|
بهكذا فهم واجراء.. يشرفني ان أنتمي الى الحركة الشعبية
|
تعليقات متواضعة حول بعض طروحات د.منصور خالد
الزملاء الأكارم : Kobista بكري الجاك أبو آمنة اشراقة مصطفى دينق والبورداب عموم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما يقول المفكر والكاتب السوداني المرموق د.منصور خالد بخصوص المقومات المطلوبة من أجل بناء سودان جديد يستوعب شرط الاندماج العادل الذي ظلت تفتقده الجماعة الجنوبية .. نقتطف :
Quote: بدأت الأزمة عندما أخذت القضية تأخذ بعداً شوفينياً من جهة، وازدرائياً من جهة أخرى. وفي المقالات السابقة ألمحنا إلى نماذج عديدة من هذه الشوفينية التي ترَد في أغلب الأحوال، إما لرغبة شرائح معينة من الجماعات المستعربة لإدامة الهيمنة السياسية أو الاقتصادية، أو لغلواء بعض النخب ذات المصلحة في الإبقاء على هذه الهيمنة. والمؤسي حقاً أن هذه الجماعات تتحدث دوماً عن الحفاظ على الهُوية العربية / الإسلامية بصورة وضعت الدين حيث لا ينبغي أن يكون. فالفهم الملتبس للهوية جعل من الإسلام والعروبة آليتين متصادمتين، بحيث أصبحت الأولى (العروبة من منظور عرقي) هي آلية الإقصاء، في حين ظلت الثانية (الإسلام) هي آلية الاحتواء بامتياز لأن الإسلام لا يميز بين الناس على أساس أعراقهم وأصولهم. وحقيقة كان الإسلام هو المفاعل الأهم في توحيد أهل السودان مما يعني أن المسلمين العروبيين (بالمعنى العرقي للكلمة) لم يستبطنوا أبداً روح الدين الذي يرفعون راياته. ''قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً إن الله غفور رحيم''. غفر الله لنا ولهم. أما الازدرائية، او إن أردت الوصائية، فقد عَبَرت عنها جميع المدارس والاتجاهات الفكرية (منذ مدرسة أبروف الى كل مدارس القومية العربية)، والتي لم تكن ترى في الثقافات المحلية ما هو جدير بالاحتفاء. أياً كان الأمر، تولدت عن هذه التوجهات غير الرشيدة تيارات مناهضة للثقافة العربية ككل باعتبارها واحدة من أدوات هيمنة الشمال المستعرب على الجنوب غير العربي بحيث أصبحت اللغة والثقافة العربية مدانتين بالتداعي وتوقفت السيرورة الطبيعية للغة العربية. هذه الحقيقة البسيطة افتطن إليها البريطانيون بعد أن أعيتهم الحيل لمحو اللغة العربية في الجنوب. فمثلاً، كتب حاكم عام السودان، السير جون مافي في تقرير له يقول ''أينما ذهبت، سواء في أعالي الاماتونج أو عند حدود الكنغو البلجيكية، أجد الجميع يتحدث اللغة العربية بمن فيهم الناطقون الرسميون باسم القبائل. ازاء هذه الحقيقة أو لا يجب أن نتملى جيداً فيما نبذله من جهد ومال لقمع اللغة العربية. وبالفعل، أو لا يجب أن نتفكر كيف يمكن أن تصبح هي الأداة الفعالة لتنفيذ سياستنا''. (تقرير الحاكم العام 12/7/1927). وعبر السنين لم تنتشر اللغة والثقافة العربية في جميع أرجاء السودان عن طريق الأوامر والنواهي والنصوص الدستورية وإنما تم عبر التنافذ أو التناضحosmosis الاجتماعي الذي كان من أدواته التساكن، والمتاجرة، والتزاوج، والتعليم، والفن، والموسيقى. أو ليس من المدهش أن يكون السوداني الوحيد الذي وجه له زعيم الحركة الشعبية الدعوة عبر النائب الأول للمشاركة في توقيع بروتوكول السلام في نيفاشا هو الأستاذ محمد وردي، نوبي من أقصى الشمال جاء ليغني لأهل الجنوب بلغة لا هي لغته الأم ولا لغتهم: ''أنت يا أكتوبر الاخضر''. هذه هي ظلال الصورة التي لا يبصرها ولن يبصرها الشوفينيون الذين أغشى الله أبصارهم. اللغة في حد ذاتها ليست مشكلة بالضرورة، فهناك بلاد كثيرة لا ينص دستورها على لغة رسمية مثل كينيا ويوغندا اللتين تستخدمان الإنجليزية والسواحيلية حسب الحاجة والضرورة إليهما، في حين اعتمدت جارتهما تنزانيا السواحيلية لغة رسمية. وفي نيجيريا لا ترد إشارة للغة الرسمية للدولة في الدستور النيجيري باستثناء الإشارة في المادة 55 منه للغة العمل في البرلمان، وتقرأ: ''أعمال الجمعية الوطنية تتم باللغات الإنجليزية، الهوسا، الأيبو، اليوروبا وعلى الدولة توفير الإمكانات اللازمة لتحقيق هذا''. أيضاً، رغم اعتماد اللغة الإنجليزية عُرفاً لغةً رسمية للولايات المتحدة لا يتضمن دستورها أي نص حول لغة الدولة. المشكلة تبدأ دوماً عند ما تصبح اللغة، كما قلنا، تعبيراً عن وطنية اثنية. ونعرف من التاريخ إلى ماذا قادت رحلة الوطنية الإثنية، من خطاب يوهان فيخته (رسالة إلى الأمة الألمانية) في 1807 إلى خطب النقاش البافاري ادولف هتلر في مدينة ميونخ. ولحسن الحظ لم تبلغ الشوفينية التي عمقت من مشاعر الجفوة عند بعض الجنوبيين نحو اللغة العربية، وحملت آخرين منهم على الاستدعاء القسري لثقافاتهم المحلية ذلك الحد من الفُحش. بل أضيف أنه رغم كل مآسي الحرب الأخيرة فإن الدور الذي لعبته الحركة الشعبية في توسيع نطاق التعامل باللغة العربية، لم تلعبه أية حركة ذات منشأ جنوبي من قبل، ولأسباب عملية وظروف موضوعية بحتة. فالحركة تضم عناصر تنتمي لأقوام وجماعات تتواصل فيما بينها باللغة العربية، لسان التخاطب المشترك الوحيد. كما تسعى لأن تلعب دوراً سياسياً في كل أرجاء القطر، بما في ذلك الشمال. والحركة على مستوى قياداتها بنت، ومازالت تبني جسوراً عديدة للتفاعل مع القوى السياسية والاجتماعية في شمال السودان، ومع دول عربية خارج السودان.
|
انتهى الاقتباس المأخوذ عن مداخلة للزميل kobista بمنبر موقع سودانيز اونلاين الواردة في ( منصوبة = post بعنوان : هل ستولد هوية السودان الجديد من خارج رحم التاريخ ؟) . يمكن الرجوع اليها هكذا : هل ستولد هوية ( السودان الجديد) من خارج رحم التاريخ ؟ وتعليقا - مقتضبا - على ما ذهب اليه هذا الباحث الكبير أقول وبالله الاستعانة :
ما لا لبس فيه هو ان الدكتور قد استقر رأيه على فهم ( العروبة ) بوصفها مفهوما عرقيا أو عنصرياً فحسب ، والدليل على ذلك استهجانه بل وسخريته من مرادفتها مع الاسلام الذي ينبغي ان نربأ به فوق العيوب! . وفي الحقيقة فان مما لا افهمه بهذا الصدد هو سبب احتجاج الدكتور ضد اصرار نخب الجماعة المستعربة على الربط بين العروبة والاسلام، خاصة ان تلازم جناحي هذا المصطلح ( الثقافة العربية - الاسلامية أو الهوية العربية - الاسلامية ) ليس مقترحا سودانيا جديدا تقدمت به هذه الجماعة ( المستعربة ) حسب تعبيره عنهم هنا ، وانما نجد تراثا طويلا عريضا من الاسهامات الفكرية في غيرما بلد تعتمد هذا التركيب المزجي ، ولابد ان الدكتور يعرف هذا اكثر من غيره ، فلماذا اذاً يبدي دهشه واستخفافه بأن يعتمد مستعربونا ماهو شائع ومصطلح عليه؟ ولماذا يستنكف مستعربونا من الارتباط والربط بين المعطيين المتناغمين بينما لا يستنكف الاعاجم قاطبة ممن برزوا كرموز شهيرة ومعروفة ضمن تاريخ الحضارة العربية الاسلامية والى الآن ( منذ الرازي والبخاري وابن حيان والخوارزمي والمودودي الخ ؟ لماذا علينا نحن ( جماعات العرب المستعربة ) اجراء عملية قيصرية لاستنقاذ الاسلام من رحم العروبة الضارة ؟ يقول د. منصور:
Quote: . والمؤسي حقاً أن هذه الجماعات تتحدث دوماً عن الحفاظ على الهُوية العربية / الإسلامية بصورة وضعت الدين حيث لا ينبغي أن يكون. فالفهم الملتبس للهوية جعل من الإسلام والعروبة آليتين متصادمتين، بحيث أصبحت الأولى (العروبة من منظور عرقي) هي آلية الإقصاء، في حين ظلت الثانية (الإسلام) هي آلية الاحتواء بامتياز لأن الإسلام لا يميز بين الناس على أساس أعراقهم وأصولهم |
لابد لي من الاقرار بأن ثمة عملية استعلاء ضمن ثقافة العرب المستعربة السودانية ( اسميهم من جانبي أولاد العرب ) ، ولكن ذلك الاستعلاء غير مرتبط في المخيلة الشعبية بالاسلام قط حتى نقول انه يجئ خصما من رصيده ، وانما هو تفاخر بالنسب و بالدم العربي الساري فعلا في عروقهم كما يحدث في اي مجتمع أقل تمدينا في العالم ( مهما اختلفنا حول مقدار هذا الدم العربي ! ) . وقد لا احتاج قط لأدلة يعرفها الانسان السوداني العادي سلفا لتأكيد هذا الأمر . فمن يقول مثلا للزنجي القح ( يا عب ! ) أو حين يزدري اشياءه ، فانه يفعل ذلك في اللحظة التي يكف عندها عن الخضوع لتعاليم الاسلام التي يعرفها السودانيون جيدا : حيث يقول الله تعالى : يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم .. ) ويقول الرسول الكريم : لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على اسود الا بالتقوى ) ويقول : انت امرؤ فيك جاهلية .. دعوها فانها منتنة ) يقصد العنصرية منتنة وكان (ص) حينئذ يخاطب صاحبه المقرب اباذر الغفاري رضي الله عنه حينما قال في لحظة غضب : يا ابن السوداء موجها الكلام لسيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه. هذا كله معروف تماما بالنسبة لمن يستعلي عنصريا في السودان ومعروف ايضا انه سيؤثم عليه ، وبالتالي فانه ليس صحيحا القول بأن من يقصي غير المستعرب فان مسؤولية ذلك تقع على عاتق العروبة و الاسلام معاً ( بالتداعي )، حيث تكون الأولى آلية طرد واقصاء ولذلك يجب الاستغناء عنها في مقابل المحافظة على الاسلام باعتباره آلية احتواء بامتياز ولا يحب تحميله وزر العروبة . اقول هذا الاستنتاج ليس موفقاً ، لماذا ؟ سنواصل ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|