تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 08:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2004, 04:00 PM

fasil dousa

تاريخ التسجيل: 05-07-2004
مجموع المشاركات: 245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. غازي يكتب ردا على ما نشرته صحيفة الزمان.. (Re: Yasir Elsharif)

    نقلا من سودانايل

    مختصر سجل الإنقاذ فى عقد ونصف



    عندما جاءت الإنقاذ بشعاراتها الإسلامية وخطابها المشحون بالوعود
    والعواطف، لم تلقى فقط هذه الحزمة الجيّاشة من الاستعطاف ولكنها ألهبت مسارج الأمل وأسرجت ظهور خيل ظن الناس أنها نظير كل الخيل معقود في نواصيها الخير وأنها عادية نحو آفاق الطموح والإنقاذ فأمتطى الشعب صهواتها وانطلقت به إلى حيث منتهاها. فبئس المنتهى و بئس الإنقاذ.

    لقد تجاوز كثير من أبناء الشعب السودانى آنذاك انقضاض أهل الإنقاذ على السلطة الشرعية المنتخبة، ولم يكن التجاوز تعبيرا عن طلاق بائن بين الشعب والديموقراطية، ولكن إتّسم برسالة امتعاض لانحراف الممارسة الديموقراطية عن مسار الثبات وموارد اكتساب الخبرة والاستمرار. فهي وإن كانت الممارسة الثالثة إلا أنها كانت لتتجذر وتورق وتورف ظلالا يتفيأ الشعب عندها طيب المقام من هجير التخبط الذي لازم الممارسات السابقة.

    واليوم وقد مضى خمسة عشر عاما منذ ان جثم أهل الإنقاذ على صدر الشعب السوداني، نحسب أننا ربما نضيف بعض الفقرات إلى كشف الإخفاقات المريعة والمزرية التي أحصاها الشعب عبر عمر الإنقاذ، بيد أن أوشحة الفشل وقلائد الفساد وأوسمة الدّمار وميداليات القصور لهي أرفع تتويج ينبغي لقادة الإنقاذ أن يصطحبوها معهم في مسيرة السقوط نحو نفس المستنقع الذي أوقعوا فيه هذا الوطن، واجبروه على أن يجثو ويتوسل إليهم للبقاء على قيد الحياة.

    إن إرث الحكومات السابقة للإنقاذ كان وإن تخلله نضح من الشح والفاقة إلا أنه تنقّب بوشاح العفّة وتزيّن بأكاليل القيم السودانية الأصيلة، وإذا كانت بعض ممارسات الديموقراطية قد تمخضت عن ضمور في عضلتها فإن ذلك إنما يعود إلى كون عودها مازال غضّا يافعا، وما كان لديموقراطية أنّى كان موطن ممارستها أن تشبّ وتتشعّب وتثمر في ثلاثة سنين، هي أطول فترات ممارستها.

    إن ميزان كفة الإنقاذ تميل اليوم بثقل ما زرعت في هذا الوطن من محن وإحن، فهي لم تبن سوى صروحا من بغاث، ففي عهدها الذي طال، تمت أكبر جريمة بعثرة للقيم الإنسانية، و ارتكبت أبشع جريمة اغتيال للمثل والأخلاق، بل إن الفضيلة قد وئدت و أقبرت باسم الدين، وأصبح الفساد الإداري (والنهب المصلـّح) للأموال العامة، قيما تتصدّر المجالس، فاينعت مشاتل الكذب والنفاق وباتت تطل في الخطب العامة والخاصة، كما تطل الأفاعي من جحورها تبث سمّا زعافا لا يبقى ولا يذر.

    لقد أفقرت الإنقاذ كل الشعب بخطابها الاقتصادي وأطعمته حنظلا وأسقته علقما واتبعت برنامجها الاقتصادي ملاحقا من التخبط والفشل واسقطت القيمة المادية والمعنوية والفعلية للعملة الوطنية واستبدلت مكانها قيمة إسمية جوفاء. كما أنها رفعت لواء الجهاد في غير ساريته فشوّهته وساقت شباب الأمة وأمل الغد الغضّ، زمرا إلى محارق جماعية، لمشاريع اتفاقات بدأتها الأحزاب بثلة من الأهداف، لتأتي اليوم وتوافق على قلة منها. كما استخدمت قوات الشعب المسلـّحة باسم الشعب ضد الشعب، فزرعت من نوى الأشواك أصلبها، لتجعل من القوات المسلـّحة عدوا لوطنه، فأقحمتها في حروب،أزكت أوارها في جنوب الوطن. وأخرى أشعلتها في شرقها وغربها. واختزلت بطولات القوات المسلـّحة في ثقافة قمعها لشعبها، بدلا من دورها في صون سيادته وحدوده. أما على الصعيد الخارجي فقد غردت الإنقاذ بصوت نشاز لا يعبّر عن أصالة شعبه بشئ ولا عن دياناته بسفر أو آية، وأدخل البلاد في عداء سافر مع دول الجوار، فاسقطت مبدأ الحوار ونشرت ثقافة العار لتعزل الأمة بأسرها وتأسرها. وعلى صعيد الوحدة الوطنية لم تكتف الإنقاذ بالأخذ بمبدأ الولاء الذي أصبغت به الوظيفة الديوانية والدستورية من خلال المؤتمر الوطني، بل لجأت إلى الاستقطاب الشعبي عبر الآلية القبلية وتمكين سياسة الفرقة والعداء القبلي وضخّت الجهوية عبر أوردة التشرذم الولائي، فأحدثت بمعولها شروخا غائرة في جدار الوحدة الوطنية يصعب رتقها. بل ذهبت أبعد من ذلك لتجعل من الشعب السوداني قطيعا من الدهماء و الغوغاء فأفرغت منه الخصال الأصيلة وأحرقت مكنوزاته من الشهامة والعزة، فأضحى كسيرا ذليلا يبحث عن فتات بين الأمم. ليس ذلك فحسب بل ساقت حياءه عارية و على مرآى من الشعوب، فضاع العرض وبيع بأبخس الأثمان من أجل لقيمات. إن عم (بطرس) مع المعذرة له و لأهله لأنني أورد الحكاية بغرض المقارنة لا التشنيع، والذي حاكمته حكومة مايو بتهمة الإختلاس في العام 1969م وأصبح اسمه آنذاك على لسان الجميع، لو قدّر له أن يكون موجودا الآن لتوّج ملاكا بين جحافل (النهب المصلـّح) ممن أثروا وأفرغوا خزائن المال العام مرغمين تارة تحت وطأة الحاجة وأحيانا تحت غلواء الفاقة، ولكنهم استذوقوا طعمها ومن تم تحوّلوا إلى نار هشيم.

    إن منظومة المؤسساتية في العمل الديواني والتي كان يشار إليهم بالبنان، كناية عن دقتها وتكامل قوانينها، أضحت في عهد الإنقاذ أثرا بعد عين، فاستبدلت بسلطة الولاء للنظام أولا ثم تحولت إلى سلطة الولاء الجهوي ثانيا وتطورت ثالثة إلى سلطة الولاء القبلي وأخيرا تتأرجح الآن عند سلطة الولاء اللوبي لا غرو، فهو تطور طبيعي سينتهي عند سلطة الولاء الفردي كآخر مراحل نمو هذه الشرنقة قبل أن تنتحر حين تدرك أن هذه هي نهاية مراحل التطور.

    إن خمسة عشر عاما من التجربة المريرة لم تعلّم الإنقاذ عمق القراءة للسياسة العالمية والدبلوماسية، فظلّت وعلى مرّ السنين تمتطي بغالا لتلاحق قطار العالمية. وسوّقت هوية الشعب كسلعة مسخاء مشوهة، ما وجدت من الشراة إلا الإزدراء والتقزز، بيد أن هويتنا واضحة المعالم وبارزة الأحرف، بليغة البيان، فهي ببساطة (أنا سوداني) وهي كافية لنتبوّأ بها مكانة مرموقة سيمتها الإجلال و التقدير والإحترام في وسطنا الإقليمي و القارّي. وإذا كان من شئ يحسب إيجابا في سجل الإنقاذ فهو استخراج البترول و التوسع في التعليم العالي، بيد أن الأول مازالت عوائده تضخ في خزائن مجهولة وتستخدم في أغراض لم يحصد الشعب منها ثمرة. أما الثاني فقد طبّق على حساب الكيف، وإن كان تجاوز ذلك ليس من الصعوبة بمكان. إذًا فسجل الإنقاذ باتساع رقعة الزمن، ما أضاءت من ظلمتها إلا بمقدار ضوء سراج في ظلمة بيداء.

    هذه القصاصات التحليلية التي اختزنتها الذاكرة، لا نتفرّد بها، فهي في ذاكرة كل سوداني، وإذا انبرى نفر من الإنقاذ للدفاع عن منكرها، فلا غرابة لأنها ثقافة استنسخت بكثرة وتم تأصيلها وتمكينها فيهم عبر كل هذه السنين، وأن اجتثاثها لا يتأتى إلا عبر الإفراغ و الإستفراغ الذاتي الآتي لا محالة.

    هكذا زرعت الإنقاذ وحصدت، فأشبعت جوعتها قطعا من جسد هذا الشعب وأروت ظمأتها دلاءا من دمائه واكتست بدثار من قشور شوكاء تؤذي كل من يمد يدًا للمصافحة او عناق. ستمضي الإنقاذ ولكن وحيدة كما جاءت وعاشت غريبة.

    إن السودان هذا الوطن العملاق يؤسف له حقا أن يكون محكوما من أقزام. تناولنا اليوم قراءة عاجلة لصفحات الإنقاذ على نحو عام، وغدا نقرأ سجل الإنقاد في دارفور على نحو خاص، ذلك السجل الذي أشار إليه قائد الإنقاد بأن ما فعلته الإنقاد في دارفور لم تفعله الحكومات منذ عهد السلطان علي دينار، ونحن نوافقه لفظا ونخالفه مضمونا.

    تعالوا معنا إذًا لنقف على الحقائق بأرقام الإنقاذ في مقالنا القادم بإذن الله.

    عبد الجبار محمود دوسه

    الإمارات العربية المتحدة
                  

العنوان الكاتب Date
تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة safa06-25-04, 02:13 PM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة humida06-25-04, 02:24 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة عبدالماجد فرح يوسف06-25-04, 02:37 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة مراويد06-25-04, 03:01 PM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Deng06-25-04, 03:24 PM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Omer Abdalla06-25-04, 04:53 PM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة kamalabas06-25-04, 06:39 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة عبدالله06-25-04, 08:49 PM
      Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة عبدالله06-25-04, 08:54 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة safa06-26-04, 09:27 AM
      تصريحات غازي صلاح الدين Yasir Elsharif06-26-04, 10:06 AM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة waleed50006-28-04, 07:25 AM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Elsuhaili Magzoub06-25-04, 09:25 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة شدو06-26-04, 10:02 AM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Adil Osman06-26-04, 10:21 AM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Adil Osman06-26-04, 10:23 AM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Yasir Elsharif06-26-04, 10:45 AM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة اساسي06-26-04, 03:28 PM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Deng06-26-04, 03:45 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة اساسي06-26-04, 03:57 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة waleed50006-27-04, 08:15 AM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة اسامة الخاتم06-26-04, 03:46 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة تاج السر حسن06-26-04, 08:20 PM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة kamalabas06-26-04, 08:49 PM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Anwar Ahmed06-26-04, 09:24 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة waleed50006-27-04, 07:55 AM
      Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة omer almahi06-27-04, 08:18 AM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Salwa Seyam06-28-04, 04:22 AM
  د. غازي يكتب ردا على ما نشرته صحيفة الزمان.. Yasir Elsharif06-28-04, 09:46 AM
    Re: د. غازي يكتب ردا على ما نشرته صحيفة الزمان.. fasil dousa06-28-04, 04:00 PM
  Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة abdalla BABIKER06-28-04, 04:37 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Abdel Aati06-28-04, 04:53 PM
    Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة Mohammed Tirab06-28-04, 04:53 PM
      Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة safa06-29-04, 09:33 AM
        Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة safa06-29-04, 09:42 AM
          Re: تقييمك للانقاذ بعد 15 سنة مراويد06-29-04, 09:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de