|
قصص بالحبر السرّي (3)
|
بقلم، مداده متردد... يكتب حيناً.. وينس الكتابة أحياناً أخرى!
كان الطريق في بداية الأمر مزحوماً بالناس... كلهم على ما يبدو يسيرون معها إلى نفس الوجهة.. أو لعلها ظنّت ذلك.. كان الجو صافياً.. والشمس ساطعة.. والناس فرحون.. كانت تجهل إلى أين ستذهب..لكنها تسير دون اهتمام أو تفكير.. كل الناس يجهلون إلى أين يؤدي هذا الطريق.. في الأفق، ظهرت إشارة.. مكتوب عليها بخط كبير واضح.. وحولها ألوان كثيرة.. الإشارة تقول.. الطريق الأول، الطريق الثاني.. بعض من الناس اتخذ الطريق الأيمن.. منهم من فكّر قليلاً.. منهم من سار دون هدىً.. هي أخذت وقتها في التفكير تماماً.. ثم اختارت.. كانت سعيدة ليقينها أنها اختارت الاختار الأصح.. حين تعثر أثناء سيرها، تتألم قليلاً.. لكنها تواصل المسير لأنه اختيارها.. ظهر مفترق طرق آخر.. هذه المرّه.. قل عدد الناس الذين اختاروا نفس الطريق معها... أصبح اليوم في منتصفه تقريباً.. بدأ خوف غريب من مفترقات الطريق يتسرّب إلى قلبها.. صارت تفكّر في هذا الأمر... ماذا لو كان اختيارها الأسبق خاطئاً؟ ماذا لو أنها اختارت طريقاً آخر... كانت بالرغم من ذلك تتابع المسير.. وتتألم عند العثرات.. وتواصل بقوة... الشيء الوحيد الذي يختلف أن ابتسامتها تخف رويداً رويداً... في آخر مفترق طرق، وقفت بحيرة كبيرة... أمامها طريق أول وطريق ثاني.. قلبها يدلها بإصرار على الطريق الأول.. عقلها يقول أن الطريق الثاني أسهل.. قلبها يتحدى الصعوبة... ويريد أن يكون راضياً عن اختياره... عقلها يتحرى السهولة.. ويريد طريقاً سهلا...بين تجاذبهما، وقفت عند المفترق... تلبدت السماء بالغيوم.. سقطت قطرة مطر... ابتسامتها نسيتها في مكان ما في الطريق... نظرت إلى الأعلى.. عبر تلك الغيوم... وافترشت الأرض.. وجلست تراقب المطر... عل إحدى قطراته تدلها على أيهما تسلك....
بنت الحسين
|
|
|
|
|
|
|
|
|