|
Re: الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد:علي الخـــرطوم ان تتذكـــر شرم الشيخ (Re: omar ali)
|
الحلقة الثانية على الخرطوم أن تتذكر شرم الشيخ (2 ـ 2) عبد الرحمن الراشد
لابد ان وزير الخارجية يشعر بالرضا من التأييد الكامل الذي لقيه من لدن زملائه وزراء الخارجية العرب الذين اعلنوه في بيان الجامعة العربية، انما عليه الا يغفو متوسدا ملف التأييد العربي. عليه أن يسال ناجي الحديثي، وزير الخارجية العراقي في النظام المنهار، الذي ركن وقيادته السياسية آنذاك الى جمع تواقيع المؤيدين في المؤسسات الاقليمية والدولية والمفاخرة بأن التأييد الدولي كاف لحسم الموقف. القرار الحاسم، في حقيقة الأمر، معظمه في يد السلطات السودانية، لا في جيب وزراء الخارجية العرب، كما أن أمر دارفور لن يحسم في سرادق الجامعة بل سيتأثر بما يقره مجلس الأمن، بل وربما سيحصر القرار الى ما دون ذلك. عند الحكومة السودانية مخاوف ونحن نشاركها هذه المخاوف مثل أن يؤلب المتمردون في دارفور حكومات العالم ضدها، وان تحول الكارثة الانسانية لأهالي الإقليم الى مشروع سياسي لفصله عن السودان. كلها حقيقية ويبرر للخرطوم ان تشك كثيرا في ما يقال ويعرض من حلول، انما أيضا عليها مواجهة الحقائق كما هي وان تعترف بحجم الأزمة التي تهددها. فالعالم يشاهد حدوث كارثة كبيرة تحت التنفيذ وبسببها ستلصق تهمة خطيرة بان هناك من قتل ثلث مليون انسان جوعا او تشريدا. المجتمع الدولي لن يسكت على الكارثة وسبق ان اضاع ثلاث سنوات بحثا وتحقيقا ومحاكمة في مجازر رواندا وامضى ضعفها في ملاحقة ومحاكمة جرائم البوسنة وكوسوفو، ولن يتردد في فعل الشيء نفسه في كارثة دارفور دون الالتفات الى صيحات السيادة وذرائع تفاصيل النزاع. ما سيحدث خلال الاسابيع المقبلة ومع تسارع الوقت أنه ستضخ وسائل الرصد المعلومات التي ستضع اللوم بيّناً على الحكومة لا على المتمردين، على اعتبار انها الجهة الرسمية والمسؤولة عن تصرفاتها، ولن يقبل منها حججا كملاحقة المتمردين او فرض سيادتها. إن مات عشرات الألوف من مواطنيها ستخسر الحكومة مهما توسدت من بيانات التأييد الاقليمية والدولية، ومهما قدمت اسبابا طبيعية او عسكرية للنتيجة. وقد يرى البعض ان الجامعة العربية لا تلام عندما تسعى لمساندة عضو فيها، العضوية عادة للنظام السياسي وليس للشعب، وهي بالفعل لا تلام كنادٍ سياسي بلا اسنان، لكن اذا وجد في تأييدها عيب فهو انه يعطي الشعور المضلل بالارتياح، وعليه تبني الحكومات رؤيتها للحل. على الجامعة ان تمارس دور الناصح وتساعد الحكومات العربية لفهم المخاطر المحتملة بدل التصفيق والتاييد. فما حدث في اجتماعات قضية التهديدات الموجهة للعراق في شرم الشيخ فيها شبه كبير مما يحدث اليوم في القاهرة في مناقشة قضية التهديدات التي تواجه السودان. والحل الوحيد مساعدة السودان على انقاذ ارواح ثلث مليون انسان حتى لا يموت مواطنوها ولا تسجل قضية قتل بحق الحكومة.
[email protected]
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|