|
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق (Re: ahmed haneen)
|
اليكم الجزء الثالث من مقال الحاج وراق
ردا على هجمة «الجنجويد» السياسي الاعلامي! «3/3» الحاج وراق
* ثم يورد الباشمهندس الطيب مصطفى: (.... يحمد لوراق أنه بات يستخدم عبارات «الفاشية» ضد خصومه الإنفصاليين ويرميهم بدائه القديم بعد أن تبرأ منه وانسل، فالحمد للّه الذي أذهب عنه الأذى وعافاه!!) ـ لاحظ تشبيهه الأفكار بالبراز! وتشبيهه التخلي عن الأفكار الخاطئة كأنما تخلص من مخلفات المعدة! ولكن الأفكار مهما كانت خاطئة أرفع من ذلك بكثير..! وعلى كلّ، فإنني أقر بأني انتميت في السابق للحزب الشيوعي، وقد جذبتني إليه كفاحيته ضد الديكتاتوريات، وشعاراته لأجل التقدم والعدالة الاجتماعية، ولم انتم إليه طمعا في سلطة أو سعياً وراء مغانم شخصية، وبعد تجربة أخذت زهرة العمر، وبعد تضحيات وخبرات ومعارف جديدة اتضح لي أن النظرية التي يستند عليها الحزب الشيوعي ـ الماركسية ـ اللينينية ـ نظرية خاطئة، لا يمكن أن تقوم عليها تجربة نهضة معافاة، وإذ استطاعت تحديث بلدان ما إلاّ أنها حققت ذلك بأكلاف انسانية باهظة وغير ضرورية، واتضح لي أن الطغيان في الدول الشيوعية السابقة وفي الأحزاب الشيوعية المختلفة لم يكن نتيجة خطأ في التطبيق، وانما له جذوره الفكرية في النظرية الماركسية نفسها ـ في طابعها العقائدي المغلق، ولهذا فقد طلقت الشيوعية طلاق بينونة كبرى، واحمد الله على معافاتي! ولكن في المقابل وإذا أخذنا تشبيه الطيب مصطفى غير الموفق فإني أجزم بأنه ما يزال «حاقنا» ولم يتعافى من أذاه بعد!! ـ ثم إن وصف ايديولوجية الإخوان المسلمين ـ في نقائها الايديولوجي بدون مراجعات أو استدراكات لاحقة ـ بالفاشية ليس تجنيا من جانبي ولا تزيدا أو مبالغة، وإنما وصف تؤكده ممارساتهم السياسية من جانب، ومنطلقاتهم النظرية القائمة على الأحادية وتقديس العنف والطاعة بلا رشد للقيادات، من الجانب الآخر! ولتأكيد إنني لا أطلق الأوصاف دون اثباتات فإنني احيله إلى خطاب حسن البنا ـ مؤسس الجماعة ـ إلى الملك «المفدى» يدعوه فيه إلى الغاء التعددية السياسية اقتداء بالتجارب الأوربية ويعني المانيا وايطاليا الفاشيتين «!» يقول حسن البنا في رسالته إلى الملك: «إن الضرورات التي أوجدت التعددية الحزبية قد انتهت ولم يبق منها شيء فلا معنى اذن لبقاء هذه الأحزاب» ويقول: «إن الأمم الغربية التي ليس لها كتاب قيم ككتابنا، وليست لها شريعة مطهرة كشريعتنا قد ادركت بحكم مصلحتها الحيوية ضرر الخصومة فقضت عليها من أساسها واستأصلتها من ديارها»! وفي رسالة المؤتمر الخامس يقول حسن البنا: «... فالحائل دون النهضة، والمانع من تقدم الأمة، والمعول الذي يهدم كل خير فيها، ويحطم كل عنصر سليم هو شيء واحد فقط: الحزبية»! والآن وبعد تجربة اكثر من سبعين عاما فإن أي عاقل يستطيع أن يستنتج بأن المعول الذي حطم مجتمعاتنا حقا انما هو الإستبداد وليس الحرية كما يدعي الفاشست! ويمكن ايراد نصوص شبيهة لنصوص المؤسس لدى المنظرين الأصوليين الآخرين سواء أبى الأعلى المودودي او سيد قطب او اسامة بن لادن او ايمن الظواهري، وكذلك لحسن الترابي قبل ان يلمس لمس اليقين مآلات مصادرة التعددية السياسية!! نصوصهم وافرة في هذا الصدد، ولكني احجم عن ايرادها بسبب ضيق المساحة!!.. ولذا فإن الطيب مصطفى لا يمكن ان (يتعافى من أذاه ) اذا لم يصفي الحساب مع هذا الإرث الشمولي نظريا وعمليا! * ومن الحقائق التي تقض مضاجع الإسلاميين الإنفصاليين حقيقة أنهم يخدمون موضوعيا المخطط الاسرائيلي لتمزيق البلاد، ـ حقيقة يحسونها وإن بشكل غائم ـ، وبدلا من التأمل فيها لاستنتاج الدروس الصحيحة، فإنهم يريدون غسل ضمائرهم المعذبة ـ وكالمعتاد ـ بالانكار والمغالطة والتزوير والتضليل! ومن أمثلة المغالطات المضحكة أنهم يستشهدون بكتاب العميد الاسرائيلي المتقاعد موشي فرجي حين يتطلب الأمر ادانة الحركة الشعبية في علاقتها باسرائيل، ولكنهم يتجاهلون في ذات الوقت الحقيقة الأساسية والأهم للكتاب كله ـ حقيقة أن خطة اسرائيل تجاه الجنوب تقضي بشد الأطراف ثم بترها ـ أي أن الهدف الأساسي هو تمزيق السودان على أسس دينية وعرقية! وللمزيد من الانكار يدعون ان خطة اسرائيل قد تغيرت! هكذا دون ايراد دليل واحد او اشارة مرجعية واحدة سوى ان ذلك ما قاله د. غازي صلاح الدين! فمتى كان د. غازي صلاح الدين مرجعا في مخططات اسرائيل؟! ومن قبيل المغالطات كذلك قول الطيب مصطفى إن اسرائيل ايدت اتفاقية اديس ابابا 1972! فهناك شهادات لأحياء موثقة تفيد أن اسرائيل ـ حاولت على العكس اجهاض الاتفاقية في اللحظات الأخيرة! وقد سردت في السابق شهادة مندوب مجلس الكنائس العالمي التي تؤكد سعي اسرائيل لتخريب الاتفاقية. فأين أدلتهم في المقابل؟! وعند زيارة الخبير البريطاني في شؤون السودان بيتر وودورد قبل عام ونصف الى البلاد سألته شخصيا وقد قال بأنه زار اسرائيل واجرى مناقشات هناك، سألته عن موقف اسرائيل من وحدة السودان فأجاب بنزاهة الاكاديميين المحترفين أن هناك عدة وجهات نظر ولكن الرأي السائد هنالك تفضيل الإنفصال! وهل يعقل ان تفضل اسرائيل وحدة بلد كالسودان فيه مكانة أساسية للثقافة العربية الإسلامية، ويمكن ان يشكل وشيجة للاتصال بين العالمين العربي والأفريقي ويشكل جسرا لاندياح الاسلام الطوعي تجاه افريقيا جنوب الصحراء، وفي ذات الوقت يمتلك هذا البلد الموارد الكافية للنهضة ـ يمتلك الانسان المنفتح والمعتدل المزاج ويمتلك الأراضي الصالحة للزراعة والمياه والنفط كما يمتلك أكثر من 14 معدنا ضروريا للصناعة؟! إن المخططين الاسرائيليين ليسوا أغبياء الى درجة تأييد وحدة بلد كهذا! وقد وضعوا فعلا خطة لتمزيقه ـ هي الخطة المشار اليها بشد الأطراف ثم بترها! وللمأساة فإن مغلقي العقول من أهل البلاد نفسها وبقصر نظر شديد يدعمون خطة اسرائيل هذه بلا هدى وبلا نور!.. إنها مأساة، ولكنها نتيجة مألوفة وطبيعية، فهكذا الخوارج دوما يدعمون في النهاية القوى التي يزعمون أنهم خرجوا عليها!. * وهكذا فإن الحقائق لتؤكد بأن دعاة الفتنة الوطنية من الإنفصاليين الإسلاميين يخونون بدعوتهم للإنفصال مصلحة نهضة البلاد مستفيدة من واقع كونها بلد كبيرة متعددة الموارد البشرية والمادية، ويخونون كذلك مصلحة الاسلام في الانتشار الطوعي في افريقيا ومصلحته في بروز تأويل ملائم بديلا عن الظلامية ـ بديل يحتضن قيم المعاصرة والقيم الانسانية الرفيعة كالحرية والسلام والانفتاح والتعايش مع الآخر المختلف، وفي ذات الوقت يضفي على هذه القيم ويتممها بالالتزام الديني والأخلاقي... وإذ يخونون مصالح السودان ومصلحة الدعوة للاسلام فانهم يخدمون في المقابل مصلحة الأصولية المسيحية التي تهدف هي الأخرى لتمزيق البلاد لخدمة أجندتها الضيقة والساذجة، كما يخدمون مصالح الصهيونية وجهازها الأساسي الموساد الاسرائيلي! وسبب الخيانة واضح: السودان الكبير المتعدد أوسع وأضخم كثيرا من أن تستوعبه منظورات الأصولية الاسلامية المغلقة والضيقة! وعلى كل، فالأقوم لمن يجدون الوطن أوسع من منظوراتهم الفكرية ان يراجعوا منظوراتهم هذه بدلا من أن يقطعوا الوطن ليصير على «قدر» مقاس ايديولوجيتهم!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | ahmed haneen | 07-03-04, 09:14 AM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | shammashi | 07-03-04, 12:26 PM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | ahmed haneen | 07-04-04, 07:43 AM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | Ishraga Mustafa | 07-04-04, 08:06 AM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | ahmed haneen | 07-04-04, 09:33 AM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | ahmed haneen | 07-05-04, 10:54 PM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | ahmed haneen | 07-05-04, 10:59 PM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | Ahmed Elmardi | 07-07-04, 07:06 PM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | Omer Abdalla | 07-07-04, 07:47 PM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | ahmed haneen | 07-08-04, 08:22 AM |
ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | ودالسافل | 07-08-04, 09:17 AM |
Re: ردا علي هجمة الجنجــويد السياسي الأعلامي - الحاج وراق | Agab Alfaya | 07-08-04, 10:24 AM |
|
|
|