|
Re: معالم حول تربية الأبناء .. (Re: محمد عوض إبراهيم)
|
..من ضوابط محبة الولد .. محبة الأب لأبنه هي محبة فطرية عليها ينشأ الخلق ، ولا تجد دافعا يدفعها في نفس كل شيء حي .. حتي الحيوانات ، وقد جاء في القران الكريم :" زيّن للناس حبّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ، ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ." ، والتزيين من الله كما قال القرطبي في " تفسيره " :" إنما هو بالإيجاد والتهيئة للانتفاع بها .. وإنشاء الجبلة على الميل لهذه الأشياء ." وقد قدّم الله سبحانه في هذه الآية محبة الولد على محبة القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ـ أي المال ـ ، فهذه المحبة عاطفة فطرية لا بد من إظهارها في العملية التربوية وبما أن الأطفال الصغار تغلب عليهم العاطفة لزم فيمن يتصدر لتربيتهم من الآباء والمربين أن يراعوا هذا الجانب ويغرسوا مفهوم الحب بينهم وبين أبنائهم وطلابهم وأن يكون هذا الحب عاطفة متبادلة بين الفريقين فإن الحب يثمر الحب كما يقولون وإذا وجد الحب تمت عملية التربية بسهولة "لأن المحب لمن يحب مطيع " ولهذه الحكمة أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بمعاملة الناس بالحب والشفقة واللين : ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ .) فالمربي الغليظ القاسي يبغضه الأطفال ويبغضون معه كل فكرة .. وعلم .. وأخلاق ولا يقبلون منه أي نصح وتوجيه لفظاظته وشدته. ولكن وحتى لا تكون فتنة ، :" إنما أموالكم وأولادكم فتنة " ، ولفظ ( الفتنة ) عندما يطلق في القرآن يراد به معنيان أحدهما ، كما هو الحاصل في هذه الآية ، الامتحان الذي لم يحدث معه افتتان ، ، فينبغي أن لا يخرج ذلك الحب .. وتلك المحبة عن حيز الأعتدال ، بحيث لا يكون فيها أي ضرر على عقيدة أبويه أو دينهما .. أو مجتمعهما أو وطنهما . ولكي لا يخرج الحب عن حد الاعتدال والتوازن ويميل إلى الإفراط والدلال فإنه لا بد للمربي من الوقوف عند هذه الضوابط: الضابط الأول: الالتزام بشرع الله القاضي بأن يكون الله ورسوله أحب إليه من نفسه وولده والناس أجمعين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) ، ولعلنا هنا لانحتاج إلى تذكر قصة إبراهيم مع ابنه إسماعيل لمّا قال له : " إنّى أري فى المنام أنّي أذبحك " فكان جوّاب إسماعيل : " يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إنْ شاء الله من الصابرين ." الضابط الثاني: ألا يكون حب الولد مانعاً للخير أو صاداً عن سبيل الله وذلك فيما نبه عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم : ( إنّ الولدَ : مبخلةٌ ، مجبنةٌ ، مجهلةٌ ، محزنةٌ ) . والمعنى أن الولد والحرص عليه يصرف والديه عن الجود والكرم والإنفاق في أعمال الخير ويقصران المال للنفقة عليه ويحول الولد أحيانا بين الوالدين وصفة الشجاعة والإقدام فيبعث فيهما روح الخوف والبقاء على رعايته.. وكذلك يفعل الولد فيساهم في تجهيل والديه يصرفهما عن طلب العلم وانشغالهما بشؤونه ويبعث الولد أيضا مشاعر الأسى والحزن عند والديه لضر يصيبه.. والمطلوب هو التوازن في المحبة وإيثار محبة الله ورسوله في حالة التعارض. الضابط الثالث: الصبر على وفاة الطفل واحتسابه عند الله تعالى من غير جزع ولا عويل ولا صياح وقد جاء في الصحيح فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء ينزل بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقي الله وما عليه من خطيئة".... ولى عودة .
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|