كان تاثير الخمر. الحرام... قويا.. طاحت به الحالة... فكان اسير.. للذكرى الماضية.. وفاصل.. من مقطع او مسرحة.. او مشهد سنمائى.... وهو مستلقى على النجيلة.. ثقل... راسه.. من مفعول.. الحرام... جلب.. له.. ذكريات...
كانت بدايتها.. عديلة صباح يوم الاثنين... يوم السفر ... شمس صيف هادئة... تواصل رحيلها بين جبال القرية وترحل متقدلة فى رحلتها الىاعلى السماء مبشرة بيوم آخر.. يوم له شجون خاص ... كانت لحظات الرحيل فى تسارع بطرحها السالب... شكل شعور مختلط... لحظة اعادة الصياغة.. عدم استقرار.. الكل.فى حالة ما... حتى الماشية فى الزريبة حركتها غير عادية.. وكأنها تستشعر بقدوم زلزال.. كانت الاشياء تتنتظم وكأن شيئا .. غير عادى فى طريقه... ان يحل... الام متبعثرة المشاعر.. بين ان تعد الزاد وتهيا شعورها للوداع... بعد ليلة تجمعت فيها الذكرى... الكل كان هنالك.. فى الليلة الاخيرة.. بين السمر المفتعل.. والعشاء الاخير... لحظة تجمع الناس حول مائدة.. ودائرة من الانس... ليلة حاول ان يكون عادلا.. فى توزيع مشاعره بين كل الناس العامة والخاصة... حاول ان يوزع اللحظات.. بين ما هو يجمعه مع كل.. فرد وبين خصوصياته.. التى تتعدى حدود المشاعر العامة التىتمتزج...ويصعب فيها الايفاء بكل الحقوق.. فالكل يرغب ان يمتلك لحظة.. آخر ليلة.... كل منهم يحاول ان يتفانى..فى ان يفى بحق تلك الليلة.. هادى .. جاهد ان يقطر العرق الخاص.. ويحضر قنينة لها مفعول يرسخ فى الذاكرة.. سامى.. اتى مبكرا .. لكى يذبح تلك الشاه الفداء...... وهو.. ابن العمة .. بنات الخال ( رسمية)اتو لكى يساعدوا فى غسيل الملابس وكيها من(حنتولا ) والاشراف بامر ... امتعتى.. بنات العم فى المطبخ لاعداد.. العشاء الاخير... لحظة.. تجمع المتواجدون فى مركز واحد ولكنها تدفع شعور خاص .. حين تكون لحظة وداع فرد منهم.. شعور تلقائى للدفاع... فرحوا بنجاحى للمرحلة الثانوية.. وحزنو ا لفراقى المرتقب... عنهم، واختلطت المشاعر لكى تولد مسخ ممزوج... كان برنامج اليوم الذى تلاه السفر .. عامرا... لابد ان .. ان افى الكل حقه.. وشكل العلاقة.. متداخلة.. لابد ان اسجل زيارات الوداع.. لاناس حفروا فى الذاكرة خرائط... .. عبود قرية لى فيها تفاصيل وذكريات خاصة كويكة... مرقد عشيرتى وعنوانى.. حنتولا ... منبع عنوانى.. خالى شيخ سعيد وخالتى نعمة بنت احمد... وكويكة شمال عمتى سكينة عمدة... وفى عبودية مختار سيد... وجمال.... وصالح بلول.. وسيد ادريس...وعابدين وحسين الاله وروضة (توبة) وفتحى وحرمين.. وعباس الطاهر...وكريمة.. وحبوبة جارة...واحمد بدرى وامنة تومة... وسرى وشمسى اصدقاء الطفولة عبد الجليل وسيد جمال وشريف ياسين..وعبدلان على عبودة... وعبد حسين... وعم حامد...وتطول القائمة.. بين الخصوصية التى تحملنى عبر الاسقف.. وتجعلنى كالريشة.. مازالت .. ملامح طفولتى تطغى على .. النقلة التى حاولت ان تفصلنى.. من اقرانى... . يوم اعلان نتيجة الثانوى ..بالمذياع...... الساعة تقترب للسابعة مساءا... وقت الانباء الرئيسية... تلك هى اللحظة التى يمكن لسكان تلك البقعة للاستماع لاخبار السودان... مؤخرة النشرة آخبار الوفيات... اهم جزء.. فأهلى لا يهمهم من يحكم العالم... بقدر ما يهمهم.. اخبار العشيرة.. والوسيلة الوحيدة لتلقى عن من هاجر التلغراف .. او اذاعة امدرمان......الكل يعلم .. بأنه عقب النشرة ستذاع نتيجة الثانوى... والسر بان النتيجة بالارقام لا بالاسماء.... لا احد يدرى من نجح او سقط.. الا اذا اعلن المذيع.. مدرسة..لم ينجح منها احد.... يا سر مكتوم فى جوف تلك هى ارقام الجلوس كان يوم عرس سيد بيكاب بعدو احد اقربائى بجزيرة صاى.. والكل متشوق لتمتين اواصر القرابة... وتسجيل الحضور.. كنت مصاب بمرض بعينى... ولكنى آثرت.. الذهاب.. لتلك المناسبة.. فكم حدثتنى حبوبتى مبروكة خليل عن اواصر الصلة بآل بكاب بشياخة عدو.......كان يوم اعلان النتيجة.. لا بد لمذياع.... تجمعنا اهل القربة لا بد ان يكون من كل بيت مندوب ... للاحتفاء.. والا... تصدعت اواصر القربى.. فكنت ممثلا لبيت شرف الدين.. وسلمتنى امى مبلغ " للخته.".. .. ارتديت جلباب التترون السمنى الذى اهداه لى .. قريبى المقترب شبلى سعيد.. والعمامة الكرب... وكانت هنالك مبارة بين قرية كويكة وعدو... وكنت الجناح اليمين .. وكان مرغنى كدودة الجناح اليسار.. وذهبنا الى عدو ... كنت فى انتظار النصر بنتيجة المبارة... خاصة ونتيجة الثانوى والفرح المعلى.. بعرس احد اقربائى.......
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة