شعراء أم كلثوم ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2024, 05:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-13-2004, 08:17 PM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعراء أم كلثوم ... (Re: Omar)

    From: Al Khaleej arabic newspaper


    شعراء أم كلثوم ... ( 10 )
    غرور مأمون الشناوي يبعده عن كوكب الشرق 20 عاماً





    * رائعة أحمد شفيق كامل تجمع العملاقين في لقاء السحاب

    * جمال عبد الناصر حرص على حضور حفل “أنت عمري”



    حنفي المحلاوي



    لعبت سيدة الغناء العربي أم كلثوم دوراً ريادياً وغير مسبوق في خدمة الأدب العربي، خاصة في مجال الشعر، إذ تبين لنا وللآخرين ومن بعد طول صحبة لهذه الفنانة المعجزة، أنها قد أخذت خلال رحلتها الفنية الطويلة التي امتدت لأكثر من نصف قرن بيد أكثر من أربعين شاعراً مصرياً وعربياً ومن الدول الإسلامية، نحو الشهرة والمجد.

    ونقول ذلك على الرغم من وجود العشرات من هؤلاء الشعراء من المشاهير في حياتنا الأدبية، من الذين كتبوا قصائد وأشعار لأم كلثوم لأجل أن تشدو بها وبصوتها الجميل، أو من الذين اختارت لهم أم كلثوم كلمات وقصائد بعينها لنفس الغرض، هؤلاء الشعراء ازدادت شهرتهم حين تغنت بكلماتهم سيدة الغناء العربي. ذلك من منطلق أن الشعر إذا ما خرج من الأوراق إلى الحناجر والأفواه يدوم أكثر، ويستمر في الوجدان والأفئدة، حتى لو كان مكتوباً بماء الذهب ومصحوباً بالرسوم الملونة، فما بالنا لو انطلق هذا الشعر المكتوب من حنجرة وفم معجزة الغناء خلال القرن العشرين، ومصحوباً بأرق وأروع الألحان التي وضعها كبار الملحنين، خلال فترات متباعدة من رحلة أم كلثوم الفنية.

    والحديث عن الشعر وعن الشعراء له مذاق وطعم خاص، باعتباره كان ولايزال المصدر الرئيسي للمتعة الفكرية والذهنية والروحية والعاطفية، ليس في أدبنا العربي فقط بل وفي كل آداب لعالم، والحديث عن الشعر بنوعيه الفصيح والعامي، يزداد مذاقه حلاوة حين نربطه بصوت أم كلثوم وبرحلتها الفنية الطويلة التي اقتربت من نصف قرن من الزمان والتي يرجع إليها الفضل في ترديد الناس لأشعار كبار الشعراء سواء من القدامى أو من المحدثين، مما ساهم في إنعاش حركة الشعر العربي، وجعل العامة حتى في الشوارع والطرقات وعلى المقاهي يحبونه ويحبون سماعه وترديده، بل وجعل فريق آخر من هؤلاء يقبل على اقتناء دواوين هؤلاء الشعراء وقراءة أشعارهم سواء العاطفية أو الوطنية، والشاعر الكبير إبراهيم ناجي وأمير الشعراء شوقي وعلي الجارم ليسوا ببعيدين عن هذا المثال. بل أكثر من ذلك فقد ساهمت أم كلثوم في إنعاش ذاكرة الناس فيما يتعلق بهؤلاء الشعراء وسير حياتهم.. حتى من الشعراء القدامى من الذين تزخر بهم وبكلماتهم كتب التراث، ودواوين الشعر القديمة.

    هناك حكايات كثيرا ما نرددها ولا نعرف أصلها، إلا حين يرحل أصحابها. ومأمون الشناوي وأحمد شفيق كامل وعبد الفتاح مصطفى لهم ذكريات وحكايات جميلة مع كوكب الشرق أم كلثوم لم يعلن عنها إلا بعد رحيلهم.
    مأمون الشناوي
    ربما يكون الشاعر الغنائي الراحل مأمون الشناوي، أول من يعترض من شعراء أم كلثوم على إجراء أية تعديلات على كلمات قصائده، وفق ما كانت تطالب به أم كلثوم.
    ولقد مر بنا من قبل حكاية عشرات الشعراء سواء من المصريين أو العرب القدامى أو المحدثين.. من الذين استسلموا لإرادة أم كلثوم الحديدية، ووافقوا فورا على إجراء ما رأته من تعديلات، لم تتوقف عند حد إضافة كلمة بدلا من أخرى، بل تعدى ذلك إلى تغيير في بعض الأبيات سواء من حيث الاضافة أو الحذف.
    وصلابة موقف الشاعر مأمون الشناوي وتمسكه بعدم إجراء أية تغييرات لفظية أو عبارية على كلمات قصائده تسبب في تأخير تعامله مع صوت سيدة القصيدة العربية ما يقرب من عشرين عاما.
    وبصرف النظر عن صواب أو خطأ هذا الرأي سواء من جانب أم كلثوم أو من جانب مأمون الشناوي، فقد نجح الأخير في إقناع مطربين آخرين بالتغني بكلماته بدون تعديل وفق ما أعلنه هو في العديد من أحاديثه الصحافية.
    ولقد ظل النجاح يلاحقه من خلال الروائع الغنائية التي قدمها لهؤلاء المطربين خاصة فريد الأطرش، كما ظل حلم صوت أم كلثوم ممزوجا بالألحان، يلاحقه أيضا في السر وفي العلن حتى استسلم بعد أربعة وعشرين عاما لرأي أم كلثوم ووافق على إجراء ما طلبته من تعديلات على أغنيته الأولى “أنساك”، وهي الأغنية الرائعة التي غنتها أم كلثوم في عام 1960.
    وأشار إلى عناد الشاعر مأمون الشناوي خاصة مع أم كلثوم الناقد الفني الكبير الراحل جليل البنداري الذي قال في إحدى مقالاته: “.. والشاعر الذي يرفض الاستجابة لرأي شاعرة الحب والجمال، إما أن يكون مجنونا وإما أن يكون مغرورا” وأكد جليل البنداري في المقالة ذاتها أن مأمون الشناوي قد اعترف له بأنه كان برفضه هذا يعد بالفعل مجنونا.. ولقد عبر عن ذلك بقوله: وقال لي واحد من شعرائها وهو مأمون الشناوي: “لو لم أكن مجنونا ومغرورا لتغنت أم كلثوم بشعري منذ عشرين عاما”.
    ورغم هذا الجنون والغرور الذي اتصف به شاعرنا مأمون الشناوي فيما يخص علاقته والشعر مع سيدة القصيدة العربية.. فقد تغنت بكلمات أربع أغنيات على جانب كبير من الأهمية من حيث المعنى والأسلوب والإبداع، وذلك خلال أقل من عشر سنوات ولولا تلك الصفات التي اطلقها البنداري على مأمون الشناوي وقبول الأخير لتلك الصفات. لتغنت أم كلثوم بكلماته أكثر من ضعف هذا العدد خاصة إذا ما عرفنا أن شاعرنا الراحل الكبير مأمون الشناوي كان قد عرض على أم كلثوم في عام 1944 أول قصائده الغنائية وهي كلمات أغنية: “حبيب العمر”.. وقد أرادت إجراء بعض التعديلات على بعض كلماتها، فرفض مأمون الشناوي وتمسكت أم كلثوم بوجهة نظرها، وعلى الفور أعطاها إلى الملحن والمطرب فريد الأطرش الذي تغنى بها كأروع أعماله غناء ولحنا.
    وتكرر نفس السيناريو مرة ثانية مع أغنيته الشهيرة “الربيع”.. التي أعطاها أيضا للفنان فريد الأطرش !.
    وفي عام 1955.. أي بعد تسع سنوات قدم مأمون الشناوي لأم كلثوم أغنية ثالثة وهي أغنية “كلمني عن بكره”، وكانت أم كلثوم خلال هذه الفترة قد انشغلت بالعدوان الثلاثي على مصر.. فلحنها كمال الطويل للمطربة نجاة الصغيرة.
    وفي عام 1957.. تقدم مأمون الشناوي بتجربته الأخيرة لأم كلثوم عساها أن تقتنع بوجهة نظره.. فكتب لها أغنية “أنساك”، وبعد عدة مداولات ولقاءات اقتنع مأمون الشناوي بوجهة نظر أم كلثوم خاصة عندما طلبت منه إدخال تعديلات على هذه الأغنية، وظلت هذه المداولات قائمة على قدم وساق بين الشاعر وبين أم كلثوم طوال ثلاث سنوات.. حتى استقر الأمر فيما بعد وخرجت أغنية “أنساك يا سلام”.. من تلحين الموسيقار بليغ حمدي في ثالث لقاء من ألحانه مع سيدة القصيدة العربية.
    أما عن كلمات هذه الأغنية فهي كما غنتها أم كلثوم:
    أنساك.. ده كلام.. أنساك.. يا سلام
    أهو ده اللي مش ممكن أبدا ولا فكر فيه أبدا
    ده مستحيل قلبي يميل ويحب يوم.. غيرك أبدا
    أهو ده اللي مش ممكن أبدا
    ولا ليلة ولا يوم.. أنا دقت النوم.. أيام حبك
    كان قلبك فين وحنانك فين كان فين قلبك
    أنا أنسى جفاك وعذابي معاك ما نساش حبك
    أنساك.. ده كلام أنساك يا سلام
    وأحب تانى ليه وأعمل في حبك إيه
    ده مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك أبدا
    أهو ده اللي مش ممكن أبدا
    ذكريات حبي وحبك مانساهاش هي أيامي اللي قلبي فيها عاش
    فيها أحلامي قلتها وحققتها لي فيها أحلامي لسه أنا ما قلتهاش
    اللي فات من عمري كان لك من زمان
    واللي باقي منه جاي لك له أوان
    وأحب تاني ليه وأعمل في حبك إيه
    ده مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك أبدا
    أهو ده اللي مش ممكن أبدا
    كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله
    سنين بحالها ما فات جمالها على حب قبله
    سنين ومرت زي الثواني في حبك أنت
    كل العواطف الحلوة بينا كانت معانا حتى في خصامنا
    وإزاي تقول أنساك وأتحول وأنا حبي لك أكثر من الأول
    وأحب تاني ليه.. وأعمل في حبك إيه
    ده مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك أبدا
    أهو ده اللي مش ممكن أبدا
    ويحدثنا المؤرخ والكاتب الصحافي الراحل جليل البنداري عن أهم التعديلات التي طلبتها أم كلثوم من مأمون الشناوي خاصة بالنسبة لهذه الأغنية فيقول:
    “في عام 1957 كتب مأمون الشناوي أغنية ثالثة لأم كلثوم وقال لها: هذه ثالث أغنية أكتبها لك والثالثة تابتة!.
    وكانت كلمات هذه الأغنية تبدأ هكذا:
    إياك فاكرني أحب تاني
    وأحب إمتى وأنت اللي عارف
    أول وآخر الحب أنت
    دمعي وابتسامي.. شوقي وحناني
    كل العواطف وهبتها لك
    لك وحدك أنت
    وأحب تاني ليه وأقول لقلبي إيه
    هو اللي حبك يحب تاني!
    وقرأت أم كلثوم الأغنية وقالت: “هذا دخول في الموضوع بلا مقدمة، يعني الرواية بتبتدي من الفصل الثاني” وعندما دخلت هذه الأغنية في مرحلة التنفيذ أمسكت أم كلثوم بالمشرط وأخذت تستأصل بأصابع الجراحة الماهرة على حد قول جليل البنداري.. الكلمات الزائدة، فأستأصلت من الأغنية مثلا هذه الكلمات:
    إن كان ده خصام على العين والراس
    الصلح جميل والناس للناس
    وفي هذه الأثناء والكلام أيضا لا يزال على لسان جليل البنداري كتب مأمون الشناوي الفصل الاول أو مقدمة الأغنية هكذا:
    أنساك يا سلام أنساك ده كلام
    أهو ده اللي مش ممكن أبدا ولا أفكر فيه أبدا
    ونحن نضيف إلى ما سبق ذكره أستاذنا جليل البنداري.. بخصوص هذه الأغنية.. أن الشاعر الكبير مأمون الشناوي، قد أجرى تعديلات أخرى كثيرة على هذه الأغنية.. وربما كان قد أعاد صياغتها مرة أخرى حتى خرجت بالشكل الذي ارتضته أم كلثوم.. وعانقت كل الآذان بهذه الروعة التي أبدع من خلالها موسيقاها بليغ حمدي.
    وبعد نجاح “أنساك يا سلام” كتب مأمون الشناوي رائعته الثانية لأم كلثوم وهي أغنية “كل ليلة وكل يوم” من ألحان بليغ حمدي أيضا الذي وجد نفسه وموسيقاه مع كلمات مأمون الشناوي.
    ونكاد نجزم أن هذه الأغنية أيضا قد خضعت لمشرط أم كلثوم.. من حيث الشطب والتعديل والتبديل.
    وفي عام 1965.. تغنت أم كلثوم بثالث أعمال مأمون الشناوي وهي أغنية “بعيد عنك حياتي عذاب”، وهي من تلحين بليغ حمدي.
    وبعد هذا التاريخ بخمس سنوات غنت أم كلثوم آخر روائع مأمون الشناوي.. ففي عام 1970 وبالضبط في الحفل الذي أقامته يوم الخميس 5 مارس/آذار في عام 1970 غنت كوكب الشرق أغنية “ودارت الأيام” من تلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب.
    وشاعرنا مأمون الشناوي بدأ حياته الفنية شاعرا وزجالا.. وكتب أيضا الأغنية الفصيحة. وولد في 28 يناير/كانون الثاني عام 1914.. واسمه بالكامل محمد مأمون الشناوي وكان الميلاد في حي السيالة بالإسكندرية وهو نفس الحي الذي ولد فيه من قبل الزجال العظيم بيرم التونسي.
    وبدأ مأمون الشناوي حياته العملية صحافيا في مجلة روز اليوسف في عام 1936 وظل بها حتى عام 1938. بعدها انتقل للعمل صحافيا بمجلة آخر ساعة عام 1945 وحتى عام 1960 عندما انتقل إلى جريدة أخبار اليوم، ثم إلى جريدة الجمهورية التي ظل يعمل بها حتى تفرغ لتأليف الأغاني في عام 1962.
    كتب مأمون الشناوي كلمات أكثر من ألف أغنية للعديد من المطربين المصريين من أمثال محمد عبد الوهاب ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وعبد الحليم حافظ وآخرين، وكان قد بدأ تعامله مع شعر الأغاني منذ شبابه الأول حين غنى له المطرب محمد صادق.. بعدها كتب 5 أغانٍ في فيلم “عصافير الجنة”.. وكلمات أغاني فيلم “يوم سعيد”، وغيره من الأفلام الغنائية والاستعراضية، وقد رحل عن عالمنا في عام 1994 بعد رحلة قصيرة مع المرض ! وكان عمره يناهز الثمانين عاما.
    أحمد شفيق كامل

    يكفي هذا الشاعر فخرا أن كتب للأغنية العربية والوطنية أشهر ما تغنى به كبار المطربين المصريين والعرب، وعلى رأسهم محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وآخرون.
    وكلنا بطبيعة الحال لا يزال يتذكر تلك الأغنية الوطنية أو تلك الأنشودة الرائعة التي تغنت بها كل الشعوب العربية في حينها، وهي “وطني الأكبر”.
    وكذلك مازلنا نتذكر لهذا الشاعر الكبير أغنية “خلي السلاح صاحي”، وأغنية “مطالب شعب” والتي عبر من خلالها عن آمال وطموحات شعب تمسك بأعمال قائده حين وقف وراءه بعدما أعلن عن تأميم قناة السويس في عام 1956.
    كذلك يكفي الشاعر الكبير أحمد شفيق فخرا.. أنه صاحب إحدى العلامات المضيئة في حياة سيدة القصيدة العربية أم كلثوم.. حيث تحقق على يديه ومن خلال كلماته ذلك اللقاء التاريخي الذي انتظرناه عشرات السنين بين موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وسيدة الغناء العربي أم كلثوم.. وقد جمع بينهما في لقاء السحاب في عام 1964 عندما تغنت أم كلثوم بكلمات أغنية “أنت عمري”.
    وبصرف النظر عما قيل بشأن تحقيق هذه الخطوة.. سواء تدخل لاتمامها الرئيس جمال عبدالناصر كما أشيع أو لم يتدخل، فقد تم فعلا ذلك التعاون الفني بين عملاقين أحدهما في الموسيقا والآخر في الغناء، وكان مسرح العمليات على حد تعبير رجال القوات المسلحة.. هو حنجرة أم كلثوم التي أبدعت أغنية أنت عمري، وفتحت الباب على مصراعيه لمزيد من التعاون بين عبدالوهاب وأم كلثوم.. سواء في مجال الأغنية العاطفية أو الوطنية.
    ويعتبر الشاعر الغنائي أحمد شفيق كامل من الشعراء القلائل الذين لا يفرطون بسهولة في كلمات أغنياتهم.. وبالتالي فقد ارتطم بعدة مواجهات مع أم كلثوم عندما كانت تريد تغيير بعض الكلمات: وقد تغنت له بكلمات أربع أغنيات خلال أقل من عشر سنوات الأغنية الأولى هي “أنت عمري” في عام ،1964 والثانية في عام 1965 “أمل حياتي”، وبعد هذا التاريخ بست سنوات عادت أم كلثوم لتغني لأحمد شفيق كامل أغنية ثالثة “الحب كله” من تلحين بليغ حمدي الذي خالف بذلك ما كانت تنوي عليه أم كلثوم من تخصيص موسيقا محمد عبدالوهاب لكلمات أحمد شفيق كامل. ولكنها سرعان ما عادت إلى ما عزمت عليه من قبل فتم اللقاء الثالث بين عبدالوهاب وأحمد شفيق كامل واللقاء الرابع لأم كلثوم مع كلمات أغنية “ليلة حب”.
    ولقد شدت أم كلثوم برائعة أحمد شفيق كامل “أنت عمري” يوم الخميس 5 فبراير/شباط عام 1964.. وحضر الحفل جميع قيادات الحكم وعلى رأسهم جمال عبد الناصر.
    قال أحمد شفيق كامل عن ذكرياته مع هذه الأغنية: “في بداية علاقتي بأم كلثوم سمعت عن تغييرها في كلام الشعراء الذي تغنيه، وكنت متأكدا من هذه المشكلة وأنها سوف تواجهني، فاستعنت بالله على مواجهتها رغم علمي بقدر نفسي جيدا، وكانت أغنية “أنت عمري” التي اشتهرت بلقاء السحاب لأنها أول عمل يجمع بين كوكب الشرق ومحمد عبد الوهاب، وأذكر أن مطلع الأغنية كان:
    شوقوني عينيك لأيامي اللي راحوا، فطلبت أم كلثوم تغييرها إلى: “رجعوني عنيك لأيامي اللي راحوا”.
    فكان هناك مقطع آخر يقول: “من حنان قلبي اللي بيشابي حنانك” فغيرته إلى: “من حنان قلبي اللي طال شوقه لحنانك”.
    والشاعر أحمد شفيق كامل ولد في 4 نوفمبر من عام 1923 وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة في عام 1948.. ثم حصل على دبلوم معهد الضرائب عام ،1951 لذلك كان أول عمل له في مصلحة الضرائب، واستمر به ثماني سنوات، ثم التحق بالعمل في مكتب الدكتور عبد المنعم القيسوني في أيام الوحدة حتى عام 1966.
    كما التحق بعد ذلك بسلك التمثيل التجاري، فعمل مستشارا تجاريا للسفارة المصرية بالسعودية من عام 1968 حتى عام ،1972 ثم من عام 1975 حتى سنة ،1978 وانتقل إلى أنقرة واسطنبول رئيسا للمكتبين التجاريين هناك إلى أن عاد نهائيا في أوائل عام ،1984 ثم إحيل إلى المعاش، واستقر بمنزله جاردن سيتي ليكتب فيه أشعاره وأغانيه.
    وأخذ أحمد شفيق كامل يبرز كشاعر للوطنيات، فكتب أول ما كتب نشيد “قولوا لمصر تغني معايا في عيد تحريرها” ثم كتب “الوطن الأكبر” كما كتب أغنية حكاية شعب لكي تغني في عيد وضع حجر الأساس للسد العالي عام 1960.
    عبدالفتاح مصطفى

    ارتبطت بداية الشاعر الراحل الكبير عبد الفتاح مصطفى بالفصحى، وقد كتب بها العشرات من القصائد خاصة في بداية مشواره الأدبي وكانت إحدى هذه القصائد التي نشرها في الصحف في عام ،1947 وهو لا يزال طالبا بالمرحلة الثانوية، سبيله للتعامل مع الإذاعة من خلال المطربين والملحنين.
    ومما يحكيه هو في هذا السياق.. أن قصيدته الطويلة التي نشرها آنذاك، كان قد قرأها أحد المسؤولين بالإذاعة، فاقترح عليه أن يبعثها إلى المسؤولين بهذا الجهاز الإعلامي الكبير فاستدعوه وطلبوا منه كتابة مجموعة من القصائد، تم اختيار إحداها ليلحنها له الموسيقار محمد عبدالوهاب وكانت بعنوان: “عروس النيل”.
    ولم يكتف عبد الفتاح مصطفى آنذاك بكتابة هذه النوعية من القصائد، بل كتب للإذاعة العديد من الصور الغنائية المشهورة مثل أوبريت “عوف الأصيل” و”عذراء الربيع”.
    ولاشك أن كل هذه التجارب الإبداعية لم تكن ببعيدة عن فكر فنانة عظيمة مثل أم كلثوم التي بدأت تتجه أنظارها إلى كلمات أغنياته وبالتالي بحثت جديا في التعامل معه، ولقد أثمر هذا التعامل عن خروج أجمل اثنتي عشرة أغنية وطنية وعاطفية ألفها عبد الفتاح مصطفى لأم كلثوم في الفترة من يوليو عام 1957 وحتى عام 1967.
    والملاحظ أن تعامل أم كلثوم مع كلمات هذا الشاعر الكبير قد بدأت مع الأغنية الوطنية عندما غنت له أغنية أو نشيد “إنا فدائيون” والتي كتبها عبد الفتاح مصطفى باللغة العربية الفصحى.. كما انتهت كذلك بالأغنية الوطنية عندما غنت له أغنية “طوف وشوف” في عام 1967.
    إنها قصة شاعر مصري حديث جرب ألوانا شتى من الأدب، مع أنه قد اشتهر في مجال الأغنية، سواء بالنسبة لما كتبه لأم كلثوم أو لغيرها من الفنانين، رغم أن هذه الشهرة قد ازدادت مساحتها عندما عرفت كلمات أغانيه طريقها نحو حنجرة سيدة القصيدة العربية.
    ففي شهر يوليو/تموز من عام 1957 غنت أم كلثوم نشيد “إنا فدائيون” من ألحان الموسيقار بليغ حمدي والذي كان في هذه الفترة يتحسس هو الآخر طريقه الفني، بعد ما لحن لغير أم كلثوم لقد “أراد بذلك أن يدخل بنفسه في دائرة الشهرة وتصادف أن يدخل معه في نفس التوقيت الشاعر عبد الفتاح مصطفى، وكانت قصيدة أو نشيد “إنا فدائيون” هي الأرض الخصبة التي التقيا فوقها.. محرزين بذلك صك الشهرة من خلال صوت أم كلثوم.
    وبعد أن شدت أم كلثوم بهذا النشيد اختارت مرة أخرى أغنية وطنية بعنوان: “منصورة يا ثورة أحرار”.. من تلحين رياض السنباطي.
    ويبدو أن هذه الأغنية قد جاءت في سياق اهتمام أم كلثوم بالجانب الوطني الذي قررت سلوكه بعد ثورة يوليو، وفي ضوء المحن العديدة التي مرت بها مصر بعد قيام هذه الثورة.
    ويتوالى فيض هذا الشاعر الذي أراد بكلماته أن يعبر عما كانت تمر به مصر خلال فترة الخمسينات، ولقد وجد في حنجرة أم كلثوم خير موصل لهذه المعاني التي فرضت نفسها على الجميع، وبات الناس يرددونها في الشوارع بمناسبة وبغير مناسبة، فقدم لأم كلثوم أغنيته الوطنية الثالثة “ثوار” من تلحين رياض السنباطي، وكانت من أشهر ما غنته أم كلثوم في سلسلة أغنياتها الوطنية على الاطلاق، حتى اعتقد الناس وبعض المؤرخين والنقاد انها من تأليف الشاعر صلاح جاهين.
    وبعد “ثوار”، واصلت أم كلثوم مشوارها الفني معه، على نفس درب الأغنية الوطنية، فغنت له بعد ذلك خمس أغنيات على قدر عال من الأهمية فنيا ووطنيا، وهذه الأغنيات بالترتيب الزمني: “الزعيم والثورة” في عام 1963 من تلحين رياض السنباطي، يا صوت بلد، في عام 1964 من تلحين محمد الموجي، يا حبنا الكبير في عام 1965 من ألحان رياض السنباطي، وكذلك أغنية يا سلام على الأمة في العام نفسه.
    ويختتم عبد الفتاح مصطفى إنتاجه المتميز في مجال الأغنية الوطنية، بالأغنية المتميزة “طوف بجنة ربنا” عام ،1967 وهي من تلحين رياض السنباطي، ويكون بذلك العدد الإجمالي لكل ما غنته أم كلثوم من أشعار عبد الفتاح مصطفى.. خاصة في مجال الأغنية الوطنية ثماني أغنيات من أصل 12 أغنية هي كل ما غنته أم كلثوم لعبد الفتاح مصطفى على مدى عشر سنوات.
    وعلى الرغم من أن سيدة القصيدة العربية قد تغنت بكلمات هذا الشاعر في مجال الأغنية الوطنية خلال سنوات 1957 و1958 و1961 و1963 و1964 و1965.. إلا أنها لم تنس أبدا أنه كان من الشعراء المصريين المعاصرين الذين كان لهم باع طويل ودراية واسعة بالأحاسيس الإنسانية والمشاعر العاطفية الفياضة.
    ولقد تجلى ذلك بوضوح في كلمات الأغنيات العاطفية الثلاث التي كتبها عبد الفتاح مصطفى لأم كلثوم.. وهي أغنية “لسه فاكر قلبي يديلك أمان” في عام 1963 من ألحان رياض السنباطي والأغنية الشهيرة: “ليلي ونهاري” التي تغنت بها أم كلثوم في عام ،1965 ورائعته الأخيرة لأم كلثوم “أقول لك إيه عن الشوق يا حبيبي”.. في العام نفسه ومن تلحين رياض السنباطي أيضا.
    الشاعر عبد الفتاح مصطفى ولد بحي الجمالية بالقاهرة مع مطلع عام ،1924 ووالده هو الشيخ مصطفى الغمراوي العالم الأزهري المرموق.. الذي رحل وهو في سن مبكرة، حيث تولت والدته تربية ابنها الوليد تربية دينية وثقافية.
    والتحق الطفل عبد الفتاح مصطفى في المدارس الحكومية مثل بقية أقرانه، وبعد المرحلة الثانوية التحق بكلية الحقوق التي تخرج منها في عام ،1952 ثم حصل على دبلوم في الشريعة في عام ،1954 ومع حصوله على هذا الدبلوم العالي بدأ يتجه إلى الكتابة الدينية، فكتب مجموعة من القصائد والأغاني الدينية.
    وقد بدأ مرحلة جديدة في حياته الأدبية عندما أقنعته سيدة القصيدة العربية أم كلثوم لكي يكتب الأغنية العاطفية.
    التحق عبد الفتاح مصطفى للعمل في بداية حياته رئيسا لمأمورية الشهر العقاري بالقاهرة والجيزة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في المؤسسة المصرية العامة للإسكان مستشارا قانونيا في بداية الستينات.
    كما شغل كذلك مهنة التدريس بالجامعة، عندما عين أستاذا زائرا في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وكتب عبد الفتاح مصطفى أولى أعماله الإبداعية وهو في سن الخامسة عشرة..وظل عطاؤه الأدبي مستمرا في العديد من الألوان الأدبية والإذاعية، حتى رحل عن عالمنا في فجر يوم الجمعة الموافق 13 يوليو من عام 1984 بمستشفى القلب بإمبابة.


    ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة



    (عدل بواسطة Omar on 07-16-2004, 08:03 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
شعراء أم كلثوم ... Omar07-05-04, 08:15 PM
  Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-05-04, 08:16 PM
    Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-06-04, 11:40 AM
      Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-06-04, 08:08 PM
        Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-09-04, 09:19 PM
          Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-09-04, 09:21 PM
            Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-09-04, 09:23 PM
              Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-10-04, 08:21 PM
                Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-11-04, 07:53 PM
                  Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-12-04, 08:23 PM
                    Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-13-04, 08:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de