الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 04:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2007, 02:18 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية (Re: Haydar Badawi Sadig)


    شكرا خيدرا وليتك ترفدنا بما يكنب طلابكم فى عذا المقام - مشرفى فى الدراسات العليا - ستيف هوارد مفرغ الآن فى إجازة سبتية لإنجاز كتاب عن الأستاذ محمود محمد طه
    ================
    أركامانى مجلة الآثار والأنثروبولوجيا الســـودانية
    عرض الكتب والدراسات
    نحو تطوير التشريع الإسلامي

    تأليف د. عبدالله أحمد النعيم

    ترجمة وتقديم: حسين أحمد أمين

    سيناء للنشر، القاهرة 1994

    -1-

    يبدو أن المصريين قد اعتادوا واستمرأوا فكرة أن تكون بلادهم مصدر الإشعاع الفكري في العالمين العربي والإسلامي، ذلك أن القليلين من مثقفيهم هم الذين يلقون بالاً إلى الثمار الفكرية في الأقطار المحيطة بقطرهم، أو يقدرون الضرر الذى سينجم حتماً، عن هذه العزلة وهذا الإغفال. وها قد مضى أكثر من ربع قرن على ظهور كتاب في السودان، هو كتاب "الرسالة الثانية في الإسلام" للشهيد محمود محمد طه، الذى أعدَّه أهم محاولة ينهض بها مسلم معاصر لتطوير التشريع الإسلامي، والتوفيق بين التعاليم الإسلامية ومقتضيات المعاصرة، دون أن يحظى في مصر (أو في بلد إسلامي خارج السودان على حد علمي) بالاهتمام الذى هو أهل له، ودون أن نلمس له تأثيراً في اتجاهات مفكرينا ومثقفينا وجمهور شعبنا، رغم احتوائه على فكرة أساسية ثورية لا شك عندي في قدرتها متى صادفت القبول لدى الرأي العام الإسلامي، على أن توفر الحلول لمعظم المشكلات التى تكتنف موضوع تطبيق الشريعة، في إطار إسلامي.



    وفي الكتاب بين أيدينا عرض واف لهذه الفكرة ولغيرها من الأفكار التى نادى بها المرحوم الأستاذ محمود محمد طه. غير أنه لا بأس من أن نوجز الفكرة الرئيسة فيما يلي:



    إن النظرة المتمعنة في محتوى القرآن الكريم والسنة النبوية تكشف عن مرحلتين لرسالة الإسلام: المكية والمدنية. والرسالة في المرحلة الأولى هي الرسالة الخالدة والأساسية، رسالة تؤكد الكرامة الأصيلة لكافة البشر، دون اعتبار للجنس، أو العرق، أو العقيدة الدينية أو غير ذلك. وقد تميزت هذه الرسالة بالتسوية بين الرجال والنساء، وبحرية الاختيار الكاملة في أمور الدين والعقيدة. فأما أسلوب الدعوة إليها فقائم على أساس الإقناع بالحجج العقلية، والجدل بالتي هي أحسن، دون أدنى قدر من الإكراه أو القهر.



    وإذا رفض المشركون هذا المستوى الرفيع للرسالة، وبدا واضحاً أن المجتمع ككل لم يكن بعد مستعداً للأخذ بها، جاءت الرسالة الأكثر واقعية في الفترة المدنية، ونفذت أحكامها. وعلى هذا فإن جوانب رسالة الفترة المكية، التى لم تكن قابلة للتطبيق العلمي في السياق التاريخى للقرن السابع الميلادي، علقت وحلت محلها مبادئ أكثر عملية. غير أن الجوانب المعلقة من الرسالة المكية لم تضع إلى الأبد بوصفها مصدراً للشريعة، وإنما أجل تنفيذها إلى حين توافر الظروف المناسبة في المستقبل.



    وقد سبق لي أن ذكرت في مقدمة كتابي "دليل المسلم الحزين إلى مقتضى السلوك في القرن العشرين" أن كثيراً مما نخاله من الدين هو من نتاج حسابات تاريخية واجتماعية معينة، ومن إضافات بشر من حقب متعاقبة. وقد كان من شأن هذه الحسابات والإضافات أن أسدلت حجاباً كثيفاً على جوهر الدين وحقائقه الأساسية الخالدة. فالدين لا ينشأ في فراغ، وإنما يظهر في مجتمع معين وزمن معين، فتتلون تعاليمه بالضرورة بظروف ذلك المجتمع ومقتضيات ذلك الزمان وتراعيها. هو إذن حقيقة مطلقة وردت في إطار تاريخي، وظهرت في بيئة اجتماعية انعكست معالمه عليه، وذلك من أجل أن يلقى القبول، ويحظى منهم الغالبية، ويضمن الانتشار. فكما أنه يستحيل على المرء أن يحمل الماء إلا في إناء، أو يحتفظ بعنصر كيميائي غازي إلا أن خلطه بعنصر غريب يحوله إلى أقراص صلبة، فإن الرسالة الدينية بحقائقها العالمية والخالدة لا يمكن إلا أن تبلغ لمجتمع معين، في حقبة تاريخية محددة، وهو ما يجعل من المحتم أن تدفع الرسالة ثمن ذلك في صورة الدخيل المؤقت، العارض المحلى، غير الجوهري وغير الأساسي. فلو أن الرسالة الخالدة لم تراع جهاز الاستقبال لدى من تسعى إلى مخاطبته والوصول إليه، لضاعت في الأثير واستحال التقاطها. أما ضمان التقاطها واستقبالها فيقتضى تغليف الرسالة بما ليس في صلبها، وترجمة المحتوى العالمي الخالد إلى لهجة محلية، ومراعاة غلظ الأذهان، وضعف المستوى الثقافي والحضاري، والتشبث العنيد بالمفاهيم المو والتقاليد. فإن أصرت الرسالة على أن تحتفظ بنقائها فلا تتلون بالظروف المحلية والتاريخية، ضاعت هدراً ولم يقبلها أحد. ولو أن الرسالة قد تلونت عند تبليغها بالمحلى التاريخى، ثم أصرت بعد ذلك على البقاء على ما هي عليه، رغم انتشارها إلى بيئات اجتماعية جديدة، ومرور الحقب التاريخية عليها، وأبت أن تتشكل بظروف تلك البيئات الجديدة، ومقتضيات العصر تلو العصر، لاستحال عليها أن تلبى الاحتياجات الروحية لأهل المجتمعات والعصور الجديدة الفعالية نفسها التى لبت بها احتياجات أهل المجتمع والعصر اللذين جاءت الرسالة فيهما.



    هذا عن رأى وقت كتابتي لمقدمة كتابي المشار إليه. وأنا الآن أميل إلى القول مع الأستاذ محمود محمد طه بأن رسالة الإسلام بحقائقه العالمية الخالدة، بُلغت خلال الفترة المكية دون حساب لغلظ الأذهان، وضعف المستوى الحضاري للعرب في ذلك الوقت، ودون التلون بالظروف المحلية والتاريخية. وفي ظني أن هذا هو أيضاً ما أراد على عبدالرازق أن يقوله في كتابه "الإسلام وأصول الحكم" عام 1925، وإن كان قد عبر عن قصده بعبارات تتسم ببعض الالتواء، وما عبر عنه صراحة المؤرخ البريطاني آرنولد توينبي في آخر كتاب له وهو :

    Mankind and Mother Earth في عام 1976 والذي نشر بعد سنة من وفاة مؤلفه.



    غير أن الأستاذ طه يذهب إلى أبعد مما ذهب إليه أحد منا، ويصل بالفكرة إلى نتيجتها المنطقية: فعنده أن الفقهاء القدامى من مؤسسي صرح الشريعة الإسلامية، جانبهم التوفيق إذ فسروا مبدأ النسخ على أساس أن النصوص اللاحقة من القرآن والسنة (أي الفترة المدنية)، تنسخ أو تلغى كافة نصوص الفترة المكية السابقة، التى تبدو متعارضة معها. والسؤال الذى ينجم عن هذا هو ما إذا كان مثل هذا النسخ دائم المفعول بحيث تبقى النصوص المكية الأقدم، غير معمول بها إلى أبد الآبدين. ويذهب محمود طه إلى أن هذا القول مرفوض بالنظر إلى أنه لو صح لما كان ثمة معنى للإتيان بالنصوص الأقدم. كما يذهب إلى أن القول بأن النسخ أبدى يعنى حرمان المسلمين من أفضل جوانب دينهم. وبالتالي فهو يقترح تطوير أسس الشريعة الإسلامية، وتحويلها من نصوص الفترة المدنية إلى نصوص الفترة المكية السابقة عليها. ويعنى هذا أن المبدأ التأويلى في التطوير لا يعدو أن يكون عكساً لعملية النسخ، بحيث يصبح ممكناً الآن تنفيذ أحكام النصوص التى كانت منسوخة في الماضي، ونسخ النصوص التى كانت تطبقها الشريعة التقليدية، وذلك من أجل تحقيق القدر اللازم من إصلاح القانون الإسلامي.



    كتب محمود طه في "الرسالة الثانية من الإسلام" يقول: "وتطور الشريعة كما أسلفنا القول، إنما هو انتقال من نص إلى نص، من نص كان هو صاحب الوقت في القرن السابع فأحكم، إلى نص عُدَّ يومئذ أكبر من الوقت فنسخ. قال تعالى: ما ننسخ من آية أو ننساها نأت لخير منها أو مثلها (سورة البقرة،106). قوله .. ما ننسخ من آية.. يعنى: ما نلغى ونرفع من حكم آية.. قوله أو ننساها يعنى: نؤجل من فعل حكمها.. نأت بخير منها.. يعنى: أقرب لفهم الناس وأدخل في حكم وقتهم من المنساة.. أو مثلها.. يعنى: نعيدها هي نفسها إلى الحكم حين يحين وقتها.. فكأن الآيات التى نسخت إنما نسخت لحكم الوقت، فهي مرجأة إلى أن يحين حينها. فإن حان حينها فقد أصبحت هي صاحبة الوقت، ويكون لها الحكم، وتصبح بذلك هي الآية المحكمة، وتصير الآية التى كانت محكمة في القرن السابع منسوخة الآن.. هذا هو معنى حكم الوقت: للقرن السابع آيات الفروع، وللقرن العشرين آيات الأصول".



    ***



    وقد يفاجأ القارئ بهذه القراءة غير المعهودة للآية، فهي في المصحف بين أيدينا (ما ننسخ من آية أو ننساها). غير أن الطبرى في تفسيره يقول: "... وقرأ ذلك آخرون (أو ننساها) بفتح النون وهمزة بعد السين بمعنى: نؤخرها، من قولك "نسأت هذا الأمر أنسؤه نسأ ونساء" إذا أخرته... وممن قرأ ذلك جماعة من الصحابة والتابعين، وقرأه جماعة من قراء الكوفة والبصريين... فتأويل من قرأ ذلك كذلك: ما نبدل من آية أنزلناها إليك يا محمد، فنبطل حكمها ونثبت خطأها، أو نؤخرها فنرجئها ونقرها فلا نغيرها ولا نبطل حكمها، نأت بخير منها أو مثلها". وهو التأويل الذى أخذ به محمود طه، وأخذ به أحد أنجب تلاميذه ومعاونيه، وهو الدكتور عبدالله أحمد النعيم، مؤلف هذا الكتاب بين أيدينا.



    -2-

    اتصل الدكتور اتصالاً وثيقاً، بأستاذه الروحي محمود محمد طه على مدى سبع عشرة سنة كاملة، انتهت بإعدام طه في الخرطوم بتهمة الردة عن الإسلام في 18 يناير 1985، بإيعاز من رئيس الجمهورية آنذاك، جعفر النميرى، الذى سقط نظامه بعد سنة وسبعين يوماً فقط من قتله لهذا المفكر الإسلامي البارز. وقد شارك عبدالله النعيم مشاركة إيجابية فعالة في حركة "الإخوان الجمهوريون" التى تزعمها محمود طه في السودان، واعتقل معه في الفترة ما بين 17 مايو 1983 و19 ديسمبر 1984، وأسهم إسهاماً مشكوراً، وهو القانوني القدير ورئيس قسم القانون العام في كلية الحقوق بجامعة الخرطوم في الدفاع عن المتهمين من زملائه في الحركة، وضمان الإفراج عنهم، غير أنه أضطر بعد إعدام أستاذه والقضاء على الحركة وتفرق السبل بأنصارها إلى الهجرة إلى الخارج، حيث قام بترجمة كتاب طه "الرسالة الثانية من الإسلام" إلى الإنجليزية، وألف بالإنجليزية هذا الكتاب الذى كان لي شرف الاضطلاع بترجمته إلى العربية.



    ***



    والكتاب في واقع الأمر هو مزيج من فكر طه وفكر النعيم، فالفكرة الأساسية لمحمود طه التى أوجزناها منذ قليل هي التى اتخذها النعيم منطلقاً له في كتابه الراهن: تعهدها ونماها، وزودنا بإجابات على التساؤلات التى قد تثور بصددها، وبالتطبيق المنهجي المتسلسل لها في ميادين الدستورية وحقوق الإنسان والقانون الجنائي والقانون الدولي، وبالاستقراء التاريخى للفكر الإسلامي المتصل بقضايا القانون العام، مستفيداً في كل ذلك من الخلفيَّة القانونيَّة التى توفرت له، ولم تتوفر لأستاذه المهندس محمود محمد طه.



    وهو شأن كل تلميذ نجيب ذكى مبدع لقائد مرموق من قادة الفكر، لم يتوقف عند المدى الذى وصل إليه أستاذه، ولا أبقى الفكرة على الحال الذى تركها عليه ذلك المفكر، وإنما اتجه بكل إخلاص وهمة إلى إنماء الفكرة وتطويرها للوصول بها إلى نتائجها المنطقية، وتطبيقها على مجالات متنوعة.. فهو هنا إذن يؤدى إزاء محمود طه دور أفلاطون إزاء سقراط. وكما أننا إزاء الكثير من الآراء الواردة في محاورات أفلاطون نجد من الصعب نسبة هذا الرأي أو ذاك إلى المؤلف أو إلى أستاذه، فكذا نحن إزاء بعض الأفكار الواردة في الكتاب الراهن. وقد كان وصفنا إياه بالمزيج من قبيل الاستسهال، وبسبب إصرار المؤلف الكريم في حواراتى معه على نسبة كل فضل إلى أستاذه، غير أن مقارنة القارئ بين كتب طه وبين كتاب النعيم كفيلة بأن تسهل بعض الشئ، من إدراكنا لحقيقة الإضافات الجوهرية البناءة والإبداعية للنعيم. وأضيف هنا قولاً أكاد أكون واثقاً من أن الدكتور النعيم سيستاء منه، وسيرفضه ويزور بوجهه عنه، وهو أن إعجابي بكتابه فاق إعجابي بكتاب "الرسالة الثانية من الإسلام". وأما سبب ذلك فأذكره وأنا أكاد واثقاً من أن بعض القراء من العرب سيستاءون منه، وسيرفضونه ويزورون بوجههم عنه، وهو أن كتاب النعيم كُتب أصلاً بالإنجليزية، وهى لغة لا تكاد تسمح بالأسلوب الخطابي الإنشائي الفضفاض، الذى تميز به للأسف كتاب الزعيم السوداني الراحل، ولا يستسيغ قراؤها الابتعاد عن معايير الفكر المحدد الدقيق.



    -3-

    غير أنى أتدارك وأصحح وأستغفر.. فيقيني أن النعيم لو كان قد ألف كتابه بالعربية لتميز الكتاب بالقدر نفسه من الهدوء والموضوعية والدقة والروح العلمية الصارمة الذى تميز به الأصل الإنجليزي.. فالخطابة والأسلوب الإنشائي الفضفاض ليسا من السمات اللصيقة بالعربية إلا في عصور انحطاطها. وأما الهدوء والموضوعية والدقة والروح العلمية الصارمة، فجميعها سمات في شخصية عبدالله النعيم، لا مفر أن تنعكس في كتاباته. وصفات لمستها فيه منذ لقائي الأول معه في القاهرة يوم 29 مارس 1993، وهو لقاء دبرته لنا الفنانة المصرية الأصيلة السيدة عطيات الأبنودي مخرجة الأفلام التسجيلية الشهيرة، بعد إبدائي لها شهادة إعجابي بكتاب عبدالله النعيم، وكانت قد قرأته وتعرفت بمؤلفه قبلي.. ولن أنسى أمسية جمعتني بالنعيم والمفكر الإسلامي الكبير الأستاذ طارق البشرى، وهو إنسان على شاكلة النعيم في الهدوء والوقار، والاتزان ورحابة الصدر، رغم اختلافهما الجذري في مجال الفكر الديني، إذ يأبى المؤرخ المصري الأخذ بتاريخيَّة النص الديني، بينما يصر القانوني السوداني عليها. وقد كان حوارهما الهادئ الموضوعي المتزن حول هذا الموضوع مثلاً يُحتذى - وإن كان نادراً ما يحتذى في مجتمعنا الإسلامي البائس- في تحاور مفكرين إن اختلفت اتجاهاتهم وآراؤهم، جمعتهم الرغبة الصادقة في الوصول إلى الحق، بل وإلى ما هو عندي خير من الحق ذاته، وهو التفاهم.. فكأنما كان لسان حال الاثنين ينطق بقوله الإمام الشافعي الشهيرة: "والله ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطئ، وما كلمت أحداً قط وأنا أبالي أن يبين الله الحق على لساني أو على لسانه".

    فأين جعفر النميرى وعمر البشير وأمثالهما من أمثال هؤلاء؟!



    ***



    وكم قد حز في نفسي أن تتقطع لقاءاتى بالنعيم إذ يغادر مصر إلى واشنطن ليعمل مديراً تنفيذياً في منظمة Africa Watch المعنية بحقوق الإنسان في القارة الأفريقية. ولا شك عندي في أنه يتطلع إلى اليوم الذى يتمكن فيه من العودة إلى السودان ليواصل الدعوة إلى أفكاره والأفكار الأصيلة لحركة "الإخوان الجمهوريون" التى تفرق أنصارها وتوقف نشاطها بعد حظر السلطات السودانية لهذا النشاط منذ يناير 1985، ولم تظهر لها قيادة جديدة بعد إعدام زعيمها.. وهو أمر يوحى للأسف الشديد بأن ارتباط معظم أنصارها بزعيمهم كان وجدانياً أكثر منه فكرياً. ولا أحسب أنَّ أحداً منهم سعى مثلما سعى النعيم إلى تأصيل وصياغة الأسس الفكرية للحركة؛ كي ما تغدو تراثاً إنسانياً لا هو حكر على تلاميذ طه السابقين، ولا قاصر على السودان، بل ولا حتى على الأقطار الإسلامية. فعند النعيم أن كتاباً ككتابه الراهن "لا يخاطب المسلمين المعاصرين وحدهم. فرغم أن قضايا إصلاح القانون الإسلامي، والتحول الاجتماعي والسياسي في العالم الإسلامي، هي من شأن شعوب الأقطار الإسلامية في المقام الأول، فإنها أيضاً تدخل في الاهتمامات المشروعة للبشرية جمعاء، بسبب تأثيرها في حقوق الإنسان والحريات الأساسية للبشر... ذلك أنه لم يعد بوسع البشرية أن تتنصل من مسئوليتها عن مصير البشر في أي جزء من العالم، وهو ما نعده إنجازاً مجيداً للحركة الدولية الحديثة المناصرة لحقوق الإنسان. فكافة شعوب العالم مدعوة إذن لمساعدة المسلمين في محنتهم، ولأن تُقبل مساعدة المسلمين لغير المسلمين في محنهم. غير أنه ينبغي أن نؤكد مع ذلك أن هذه الجهود في سبيل التعاون المتبادل ينبغى النهوض بها، في رفاهة حس وطيب نية، إن أردنا لها أكبر قدر ممكن من النجاح والفعالية.



    -4-

    إن آراء كتلك التى وردت في كتب طه والنعيم هي في ظني كملح الفواكه، لا تؤتى مفعولها إلا بعد مدة! غير أنى أكاد أكون على ثقة من أن اليوم سيجئ الذي تحدث هذه الآراء فيه تأثيراً عميقاً وواسع النطاق في فكر المثقفين في العالم الإسلامي أولاً، ثم في وجدان جماهيره العريضة، ولن يكون هذا اليوم بعيداً كما يتصور بعض المتشائمين، فحاجة المسلمين تشتد في زمننا هذا- ويوماً بعد يوم- إلى توفير حلول مناسبة للمشكلات المتفاقمة بأقطارهم، تكون من وحى تراثهم ودينهم وتقاليدهم، وإلى تأكيد هويتهم الحضارية في مواجهة الأخطار التى تهدد بابتلاعها.. غير أن حقهم في تقرير المصير يحده حق الأفراد الآخرين والجماعات الأخرى في الشئ ذاته، مما يحتم تحقيق مصالحة بين الشريعة الإسلامية وبين كافة حقوق الإنسان العالمية، وإقناع المسلمين بأن "الشخص الآخر" الذى ينبغي عليهم قبول مبدأ المساواة الكاملة بينهم وبينه، (كالدول الأجنبية غير الإسلامية، والأقليات غير المسلمة التى تعيش في أقطارهم، والنساء المسلمات اللاتي تنتقص الشريعة التقليدية من حقوقهن)، يشمل كافة البشر الآخرين، بغض النظر عن الحسابات العرقية والدينية والجنسية.

    ***

    وعندي أن هذا الحل كامن في الأفكار الأساسية التى طرحها المفكر الإسلامي السوداني الفذ محمود محمد طه، وفي هذا الكتاب لتلميذه المفكر الإسلامي السوداني الفذ الدكتور عبدالله أحمد النعيم، وهو الكتاب الذى سألني النعيم يوم 29 مارس 1993 أن أكتب مقدمة له، فانبريت في حماسة أسأله الإذن بترجمته بأكمله إلى اللغة العربية.
    حسين أحمد أمين
    مصر الجديدة في 19 يونيو1993




    http://www.arkamani.org/bookreview_files/abdalahnaeem.htm
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية عبدالله عثمان03-09-07, 03:05 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية عبدالله عثمان03-09-07, 03:09 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية malik_aljack03-09-07, 03:29 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية عبدالله عثمان03-09-07, 01:14 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية Omer Abdalla03-09-07, 03:25 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية عبدالله عثمان03-09-07, 07:08 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية Haydar Badawi Sadig03-09-07, 01:36 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية عبدالله عثمان03-09-07, 02:18 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية عبدالله عثمان03-11-07, 06:16 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية عبدالله عثمان03-12-07, 07:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de