|
أغاني البنات .. وربة الحفلات
|
من الملاحظ في السنوات الأخيرة أن أغاني البنات ولا أدري إن كان صحيحاً اطلاق لفظ أغاني البنات عليها بدأت بالانتشار بصورة غريبة وأصبح ترديد هذه الأغاني لدى الشباب أمر اعتيادي في جميع طبقات المجتمع. الشئ الذي دعاني لطرح هذا البوست هو من هم شعراء هذه الأغاني؟ التي غالباً ما يدعي مروجوها أنها أغاني تراث ( يا حليلك يا تراث) وهذه نقطة يجب الوقوف عندها. ولا أنكر أنني أحب هذه الأغاني وأحب الاستماع إليها فهل ضاعت أغاني الحب من حياتنا وضاعت منا الأحاسيس الصادقة، والعواطف الجياشة والمصيبة أن كل هذا يأتي تحت عنوان الفن والثقافة. قبل عدة أيام كنت جالس مع أحد أعمامنا نشاهد التلفاز وهو من عشاق أغاني الحقيبة الذي خذله ما يشاهده على الشاشة الصغيرة من فن هابط وابتذال وتسويف لا معنى له إلا الانحطاط بقيم المشاهد وفكره وثقافته تحت عنوان الأغنية الشبابية أو السريعة وكنا نستمع إلى فنانة عربية وقال لي : عارف البت دي بتقول في شنو؟ فقلت له : نعم هزّ رأسه ثم وقال بصوت مرتفع : حليلك يا سرور تعال شوف الكرور وما عارف الكرور دي قاصدني بيها ولا قاصد المطربة أترك التفسير ليكم. المهم مرّ الموضوع بصورة عادية وأنا في طريق عودتي صدفة كنت أدير كاسيت :
اللابسة جنزي والجنزي شدة والجنزي شدة وأنا بحب شباب أمبدة بريدهم أنا اللابسة جنزي والجنزي لبني والجنزي لبني وأنا بحب شباب مـدني
وتذكرت كلام عمي : حليلك يا سرور تعال شوف الكرور ومرت بخاطري عدة أغنيات من أغاني الحقيبة أغنية طار قلبي مني أغنية يافريع ياسمين روحنا واحدةوكيف انقسمت قسمـين وسرحت معها سارحه مالك ياحبيبه ساهيه وأفكارك بعيده
بقرأ في عيونك حياتيوإنتِ مشغوله بجريده
بتقري في إيه كلميني ياسلام مهتمه عامله
يعني لازم تقري حسه مقال بحالو أو قصه كامله
كم شهور مرت علينافيها بُعد وفـُرقه شامله
و.... و.... و.... و.....و.....وآهات وذكريات ...الخ
وقلت في نفسي هل أصبح الحب شيئاً تراثياً، لاوجود له إلا في كتب التاريخ والروايات القديمة، بعد أن تحول الى متعة حسية عابرة وعلاقة سطحية بين فتاة وشاب أليس هذا ما تزرعه فينا أغاني هذا الزمن الرديء؟ هل تحول الحب من عنصر بسيط نقي الى عقد نفسية، وتعبير عن الكبت الجنسي، ورغبة مريضة تظهر في الأغاني الهابطة،لقد أضحى جمال المرأة مهدوراً بين أغاني "الفيديو كليب" أو الأغاني الشبابية والأفلام المبتذلة والدعاية الرخيصة، فأصبح مشاعاً بأبخس الأثمان بعد أن كان عزيزاً صعب المنال،ومن المضحك أن لي أصدقاء يطلقون عليها الهبوطي فتلقى واحد يقول ليك الليلة في ربّة بي قون هبوطي يعني نمشي ناس جبجبة ساي. ومع كل هذا لا أنكر أن هذه الأغاني لها قاعدة لا يستهان بها. فلندخل إلى عالم هذه الأغاني ونقوص فيها ونستمع إلى ألحانها وكلماتها ونبحث فيها معا.
|
|
|
|
|
|