|
الاسلام لم يحكم السودان حتى هذه اللحظة وإلى حين اشعار آخر ..
|
حديث المدينة عثمان ميرغني
حوار مع صديق من جنوب السودان ..!! جون ألور هو صديق من جنوب السودان يعيش في المهجر لم أره لكنه يسعدني برسائله عبر البريد الالكتروني التي يعلق فيها على بعض ما يرد في هذه المساحة.. وكان قد أرسل لي قبل مدة يعقب على ماجاء في حديث المدينة بعنوان "بخرة" .. والذي قدمنا فيه "بخرة" لجون قرنق في مفاوضاته مع الحكومة أن يطالب بتطبيق صحيح للشريعة لا محوها من العاصمة .. وقد أرسل لي السيد جون ألور مرة أخرى قبل حوالى اسبوعين بما يفيد أنه يرى أن السبب الحقيقي في الحرب الأهلية في السودان هو تطبيق قوانين مستمدة من الشريعة الاسلامية ..
وصديقي الذي لم أره "جون ألور" مثال جيد لتفكير عدد كبير من المثقفين الجنوبيين .. وهم ربما يستمدون موقفهم هذا من خلاصة التجربة التاريخية بين الشمال والجنوب .. وهي تجربة فعلا لا تفرز غير الاحساس بالظلم والاحباط والطلاق ..
لكن الحقيقة ان الاسلام بريء تماما مما نسب أو ينسب اليه تاريخيا أو مسلكيا من خلال كثير من التجارب الماثلة أمام العين أو تلك التي سترها تاريخ قريب تولى .. وحتى هذه اللحظة وإلى حين اشعار آخر لا يزال الاسلام يتلفت يمنة ويسرى في دهشة كبيرة من العلامات التجارية التي تنسب اليه والتي باسمه ترتكب الأعمال ..
ممارسة الدين في السودان لا تزال درجة من الإجرائيات والشكليات والمظاهر التي تفتعل وتقحم بلا ادراك كبير لمرامي الدين في المجتمع وحياة الفرد .. لا يزال الدين حالة تلبس مفعمة بالطقوس و غريب عن الحياة لا يمارس الا وفق وصفة تبدو أحيانا أقرب الى الروشتة الطبية التي يأتمر بها المريض وهو لا يكاد يطيقها .. والأدلة على ذلك كثيرة لولا أنني - يا سيد ألور - لا أريد أن أكون مملا من كثر ما كتبتها ومن كثر ما دندنت بها لكنت أوردتها هنا .. لكن لا أقلها من الحال العام التي تعيشها الدولة السودانية الآن .. حيث تبدو وقد خرجت من عنق الزجاجة الاقتصادية وتحقق لها انجازات في كل المجالات .. ومع ذلك لايزال العدل وحقوق الانسان (اليد التي توجعها).. كلما لمسها المجتمع الدولي فيهما أَنَّّت ( من الأنين) وتوجعت في ألم كبير.. آه العدل.. وآه حقوق الانسان تبدوان دائما عقدة الدولة الاسلامية في السودان .. كلما ذكرتا ارتد صدى الآهة أليما وحزيناً..
الاسلام لم يحكم السودان حتى هذه اللحظة وإلى حين اشعار آخر .. فمفردات العدل في الاسلام في صفاء الماء الزلال .. عدل مستحق للعدو قبل الصديق " ولا يجرمنكم شنآن قوم على إلا تعدلوا .. اعدلوا هو أقرب للتقوى ..".. عدل يطال المسلم وغيره .. بلا تمييز .. عدالة تخشى الله لا اللجنة الدولية لحقوق الانسان ..
|
|
|
|
|
|