|
Re: مصطفى سيـد أحمـد .... وحـدَها الجبـالُ لاتلتـقي (Re: sheba)
|
عناقيـــد الرحيــــل
· عنقـــود العناقيــد : أعوام مضت ومازالت تعلق بالأفواه صرخة لم تكتمل .. لم تفرغ الحناجر آهاتها فسكن فيها ما يشبه الحشرجة حتى أضحى كل ما يخرج منها من كلم وحروف ليس إلا نشاز ولغة غير مفهومة .. ما لبث الصفير يعلو في ذلك التجويف الذي خلفه الفقد داخل القلوب .. كان العزاء في تلك التنهيدة التي تخرج من الأعماق قائلة (الحمد لله) .. وفى أولئك اللذين يملأهم الحزن فيفرغونه إبداعا وأعمالا لا يسعك سوى الوقوف أمامها متأملا مستمتعا يتسلل إلى دواخلك ضياء الأمل وإحساس بان غدا يمكنه أن يكون افضل. هو لم يختر الرحيل .. ولم يختر المستقر .. أو حتى الأوان .. ذهب رغما عنه وقلبه يختزن الأفراح وروحه تفيض برغبتها في مزيد من العطاء . وبرغم عظمة الفقد والألم فان الإيمان بالقدر كان بمثابة الحجر الذي ربط على قلوبنا ليذكرنا انه لا مرد لقضاء الله.
ولكنهم هم أيضا رحلوا .. هل يمكننا القول (طواعية واختيارا!) هو أمر فيه قولان .. ولكنه واقع.
· ثمــر العناقيـــد : (يا حميد القلوب محنانة ) .. أين تلك القامة الفارعة .. أين ذلك الصوت الشجي الذي طالما أبكانا .. وأضحكنا .. وأحزننا .. وزجرنا ! تشتاقك الأرض .. ويشتاقك نخلها .. يسأل عنك النيل صباحا .. ويبحث عنك القمر ليلاً.
(هاهي الأرض تغطت بالتعب .. البحار تخذت شكل الفراغ) ومازال يملؤها العشم في عودتك – شمو – لتكمل اللوحة التي بدأتها وتفرغ فيها أزهى ما لديك من ألوان .. وثق أن تساؤلك (هل أنا أبدو حزينا .. هل أنا القاتل والمقتول حينا .. والرهينة) هو ادعى ما تفكر فيه الآن في غربتك عن الوطن علنا نعلم من قتل الآخر بعدا وجعله رهينة للحزن.
(يا روح غناي الغربة ملت من شقاي وبقيت براى) نعم – عبد العال – ليس هناك أشقى من الغربة .. ولكن (روح غناك ) أيضا أصابها الشقاء من البعاد وأصبحت (براها) في غربتها داخل كلماتك الزاخرة بالشجن وقد سمع نداءها ( النيل) وهو يبادلها شوقا بشوق بصدر يسع كل (إنسان مضيّع) وكل عائد.
(اجيك فارسا يشق صمت المتاهة الطال ) مازال الصمت ينتظرك – النخلى – لتخرجه من المتاهة ويصبح معان وأغان والحان تفرح وتغسل الهموم ( وتجيب الفرحة للأطفال).
(ما معنى أن نشهد موات الأغنيات ) حقا هو تساؤل بلا إجابة – يحيى فضل الله – وكل طموحنا أن نرى قلمك يسطر له الإجابة ويخبرنا أن ما ( نشهده) ليس سوى كوابيس سنصحو منها لنجد أن الأغنيات مازالت تسير في دماءنا قيد الحياة وان حبرك (لم يتداعى) ولم يزل يسطر الشعر والأغاني.
(يا فرس كل القبيلة تلجمو ويكسر قناعاتها ويفر يسكن مع البدو في الخلا .. ما يرضى غير الريح تجادلو وتقنعو ) بلغني – فارسنا – انك رزقت مولودا وانك بصدد إخراج مجلة ثقافية وتخيلتك تفتح عينيك ملء وجهك فرحا كما عهدتك في التعبير والاندهاش ، لا يسعني إلا أن أقول لك كما قول والدتك لي في محادثة هاتفية حينما سألتها (أخبار عاطف شنو يا حاجة؟) فقالت ( عاطف خيري ؟! .. وآآآآآآآآآآشرى .. شوفوا حلات الاسم ده كيفن ياخواتى!).
· وجـع العناقيـــد : شــــوق رؤيــاك زمان مشدود على أكتاف خيول هجعـن وصوت ذكراك مكان يجرى يلاقى السيل وسر مدفون بصدر النيل ولــولا الذكرى مافــى أســف ... ولا كـان التجنـي وقف وصــوت ذكــراك رذاذ صفــق على خطوات بنات سجعـن وشــوق رؤيــاك حنيــن لــي غيبــة فـي المجهــول ولــولا الذكــرى مافــى وصول .. ولولا الذكرى مافى أصول ولــولا الذكـــــرى مافــــــى شجـــــــــن
عمر الطيب الدوش ... يا وجع العناقيد .. ويا عنقود الوجع الممتلئ بالثمر رغم الغياب.
رحمك الله أستاذنا مصطفى سيد احمد رحمك الله شاعرنا الفذ عمر الـدوش
أبقاكم الله – ثمار العناقيد – وامد في أيامكم ورد غربتكم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|