|
الشريع الاسلامية...النموذج , التجريد, خارج النص التاريخى؟
|
لعل من الملاحظ فى الفترة الاخيرة فى هذا البورد ظهور اصوات تنادى بتطبيق الشريعة الاسلاميةفى السودان .و لعل من المفارقات الشيقة ان تعلو هذه الاصوات فى وقت يدور فيه الحديث هذه الايام عن اتفاق السلام و فى الوقت الذى اقتنع فيه اشد المتزمتين بعدم جدوى السباحة عكس تيار المد الجارف المنادى بوقف الحرب بشتى السبل و الاجبار على الاعتراف بان السودان البلد المتعدد الديانات و المذاهب و الملل و النحل يظل فبه التطرق لموضوع الشريعة الاسلامية هو اجترار لاحلك الفترات فى تاريخ السودان و اكثرها قتامة. ولا يخفى على العالم بالسياسة او الغافل عنها ان ما مورس من اضطهاد باسم الشريعة ونهب لثروات العباد هو من المسلمات التاريخية فى السودان و غير السودان . وقد يدعى احد المنادين بتطبيق الشريعة الاسلامية ان النموذج الذى طبق من قبل الجبهة الاسلامية بفتراتها المتقلبة واسمائها المتعددة من ميثاق اسلامى الى جبهة ثم انقاذ و الانشطار الى متوالين وغير متوالين انه ليس النموذج الحقيقى الذى يسعى اليه المخلصين من المؤمنين وان القصور فى التطبيق وصعود المتسلقين الذين استفادوا من ورائها. او يقول اخر ان الفترة القادمة قد تشكل تربة خصبة لامكانية تحقق النموذج المثالى لهذه الشريعة باعتبار ان التطبيق سيكون فى القسم الشمالى من السودان الذى يدين بالاسلام و يقطع الطريق امام الحجج التى تشمل الجنوبيين الذين لا يدينون بالاسلام كعقيدة. هنا لابد من ظهور دفاعات جديدة فى وجه هذه الافتراضات. ليس السبب الحقيقى و الوحيد فى فشل المشروع الاسلامى هو سوء استخدام السلطة من قبل الجبهةاو دهاء حسن الترابى و خبث على عثمان محمد طه-مع انه احد الاسباب و ليس كلها. فالنموذج الذى تطرحه كافة التيارات الدينية عن المشروع الاسلامى يقدم كانه البديل الذى لا يمكن قياسه بمقاييس الحياة اليوميةو لا يمكن ربطه بتجربة بشرية تقبل منطق الصواب و الخطا. هذا المشروع هو امتداد لدولة الخلافة الاسلاميةو حتى يتعين علينا ان نرى جوهره يجب اسقاط كل التجارب التاريخية الفاشلة فهو النص خارج السيرورة التاريخية باعتبار ان التجربة التاريخية مردها اخطاء البشر وتسلط الحكام وسوء اختيار البطانة المخلصة. لا مجال هنا لنقد النموذج الافلاطونى الذى يتحرك خارج نطاق الزمان و المكان هو فوق مستوى النقد, والبشر بطبعهم ناقصين لذلك لا يمكن للناقص ان ينتقد الكامل و بذلك يتم صبغ المشروع بصفة لاهوتية غيبية حتى يتم تزييف العقل ووضعه فى الرف. اذن ما هو الحل؟ الحل بمنطق هذا المشروع هو تكرار المحاولة حتى الوصول الى المثال فكلما فشلت تجربة ما رد الفشل الى قصور الحكام و نواقص العلماءو ليس الى القراءة التاريخية و الدراسة الموضوعية لمتطلبات المجتمع و حركته وبذلك يتم اعادة انتاج المشروع فى حركته الدائرية خارج النص التاريخى و فوق التجربة البشرية حتى يستنزف المخزون الانسانى من محتواه العلمى و العقلانى. اذن يمكن القول ان المشروع الاسلامى بشكله الحالى هو فقط تجريد لا يوجد الا فى اذهان المنادين به طالما ان شروط تحققه لا تخضع لمقاييس الادراك البشرى ومحاولة التجريد هذه تم استدعائها على مر التاريخ من قبل مجموعة مستفيدة من بقائه كوهم يتم ايقاظه كلما سنحت الفرصة.
فنموذج الجبهة الاسلامية داب على ايهام البسطاء و السذج من الناس و بوعى كامل ان الدولة الحالية هى النموذج المفقود الذى طال انتظاره والذى سيعيد امجاد السلف الصالح فظن الكثير من الشباب انه الامتداد الطبيعى لذاك السلف وانه رديف مصعب بن عمير و و زيد بن حارثة فى الجنة. هذه الجنة التى اختير لها جنوب السودان بوابة يعبرون من خلالهاعلى اعتبار انها الارض التى يوجد بها الكفرة و عبدة الاوثان و الارض التى تنتظر هؤلاء المطهرين.
ولنا عودة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الشريع الاسلامية...النموذج , التجريد, خارج النص التاريخى؟ | محمد اشرف | 06-05-04, 11:47 PM |
Re: الشريع الاسلامية...النموذج , التجريد, خارج النص التاريخى؟ | atbarawi | 06-06-04, 01:06 PM |
Re: الشريع الاسلامية...النموذج , التجريد, خارج النص التاريخى؟ | محمد اشرف | 06-07-04, 10:39 AM |
Re: الشريع الاسلامية...النموذج , التجريد, خارج النص التاريخى؟ | خضر حسين خليل | 06-07-04, 10:54 AM |
Re: الشريع الاسلامية...النموذج , التجريد, خارج النص التاريخى؟ | محمد اشرف | 06-07-04, 04:53 PM |
|
|
|