الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟ (Re: Salwa Seyam)
|
شكرا الأخوان محمد أشرف وصديق الموج علي الزياره ولكم المزيد عن العاشق الثائر
غسان الدي دفع حياته من اجل قضيته
الى قلب غسان كنفاني الحيّ
توأم روحي
أمـا قـبـل :
قال لها" بعد أن قرأت رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان، أوشكت أحـطـّم صـنـمـاً "
حين يعشق الثائر :
أكتب هنا ، في المدينة الإجتماعية عن غسان كنفاني ، إحتفالاً بقلبه الحي العاشق، وليس احتفاءاً
بذكرى استشهاد - تصادف بعد يومين - غسان الثائر المناضل رجل السياسة والأديب المبدع المثقف.
أحتفل به إنساناً ننزع عنه ورقة السوليفان الأحمر والبرواز الموشى ، نمدّ البساط ونجلس إلى
جواره، نمر بكفنا على جبينه و نجس نبض قلبه و نلمس يده .. تأكيداً على أنه بشر مثلنا، لانجرده
من عواطفه الإنسانية كونه مناضل ثائر.. فهو لم يكن أصلاً خارج الصورة الفعلية للإنسان الحقيقي.
أحتفل وأنا أتهجأ ذاك القلب ووجعه في العشق، و صوت ذاك الإنسان العاشق المدله في أعماقه والذي
لم تكن - ربما - حياته النضالية و مواقفه السياسية وابداعه الخلاق أثرى وأقوى من قلبه النابض
عشقاً ! الذي لم يستطع لسطوته وصدقه أن يعصيه أو يتمرد عليه كما كان في حياته السياسية متمرداً
يُحدث الإنشقاقات في التنظيمات التي ينتمي إليها، لأن قناعاته الحرة تمضي به إلى سؤدد الرفض
والـ : لا.
هذه الـ : لا .. التي لم يستطع ككثيرين منا أن يجبر قلبه على الإذعان لها ، فكان في عذاباته و
خيباته؛ عاشقاً معذباً خائباً كما معظم البشر !
لن أحتفي بذكراه لأحيطه بهالة من القداسة، فالبطل الشهيد حين يغدو رمزاً وطنياً كبيراً، لست أسلخ
إنسانيته و عواطفه وحبه عن مفاصل تاريخه، لأنه ليس رمزاً في جانب من شخصيته دون آخر، وثمة خيوط
تربط الجوانب بعضها إلى بعض.
إنه إذاً إحتفال بقلبه ضد البعض الذي يرون في تاريخه النضالي والإبداعي ؛ كل نقاط القوة في
شخصيته. ويرون في قلبه كل نقاط الضعف لديه، وكأن الضعف الإنساني عيباً (!).. وضد من يقوم
بإفراغ الرمز الفلسطيني العقائدي النضالي الذي دفع حياته : مداد دم، ثمناً لمواقفه ولما يؤمن
به، من محتواه و جوهره الإنساني العاطفي. وكأن عليه أن يكون حجراً لا يستشعر أو يلقي بالاً لهمه
الإنساني الخاص، ولا يجدر به أن يعشق ويخفق قلبه لمجرد أننا ربطنا اسمه الرمز بطوباوية القضية
الفلسطينية وقدسية الثورة والنضال، كي لا نـُـصعـق بكهرباء النظرة التقليدية للمناضل.
الغباء وحده هو الذي يصور للبعض أن الرمز السياسي النضالي الثقافي حين يقـبّـل قدم إمرأة
يعشقها؛ يكون بذا قد ركع ! ولا يتنبهون إلى أنه : رفع .. رفع هذه المرأة لتنال شرفاً من قلبه
يتوجها. و هو فعل لايأتيه - برأيي -إلاّ عاشق حقيقي لوطنه، فالعشق لا يتجزأ ولا يُسجن في دائرة ..
هو فضاء لا محدود ولا يخضع لقيود.
بالنسبة لي .. كان غسان كنفاني في عشقه أكثراً إبداعاً وتألقاً و روعة . فما الثائر غير متماهي
في عشقه وناكراً لذاته أمام: الوطن - العقيدة - المرأة . وكان عشقه بكل الظروف التي أحاطت به:
عملاً بطولياً ! فلا أكثر بطولة ولا أنبل من أن يصمد القلب المعذب ويرفض الاستسلام رغم الفراق
والعذاب والحزن ، تماماً كـشيم الثائر الحقيقي في ميادين ثورته.
لهذا .. ما الغريب في أن يكون الثائر عاشقاً؟!
الغريب أن لايكون عاشق وطنه : عاشقاً ثائراً.
لكن .. تباً لنا ، و تباً لكل تجارب النضال إذا كان يهزها إكتشاف أن أحد رموزها: عاشق.
يا إلهي .. كم قلبك " حي - حر " يا غسان كنفاني، الذي عادلت الموت من أجل الوطن؛ بالموت من
أجل الحب، وكلاهما حياة.
لا بد لي أن أبكيك ، فهذا العشق الذي يضنونه عليك، لم يمنحك الكثير من مباهج الحياة.. وكأن قدر
الفلسطيني أن لايُسـعـد لا بقلب وطنه ولا بقلب إمرأته.
أما بعـد :
أيها الشاب المتألق خلقاً وإبداعاً و نضالاً وحباً ..
احــذ ر .. فأنت أيضاً : ثائر عاشق ، و من يدري !!
ربما ، بعد أعواااام قد تـنـشر فـتاتك ما وصلها من رسائلك في كتاب، ويقرأها شاب ما و : يحطم
صنمك !
المجد لقلبك والخلود لروحك غسان ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|