|
|
 Re: مستقبل العلم...ومفهوم المعرفه...وعلاقتهما بالانسانية (Re: Elsadiq)
|
لأن العصر الحديث أصبح لا يسمح بتوفّر هذه الوحدة الداخلية فى الانسان كون الحياة قد أصبحت شبيهة بالحرفة , فلقد أصبح الانسان مرغم على أن يتخذ لقب العالم أو الشاعر أو الفنان دون قبول حدوث تمازج بين اكثر من لقب من جانب مجتمعه المحيط به فأصبح الانسان يخلق لنفسه (أو بالأحرى أصبح المجتمع يخلق لهذا الانسان) عالما صغيرا يعيش فيه وهو غير عالم بما يتجاوز حدود هذا العالم الضيق المحدود...... وأنا لاأنكر هنا (حتّى لا تخوننى الواقعية) أن هذا هو حكم الضرورة ولكننى أصر على تسجيل رأيى فيه على أنه مناقض للكرامة للانسانية ومحاولة الاكتمال الفردية اذ أننى أرى أن الهدف النهائى للانسان (على الصعيد الحياتى والدنيوى) ليس هو فقط أن يعرف ويشعر ويتخيل وانما أن يحاول أن يصل الى الكمال قدر الاستطاعة أى أن يكون انسانا بمعنى الكلمة
يمكن ذلك طالما كان الغرض هو السعى الى الكمال مع الايمان الثابت فى ذات الوقت بأن الكمال المطلق ليس الاّ لله وحده وبأن الانسان مهما اوتى من العلم فان فوق كل ذى علم عليم , وأن على الانسان السعى وراء العلم طلبا للكمال وهو واع لأنه لن يصل الى العلم النهائى والكمال المطلق وانما يصبح انسانا حقّا بقدر ما سعى فى هذا الاتجاه.
ويمكن للانسان ان يكون انسانا حقّا عندما يمثّل فى طرازه الفردى الشخصى صورة موجزة للانسانية برمّتها , واذا كان الانسان كثيرا مايظن أن الأخلاق والأخلاق وحدها هى الكمال , وأن نشدان الحق والجمال ليس أكثر من متعة , وأن السعى وراء العلم انما لسد الحاجة وحل المشكلات وارساء لمبدئ الغائية , وأن الرجل المستقيم الأخلاق هو الرجل الكامل....الخ.....فان أنموذج الكمال انما تقدّمه لنا الانسانية كوحدة متكاملة اذ أن أكمل حياة هى الحياة التى تمثّل الانسانية برمّتها حيث ان الانسانية المثقفة ليست معنية بالدين والأخلاق فحسب وانما هى تلك التى تعنى أيضا وفى الوقت ذاته بالعلم والمعرفة والبحث وتحريك المشاعر واشعال الحماسة...الخ
ولكن.......
هل معنى ذلك ان الانسان باستطاعته أن يضرب كل الأهداف بسهم واحد ؟ بالطبع لا , ولكنه يجب ان يكون مصوبا ماهرا للهدف الذى تضعه الظروف أمامه و وهو ما ساتحدث عنه لاحقا
وللحديث بقية
|
|
 
|
|
|
|
Elsadiq
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست