|
Re: الحياد الاعلامى بين الحقيقه و الخيال (Re: Elsadiq)
|
القناعات المسبقة تدمّر الأخبار
نعم...
فان أى قناعات أو معتقدات أو أيدلوجيّات مؤكّدة وراسخة من قبل أى شخص تدمّر (وقائيّا) فى ادراك ذلك الشخص الخبر الذى يكذّبها أو يعرّيها أو يكشف نقاط ضعفها
طبعا يلزمنا مئات الصفحات من التحاور لنتناقش حول كيف ينجح المرء فى اجبار نفسه لا شعوريّا على عدم الرؤية وعلى عدم المعرفة... ولكن فى المجمل فاننى أعتقد أن مايؤثر فينا هى ارادة منع الخبر ليس فقط من تدمير أو كسر قواعد أيديولوجيّاتنا بل أيضا من المساس بأيديولوجيّتنا بأى شكل من الأشكال حتّى ولكن ذلك فى صورة خدشها , وبهذا فان أيديولوجيّاتنا تقوم بتفجير الخبر الاعلامى ( بوصمه بالاشاعات والأكاذيب ...الخ الخ ) من اجل أن لايجعل الخبر أيديولوجيّاتنا هذه تنفجر
ونظرا لأن الأيديولوجيّة بصورة عامّة هى منظومة أفكار تقوم بتضبيط وبرمجة ادراك معتنقها على ثوابت عميقة الجذور فى ذهنه فانّها تجعل من ادراك معتنقها مغلقا فى وجه أى اعلام غير مطابق أو معضّد لها بحيث ينفر الشخص تلقائيّا من أى اعلام مناوئ لأيديولوجيّته دونما أى تفكير عقلانى أو منطقى فى مكنون ما يبثّه هذا الاعلام.
ولهذا...فان خبرا (قويّا وموثّقا) يطرق نقطة ضعف فى أيديولوجيّة ما يمكن أن يحدث فجوة وتفسّخا جزئيّا (أو كلّيا أحيانا) فى منظومة أفكار ومبادئ هذه الأيديولوجيّة
وبذلك...فان معتنق أيديولوجيّة ما يجب أن يعتبر نفسه مغفّلا كبيرا اذا ماتعامى عن الاعلام الذى يكشف له نقاط فساد وضعف أيديولوجيّته التى ان كانت فاسدة وضعيفة حقّا فانه من الغباء و من باب دفن الرؤوس فى الرمال أن يستمر التشبّث بها من باب الاصرار على ثوابت يخاف ذلك الشخص من انهيارها أمام الاختبار العقلانى فيقرّر بغرابة شديدة أن لايعرّضها للاختبار
ولهذا فان الحل يكمن فى الانفتاح على الاعلام... وهو انفتاح لابد ان يكون ادراكى وعقلانى وغير محكوم مسبقا بما يتوائم وما يتنافى مع أيديولوجيّة المتلقّى فى المقام الأول.. ولكن ذلك كلّه بالطبع بافتراض نزاهة و عدم انتقائيّة ذلك الاعلام هو الآخر وعدم سعيه الحثيث من أجل تثبيت دعائم أيديولوجيّة يتبنّاها هذا الاعلام أو من اجل هدم أيديولوجيّات مناوئة لهذا الاعلام ... وهو الوجه الآخر من هذا الموضوع والذى يتمحور حول مشاكل الاعلام الملقية بظلالها على الأيديولوجيّات بصورة انتقائيّة (من ناحية الاعلام الزائف أو الاعلام الزائد عن الحد أو الاعلام الشحيح عن الحد المطلوب)
وللحديث بقيّه
|
|
|
|
|
|