الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-19-2024, 09:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2004, 01:52 PM

شقرور

تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين

    الخمر والشعر

    في الحضارة العربية والإسلامية


    بقلم المستشرق يوحنا كريستوف بيرجل

    ترجمه عن الألمانية وقدم لـه: ثابت عيد

    (باحث مقيم في سويسرا)



    تقديم المترجم:

    يعالج المستشرق الألماني المعروف يوحنا كريستوف بيرجل في بحثه هذا أشكال حضور الخمر في الشعر بالحضارة العربية الإسلامية(*) . لقد ركز بيرجل بالخصوص على أشعار حافظ الشيرازي، وجلال الدين الرومي، وعمر الخيام، الخاصة بالخمر، وهي أشعار لا يعرف المثقف العربي منها، إلا رباعيات الخيام. أما أشعار حافظ والرومي، فلم يكتب لها الانتشار بعد في عالمنا العربي، برغم وجود ترجمة عربية محترمة لديوان حافظ، وبرغم وجود عدد من الباحثين المصريين والعرب والقائمين على ترجمة الأدب الفارسي إلى اللغة العربية. ولعله من المفيد قبل متابعة الباحث في رحلته مع الشعراء وتغنيهم بالخمر إبداء الملاحظات التالية التي نعرض فيها لأشكال أخرى من حضور الخمر في الفكر العربي الديني منه والأدبي:

    أولا: مما أوردته كتب الأدب العربي القديم عن آفات الخمر، "أنها تذهب العقل، وأفضل ما في الإنسان عقله، وتحسن القبيح، وتقبح الحسن". وحكى صاحب "العقد الفريد" أن مشارب الرجل يقال له نديم من الندامة، "لأن معاقر الكأس إذا سكر، تكلم بما يندم عليه"(1). وقال قصي بن كلاب لبنيه: "اجتنبوا الخمر، فإنها تصلح الأبدان، وتفسد الأذهان"(2). ولما قيل لعثمان بن عفان: "ما منعك من شرب الخمر في الجاهلية، ولا حرج عليك فيها؟" قال: "إني رأيتها تذهب العقل جملة. وما رأيت شيئا يذهب جملة، ويعود جملة"(3). ويحكى أن قوما سقوا أعرابية مسكرا، فقالت: "أيشرب نساؤكم مثل هذا؟ قالوا: نعم. قالت: فما يدري أحدكم من أبوه"(4). ومن ألطف ما قرأت في وصف حالة السكر قول الشاعر:

    "أقبلت من عند زياد كالخرف

    أجر رجلي بخط مختلــــــف

    كأنما يكتبان لام ألــــــــــف"(5).

    ثانيا: تحكي كتب التاريخ أن أهل الحرمين أباحوا الغناء وحرموا النبيذ، وأن أهل العراق أباحوا النبيذ وحرموا الغناء(6). ونظرا لأن البصرة كانت منشأ الاعتزال، فقد أباح بعض المعتزلة أنواعا معينة من النبيذ. ويبدو أن ذلك هو سبب وصف المقدسي للمعتزلة بالفسق، حيث نسب إليهم أربع خصال، هي: "اللطفاة والدراية والفسق والسخرية"(7). وقد استغل خصوم المعتزلة من الأشاعرة وأهل الحديث وغيرهم هذه المسألة بالذات، وقاموا بالتشنيع علبهم. من ذلك مثلا اتهام عبد القاهر البغدادي، وهو أشعري متطرف، لإبراهيم النظام المعتزلي بإدمان السكر(. وهذه التهمة لا يمكن فهمها إلا في إطار الصراع العقائدي العنيف بين المعتزلة والأشاعرة؟ وإلا لو كان الأمر يتعلق حقا باستنكار شرب الخمر -لكان أولى بالبغدادي والأشاعرة أن يهاجموا صاحبهم الخليفة المتوكل الذي قال عنه المسعودي في "مروج الذهب": "ولم يكن أحد ممن سلف من خلفاء بني العباس ظهر في مجلسه اللعب والمضاحك والهزل… إلا المتوكل، فإنه السابق إلى ذلك والمحدث له"(9). فالأشاعرة والحنابلة تغاضوا عن مساوئ المتوكل الكثيرة، لأنه اضطهد المعتزلة، وانتصر لمذهب ابن حنبل. أما تحامله على الشيعة، وظلمه لأهل الكتاب، وحياته المملوءة بالفسق والمجون- كل هذه المساوئ وغيرها سكت عنها الحنابلة والأشاعرة. ومن ذلك أيضا تشنيع أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري على المعتزلي ابن دريد في مقدمة كتابه "تهذيب اللغة"، حيث يقول: "وألفيته (= ابن دريد) أنا على كبر سنه سكران، لا يكاد يستمر لسانه على الكلام من سكره…"(10).

    ثالثا: إن المعتزلة وأصحاب أبي حنيفة، وإن كانوا قد حللوا بعض أنواع النبيذ، على مذهب أهل العراق، إلا أنهم لم يصلوا في ذلك إلى حد الفجر والفسق الذي نعرفه عن أبي نواس مثلا. يحكى أن المكتفي سأل الصولي مرة: "أتعرف أهتك بيت قالته العرب؟ قال: قول أبي نواس: ألا فاسقني خمرا، وقل لي: هي الخمر"(11). نعم نحن نعرف أن الجاحظ قد امتدح النبيذ في ورسالة "الشارب والمشروب"، خيث يقول مثلا: "وإن كل شراب، وإن حلا ورق… وطاب وعذب… فإن استطابتك لأول جرعة منه أكثر… ثم لا يزال في نقصان، إلى أن يعود مكروها وبلية، إلا النبيذ، فإن القدح الثاني أسهل من الأول، والثالث أيسر، والرابع ألذ، والخامس أسلس، والسادس أطرب، غلى أن يسلمك إلى النوم الذي هو حياتك"(12). ولكنه مع ذلك كان دائم التحذير من إدمان الشرب، والإكثار منه.

    رابعا: اختلف الأئمة في مسألة تحريم الخمر أو تحليلها. فذهب الشافعي ومالك وابن حنبل إلى القول بأن المراد بالخمر هو ("جميع الأنبذة المسكرة من نبيذ التمر والزبيب والشعير والذرة والعسل وغيرها. وقالوا: كلها تسمى خمرا، وكلها محرمة"(13). أما أبو حنيفة، فقد حلل بعض أنواع الأنبذة، كنبيذ التمر والزبيب، "إن طبخ أدنى طبخ وشرب منه قدر لا يسكر"(14). وقد واجه أبو حنيفة أحيانا بعض المواقف الحرجة نتيجة لموقفه هذا من الخمر، ولولا سرعة بديهته، ورجاجة عقله، لما وجد لهذه المآزق مخرجا. يحكي صاحب "محاضرات الأدباء"، قائلا: "قال ابن أبي ليلى لأبي حنيفة: أيحل النبيذ وبيعه وشراؤه؟ قال: نعم. قال: أفيسرك أن أمك نباذة؟ فقال أبو حنيفة: أيحل الغناء وسماعه؟ قال نعم. قال: أفيسرك أن أمك مغنية؟ ووضع رجل بالكوفة على باب المسجد نبيذا بين يديه وجعل ينادي: من يشتري رطلا بدرهم بتحليل أبي حنيفة؟ فقال له أبو حنيفة: يا رجل، إنك فعلت قبيحا! فقال: ألست حللته؟ قال: صدقت. ومن الحلال أنك تجامع امرأتك، ولو استحضرتها الجامع، وجامعتها لا ستقبح ذلك. ولقي أبو حنيفة سكران، فقال له السكران: يا أبا حنيفة، يا ابن الزانية، إني شربت النبيذ! فقال: ما أحسنت حيث أحللت النبيذ، حتى شربه مثلك"(15).

    خامسا: منذ القرون الأولى للإسلام نشب صراع عنيف بين المتشددين في الالتزام بأحكام الشريعة من ناحية، والمتساهلين في تأدية فرائض الإسلام من ناحية أخرى. كان الحنابلة من كبار ممثلي التيار المتشدد في الأمصار العربية بصفة عامة، في حين أن التيار المتساهل كان يمثله بعض فرق الصوفية. دأب المتشددون على اتهام المتساهلين بالفسق والإلحاد، ورد المتساهلون على المتشددين متهمين إياهم بالنفاق والخبث. فالتشدد عند الصوفية، ليس إلا قناعا يخفي المتشددون وراءه الجهل والخبث والرياء. هذه الفكرة بالذات هي أحد أهم الموضوعات التي عالجها كبار شعراء الفرس: عمر الخيام، وجلال الدين الرومي، وحافظ الشيرازي. كان بعض المتصوفة في بادئ الأمر من ألد أعداء عمر الخيام. ولكنهم استحسنوا بعد ذلك بعض رباعياته، وأدخلوها في أورادهم، واهتموا بدراستها(16). يقول الشاعر القدير، أحمد رامي، صاحب أجمل ترجمة عربية رباعيات الخيام -وهي الترجمة التي غنت أم كلثوم بعض مقاطعها-: "هذا هو الخيام الذي رماه الناس بالزنقدة في عهده، والذي تقرن أشعاره اليوم بأشعار ابن أبي الخير والأنصاري والعطار، وهم أطهر الشعراء صفحة"(17). يشن الخيام هجوما عنيفا ضد أدعياء الزهد والمتاجرين بالدين، متهما إياهم باستنزاف دماء العباد، في حين أنه لا يقتل أحدا، ولا يشاغب أحدا. كل ما يفعله هو أنه يواسي وحدته بالخمر. ومع ذلك لم يتركوه وشأنه.

    "يا مدعي الزهد أنا أكـــــرم

    منك، وعقلي ثملا أحكــــــم

    تستنزف الخلق، وما استقي،

    إلا دم الكرم، فمن آثــــــــم"..(1

    ويقول في موضع آخر:

    "خير لي العشق وكأس المدام

    من ادعاء الزهد والاحتشـام

    لو كانت النار لمثلي، خلـت

    جنات عدن من جميع الأنام"(19).

    ويدافع شاعر إيران الكبير حافظ الشيرازي عن الفكرة نفسها-أي أن المتصوفة قوم لا يؤذون أحدا، ولا يبغضون أحدا، بل إن الحب مذهبهم، والتسامح عقيدتهم. وهم وإن كانوا يهملون الفرائض الدينية، إلا أنهم لا يقتلون أحدا، ولا يعتدون على أحد. يقول حافظ في غزلياته:

    "وشارب الخمر الذي لا رياء فيه ولا نفاق

    خير من بائع الزهد الذي يكون فيه الرياء وضعف الأخلاق

    (…) ولربما نتجاوز عن فروض الله، ولكنا لا نفعل السوء بأحد من العباد

    فإذا قالوا: ليس هذا صوابا. قلنا: هذا هو عين الصواب، ومحض الإسعاد"(20)

    سادسا: يشير المستشرق بيرجل إلى ثلاثة مذاهب في شرب الخمر بصفة عامة: الأول يحرمها كلية، والثاني هو مذهب السكر والإدمان، والثالث هو مذهب الاعتدال في الشراب، بحيث لا يصل المرء أبدا إلى حالة السكر. وهذا المذهب الأخير يرى أن في الخمر منافع، يمكن تحقيقها، إذا تناول الإنسان منها قدرا يسيرا. وقد عبر عن هذا المذهب ابن المقفع في قوله:

    "سأشرب ما شربت على طعامي ثلاثا ثم أتركه صحيحا

    فلست بقارف منه آثاما ولست براكب منه قبيحا"(21)

    وأوضح منه قول القائل: "القدح الأول يكسر العطش، والثاني يمرئ الطعام، والثالث يفرح النفس، وما زاد على ذلك فضل"(22).

    ونختم هذا التمهيد بقولنا إنه لو لم يكن للخمر من مضار سوى تقبيحها للحسن، وتحسينها للقبيح، لكان ذلك سببا كافيا في منع الإسلام لها، فما بالك ببقية مضارها. بل إننا نرى المدمن يرى كل شيء معكوسا، فتأتى أفعاله مضحكة غريبة. يحكي صاحب "محاضرات الأباء"، قائلا: "… قال العتابي: كان في دارنا سكران. فقعد على مصلى، وسلح فيه. فأخذت بيده إلى المستراح، فنام فيه! فقالت جاريتي: يا عجبا! كل شيء منه مقلوب. خرأ حيث ينام الناس، ونام حيث يخرأ الناس!"(23).

    يتبع النص المترجم......
                  

العنوان الكاتب Date
الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين شقرور08-19-04, 01:52 PM
  Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين شقرور08-20-04, 05:19 AM
  Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين شقرور08-20-04, 02:24 PM
  Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين شقرور08-21-04, 03:13 AM
  Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين مراويد08-21-04, 05:53 AM
  Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين شقرور08-22-04, 01:58 AM
  Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين Omer Abdalla08-22-04, 08:06 AM
  Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين شقرور08-22-04, 01:55 PM
  Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين شقرور08-23-04, 01:04 PM
  Re: الخمر إحدى متع الجنة التي وعد الله بها المؤمنين شقرور08-24-04, 01:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de