الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2008, 01:23 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: عبدالله عثمان)


    لقاء مع الدكتور الجزولي دفع الله نشرته جريدة "البيان" الأماراتية وفيه يتعرض لثورة رفاعة ومشاركته فيها

    http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?cid=10956582366...FBayanArticle&c=Page

    أوراق جديدة...د.الجزولي دفع الله رئيس حكومة انتفاضة ابريل في السودان يستعيد أحداثها:
    خرجت من سجن كوبر محمولاً على اكتاف الجماهير

    بقلم :منى البشير

    في تاريخ السودان المعاصر شخصيتان لعبتا دوراً مهماً في الانتقال بالسلطة من يد العسكريين الى حكومة مدينة منتخبة بعد ثورة شعبية. وتحملا في سبيل ذلك قبل وأثناء وبعد قبولهما بهذا الدور لضغوط ومطبات كانت من الممكن ان تطيح بالثورتين الوليدتين وترمي بهما الى ظلمات التاريخ ولكنهما نجحا في البلوغ بهما الغاية المخطط لها لا المنشودة.

    الأول هو سر الختم الخليفة المعلم السابق ورئيس وزراء السودان بعد ثورة اكتوبر عام 64م الشهيرة وهي اول ثورة شعبية في الوطن العربي تطيح بنظام عسكري. أما الثاني فهو الدكتور الطبيب الجزولي دفع الله الذي لعب دوراً مقدراً في التمهيد مع زملائه الأطباء والمهنيين الآخرين لانتفاضة شعبية ثانية أطاحت بأعتى وأقوى نظام دكتاتوري جثم على صدر البلاد (69 ـ 85).

    واصبح دفع الله الذي قاد اضرابين شهيرين في مستشفيات السودان رئيساً لوزراء حكومة انتقالية (85 ـ 86) وكان الاضراب الثاني المسمار الاخير في نعش نظام نميري واستمر عدة ايام مع كافة النقابات الأخرى. وخرج دفع الله من معتقل كوبر بعد أن تحركت القوات المسلحة في السادس أبريل من 85م فيما عرف بانحياز القوات المسلحة للشعب ليتولى مختاراً من تجمع النقابات المنصب التنفيذي الاول للبلاد لعام واحد انتقلت بعده البلاد بشكل سلس من الوضع العسكري ثم حالة الثورة الى الاستقرار.

    في هذه الأوراق يحدثنا دفع الله عن مسيرة حياته وكيفية ولوجه الحياة السياسية وبدايات العمل ضد نظام الرئيس جعفر نميري واسرار ما قبل اختياره.

    ـ نرجو التعرف على ملامح من سيرتك الذاتية ومكان مولدك و نشأتك؟

    ـ أولاً أدعى (الجزولي دفع الله العاقب مساعد) ولدت في قرية (الدناقلة) الواقعة على ضفة النيل الأزرق الشرقية جنوب شرق مدينة ودمدني (مدينة بوسط السودان) وتبعد عشرين كلم جنوب مدينة حنتوب في العام (1935)، كان ترتيبي الثاني وسط أخوتي، فلي أخت تكبرني سناً واخوان خلفي ثم ثلاث خوات، أي أننا ثلاثة ذكور واربع إناث.

    بدأت دراستي بخلوة الفكي عبد الله بالقرية ثم انتقلت الى المرحلة الأولية بمدرسة (الشبارقة الأولية) والتي تبعد حوالي (12كلم جنوب قرية الدناقلة)، ثم درست المرحلة الوسطى بمدرسة (رفاعة الوسطى الاميرية) من ثم التحقت بالمرحلة الثانوية في مدرسة حنتوب الثانوية على الضفة الشرقية لمدني ثم كلية الطب جامعة الخرطوم في الفترة من (1953 ـ 1959).

    ابتعثت الى المملكة المتحدة للتخصص في أمراض الطب الباطني في عام (1966) ثم الى اليابان للتخصص في أمراض الجهاز الهضمي عام (1980). ـ عملت في جهات مختلفة من السودان في (كادوقلي بالغرب ـ رفاعة ودمدني بالوسط ـ القضارف بالشرق ـ الخرطوم ثم الخرطوم بحري).

    متزوج منذ العام (1966) من زميلتي في العمل سيستر عائشة محمد الصوفي وأب لابنتين واحدة طبيبة (أمل) وتتخصص في أمراض الجهاز الهضمي في المملكة المتحدة برفقة زوجها والأخرى صيدلانية تخرجت من كلية الصيدلة جامعة الخرطوم وتعمل في شركة للدواء.

    ـ من خلال هذا السرد لحياتك لابد أن هنالك أحداثاً تخللت هذه المسيرة ومنها ما يعلق بالذاكرة حدثنا عن بعض هذه الأحداث.

    ـ هنالك حدث ظل عالقاً بذاكرتي وهو عندما كنت في المرحلة الوسطى شهدت وشاركت كتلميذ في ثورة (1946) والتي اندلعت برفاعة بقيادة المرحوم (محمود محمد طه) (مفكر سوداني) وإمام المسجد صديق الزهري وعلي مالك ضد حادث أطلقوا عليه (ثورة الخفاض الفرعوني)

    وتعود القصة الى ان إحدى القابلات قامت بخفض طفلة خفاضاً فرعونياً أغلق عليها القبر وأودعت القابلة السجن ولكن المدهش ان هذه الثورة لم تكن ضد الخفاض بل كانت دفاعاً عن عادات سودانية ضد الإنجليز لا يمكن إنهاؤها بالقانون وإنما بنشر التعليم والوعي.

    ايضاً أذكر عندما كنا طلاباً في حنتوب الثانوية وكانت الحركة الوطنية في أوجها كثيراَ ما شاركنا في تحركاتها واضربنا وتوقفنا عن الدراسة بسبب الاحداث السياسية السودانية منها والمصرية وعلى سبيل المثال أذكر ثورتنا ضد اتفاقية صدقي، بيفن والغاء اتفاقية (1936).

    ـ ذكرت في معرض حديثك ثورة رفاعة ومحمود محمد طه المفكر السوداني الذي أعدمه نميري في عام1984م هل كانت لك صلات بهذا الرجل؟

    ـ لم تكن لي أي علاقة خاصة بمحمود محمد طه ولكن عندما كنا تلاميذ في المرحلة الوسطى نستمع احياناً الى الخطب التي كان يلقيها عقب صلاة الجمعة في المسجد وكان خطيباً مفوهاً ومؤثراً ثم أنني في مراحل لاحقة قرأت له كتبا عن الإسلام بالعربية والإنجليزية ومنه ما أتفق معه فيه وما اختلف.

    ولاسرة محمود محمد طه أثر روحي كبير فانا أذكر شقيقه ويدعى مختار محمد طه وكان له غار يتعبد فيه ولم يكن يتعامل بالمال وامتد نفوذه الى أستاذين بالمدارس الوسطى أحدهما المعروف (احمد صفي الدين عوض) شقيق البروفيسور (هاشم عوض) الاقتصادي والوزير السابق وكان استاذاً للعلوم الطبيعية فترك التدريس وارتدى الملابس المرقعة واصبح تلميذاً لمختار محمد طه والثاني هو محمد منصور الذي كان استاذاً بمدرسة لطفي السيد الاهلية الوسطى.

    ـ هل تذكر شخصيات رافقتك خلال مراحلك الدراسية كان لها أثرها في المجتمع السوداني؟

    ـ اذكر من زملائي في المرحلة الوسطى د. حسن عبد الله الترابي (الامين العام للمؤتمر الشعبي المعارض) وكان يسبقني بعام واحد ولم يكن مهتماً بالسياسة ولكنه نابغة في الدراسة وأذكر في المرحلة الثانوية في حنتوب كان رئيس الداخلية هو المشير (لاحقاً) جعفر نميري الرئيس الاسبق ـ أما زملائي فمعظمهم مهنيون،

    أذكر منهم الطبيبان صديق احمد اسماعيل ـ كمال زكي ـ وفي حنتوب جعفر شيخ إدريس الاسلامي المعروف وابراهيم منعم منصور الوزير السابق ود.على التوم الخبير الاقتصادي وبابكر على التوم (رئيس المجلس التشريعي الحالي لولاية الخرطوم).

    ـ متى بدأت العمل العام؟

    ـ انا لا أدري ما المقصود بالعمل العام هل هو السياسي أم الاجتماعي وإذا كان معناه الاهتمام بالشأن العام فقد بدأته في مرحلة مبكرة وكانت بداية ذلك جمعي للتبرعات في القرية لإنشاء المدرسة الصغرى وأنا يوم ذاك طالب بالمدرسة الوسطي ثم إصداري لجريدة حائطية في المدرسة الوسطى وكنت سكرتيراً للجمعية الأدبية في مدرسة رفاعة الوسطي.

    أما اهتمامي بالعمل السياسي فقد بدأ في المرحلة الثانوية وهي مرحلة الشباب المتفتح المتطلع وكنت أحرر يوم ذاك جريدة حائطية أطلقت عليها اسم (شواظ) كان شعارها (العين بالعين، والسن بالسن والجروح قصاص) ويومها كنت منظماً في صفوف الحركة الإسلامية وكانت تحمل يوم ذاك اسم (حركة التحرير الإسلامي)

    وكانت (شواظ) تخوض المعارك ضد الاستعمار وضد الشيوعيين ففي الخمسينيات كان هناك صدام فكري عنيف بين الشيوعيين الذين كانوا يحتلون الساحة والإسلاميين الذين كانوا يحاولون أن يجدوا طريقهم اليها ورغم عنف الصراع الفكري إلا أنه لم يتطور لابعد من ذلك. كما يحدث هذه الأيام لذلك لم نعان من العنف الجسدي.

    انتقلت بشواظ الى الجامعة وهناك شاركت في كل الأحداث السياسية التي شارك فيها الطلاب سواءً بالتظاهر أو بالإضراب رغم ان كثيراً من طلاب الطب لم يكونوا يشاركون في مثل هذه الأحداث انشغالاً بالدراسة والتحصيل الأكاديمي.

    ولكنني اعتبر البداية الحقيقية لمشاركتي السياسية بالضبط في العام 1964 وتحديداً أبان ثورة أكتوبر حيث كنت طبيباً عمومياً بمدينة رفاعة وعندما أعلن الإضراب السياسي العام في العاصمة وصلت الأخبار الى رفاعة أعلنت الإضراب السياسي رغم أنني الطبيب الوحيد في المستشفى وبادرت بالسعي لتكوين جبهة الهيئات برفاعة والتي أصبحت سكرتيراً عاماً لها فيما بعد وشاركت في كل المؤتمرات التي عقدت بجبهة الهيئات في مدينة ودمدني وفي العاصمة.

    حدث بعد ذلك وفي نفس العام 1964م ان انسلخت من تنظيم الحركة الإسلامية لا لاسباب سياسية ولكن بسبب ميولي الطبيعية للانطلاق وعدم التقيد بقيود التنظيم ولكن ظللت على صلة طيبة بالحركة الإسلامية واشترك في المؤتمرات بالرأي وأكتب من موقعي كشخص مثقف لا من موقع تنظيمي.

    ـ د. الجزولي نقيباً للأطباء متى تم ذلك؟

    ـ نقابة الاطباء نقابة قديمة تم تكوينها تحت مسمى الجمعية الطبية في عام 1948م وكان اول رئيس لها ولعدة دورات تالية هو د. عبد الحليم محمد امد الله في ايامه وايضاً شغل هذا المنصب د. التجاني الماحي الأخصائي النفساني العربي الشهير ود. الحارث حمد، ود. شاكر السراح ود. طه طلعت.

    وعندما كنت في القضارف (مدينة بشرق السودان) كنت نقيب اطباء المنطقة في الفترة من (1970-1977م) ثم نقلت بعد ذلك الى مستشفى الخرطوم بحري وفي عام 1982م ترشحت لمنصب نقيب الأطباء ضد د. طه طلعت النقيب السابق الذي كان يريد ان يترشح لدورة أخرى وفزت بالمنصب واصبحت نقيباً للأطباء.

    ـ كيف استطعت توظيف منصبك كنقيب لنقابة مهنية لصالح العمل السياسي في ذلك الوقت؟ أعني اضراب الأطباء الشهير في عام 1984م وفيما تمثلت مطالبكم هل كانت سياسية أم مهنية ومتى تم رفع الإضراب وكيف تم اعتقالكم؟

    ـ عمل النقابة في تلك الفترة كان مزدوجاً يعني شقه الأول يتعلق بتحسين البيئة الطبية التي يعمل بها الطبيب حتى يتمكن من أداء رسالته نحو المريض وشقه الثاني هو عمل سياسي مظهره مطلب ضد الحكم الشمولي متمثلاً في مايو (نميري 69/85) وكان ابرز نموذج لهذا العمل هو إضراب عام 1984 الذي استمر شهراً كاملاً

    وحاولت السلطة المايوية إفشاله بكل الوسائل ولكنها لم تنجح وهذا أول إضراب تفشل مايو في إنهائه وكنتيجة لهذا الفشل اقتادت قادة النقابة بما فيهم شخصي الى سجن كوبر وبرفقتي نائبي د. حسين سليمان ابو صالح (وزير الصحة، إعلام وخارجية لاحقاً) وبعضاً من أعضاء اللجنة التنفيذية.

    وظللنا في السجن حتى يئست مايو من رفع الإضراب فأخرجتنا من السجن وجلست معناً للتفاوض واستجابت لبعض المطالب التي تقدمنا بها. وقد تعاون معنا في هذا الإضراب بعض النقابات مثل موظفي المصارف والهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم مما يعد نواة التجمع النقابي الذي تكون عام 1985م

    وأنا أزعم ان هذا الإضراب كسر حاجز الخوف في نفوس المواطنين تجاه مايو ووجد اضرابنا تأييداً منقطع النظير من المواطن العادي رغم ما عاناه من انعدام الخدمات الصحية التي توقفت بالكامل حتى أن بعض المواطنين في مستشفى الخرطوم رفضوا تلقي العلاج من العدد القليل من الأطباء الذي انشق على الإضراب.

    بعد خروجنا من السجن تم رفع الإضراب بعد للقاء بيني ونائبي أبو صالح مع الرئيس نميري الذي وعد بتحقيق مطالبنا ثم تمت بعد ذلك عدة اجتماعات بنائبه اللواء عمر محمد الطيب (رئيس جهاز الأمن) والتي تمخض عنها تلبية مطالب الأطباء والتي تمثلت في:

    رفع أجور الأطباء خاصة أطباء الامتياز.

    تحسين البيئة الطبية بتوفير وسائل الفحص والعلاج للمريض وتوفير الدواء.

    ـ هل صحيح أنكم تعرضتم لمعاملة قاسية أثناء الاعتقال؟

    ـ اطلاقاً لم نتعرض الي أي معاملة غير كريمة ووجدنا معاملة طيبة في كلتا الفترتين اللتين حبسنا فيهما (كوبر ـ دبك).

    ـ يتردد ان الحركة الاسلامية المشاركة في السلطة آنذاك عملت على رفع الاضراب هل هذا صحيح؟

    ـ لم يكن للحركة الإسلامية أي دور في رفع إضراب الأطباء.

    ـ من خلال تواجدكم في قلب الأحداث كيف كان يبدو نظام مايو هل كان ضعيفاً أم متماسكاً؟

    ـ نظام مايو لم يكن ضعيفاً ابداً بل كان نظاماً متماسكاً والدليل على ذلك انه تصدى لكل الإضرابات التي تمت من تنظيمات مهنية أخرى وأفشلها جميعها بل أنه فصل كل قضاة السودان بعد إضرابهم الشهير واعاد من بدا على هواه.

    ـ اذكر لنا الأحداث التي جرت بين الاضرابين الأول والثاني اللذين اشترك فيهما كل التنظيمات؟ اعني الأيام الأخيرة لمايو؟

    ـ بعد أحداث عام 1984م كان واضحاً جداً ان هنالك قناعة شعبية كبيرة برفض النظام المايوي وكان السؤال الدائم والملّح، ما هي الوسيلة للتخلص من هذا النظام.؟

    وكان لدينا شعور بان الشعب السوداني أشبه بالبارود المعبأ ينتظر من يضع يده على الزناد حتى ينفجر وكان هنالك حديث بين النقابات المهنية المختلفة حول التنسيق والقيام بعمل مشترك لانهاء النظام حتى تبلور ذلك في تكوين التجمع النقابي في وائل عام 1985 والذي تكون من نقابات الأطباء ـ المهندسين ـ موظفي المصارف ـ المحامين ـ أساتذة جامعة الخرطوم ـ التأمينات وهذا التجمع هو الذي خطط ودعا للإضراب السياسي الذي تم في 6 أبريل 1985م.

    ـ في هذه الأثناء هل كان لهذا التجمع النقابي أي اتصال بالقوات المسلحة او الشرطة او الأمن؟

    ـ لا.

    ـ هل هذا يعني أنكم كنتم تريدون عزل الجيش عن الأحداث؟

    ـ في ذلك أقول ان الشرطة والقوات المسلحة هي قوات نظامية وهي من اذرع النظام.

    ـ ولكن قد يكون من بينهم من هو ساخط على النظام مثلكم؟

    ـ كان لدينا قناعة أنه إذا انتفض الشعب لن يصوب احد في الجيش او الشرطة البنادق الي صدور الشعب وكنا نريد خلق واقع شعبي وهذا الذي حدث..

    ـ نتعرف على ملامح الحياة في الأيام الأخيرة من نظام مايو؟

    ـ كانت الحياة قاسية جداً فالعاصمة غارقة في ظلام دامس بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وانقطاع المياه وأينما اتجهت ببصرك تجد الصفوف في كل مكان في محطات الوقود والمخابز.

    وهنا تحضرني قصة حدثت لي شخصياً ففي صباح يوم من تلك الايام لم نجد في المنزل وقوداً أو مصدراً للطاقة فالكهرباء مقطوعة وبحثنا عن غاز ولكنه كان منعدماً وكان لدينا وابور يعمل بالجاز فلم نجد الجاز ايضاً فلم نستطع فعل شئ واكتفينا (بسلطة) وعندما حضرنا في نهاية اليوم انا وزوجتي وجدنا بعضاً من الفحم مبعثراً أمام المنزل فظننا أن جيراننا حصلوا على الفحم لأنه لم يكن لدينا حتى فحم وعندما فتحنا الباب الرئيسي وجدنا خمسة جوالات من الفحم ومعها ورقة صغيرة ملصقة في أعلى أحد الجوالات من صديقنا المرحوم حسن بخيت جيلاني الذي أرسلها لنا من القضارف بعد أن علم بالأزمة التي نعانيها ففر��نا بالهدية فرحاً شديداً.

    ـ ماذا حدث بالضبط يوم 6 أبريل 1985م تحديداً؟

    ـ كان هنالك اجتماعات كثيرة للتجمع النقابي وآخرها اجتماع يوم الأحد 3 أبريل 1985م في نادي المحامين وتقرر في هذا الاجتماع أن يتم الإضراب السياسي ويعلن عند العاشرة من صبيحة يوم 6 أبريل أمام الجندي المجهول الواقع قرب محطة سكة حديد الخرطوم

    كما تم ايضاً اختيار قيادتين بديلتين لقيادة التجمع المعروف وعند عودتي الى المنزل وجدت رجال الأمن في انتظاري فأخذوني الى سجن كوبر وعند اعلان اضراب 6 أبريل، انا كنت داخل سجن كوبر وعندما أعلنت القوات المسلحة انحيازها للشعب يوم السبت 9 أبريل 1985م أندفعت الجماهير نحو سجن كوبر وحطمت ابوابه وأخرجتني من السجن وطافت بي ارجاء المدينة.

    ـ قبل الوصول الى يوم الانتفاضة اعني السادس من ابريل من العام 1985 فان هنالك عملاً كبيراً قد تم انجازه كيف كنتم تخططون لهذا العمل؟

    ـ في أواخر الفترة المايوية كان هنالك احساس عام بانه لابد من تغيير النظام وكان التساؤل المطروح كيف يمكن ان يتم ذلك؟

    بالطبع التحدث عن انقلاب عسكري آخر لم يكن ممكناً لأن مثل هذا التفكير يصبح بلا معنى بأن نغير نظاماً شمولياً بآخر مثله ولكن كانت هنالك دائماً ثورة اكتوبر 1964 حاضرة في الذهن

    ولعل هذا كان الدافع للتجمع النقابي الذي بدأت نواته في اضراب الأطباء عام 1984م أن يجتمع قادته للتفاكر حول ما ينبغي عمله لتغيير النظام المايوي وكان ذلك قبل اشهر من انتفاضة ابريل، ثم كان أول اجتماع للتجمع النقابي بمنزل المهندس عوض الكريم محمد احمد (الأمين العام لنقابة المهندسين) بمنطقة جبرة (جنوب الخرطوم)

    وكان من ضمن حضور هذا الاجتماع شخصي كنقيب للأطباء وعوض الكريم من المهندسين و عمر عبد العاطي عن نقابة المحامين و عبد العزيز دفع الله عن الهيئة النقابية لموظفي التأمينات واعتقد عدلان الحردلو عن الهيئة النقابية لاساتذة جامعة الخرطوم وتخلف عن هذا الاجتماع سكرتير نقابة موظفي المصارف.

    بعد ذلك تمت اجتماعات كثيرة وفي اماكن مختلفة منها منازل بعضنا وآخر اجتماع كان يوم الاحد 3 أبريل في دار المحامين والذي اعتقلت بعده مباشرة.

    ـ من كان يكتب محاضر هذه الاجتماعات وأين تحفظ؟

    ـ كان يكتب محاضر الاجتماعات المهندس عوض الكريم والحردلو وهما اللذان يحتفظان بها.

    ـ هل اصبح هذا التجمع النقابي كياناً منظماً بمعنى أن له رئيساً وأمانة عامة؟

    ـ نعم في مرحلة لاحقة من تكوين التجمع النقابي تمت انتخابات فأصبحت انا رئيساً للتجمع النقابي وعوض الكريم سكرتيراً عاماً له وبقية الأخوة اعضاء.

    ـ هل كنتم تشعرون أثناء هذه الاجتماعات انكم مراقبون من اجهزة الأمن أو انكم مخترقون؟

    ـ في هذا أقول ان العلاقة بين النقابيين وثيقة والاجتماعات كانت تتم بالاتصال الشخصي ولكنني أعتقد ان اجهزة الامن كانت تعلم ببعض هذه الاجتماعات ولكنها تفادت الاصطدام بالنقابات ولعل ذلك منشأ انها لم تكن تقدر خطورة ماستؤدي اليه هذه الاجتماعات ولكن لاحقاً وضح جداً وجود رقابة امنية

    وعندما كنا نجتمع في دار المحامين كنا نحس بوجود قوات الامن والدليل على ذلك انني أعتقلت بعد أخر اجتماع مباشرة. وعلى مستوى الدولة كانت تدرك ان هنالك حركة في وسط النقابات المهنية ولكنها لم تأخذها مآخذ الجد واستهانت بها لأن نظام مايو اعتاد الانتصار على خصومه طوال فترة حكمه سواء كانوا عسكريين أو مدنيين.

    ـ هل كان لكم أي اتصال بالطلاب أو الأحزاب في تلك الفترة؟

    ـ لم يكن لنا اتصال مباشر بالطلاب ولكن قد يكون لهم اتصال بهيئة أساتذة جامعة الخرطوم بقيادة الحردلو.

    أما بالنسبة للأحزاب والى ان تم اعتقالي لم يكن هنالك أي اتصال بها ولكن علمت من الأخوة الذين كانوا خارج السجن أنهم اتصلوا ببعض الأحزاب في الفترة من (3-6 ابريل) ومنها حزب الأمة وكانوا مؤيدين للتحرك الشعبي.

    ـ السادس من ابريل 1985م ماذا حدث بالضبط؟

    ـ كان هذا يوم التحرك الفعلي للتغيير واتفقنا ان يتم اضراب عام يشل حركة كل البلد وأن يتم التجمع في الساعة العاشرة صباحاً أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بالخرطوم امام بوابة محطة السكة حديد، كذلك استقر الرأي على ان يتلى على المجتمعين خطاب اعدته اللجنة هو (خطاب الانتفاضة) وتحدد فيه ما نريد وأن يستمر الاضراب حتى يسقط النظام.

    وكان من المفترض أن يلقي الخطاب عدلان الحردلو ولكنه فجأة ذهب الى البطانة بسبب عائلي ولكن لحسن الحظ كانت هنالك نسخة اخرى بحوزة الاستاذ عمر عبد العاطي من نقابة المحامين والذي وقف في هذا اللقاء التاريخي والقى الخطاب.

    ـ هذا التغيير الذي تم في ابريل من الذي أطلق عليه اسم انتفاضة لماذا لم يسم (ثورة) وما الفرق بينها واكتوبر، وهل كانت هنالك حساسية ضد فكرة الثورة بسبب سيطرة الاسلاميين؟.

    ـ لم تتخذ أي جهة رسمية اسماً بهذا المعنى لما حدث ولكنها سادت وتعارف الناس عليها بانها انتفاضة ولعل هذا يعود لانها نبعت من كل السودان بصورة مفاجئة على غير ما يتوقع الناس الذين كانوا يظنون أن نظام مايو لا يقهر وهي تشبه الى حد كبير اكتوبر الذي تغلب ايضاً على نظام عسكري.

    بالنسبة للحركة الاسلامية فلم يكن لها أي سيطرة على انتفاضة ابريل اذ ان معظم قادتها كانوا معتقلين في كوبر وبورتسودان وشالا والثورة هي التي اخرجتهم من السجون.

    ـ المجلس العسكري ـ متى تكون؟ وهل كان هنالك تنسيق بينكم كقيادة مدنية وبين العسكريين كانت تبرر تكوين المجلس العسكري؟

    ـ تكون المجلس العسكري بعد الانتفاضة مباشرة فقد خاطب سوار الذهب (المشير) الامة السودانية بوصفه وزيراً للدفاع وأعلن عزل نميري في التاسع من ابريل 1985م ثم بعد ذلك شرع في تكوين المجلس العسكري

    وهنا اقول ان المجلس العسكري تم تشكيله دون أي تشاور مع قوى الانتفاضة ولم يكن في نية قادة الانتفاضة تشكيل أي كيان عسكري وكانوا يودون ان تعود القوات المسلحة بعد أن انحازت الى قوى الانتفاضة في صبيحة السبت 9 ابريل 1985م الى ثكناتها وتمارس صلاحياتها المنصوص عليها في الدستور

    ولكن قادة القوات المسلحة دفعوا بأن تشكيل هذا المجلس املته ظروف داخلية خاصة بالقوات المسلحة اقتضت هذا الاجراء ولم يرد قادة الانتفاضة الدخول في صراع مع القوات المسلحة خاصة وأنها وقفت مع الانتفاضة وجعلت منها (ثورة بيضاء) وبعد ان كان التفكير ان يكون هنالك مجلس سيادة مدني تم الاتفاق على ان يوكل هذا الدور للمجلس العسكري الانتقالي

    وبذلك اصبح للمجلس العسكري دور في خارطة الانتفاضة وتم هذا بعد نقاش طويل ومستفيض في أواسط التجمع النقابي ولعله من المفيد ان نذكر هنا ان دستور الانتفاضة حدد ان تكون الفترة الانتقالية ثلاث سنوات ولكنها اختصرت الى عام واحد تحسباً لسيطرة العسكريين على مقاليد الامور من جديد.

    وقد تشكل هذا المجلس العسكري المفاجئ من قادة الاسلحة وفي النهاية قبلنا به على مضض. وأذكر عندما تشكل المجلس العسكري ذهبت وقابلت المشير سوار الذهب وقلت له (ماذا تريدون من تشكيل المجلس العسكري، هل نفاجأ بيوم انك اصبحت ايوب خان أو ضياء الحق قاد في باكستان) فقال لي بالحرف: (ده شعر ما عندي ليه رأس وليست لدى أي طموحات في الحكم وسنكون عوناً لكم) وقد كان صادقاً كما برهنت الاحداث لاحقاً.

    ـ قبل ان نذهب الى التنسيق بين المجلسين نريد أن نعرف كيف تشكل مجلس الوزراء ومتى ومن الذي رشحك لهذا المنصب (رئيس الوزراء) وقد كان مرشحاً له ايضاً ميرغني النصري نقيب المحامين آنذاك؟

    ـ تم تكوين مجلس الوزراء بعد حوالي اسبوعين من الانتفاضة و كان الترشيح للانضمام لمجلس الوزراء مبني على الاسس التالية:

    الوطنية ان لا يكون قد عمل في نظام مايو

    المقدرة والكفاءة.

    وتمت ترشيحات كثيرة ويوم ذاك اصبح التجمع يضم كل النقابات والاحزاب وأصبح اسمه (التجمع الوطني) وبعد نقاش مستفيض دام زهاء الاسبوعين تم تشكيل مجلس الوزراء وقد طلب من الاحزاب المشاركة في التجمع أن ترشح شخصاً لأن يكون وزيراً من غير المنتمين اليها وكان الهدف من ذلك ان تكون الوزارة قومية وليست حزبية.

    ورشح الاخوان المسلمون جناح صادق عبد الله عبد الماجد بشير حاج التوم الذي اصبح وزيراً للتربية والتعليم ورشح الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد بشير حامد الذي اصبح وزيراً للإعلام ورشح حزب الأمة امين مكي مدني الذي اصبح وزيراً للاشغال.

    وطلبنا من القوات المسلحة بصلتها الاوثق بشئون الجنوب ان ترشح لنا وزراء الجنوب الثلاثة الذين يجب ان يضمهم مجلس الوزراء اتباعاً لتقاليد الدستور الماضية ـ فرشحوا لنا صمويل ارو ـ بيتر جاتكوث ولعلي نسيت اسم الثالث (اوليفرالبينو) ولكنه طرد من المجلس لارتباط اسمه بحادث تهريب حبوب مخدرة الى السعودية.

    أما بالنسبة لترشيحي لمنصب رئيس الوزراء فقد تم من قبل نقابة موظفي المصارف، وقد رشح الحزب الاسلامي ميرغني النصري الذي كان نقيب المحامين ورفعت الترشيحات الى المجلس العسكري كأمر تشريعي وتمت موافقة المجلس على تعييني لرئاسة مجلس الوزراء وحقيقة وللامانة والتاريخ فقد كنت زاهداً في هذا المنصب ولم أفكر فيه مطلقاً

    ولم يكن به يوم ذاك ما يغري فترددت كثيراً وبعد الحاح من الكثيرين من بينهم نقابة الأطباء قبلته على مضض ولكن لم أقبل به نهائياً إلا بعد اجتماع مع المجلس العسكري الانتقالي أوضحت لهم فيه ما انوي القيام به سألتهم أن كانوا يوافقون على خطتي في العمل فوافقوا عليها بالاجماع وكانوا عند كلمتهم كما برهنت الأحداث اللاحقة.

    وقد كان من مهام مجلس الوزراء ان يجتمع لاختيار الوزير المرشح ولعل الوزير الوحيد الذي كان لي كلمة منفردة في تعيينه هو وزير العدل والنائب العام (عمر عبد العاطي) وكيل نقابة المحامين وكان له دور كبير في الانتفاضة وقد ترشح لهذا المنصب اربعة اشخاص هم عبد الوهاب بوب المحامي ـ وعبد الوهاب ابو شكيمة وعمر عبد العاطي ولعلي نسيت الرابع،

    وقد وقع اختياري على عمر عبد العاطي وكان ممتنعاً وغير راغب ولكن اقنعته بصعوبة وقد وقع اختياري عليه لأن ادواره في الانتفاضة كانت كبيرة ومواقفه الوطنية كثيرة وهنالك من كان يعتقد بان هنالك من هو أحق منه ولكن اعتقدت انه أحق لانه مؤهل لذلك.

    ولذلك السبب ظل عبد الوهاب بوب يهاجمني في الصحف لمدة طويلة ويتهمني بالفساد وعدم الأمانة وكان ردي عليه أنني أتحداه وأدعوه لان يرفع قضية ضدنا إذا كان لديه ما يثبت دعواه.

    ـ ما مدى صحة ما تردد عن الصراع بين المجلسين (العسكري المدني) وتدخل الاول في شئون الثاني وكيف كنتم تتجاوزون هذه الازمات؟

    ـ لم تكن هنالك أي ازمات ولم يتدخل المجلس العسكري في شئون مجلس الوزراء وانما تعاون المجلسان كل في حدود اختصاصه للعمل سوياً لانجاح الفترة الانتقالية وقد تم ذلك بصورة مثالية قبل أن تتكرر

    ولم يكن هنالك أي مشاكل ولكن الصحيح أن في بداية المسيرة كانت هنالك بعض الشكوك بين المجلسين ولكن العمل سوياً بدد هذه الشكوك واكسبنا ثقة متبادلة حتى ان الاجتماعات التي كانت تتم بين المجلسين ويجري فيها تصويت لم يكن يقف اعضاء كل مجلس على حده للتصويت ولكن هنالك خلطاً.

    ـ ما طبيعة العلاقة بين المجلس العسكري والأحزاب وكذلك العلاقة بينه وبين النقابات؟

    ـ لا أعرف للمجلس أي صلات خاصة بالاحزاب ولكن رغم ذلك يسأل اعضاء المجلس العسكري عن ذلك وبالطبع هنالك أفراد من المجلسين لهم صلات بالاحزاب ولكن هنا لا نتحدث عن افراد بل عن الهيئتين ـ واذا تحدثنا عن افراد هنالك بعض العسكريين وفي اوقات لاحقة التحقوا بالاحزاب في عهد الديمقراطية مثل عبد العزيز محمد الأمين الذي انضم للاتحادي الديمقراطي واللواء فضل الله برمة ناصر الذي اعلن انضمامه لحزب الأمة وكذلك من مجلس الوزراء حسين سليمان ابوصالح انضم للاتحادي. وذلك لم تكن للمجلس العسكري أي علاقة مع النقابات.

    ـ في عهدكم تم حل جهاز الأمن من الذي كان وراءه وما مدى صحة بعض الروايات التي سأسوقها فهنالك رواية تقول أن وراء حله:

    المشير سوار الذهب واخرى تحمل الفريق تاج الدين عبد الله ـ نائب سوار الذهب المسئولية في حين تردد أن قوى اجنبية ضغطت بشكل او بآخر على القيادة الوليدة بحل الجهاز.

    أولاً جهاز الأمن حل قبل ان اتولى منصب رئيس الوزراء لأنه لو تم بعد ذلك لحافظت عليه ولما وافقت على حله وكنت سأجري به بعض التعديلات التي تجعل منه جهازاً لائقاً بعهد ديمقراطي وهذا لم يكن مستحيلاً إذ أن الجهاز لم يكن فاسداً في كل اجزائه

    وانما كانت هناك قيادات فاسدة ارتكبت من الاعمال ما تأذى منه الشعب السوداني ودمغت الجهاز بهذه السمعة السيئة لدى جماهير الشعب السوداني قبل الانتفاضة ولعل هذه السمعة السيئة هي التي دفعت بالمجلس العسكري لحل الجهاز فالمجلس العسكري هو من قام بذلك كهيئة وليس شخصاً بعينه داخل المجلس ولا أعرف أي قوى اجنبية كان لها دور في حل الجهاز.

    ـ المجلس العسكري حل الجهاز إذن اعمال التخريب والحرق في الجهاز من الذي قام بها؟

    ـ التخريب الذي حدث كان من قبل المواطنين الغاضبين وحدث هذا في ممتلكات الجهاز ولكن لا اذكر تفاصيل دقيقة عن هذه الأحداث فقد مر زمن طويل.

    ـ تقييمك للآثار التي ترتبت على حل جهاز الأمن وهل صحيح أنها كانت من اسباب الاختراق الأجنبي؟

    ـ من اثار ذلك ان السودان أصبح مكشوف الظهر من ناحية أمنية خاصة وأن الجهاز حوى في داخله عناصر ذات كفاءة عالية وتلقت تدريباً متقدماً على حساب الدولة ولذلك كان لابد من الاستفادة منهم ولقد حاول جهاز الاستخبارات في القوات المسلحة والشرطة أن يسد هذه الثغرة ولكنها كانت اكبر من طاقاتهم جميعاً أما عن الاختراق الأجنبي للبلاد فليست هنالك مظاهر ملموسة لهذا الاختراق.


    ـ ماذا عن ظهور الجبهة الإسلامية على مسرح الأحداث ومدى صحة أن المجلسين كانا يخدمان أغراضها ـ إضافة الى مغزى تعيين وزير التربية والتعليم من الحركة الاسلامية؟


    ـ (بحده) هذه تهمة بلا دليل أولاً الجبهة الإسلامية لم تنضم للتجمع حتى يكون لها تأثير والوزير الذي عين لم يكن من الجبهة القومية الاسلامية ولكنه كان من الاخوان المسلمين الجناح التابع للشيخ صادق عبد الله عبد الماجد وأنا اتحدى أي احد يمكنه أن يدلل على أي امتياز نالته الجبهة الاسلامية لم ينله الآخرون في النظام الديمقراطي. ولكن كون كوادر الجبهة نشطوا في المناخ الديمقراطي فهذا حقهم وليس من حقنا أن نمنع أحداً من ممارسة نشاط كفلته له الديمقراطية.


    ـ نريد مشاهد من هذه الفترة وانجازات قمتم بها واشياء كان من المفترض القيام بها ولكنها لم تنجز كتعديل او الغاء قوانين سبتمبر واتهام للحكومة الانتقالية بأنها لم تكنس آثار الفترة الشمولية (مايو)؟


    ـ لم تلغ الحكومة الانتقالية قوانين سبتمبر وهي تعلم تمام العلم انها تمت في فترة شمولية ودون استشارة دستورية للشعب ولكنها في نفس الوقت كانت الحكومة تعمل على قراءة الخارطة السياسية لأوضاع البلاد آنذاك وهذا عندما أعلن حزب الأمة انه مع الصحوة الإسلامية وكذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي أمن على قيام الجمهورية الإسلامية كما نادت الجبهة القومية الإسلامية لتطبيق الإسلام في كل نواحي الحياة هذه التيارات تمثل السودان الأعظم من الشعب السوداني،


    ونحن لسنا ضد الإسلام وموقفنا منه معروف ولكننا رغم ذلك كحكومة انتقالية فقد تركنا الخيار للشعب في أن يقرر بعد انتهاء الانتخابات. ماذا يريد؟ وهنا أنا أتساءل بدوري لماذا لم تلغ هذه القوانين عند عودة الحكم الديمقراطي؟ ان لم تكن تمثل شيئاً في واقع الشعب السوداني خاصة وأن الصادق المهدي قال وبالحرف الواحد (أنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به) أما بالنسبة لازالة آثار مايو فهذا حديث عام ولا يمكن لنظام أن ينسخ ما جاء به نظام سابق بالكامل مهما حاول


    ولكننا اقلنا النظام الشمولي بالثورة وأعدنا الديمقراطية وأعدنا المفصولين تعسفياً وشكلنا لجنة لمحاسبة المفسدين في مايو، وعقدت جلسات تاريخية منها محاكمة عمر محمد الطيب النائب الأول للرئيس المخلوع وشكلنا لجنة قانونية للنظر في القوانين المايوية لاصلاحها أو الغائها وأجزنا قانون الانتخابات «عادل وديمقراطي» وأجرينا انتخابات حرة ونزيهة شهد بعدالتها ونزاهتها الجميع واشترعنا دستوراً انتقالياً ديمقراطياً عوضاً عن دستور 1952 المعدل عام 1956م.


    ولذلك أقول يستحيل على نظام ان يحاكم فترة سياسية امتدت ستة عشر عاماً فأيدها في البداية الشيوعيون وفي منتصف عمرها الأحزاب وفي اواخر ايامها الحركة الاسلامية ـ هل من الواقع ان نحاسب جميع القوى السياسية ولذلك آثرنا أن تجري الانتخابات ويحاسب الشعب السوداني الذين افسدوا سياسياً من خلال الانتخابات.


    ـ لماذا لم يقبض على منصور خالد عندما جاء السودان هل لهذا صلة بعلاقاته الدولية أو كانت لديه ملفات كان سيفجرها حال القبض عليه؟


    ـ منصور خالد في اواخر ايامه كان ضد نظام مايو وهو كان فرداً من ذلك النظام وقد جاء بدعوة من النائب العام للادلاء بشهادة ولم يرتكب منصور خالد أي اعمال جنائية يحاسب على اساسها وانما يدخل في زمرة الساسة الذين ايدوا مايو ولماذا نحاسب منصور ولا نحاسب نقد؟


    ـ علاقات السودان الخارجية كيف كان شكلها في عهدكم وما موقف السودان من العلاقة بين العراق وايران في ذلك الوقت؟


    ـ السودان لم يتخذ أي موقف انحيازي بين العراق وايران وسياسة السودان الخارجية كانت تقوم على المصلحة القومية والبعد عن الاحلاف والمواقف المتطرفة وكانت على احسن حال على محيطنا العربي والافريقي والعالمي.


    ـ ما قولك في تدهور العلاقة مع مصر والغاء اتفاقية الدفاع المشترك بضغط من ليبيا والاحزاب وان الاتفاقية كانت واحدة من اسباب تحجيم العمل العسكري للحركة؟


    ـ العلاقة مع مصر لم تتدهور (ثم استدرك): حقيقة عند بداية عهد الحكومة الانتقالية ظهرت (إشاعة) بأننا نود اعادة النظر في اتفاقية مياه النيل وقد قلت يوم ذاك: (أن هذه الاتفاقية وقعت بين بلدين شقيقين وتعطي نصوصها الطرفين الحق في النظر فيها ولكن هذا ليس من اولوياتنا الآن) ولعل الامر الآخر أن الكاتب انيس منصور كتب مقالاً في احدى المجلات المصرية يقول فيه (تلتقي بسوار الذهب تطمئن على السودان وتلتقى بالجزولي دفع الله تشفق على السودان) ظناً منه انني اتخذ موقفاً معارضاً لمصر


    وكان أن التقيت في فترة لاحقة بالرئيس المصري مبارك ومجلس وزرائه واستقبلت استقبالاً طيباً ولذلك أقول أن العلاقة بين مصر والسودان. اضافة الى ان هذه الاتفاقية لم ينجم عنها شيء يذكر ولم تكن فعالة حتى نقول ان الغاءها أثر على مجريات الأحداث في الجنوب وحقيقة نحن لم نلغها ولكن تم تجميدها حتى نجد لها شكلاً أكثر فعالية.


    ـ لماذا رفضت الحركة الشعبية الانتفاضة وقامت باحتلال الناصر وهل صحيح أن الحكومة تقاعست في حسم العلاقة معها واهدرت فرصاً مواتية لانهاء الحرب ولماذا لم تطرح أي مشروع جاد لحل المشكلة؟


    ـ هذه واحدة من أخطاء جون قرنق التاريخية وعدم فهمه للانتفاضة وظنه انها (مايو 2) مع أن قادة المجلس العسكري أعلنوا انهم انحازوا الى ثورة قامت وقد كان ظننا كبيراً ان جون قرنق قد تفهم طبيعة هذا التغيير وقد كتبت اليه خطاباً قبل تشكيل الحكومة الانتقالية اقول له فيه: (أن نظام مايو قد سقط


    وأنك قد لعبت دوراً في ذلك والسودان الآن على اعتاب مرحلة جديدة قد لا تتكرر ومكانك معنا هنا حتى نصنع المستقبل سوياً) وكان هذا الخطاب باللغة الانجليزية ولو استجاب جون قرنق يوم ذاك لوفر على نفسه وعلى السودان 20 عاماً من الحرب واهدار الموارد وسفك الدماء ولحقق للجنوب طموحاته المشروعة ولكنه أثر ان يتخذ موقفاً مغايراً لذلك ظلت ازمة السودان بلا حل حتى الوقت الحاضر.


    وقد كان واضحاً أن جون قرنق تعامل مع الحكومة العسكرية على انها مايو وقد التقيت في هذا الشأن بالرئيس الكيني اراب موي ثم الرئيس الأوغندي يوري موسفيني الذي كان جون في حركته عندما كان طالباً في جامعة دار السلام وحاول موسفيني وفي حضرتي ان يتصل بجون قرنق ليحضر ولكنه لم يفلح إذن لقد حاولنا ولكنه كان متصلباً ومنحازاً الى رأيه.


    ـ في ايام الحكومة الاخيرة وهي تقترب من تسليم السلطة للشعب هل تعتقد ان بعض العسكريين راودتهم فكرة الانقلاب على ما تم والاستبداد بالسلطة خاصة وأن بعضهم بدأ في تلميع نفسه؟


    ـ حقيقة من ناحية عملية وفيما أعلم لم يحاول أحد في المجلس العسكري الانقلاب على الانتفاضة والدليل على ذلك انهم شاركوا في تسليم السلطة في الموعد الذي حددته قوى الانتفاضة وكانوا هم الخاسر الاكبر اذ خسروا وظائفهم في القوات المسلحة وبعضهم كان في بدايات حياته العملية.


    ـ هذا يقودنا لسؤال من الذي اختار تاج الدين عبد الله فضل قائداً عاماً بعد الفترة الانتقالية ولماذا هو بالذات الوحيد من بين اعضاء المجلس الذي واصل العمل ثم عين فيما بعد بمنصب رئيس هيئة شباب الوطن. التابع للجبهة الاسلامية.


    ـ ليس لدى أي اجابة عن الفترة التي تلت الفترة الانتقالية ويسأل هو نفسه هذا السؤال.


    ـ بعد تسليم الحكومة لماذا اصبح على رأس قائمة الشكر في العالم الخارجي المشير سوار الذهب كأول جنرال يسلم السلطة للشعب ولا يقال الحكومة المدنية بقيادة د. الجزولي دفع الله؟


    ـ العسكريون اكثر شهرة من المدنيين خاصة في العالم العربي والتغييرات التي حدثت في الحكم في العالم الغربي كثيراً ما قام بها العسكريون ومازال الكثيرون في العالم العربي يظنون أن العمل الذي تم في السودان عسكري في المقام الأول ولا يدركون عمقه الشعبي هذا بالاضافة الى شخصية المشير سوار الذهب المتميزة.


    الخرطوم
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de