|
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)
|
نواصل....
تحركنا نحو بوابة المحطة فور حضور كنوري في هدوء وروية حتى لا نلفت الأنظار إالينا.. ولكني فوجئت بصوتها يلاحقني بإصرار.. توقفت وأشرت للآخرين بمواصلة المسير
قالت بصوت مبهور.. إلى أين..؟؟
قلت .. مراوغاً.. لا مكان معين فقط نريد ان نبتاع بعض التبغ وأشياء أخري.. و
قالت في عجلة تقطع عليّ الطريق بتساؤل تعرف أنه لا يقبل النقاش.. إذاً لا مانع أن ترافقني..؟؟؟
قلت.. إلى أين..؟؟
قالت.. لي عمة تسكن هنا في بيوت الموظفين وأرغب في زيارتها.. فهل ترافقني..؟؟
أسقط في يدي.. وغضبت.. سببتها في سري.. لم أتبين إن كان غضبي بسبب أضاعتها علىّ فرصة مرافقة المجموعة. أم هو ناشيء لتوقعي ما حدث بعد ذلك.. تركتها تعود لتهيئ نفسها وتوجهت نحو المجموعة التي توقفت لانتظاري على مقربة من بوابة الخروج.. غاظتني نظرة الإستهجان واللمز الخفي في عينيهم.. ولكني لم أجد فيهم منفذاً لتفريغ شحنة الغضب والإحباط الدفينة.. كان الأزرق الوحيد الذي تجرأ على مواجهتي صراحة.. مراهناً على علاقته المتينة بي وحسن الجوار
قال بخبث وقحة..صدر لك الأمر السامي بعدم المرافقة.. أليس كذلك..؟؟؟ ابتلعت تعريضه الماسخ في صعوبة.. ثم غمزته وقلت في مرح مصطنع.. لديها بعض الأقارب هنا وقد دعينا لزيارتهم فسرت موقفي بهدوء.. محاولاً تمرير الكرة دون احتساب ركلات جزاء
هنيئاً لك يا جوك.. أرى الأمور تتقدم حثيثاً.. لينا بي حالك.. جاء صوت شيكش غاسلاً الحرج
أطرق الأزرق قليلاً، ثم لكمني على كتفي برفق بما يشبه الاعتذار
قلت مستائلاً.. أولاً وقبل كل شيء أخبرنا أين أنت..؟ وأين كنت مختبئاً..؟؟
قال في عجلة واقتضاب.. سأحكي لكم في حينه.. الآن إلى أين كنتم ذاهبون..؟؟
شرحت له الموقف في ايجاز، ثم قلت.. سأكون في انتظاركم هنا بعد أن أرجع فساحاول ان اختصر الزيارة بقدر المستطاع
ضحك أحيمر وقال في معابثة.. لا خلاص صدقنا
قلت مؤكداً على عبثه.. صدق يا صديقي.. لأن وجهك أحلى وأبرك.. والتجول معكم في الأسواق له متعة أخرى
بدت نجاة قادمة عند طرف مبنى المحطة القصيّ.. رجعت لملاقاتها وانطلقت العصابة نحو الطريق.. جاءت ترتدي تنورة من الصوف المقلم داكنة اللون أقرب للسواد وقميصاً قطنياً أسوداً.. فوقهما ثوباً من البوليستر الأزرق الفاتح.. وتحلي اذنيها بقرط ذهبي على شكل زهرة دقيقة مطعم بفص حجر أزرق.. كانت الشمس قد استدارت واكتمل عنفوانها.. ترسل أشعتها اللاهبة فتصعِّدُ في الجو رائحة الرطوبة وعطن (المعونة) البردي وحامول النيل
قلت معلقاً.. لم هذه القتامة.. أليس الجو ساخناً بما يكفي..؟؟
قالت بحزن واضح.. نعم.. لكن عمتي فقدت إبنها البكر منذ فترة قريبة.. وزيارتي هذه لأداء واجب العزاء
قلت متسائلاً ومجاملاً.. اه آسف.. رحمة الله عليه.. متى كان ذلك؟؟؟
قالت.. أووه.. قبل سنة وبضع أشهر تقريباً.. ولكن عمتي مازالت حزينة.. كما أنني لم التقيها منذ وفاته
انطلقنا إلى مكتب البريد الملحق بالمحطة، سألنا عن عم تادرس عبدالحق زوج عمتها، فارسلو معنا أحد السعاة ليدلنا على المنزل.. تبعناه عبر الرصيف إلى مقدمة القطار.. عبرنا خطوط السكك المتشابكة بحذر إلى الناحية الخلفية.. حيث بدت بيوت الموظفين يفصلها عن المحطة سور حديدي قصيرحائل اللون، ثم طريق ترابي.. تجاوزنا عدة مرابيع ثم انثنينا شمالاً في طريق متسع وممهد.. وصلنا لحديقة مزهرة يحيطها سور قصير، وبوابة خشبية واسعة.. تقدمنا بضع خطوات في ممشى محصب إلى مدخل يختبئ تحت عريشة من زهور الجهنمية الحمراء طرق الساعي على الباب طرقاً خفيفاً.. فرد صوت رخيم من بالباب؟؟
وإلي لقاء
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | طيفور | 06-29-04, 05:22 PM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | اسوتريبا | 06-29-04, 06:04 PM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | humida | 06-30-04, 05:29 AM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | طيفور | 06-30-04, 10:03 AM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | طيفور | 06-30-04, 09:48 AM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | مأمون | 06-30-04, 12:46 PM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | طيفور | 06-30-04, 04:37 PM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | طيفور | 07-01-04, 09:24 AM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | طيفور | 06-30-04, 05:10 PM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | طيفور | 07-06-04, 03:54 AM |
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم | طيفور | 07-07-04, 08:24 AM |
|
|
|