|
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: وكان الصباح
وصل إلى مكتبهِ في الصباح – ولا يدري كيف وصل – ، لم يلق باله في هذا اليوم إلى شيء في الطريق . تم كل شيء كما تتم الحركة الآلية .
وكان يبدو على مظهره السكون والاستسلام والانقياد ، لم يكن له رأي ولا هدف ولا اتجاه . صحا فذهب إلى مرافق المياه ، ولبس ملابسه في صمت ، وانطلق إلى الطريق فركب القطار ، وجلس في مقعده ، ووصل إلى الديوان ..!
وقال أحد زملائه في المكتب : خير إن شاء الله . مالك يا فلان ؟ فافترت شفتاه عن ابتسامة مغتصبة ذابلة وقال : خير ! لاشيء ! أترى شيئاً ؟ قال زميله : ألمح عليك الإجهاد . لا بد أنك كنت سهران ! قال : أي والله ! كنتُ سهران !
ثم انصرف الزملاء إلى أحاديثهم اليومية التافهة ، وانصرف هو إلى نفسه ، لا يحاول حتى أن يتكلف فيتجمل أمام الزملاء . كان لا يحس بأي أحد ، بل لم يكن يحس بالمكان !
ودق جرس التليفون . فإذا بالموظف القريب يناديه . وصحا فجأة فاختل توازنه ، وهو يلبي النداء وأمسك بالسماعة ، وفي يده بقية من اضطراب . قال : آلـو ...! قالت : آلو . أنت سامي ؟ قال ولم يدرك بعد شيئاً : نعم يا سيدتي ! قالت في لهجة مرحة مستخفّة : أتعرف من التي تكلمك ؟ ولم يكن يدري صوتها في التليفون ، ولكنه وجد في نفسه بعض الانتعاش على كل حال . قال : لا . من أنت ؟ قالت : سميرة !
نسي أنه في الحجرة بين زملائه . وأحس بالوحدة والانفراد ، بل غابت عنه معالم المكان والزمان ! وارتجفت كل ذرة في كيانه وحاول أن يقول أشياء كثيرة لا يدريها ، فاضطربت في دمه الكلمات . وأخيراً فتح الله عليه بجملة تافهة بعد مضي لحظات : صحيح ؟ أنت سميرة ! قالت وقد جلجل صوتها بضحكة عذبة ، نفذت إلى ذرات جسمه وحناياه : والله أنا ! ألا تصدق ؟ قال وقد استردّ شيئاً من إرادته ونفسه : إن صوتك رائع في التليفون ! قالت مشرقة مبتهجة : صحيح ؟ قال : والله ! وخاف ألا يجد ألفاظاً ، وألا يهتدي إلى موضوع يطيل به الحديث ، فقال : وأين أنتِ الآن ؟ قالت : أتكلم من صيدلية في العتبة . فاستمر في هذا الحديث التافه الذي هو أبعد ما يكون عما يريد أن يقول : وإلى متى ستمكثين هناك ؟! قالت : إنني عائدة إلى البيت الآن . وأغلق عليه الحديث . فصمت لحظة . وبحث عن موضوع جديد ، أو عن طريقة لإنهاء المحادثة ، فلم يفتح الله عليه بشيء . فما أنقذه إلا صوتها هي ، تراجع الحديث : .... وستأتي الليلة ؟! قال في توكيد ظاهر : طبعاً ! متى يحسن أن أجيء ؟ قالت : في أي وقت . ولكن حـذار ألا تأتي ! قال في نشوة وخفة : لا آتي ؟ وكيف ؟ سأكون عندكم في الساعة الخامسة .
وفي هذه اللحظة تنبه إلى أنه بين زملائه . فأراد في محاولة ساذجة أن يبعد عن نفسه الريب ، وعنها هي أولا! وإن لم يعلم أحد من تكون ! قال : أخبري (( بابا )) أنني سأحضر في هذه الساعة ! قالت : هو بطبيعته يكون موجوداً ... سعيدة ! قال : سعيدة .. إلى اللقــاء . **
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | Haydar Badawi Sadig | 01-20-07, 01:48 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | محمد عثمان محمد طه | 01-20-07, 02:10 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | محمد عثمان محمد طه | 01-20-07, 02:21 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | محمد عثمان محمد طه | 01-20-07, 02:24 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | Elmosley | 01-20-07, 08:15 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | Elmosley | 01-20-07, 08:29 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | أبو الحسين | 01-20-07, 08:21 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | Elmosley | 01-20-07, 08:32 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | محمد عثمان محمد طه | 01-20-07, 10:06 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | Mustafa Mahmoud | 01-20-07, 10:24 AM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | Mustafa Mahmoud | 01-20-07, 03:55 PM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | Haydar Badawi Sadig | 01-20-07, 04:19 PM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | أبو الحسين | 01-20-07, 04:43 PM |
Re: على عثمان محمد طه: عميد سرقة الديمقراطية بليل؟ | Mustafa Mahmoud | 01-20-07, 05:47 PM |
|
|
|