا فهو يجعل الوضوء في أشعاره ليس بالماء -كما يفعل المسلم المؤمن- ولكن بالخمر. وهو بالطبع ما لا ينبغي فهمه حرفيا، بل كنقد واضح للتدين المنقوص، المرائي للشريعة، والذي لا يأخذ من الدين، إلا ظاهره. وأكثر من ذلك ما نجده توا في أول غزليات ديوان حافظ: فالشيخ الزرادشتي -رئيس إحدى الأديرة الزرادشتية- وهو شخصية ذات أهمية مركزية في شعر حافظ- يأمر تلامذته أن يطلوا سجادة الصلاة بالخمر، كرمز للانتقال إلى مرحلة جديدة من الغنوصية، يتمتع أصحابها بأخلاق أسمى وأرقى من أخلاق طبقة المتمسحين بالدين، الذين يتمسكون بالقشور، ويهملون الأصول -كما يوضح الديوان بعبارات لطيفة- كرمز لروح حرة محبة للإنسانية:
"وماذا يحدث وماذا يضيرك؟! لو أنني شربت معك بضع أقداح من الشراب المعتق؟!
والخمر من "دم العناقيد"، وليس من دمك المهرق!"(20)
ولا يزال هذا البيت في غاية الأهمية في مجتمع ما انفك يقتل مواطنيه باسم الدين. لقد استمع جوته إلى كل هذا الطرب، ولكنه أدرك أيضا عمق الفكرة وبعد الغور، في أشعار حافظ، وسكره الأبدي. وتغنى هو أيضا في "كتاب الساقي بطريقة مرحة عميقة. وفي "كتاب المغني" يختتم قصيدة" الخلق والإحياء" بالمقطع الشعري التالي:
"وهكذا، أي حافظ! ليكن قصيدك الرائع،
وليكن مثلك السامي القدوس،
هاديا يحدونا خلال جرس الكؤوس،
ويهدينا بعد إلى معبد خالقنا الصانع"(21).
لقد حظيت الخمر في الشعر الإسلامي -تحديدا بسبب تحريما- بأهمية بعيدة الغور غير متوقعة. وتتجاوز هذه الأهمية إلى حد بعيد رومانسية طرب السكر المبالغ فيه في كثير من أغاني الخمر أو الشرب الألمانية
شقرور
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | شقرور | 08-19-04, 01:52 PM |
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | شقرور | 08-20-04, 05:19 AM |
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | شقرور | 08-20-04, 02:24 PM |
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | شقرور | 08-21-04, 03:13 AM |
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | مراويد | 08-21-04, 05:53 AM |
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | شقرور | 08-22-04, 01:58 AM |
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | Omer Abdalla | 08-22-04, 08:06 AM |
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | شقرور | 08-22-04, 01:55 PM |
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | شقرور | 08-23-04, 01:04 PM |
Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين | شقرور | 08-24-04, 01:57 PM |
|
|
|