|
|
 مازال العرب يستخفون و يستخسرون الاهتمام الدولي بدارفور.
|
دارفور.. ومآسي الآخرين
بقلم :رأي البيان
العالم كله مشغول الآن بقضية دارفور حتى باتت وكأنها تمثل المأساة الوحيدة في عالمنا المعاصر، وكأنه إن تم مواجهتها بالعقوبات الدولية او شن الحرب على السودان، سيسود الارض السلام وتنعم البشرية بالأمن والاستقرار!! دارفور، تتصدر الاحداث العالمية اليومية، وكأن مآسي الاخرين مثل معاناة ابنائنا وأشقائنا في فلسطين الغالية الذين يتعرضون ـ بصفة يومية ـ لارهاب الدولة على ايدي السفاح شارون وزبانيته، لاقيمة لها ولاتزعج المجتمع الدولي.
ان قضية دارفور هي الشغل الشاغل ليس فقط للاميركيين الذين لايترددون في فتح جبهات اخرى غير افغانستان والعراق، بل ايضا للاتحاد الاوروبي الذي خصص معظم اجتماعه امس في بروكسل لقضية دارفور!
في ظل هذا الاهتمام العالمي، صارت حكومة السودان في موقف لا تحسد عليه، فالضغوط تتزايد على اشقائنا السودانيين من كل جانب، تهديد بالتدخل العسكري من جانب اميركا والذين معها من اولئك الذين ساروا على دربها في غزو العراق، وتهديد آخر بفرض عقوبات دولية لا يأتي فقط من الاميركيين بل انضم اليهم الاوروبيون الى درجة ان وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي قال صراحة بعد محادثات اجراها مع وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل: إذا لم تتحسن الاوضاع في دارفور بشكل ملحوظ فإن من المؤكد قيام المجتمع الدولي بفرض عقوبات على الخرطوم.
يضاف الى ذلك ان مشروع بيان للاتحاد الاوروبي بشأن دارفور يشير الى اتخاذ اجراءات اضافية لو فشلت حكومة الخرطوم في تعهدها بنزع سلاح مليشيات الجنجويد العربية المتهمة بقتل آلاف الاشخاص. هكذا يبدو الاوروبيون والاميركيون في سباق مع الزمن لردع السودان، التهديدات تتصاعد دون ان يتركوا لحكومة الخرطوم الفرصة لالتقاط أنفاسها ومعالجة القضية سلميا وبشكل حاسم وهو ما وعد به قادة السودان.
فقد أعلن الرئيس عمر البشير انه يمكن حل مشكلة اقليم دارفور عن طريق ما وصفه بالحوار البناء، وابدى استعداد بلاده للتعاون مع المجتمع الدولي لحل مشكلة العنف في الاقليم. وللحق هناك تحرك سياسي من جانب الافارقة اذ اعلن الاتحاد الافريقي أمس انه يسعى لاحياء محادثات السلام المتعثرة، وانه يواصل جهوده لنشر مراقبين لوقف اطلاق النار في دارفور، ونشر قوات لحمايتهم بحلول نهاية الشهر الجاري، الا ان صعوبات في النقل والامداد قد تؤدي الى بعض التأخير.
إن ما نأمله هو ان يتحقق حل القضية سلمياً، وهذا يتطلب اعطاء الخرطوم الفرصة كاملة للتغلب على الصعوبات التي تعترض طريق الحل، ولابد ان يكون هناك عون عربي الى جانب الدور الافريقي حتى لا يبدو السودان وحيدا امام عواصف ورياح التهديد التي يتعرض لها يومياً.
ان اللجوء الى الوسائل غير السلمية لحل الازمة ستكون له عواقب وخيمة. الحل لن يأتي بين عشية وضحاها. لاتسابقوا الزمن حتى لا تأتي رياح التهديد بما لا تشتهي السفن.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست