|
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية (Re: Yasir Elsharif)
|
يقول الأخ الكريم ياسر الشريف،
إن الأخ حيدر يجعل من الضحية مجرما.. بل يساوي الأستاذ عبد اللطيف بالمكفرين الذين كفروا الأستاذ محمود.. والسؤال الآن هو: هل ارتضى الأستاذ عبد اللطيف والجمهوريين الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام والذين كانوا ما يزالون يرسفون في قيودهم أن يكفّروا الأستاذ أم أنهم أُكرهوا على ذلك؟؟ أرجو أن أقرأ رد الأخ حيدر عليه.. وسوف أعود.. ولك شكري ياسر
لم أجعل من الضحية مجرماً. فإن أكبر ضحية في ذلك اليوم المشهود كان هو الأستاذ محمود نفسه. فقد ضحى عنا جميعاً بنفسه. أن ننضم إلى قاتليه فنقول ما بسببه كفروه فإن هذا لا يدل إلا على الجبن والخور، وعلى أننا بعنا أبينا بثمن بخس! ولكن الله لم يتركنا لحالنا، فقد أذلنا وأذاقنا من الجبن أضعافاً أضعافاً. وأذاقنا من الذل أضعافاً أضعافاً. أذكر أنني طرحت الكثير من التساؤلات التي أطرحها هنا للأستاذ عبد اللطيف ولغيره من الجمهوريين في السودان. وكنت وقتها أزور السودان لغرض مبادرة السلام التي تحدثت عنها آنفاً. في جلسة حوار مع الأستاذ جلال الدين الهادي، عليه الرحمة ومنه الرضوان، والأستاذ عبد اللطيف عمر حسب الله، أطال الله عمره، وعدد كبير من الإخوان والأخوات، تم الاتفاق على ان تعقد جلسة خاصة لمناقشة أرائي في منزل الأستاذ وداعة الشيخ بمبادرة ودعوة كريمة منه للجميع. وعقدت الجلسة حسب الاتفاق المبرم.وبعد بدء الجلسة بقليل أتاني الأستاذ جلال الدين الهادي حيث أجلس، وهمس في أذني بأن هناك عناصر يتشككون في أنها من الأمن تحضر الجلسة! ولهذا فقد أقترح أن تنحو الجلسة منحى الانشاد العرفاني، وألا تتطرق للموضوع المتفق عليه. وقد أفادني الأستاذ جلال بأن هذا كان رأي الأستاذ عبد اللطيف. وفي التو قرر عبد الله فضل الله، كبير المنشدين في تلك الجلسة مقاطعتعها، ودخل إلى داخل المنزل -الجلسة كانت معقودة في حوش المنزل- ولم يخرج حتى نهايتها. وترك لي أمر الإنشاد، والحديث في معظم الجلسة، حيث أنني من المنشدين المعروفين في مجتمعنا. وقد قرر أن يقف ذلك الموقف ليرسل رسالة قوية إلى جلال وعبد اللطيف بأنه لا يوافق على "هواجسهما" غير المبررة. خاصة وأنه كان قد ناقشهما في ذلك الأمر كثيراً قبل حضروي للسودان في تلك الزيارة القصيرة. وقد وقف عبد الله فضل الله مواقف كثيرة مغايرة لمواقف القيادة، بما في ذلك معرض الكتاب الذي أقامه في العام الماضي متحداً لأجهزة الامن. وقد تعرض بسبب ذلك للاعتقال ولصور من التعذيب المعنوي يبرع جهاز الأمن السوداني الجبهوي في ممارستها. وقد كتبنا عن ذلك الموضوع بالتفصيل في هذا المنبر، كجزء من حملة موسعة لتسليط الضو على ذلك الحدث، مما كان له أبغ الأثر في إنهاء المشكلة بصورة لم تنتقص من كرامة الأخ عبد الله، ولا من صمامته في الموقف. صحيح أنه كان يذهب لجهاز الأمن كل يوم تلبية لطلبهم الجائر بالمثول أمام طباط الأمن. ولكن الشاهد أنه لم تنازل قيد أنمله عن حقه في التعبير، ولم يوقع أي شئ فيه مساس بكرامته، أو بحريته في الصدح بالفكرة الجمهورية!
في تلك الجلسة، مثل عبد الله، لم أستكن، للرأي القائل بالصمت عن القضايا كلها، وتحويل الجلسة إلى جلسة إنشاد صرف. ولكني راعيت اعتبار الأستاذ جلال فتطرقت لموضوعات نقدت فيها حركتنا الداخلية دون التطرق لموضوع حركتنا العامة. وذلك مراعاة لكون عبد اللطيف كان يخشى تطرقي لموضوع الحركة العامةأمام "عناصر الأمن المزعومين." ولم ينتبه وقتها عبد اللطيف لكوني عرضت حياتي كلها للخطر بأن جئت بمبادرة تطلب من نظام الجبهة التخلي الفوري عن كل ممارسات الهوس الديني، إن كانت تريد سلاماً مع الحركة الشعبية. دخلت الخرطوم وقتها بدون أي ضمانات، وقد تعرضت بالفعل لمشاكل عدة مع جهات الأمن. كوني تعرضت لمجابهات مع الامن، ثم لم أرضخ، وكون غيري من الإخوان تعرض لها ثم لم يرضخ، بدءاً ببشير بكار من لحظة التنفيذ، مروراً بالأستاذ الباقر الفضل، ومصطفي محمد صالح، ثم انتهاءً بعبد الله فضل الله، وبشخصي، كل مغزي لهذه الشواهد، كان يجب أن يدلل على أننا لم نعد ذلك الرأي الواحد خلف عبد اللطيف. ولهذا كان من الأجدر به أن يسمح بالحوار، على أقل تقدير، إن كان قد حبس الحركة كلها بموقفه ذلك الآثم! فهو لم يكفه أنه حبس الجمهوريين كلهم تحت مظلة موقفه، وإنما يحبس حتى حقهم في نقاش ذلك الموقف الخبيث!
بغض النظر عن التفاصيل، التي ربما يتاح لها وقت أوسع في المستقبل، فإن تلك الجلسة التاريخية أبانت أمرين:
1. تراخي القيادة الراهنة وجبنها بازاء حمل مشعل الفكرة الجمهورية. وهي فكرة قد أكد لنا صاحبها بأنها تستحق الموت من أجلها، فلم يقودنا من الخلف كما يفعل قادة آخرون كثر. فهو يموت، وبالنموذج يعلم غيره. قارن هذا بالصادق المهدي أو بالترابي. فكر معي في ملايين الناس الذين ماتوا بسبب أن هذين الرجلين كانا دوماً يقودان الناس من الخلف، وكأنهم سوائم. هذين الرجلين دفعا بملايين الناس للموت في سبيلهما، وفي سبيل مصالحهما الذاتية، المدثرة بدثار المصلحة العامة. صحيح أن الأستاذ عبد اللطيف يتسامي تسامياً كبيراً إذا ما قورن بهذين الرجلين، فهو على أيسر تقدير قد وقف على عتبة حبل المشنقة. وهذا شرف كبير له. ولكن هل مقياسنا هو الصادق المهدي، او حسن الترابي، أم أن مقياسنا هو الأستاذ محمود؟ قائدنا هو الأستاذ محمود يا صديقي وأخي العزيزّ! وسيظل نموذج الأستاذ يقودنا، لأنه نموذج تسامت فيه القيمة الإنسانية إلى مستوىً جديد لم يشهده تاريخنا البشري المعاصر برمته. وهذه ليست خطرفات رجل مهووس بقائده، أو بزعيمه الديني. هذه إشراقات فكر يعرف القيمة الإنسانية. ويثلج صدري بأن هناك لا دينيين يرون في الأستاذ محمود ما أرى، كما أن هناك أناس عميقي التدين يرون نفس الشئ. وكلا الفريقين جلهم من غير الجمهوريين. هذا هو الفارق بين تقديس البعض للصادق المهدي وتقديس الدينينن واللادينيين للأستاذ محمود. تقديس البعض للصادق تقديس لشخص، فارقته القيم الإنسانية الكبري، فلم يلحق بها بمثل لحاقة ثم لهثه المستمر لقيادة الناس. أما تقديس الناس للأستاذ محمود فهو تقديس للحق وللقيمة الإنسانية، التي رفع هو راية التحقق بها إلى قمة جديدة لم يشهدها التاريخ الغابر ولا المعاصر.
2. هناك من الجمهوريين من بدأوا في نفض الغبار عن أنفسهم. فإن إنقسام جماعة من نسميهم داخل مجتمعنا "بالخط العام" عن التنظيم الأم يقدم أنصع دليل على أننا لم نعد رأياً واحداً. صحيح أنني لا أرى رأي "الخط العام" في بعض الامور، فهم قد تطرفوا في نبذ القيادة الراهنة. وقد كان موقفي، ومازال، أن نكون جميعاً، بجيمع أراءنا المتباينة جسماً واحدا. ولكن بشرط أن نسمح بالحوار الحر. وقد ساهمت مع إخوتي في المهاجر، وفي الداخل، في توسيع دائرة الحوار الحر، دو أن أساهم في شرخ التنظيم. وماذاك إلا لكون القيادة ليست هدفي. فإن الله قد حياني من قدراً من العلم يفيد بأن القيادة مفسدة لغير الأحرار. ولهذا فإني لا أتعجل لها قبل أن أصبح من الأبرار الأحرار. بالأحرى، فإن هدفي هو المساهمة في قيادة الراي العام المستنير إلى باحات أرحب. إذن هي ليست رغبة في القيادة، بقدر ماهي مساهمة في قيادة الرأي العام بتوسيع مواعين الجدل العام في مجتمعنا.
أرجو أن تتفكر فيما أقوله، وبالأخص في روايتي "المختصرة" لما جرى في أمدرمان بخصوص حواراتي مع الأستاذ عبد اللطيف وغيره من الإخوان، قياديين، وغير قياديين. هناك الكثير من العبر من يمكن استقاؤها من تلك الجلسة التاريخية في منزل الأخ وداعة الشيخ. هذا المقام ليس مقام تنافس بيننا في تسبيك الحجج يا ياسر، ثم طرحها للرأي العام. إنه مقام عبرة، واعتبار بالتاريخ، القريب والبعيد، الخاص والعام! أرجو أن نتعامل مع هذا الأمر الجلل من هذه الزاوية!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Haydar Badawi Sadig | 11-27-03, 08:13 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | muntasir | 11-27-03, 09:12 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Haydar Badawi Sadig | 11-28-03, 04:14 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | الطيب بشير | 01-25-04, 07:58 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | adil amin | 11-28-03, 05:22 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | kamalabas | 11-29-03, 01:24 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Dr.Elnour Hamad | 11-29-03, 05:34 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Yasir Elsharif | 11-29-03, 11:16 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | ودقاسم | 11-29-03, 02:17 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Abureesh | 11-29-03, 03:05 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | ودقاسم | 11-29-03, 03:13 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Alsawi | 11-29-03, 02:37 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Haydar Badawi Sadig | 11-29-03, 09:42 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Dr.Elnour Hamad | 11-29-03, 09:59 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | omar ali | 11-29-03, 11:20 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Dr.Elnour Hamad | 11-30-03, 01:14 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | إسماعيل وراق | 11-30-03, 08:51 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Dr.Elnour Hamad | 11-30-03, 11:39 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | إسماعيل وراق | 11-30-03, 11:50 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | doma | 12-01-03, 11:49 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Abdel Aati | 11-30-03, 02:26 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Dr.Elnour Hamad | 11-30-03, 07:58 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Abureesh | 11-30-03, 08:33 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Haydar Badawi Sadig | 11-30-03, 10:28 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | omar ali | 11-30-03, 11:28 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Dr.Elnour Hamad | 12-01-03, 00:19 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Dr.Elnour Hamad | 12-01-03, 05:48 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | omar ali | 12-01-03, 09:00 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | ودقاسم | 12-01-03, 10:46 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Abdel Aati | 12-01-03, 12:47 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Abureesh | 12-01-03, 02:33 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Abdel Aati | 12-01-03, 03:08 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | ودقاسم | 12-01-03, 03:25 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Abureesh | 12-01-03, 04:10 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | إسماعيل وراق | 12-02-03, 09:16 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Dr.Elnour Hamad | 12-02-03, 10:24 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | ودقاسم | 12-02-03, 11:55 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Emad Batran | 12-02-03, 11:41 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | أحمد أمين | 12-02-03, 01:30 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Shinteer | 12-02-03, 01:50 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Haydar Badawi Sadig | 12-03-03, 00:42 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | degna | 12-03-03, 02:47 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Haydar Badawi Sadig | 12-03-03, 08:22 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | degna | 12-05-03, 10:10 AM |
الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية | Yasir Elsharif | 12-05-03, 09:53 PM |
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية | Haydar Badawi Sadig | 12-07-03, 09:46 PM |
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية | Yasir Elsharif | 12-14-03, 03:01 PM |
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية | Yasir Elsharif | 12-16-03, 02:12 AM |
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية | Haydar Badawi Sadig | 12-16-03, 07:47 PM |
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية | Yasir Elsharif | 12-16-03, 08:25 PM |
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية | Haydar Badawi Sadig | 12-17-03, 04:23 AM |
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية | Yasir Elsharif | 12-17-03, 06:42 PM |
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية | Yasir Elsharif | 12-17-03, 08:16 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | الطيب بشير | 01-19-04, 01:01 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | الطيب بشير | 01-19-04, 02:37 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | د.أحمد الحسين | 01-19-04, 12:54 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | الطيب بشير | 01-19-04, 08:45 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Yasir Elsharif | 01-21-04, 08:21 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | الطيب بشير | 01-21-04, 08:36 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | adil amin | 01-26-04, 11:54 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | الطيب بشير | 01-26-04, 05:59 AM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | حمزاوي | 01-26-04, 02:02 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Haydar Badawi Sadig | 01-26-04, 09:09 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Haydar Badawi Sadig | 02-07-04, 08:56 PM |
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! | Yasir Elsharif | 02-09-04, 01:31 PM |
|
|
|