الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ (Re: Omar)
|
Al Khaleej newspaper 04.07.04
باول والسودان و"الحرب العالمية النفطية" .......... سعد محيو (I)
المشهد كان مثيراً حقاً:
كولن باول، وزير خارجية الدولة الاعظم الوحيدة في العالم، يدير ظهره للانقسامات والانشطارات الخطيرة بين ضفتي القارتين الامريكية والاوروبية فاحشتي الثراء، وييمم وجهه نحو أعمق أعماق القارة الافريقية السمراء فاحشة الفقر.
ليس هذا فحسب، بل عمد باول أيضا الى تعريض نفسه الى أكبر مخاطر امنية، حين تجوّل في دارفور التي تعج طرقاتها بكمائن الميليشيات المتصارعة. ومن هناك أطلق تحذيرات قاسية الى الحكومة السودانية، بأنها ستكون على موعد مع عقوبات أقسى في مجلس الأمن، ما لم توقف المذبحة الانسانية في ذلك الاقليم.
ماذا جرى؟ ومن أين أتى باول بكل هذه الشجاعة الشخصية والحماسة الاخلاقية، التي جعلته يقفز فوق طعنات أولاد العم الاوروبيين، وورطات الاقرباء العبرانيين، ليكرّس كل وقته لهذه المهمة الانسانية النبيلة في السودان؟
(II)
نسارع الى القول هنا اننا لسنا في وارد الدفاع عن مركزية سياسية استبدادية في الخرطوم، لم تسفر خلال السنوات الخمسين الماضية سوى عن حروب دائمة، عدا حفنة سنوات سلام بين 1972 و1983. فالفيدرالية الديمقراطية قدر سياسي لهذه الدولة العربية- الافريقية، متطابق مع قدرها الجغرافي الذي جعلها الاكبر والاكثر تنوعاً إثنياً ودينياً في القارة الافريقية، والذي حباها بنهرين كبيرين وتاريخيين (النيل الابيض والنيل الازرق) وخيرات زراعية وموارد طبيعية لا حدود لها.
لكن، وبعض قول كل شيء عن سلبيات وسوءات الحكومة السودانية، نأتي الى موبقات الحكومة الامريكية.
فلا أحد كان قادرا حتى الآن على إقناع أحد، ان يقظة الضمير الامريكية المفاجئة لحروب جنوب السودان، ثم انفجارات دارفور في غربه، (وربما حروب جبال النوبة وضفاف النيل الابيض)، كانت يقظة ضمير حقاً، لا يقظة نفطية واستراتيجية.
ولهذا العجز عن الاقناع سبب معروف: كل آثار الأقدام الامريكية في السودان تقود الى حقول النفط لا الى حقول القمح. وبرغم أن اللوبي المسيحي البروتستانتي القوي في الولايات المتحدة الداعم لمسيحيي جنوب السودان (ووثنييه !)، لعب على مدار السنوات الماضية دورا في بلورة السياسات الامريكية الراهنة إزاء هذه الدولة العربية، إلا أن هذه السياسات لم “تنضج” إلا بعد أن وصل بوش الى سدة الرئاسة العام 2000 على أكتاف شركات النفط الكبرى الامريكية.
وكان لافتاً، على أي حال، أن يدلي الرئيس الامريكي بخطاب في 3 أيار/ مايو 2001 امام اللجنة اليهودية الامريكية، يركّز فيه لا على العراق وإيران والشرق الاوسط الكبير، بل على السودان. فهو اتهم حكومة الخرطوم “بشن حرب ضد مواطنيها المسيحيين والتقليديين”، وأعلن عن نيته “لفت أنظار العالم كله الى الفظائع في السودان”.
وبقية القصة معروفة: ضغوط أمريكية عنيفة منذ ذلك الحين على نظام عمر البشير لحمله على تغيير لون جلده، ولتكريس التدخل الامريكي في كل شاردة وواردة في الوضع الداخلي السوداني، من أدغال الجنوب الى سهوب دارفور.
وحصيلة القصة معروفة أيضا: نجاح هذه الضغوط، استسلام البشير، وبدء تحّرك شركات النفط الغربية الرئيسية “إيسكون” و”شل” و”توتال” للعودة الى الساح السوداني لمنافسة (وربما للحلول محل) “سي.ان بي.سي” الصينية، و”أو.ان.جي.سي” الهندية، وبتروناس الماليزية.
إنتاج النفط السوداني يبلغ الآن نحو 250 ألف برميل يوميا يصدر في معظمه، عدا 60 ألف برميل تخصص للاستهلاك المحلي. لكن رقم الانتاج مرشح للقفز الى 500 ألف برميل العام ،2005 وربما الى أكثر بكثير خلال السنوات العشر المقبلة، لأن المحللين يعتقدون أن مناطق سودانية عدة تسبح فوق بحيرات كاملة من البترول.
بيد ان اهتمامات واشنطن لا تقتصر على النفط، رغم أولويته القصوى. فكما انها خططت لكي يكون العراق منصة انطلاق نحو السيطرة على الشرق الاوسط الكبير (ومنه الى قارة أوراسيا الاوسع)، كذلك هي تعتبر السيطرة على السودان منصة الانطلاق المفترضة الرئيسية للإطباق على القارة الافريقية برمتها.
(III)
هل كان هذا التطابق والتقاطع بين المصالح النفطية والاهداف الاستراتيجية والحماسة البروتستانتية الدينية، المحفز الرئيسي لحماسة باول الانسانية الشديدة في دارفور؟
حتما. لا بل أكثر: يمكن القول من دون تردد ان المصالح الاستراتيجية والحمى البروتستانتية، تصبان في الواقع في برميل واحد. برميل مملوء بالنفط.
ومن يشكك في هذه المقولة، ما عليه سوى استعراض ما تفعله الولايات المتحدة في كل بقعة، (مهما صغر حجمها)، تتضمن نفطا (مهما قلت نسبته) من جبال آسيا الوسطى الى صحارى العراق وشبه الجزيرة العربية، مرورا حتى بجليد ألاسكا رغم تمتعه بالحماية البيئية، إذ حينذاك ربما يقترب من القناعة بأن ما يجري الآن، لا يقل كونه حقا “حرباً عالمية نفطية” شاملة.
والسودان الآن يتربع على رأس أولويات هذه الحرب، في “جبهتها الافريقية”.
سعد محيو
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 07-12-04, 08:32 PM |
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 07-12-04, 08:35 PM |
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 07-12-04, 08:46 PM |
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 07-14-04, 07:48 AM |
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 07-25-04, 08:15 PM |
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 07-26-04, 01:56 AM |
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 07-27-04, 10:47 PM |
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 07-30-04, 12:20 PM |
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 08-03-04, 08:29 PM |
Re: كيف تناول الإعلام العربي الأزمة في دارفور؟ | Omar | 08-03-04, 08:32 PM |
دارفور ومخطط تقسيم السودان.................أحمد المرشد | Omar | 08-17-04, 07:58 PM |
دارفور ولعبة المصالح .... | Omar | 09-22-04, 00:00 AM |
|
|
|