"الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 09:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2007, 05:33 PM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
- آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه ... فى معتثلات مايو (Re: Dr. Ahmed Amin)


    من أوراق الأستاذ محمود محمد طه داخل معتقلات مايو (5)
    كيف تطور دين التوحيد من خلال الصراع بين المجموعات البشرية عبر التاريخ ؟
    د.محمد محمد الأمين عبد الرازق
    أوضحنا في ما مضى من حلقات الفرق بين المستوى العلمي من الإسلام ، والمستوى العقائدي. وفي هذه الحلقة نحاول أن نمدد البحث في اتجاه دراسة جذور الاعتقاد من حيث هو .. عندما برز الإنسان الأول وجد نفسه في البيئة الطبيعية ، وكان مجال الاعتقاد أمامه واسعاً إذ أنه ضعيف العقل في تلك المرحلة ، فاعتقد في كل شيء .. ومن خلال الصراع مع العناصر والأحياء ، أخذ عقله ينمو بإضطراد ، فتدخل مناطق كانت في مجال الاعتقاد منطقة العلم فتفقد رهبتها وبريقها .. وهكذا تحرك الإنسان في اتجاه المعرفة على حساب الاعتقادات التي تتضح سذاجتها مع الأيام .. والحقيقة أن المعاناة والثمن الذي دفعته البشرية في سبيل تطورها ، من دمائها وعرفها ودموعها ، يعجز الإنسان المعاصر عن أن يتصوره إلا إذا عكف على قراءة تاريخ النفس من داخله باتباع المنهاج العلمي في الإسلام .. وفي مرحلة معينة من نمو العقل اعتقد الإنسان في الحياة الأخرى من خلال الأحلام التي يراها وهو نائم ، فكان يرى أخوته الذين ماتوا يمارسون أعمالهم تشبه ما يقوم به هو في هذه الحياة الدنيا ، فقام في خلده أن الشخص الميت لا بد أنه محتاج لمن يساعده من أفراد أسرته الذين تركهم في هذه الحياة وذهب منفرداً .. من هذا الشعور جاء الاتجاه إلى دفن الزوجة والعمال والأدوات .. الخ ، مع الميت .. وفي مقبرة واحدة لأحد ملوك العهد القديم بالدفوفة بكرمة شمال السودان ، وجد أن هذا الملك قد دفن معه في آن واحد 49 رجل و46 امرأة!! مات هو موتاً طبيعياً ، وماتوا هم اختناقاً عندما انهالت عليهم التراب .. والسبب في هذه العملية البشعة أن هذا الملك سيحتاج إليهم في حياته الأخرى كما كان الحال في الدنيا !! وقبل شهور استمعت إلى ضابط شرطة ، كان يحكي في برنامج إذاعي ، عن تجربته في البحث عن الجاني في جريمة قتل بجنوب كردفان .. وقال أنه اضطر من أجل التحقيق إلى نشر بعض المقابر ، ففوجئ في أحدهما بكمية من العفش ، شنط وأدوات ولكنه لم يجد بشر ، فكأن التطور قد أحدث تقدم في التعامل وفق هذا الاعتقاد القديم لمصلحة أسرة الميت .. بعد تطور طويل وبطئ ، ظهرت ديانات التوحيد ، وتطورت المعرفة ، وبذلك زالت كثير من الاعتقادات الساذجة ، ويمكن إدراج ظاهرة عروس النيل في مصر التي أبطلها عمر بن الخطاب كمثال هنا .. ثم اعتقد الناس في الأنبياء ، والصالحين يطيعونهم ويعتقدون أنهم مصدر السعادة في الدنيا والآخرة .. فتكونت العقائد المختلفة وقال عنها القرآن (كل حزب بما لديهم فرحون) ، بالرغم من أن جميع هذه العقائد إنما تنبع من مصدر واحد هو التوحيد بنص القرآن: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك ، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) .. والسبب في هذا التفرق هو ضعف قدرة الناس على أخذ جانب العلم بدرجة تفوق جانب العقيدة ، أو تحول العقيدة إلى عقيدة علمية ..
    هذا وفي توضيح معنى أن الاعتقاد الذي تكون ثمرته دفع الإنسان نحو العلم يكون اعتقاداً مقبولاً إلى حين ، جاء في كتاب (أسئلة وأجوبة – الثاني الأستاذ محمود محمد طه) ما يلي في الرد على سائل:
    (وأنت تقول: "ولكننا مع توفير المعارف والعلوم لا نزال نبحث عن مرفأ ترسو فيه مراكبنا التي أضناها المسير" .. وهذا حق يعرفه كل ذكي يقلب الطرف فيما حوله من حالة القافلة البشرية ، وأنت تقول: "نحن في حاجة لعقيدة نهائية نعرفها ، ونهضمها ونتمرس بها ، ونختبرها لتصبح لنا ذلك المرفأ الذي ترسو عليه مراكبنا" .. وأنا على ذلك موافق بشرط واحد: هو أن تكون العقيدة مقدمة للمعرفة ، نحن نتوكأ على العقيدة ريثما نعرف ما نقصده معرفة اليقين .. إلى أن يقول: فالعقيدة مرفأ من عواصف الحيرة ودياجير الشك ما في ذلك ريب ، ولكن العقل البشري المعاصر ، لا يريد العقيدة إلا متوكئ يبلغ بها مشارف العلم ومنازل اليقين ، وكلما استيقن العقل من مرحلة طالعته مرحلة جديدة لا يسعه منها إلا الاعتقاد ، ريثما تتكشف له معمياتها ، وتدخل بذلك في مرحلة العلم فتطير له في الأفق البعيد مرحلة جديدة لا يسعها إلا العقيدة وهكذا دواليك) انتهى ..
    إذن تكتسب العقيدة المعينة الاحترام وتستحق البقاء إذا كانت فعالة في تعليم معتقديها وفي زيادة معرفتهم .. وفي هذا الإطار يمكن للإنسان أن يتفهم القبول الصامت لاعتقادات التلاميذ في العارفين من قيادات الطرق لصوفية في السودان وفي من سار على دربهم .. إذ أن التغيير المباشر في غير ميقاته قد يفقد المعتقد توازنه فيهتز سلوكه فيتعرض لانحرافات نتيجة لقصوره ونقصان معرفته ، ولذلك فإن مثل هذا التغيير لا يعتبر صحيحاً بموازين التسليك والتربية .. وفي أغلب الأحوال يترك التصحيح لله رب العالمين ، فهو الذي يوجه مسيرة البشرية من مرحلة إلى مرحلة ..
    وقد ورد في الحديث أن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قال: (بينما أنا على الصراط إذا بأناس من أمتي يوضعون ذات الشمال ، فأقول: أصحابي أصحابي !! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .. فلا أقول إلا كما قال العبد الصالح: وكنت عليه شهيداً مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) .. يعني أنهم انحرفوا عندما غاب عنهم جسدياً وذلك لأنهم اعتقدوا فيه هو أكبر من اعتقادهم في الله ، (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير) .. وتحضرني هنا عبارة أحد الأصحاب: ما كنا ننفض أيدينا من تراب قبر رسول الله حتى أنكرنا قلوبنا..
    الشاهد في الأمر أن حركة البشرية سائرة في اتجاه الاعتقاد في الله وحده وانتظار مجيئه بالعمل برسالته وفق شريعته وحقيقته ، وليس على الانتظار السلبي بلا عمل .. والدعوة إلى الله بهذا المفهوم هي موضوع رسالة الإسلام في مستواه العلمي .. والمقصود بالانتظار السلبي هو ترك الأمور تسير بغير فكر يهدي التطور انتظاراً لموعود آخر يرجى منه أن يقوم بهذا الدور ، أو بحجب الفكر عن قصد لأي سبب من الأسباب .. والانتظار السلبي بهذا المعنى كان يحدث عبر التاريخ بسبب الغياب الحسي للقيادات ، ولما كان الله حي لا يموت فلن تكون هناك فرصة توقف لمن يحمل نفسه في اتجاه هذا المستوى من الاعتماد على الله وحده بمسئولية .. وكل الأحاديث التي بثها الأستاذ محمود محمد طه في تلاميذه خاصة في الأيام الأخيرة قبيل الإعدام ، كانت تدفع الناس نحو الله ، وكمثال: (انتو في الأيام المقبلة راح تشعروا بالحاجة لله أكثر مما شعرتم بها في أي وقت .. المسألة الراح تحوجكم لله هي لخيركم ما في أدنى شك .. وأنا مستبشر للمسألة دي .. نحن في منعطف جديد تماماً لازم الناس يأخدوه بالجد اللازم والعمل اللازم) .. وهل أذيع سراً إذا قلت أن السبب المباشر في توقف النشاط المذهل الذي كنا نقوم به نحن الأخوان الجمهوريين هو غياب مرشدنا الحسي بسبب تنفيذ الإعدام ؟ ولكننا نقول بقوة إن العلم الذي طرحته الفكرة الجمهورية ، والتربية التي أرسى دعائمها مؤسسها لا يزالان يعملان بفعالية في تحريك التلاميذ نحو الالتصاق بالله ، فالحياة الممدودة من الله تنمو كما ينمو الكتكوت داخل البيضة ، ولن تنفك مستمرة في النمو حتى تكتمل وتخرج للناس في العلن بأقوى مما كانت في الماضي ..
    من جانب آخر ، لقد سارت البشرية في اتجاه التوحيد بأساليب كثيرة متنوعة ، من التعدد إلى الوحدة ، يقودها الاعتقاد من مرحلة إلى مرحلة ، فتتجمع اعتقادات كثيرة في عقيدة واحدة بفعل الصراعات والحروب ، وذلك لأن الإنسان عندما يلح عليه الجانب العملي في حياته ، فإنه يبدل عقيدته بعقيدة أخرى يراها أكثر كفاءة في حفظ حياته وتنميتها .. فلنستمع إذن إلى الأستاذ محمود يحدثنا بشيء من التفصيل عن تلك المسيرة الطويلة في (ديباجة الدستور):
    29) ان الفرد البشري اليوم وارث لكل حياة الجنس البشري، منذ النشأة ، فهو يعيد كل هذه الحياة ، منذ حياة حيوان الخلية الواحدة ، بين الماء و الطين . و لكن في رحم الأم هو يطوي هذه المراحل بسرعة شديدة لأنها موجودة فيه بالإمكان فهى تفـــر نفسها ، بمحض الفضل الإلهي ، في تسعة اشهر و بضعة أيام .. قال تعالي( و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين *ثم جعلناه نطفة في قرار مكين..)) فأما القرار المكين هنا فإنما هو رحم الأم .. و أما النطفة هنا فإنما هي ماء الرجل المختلط ببويضة الانثي.. و لقد طوي ،تبارك و تعالي ، في عبارة(( من سلالة من طين )) تطور الحياة ، منذ نشأت ، بين الماء و الطين ، و إلى ان بلغت مرتبة البشرية قال تعالي ( هل أتي علي الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * انا خلقنا الإنسان من نطفة ، امشاج نبتليه ، فجعلناه سميعا بصيرا* انا هديناه السبيل ، إما شاكرا، و إما كفورا..)) فالنطفة الامشاج هنا إنما هي الماء المختلط بالطين .. و هذا مما طوي في عبارة (( من سلالة من طين)) .. فالفرد البشري اليوم، في الرحم، يعيش كل هذه الأطوار ، التي استغرقت دهرا دهيرا ، في تسعة اشهر ، و بضعة أيام ، و ذلك بمحض الفضل الإلهي . و لقد حفز الخوف الرهيب الحياة في المراقي ، حتي بلغت طورها الحاضر ، ببروز البشر المعاصرين .. و لقد طويت الإشارة إلى الخوف الرهيب الذي حفز الحياة في مراقيها في عبارة (( نبتليه)) .. و لقد طويت المراقي في عبارة (( فجعلناه سميعا بصيرا)) .. و في آيات النشأة البشرية يقول تبارك و تعالي ( و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة ، فخلقنا العلقة مضغة ، فخلقنا المضغة عظاما ، فكسونا العظام لحما ، ثم أنشأناه خلقا آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين)) فهذه ست حركات يطوي فيها الكائن البشري ، في رحم الأم ، كحيوان منوي ، جميع مراحل الحياة ، منذ فجر الحياة ، من لدن الماء ، و الطين .. و في الحركة السابعة (( ثم أنشأناه خلقا آخر )) يدخل الكائن البشري ، و هو في رحم الأم : مرتبة البشرية ، ثم يخرج إلى الحياة طفلا بشرا سويا!! (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) ثم هو، منذ ان يولد ، يسير سيرة الفرد البشري الأول الذي اضطر ، اضطرارا، ليعيش في مجتمع ، و كذلك هدي إلى اختراع المجتمع ، منذ ذلك الوقت المبكر .. ثم هو لم يخترعه إلا بعد ان تنازل اضطرارا عن بعض حريته ، ليستمتع بباقيها .. و هذا هو الشأن إلى يومنا الحاضر ، حيث تقيد حريات أفراد المجتمع بما لا يتعدي علي حريات الآخرين.. و كلما ترقت المجتمعات ، كلما قللت من القيود علي الأفراد . و من هذا الاتجاه نشأت الديمقراطية ، و نشأت الدساتير ، و نشأت القوانين الدستورية.. و لقد قلنا ، و نقول مرة أخري ، ان القوانين الدستورية هي تلك التي تملك القدرة علي التوفيق، في آن معا ، بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة ، و حاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة .. و لقد قررنا ، فيما سلف ، ان القوانين التي اخذت بداياتها من الأعراف البسيطة ، الساذجة ، البدائية، التى حولها نشأ المجتمع ، بتقييد ، ، قد كانت دستورية بهذا المعني الوارد أعلاه ..
    نقول هذا مع ان العقوبات التي كانت تترتب علي مخالفات هذه الأعراف قد كانت عنيفة ، اشد العنف ، و أفظعه .. و لكنها ، مع ذلك ، قد كانت حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة .. و لكنها فقط في نقطة البداية ، حيث نشأة العقل ، الذي يقيد نزوة الحيوان فينا .. و لو لا نشأة العقل لما دخلنا مرتبة البشرية .. و لو لا العقل أيضا لما كان هناك طموح منا لنبلغ مبلغ الحرية الفردية المطلقة ، منذ اليوم ، و في أيامنا المقبلة .. و هي أيضا قد كانت ، و بنفس القدر ، حاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة ، التي نحلم بها نحن ، منذ اليوم ، و نترقب بلوغها ، في أيامنا المقبلة .. ان النهايات ظاهرة في البدايات.. و لكن ظهورها يحتاج منـا إلى أعمـال فكر.. ان المعلم واحد ـــ الله ..

    30) و الآن فان الفرد البشري يولد أنانيا ، فهو لا يري ان هناك غيره ، بل انه يري انه يجب ان ينفرد بنيل ما يريد .. ثم هو يأخذ في التعلم ، قليلا ، قليلا ، حتى يقيد رغبته برغبة المجتمع من حوله .. و كلما نما ، كلما علم ، ان حريته مقيدة بحرية الآخرين.. ثم هو ، إذا بلغ سن الرشد ، اصبح واضحا أمامه وجوب تقييد نزواته ، وفق العرف ، و القانون ، و إلا فانه يتعرض للعقوبة التي تعرض لها الفرد البشري ، في أول النشأة ، مع الاختلاف طبعا ، في عنف العقوبة بين الأمس، و اليوم، و ذلك بفضل الله ، ثم بفضل تطور المجتمع ، فالفرد البشري اليوم مولود و هو وارث لتجارب الحياة منذ بدايتها.. ووارث للكبت الذي فرضته الحياة ، في المجتمع ، علي الفرد البشري ، منذ بروز البشر من مستوي الحيوان .. ثم ان علي الفرد البشري بالإضافة للكبت الموروث ، ان يمارس كبتا مكتسبا في حياته بين الميلاد و الوفاة .. و لقد كان الكبت دائما بفعل الخوف ، و لكن الخوف يقل ، و يقظة الضمير تزيد ، كلما اقتربنا من عهد كمال الحياة البشرية علي هذا الكوكب الذي نعيش فيه ، و لقد كان الخوف صديقا ، حيث به برزت العقول من الأجساد ، و لكنه لا بد من التحرر من الخوف من اجل كمال العقول و كمال الاجساد.. لقد كان الخوف صديقا في بداية النشأة ، و لكنه قد أصبح عدوا منذ اليوم ، حيث أقبلت الحياة البشرية علي عهد كمالها .. لقد سار الفرد البشري من مستوي الحيوان إلى مستوي البشر ، بفضل الله ، ثم بفضل الكبت ، الذي به انقسم علي نفسه و سيسير من مستوي البشر إلى مستوي الإنسان ، بفضل الله ، ثم بفضل فضّ الكبت ، حيث تتوحد البنية التي انقسمت بفعل الكبت .. ان جميع عصور البشرية ، و إلى اليوم ، قد تطورت فيها البنية البشرية و هي منقسمة علي نفسها .. و هذا ما أسميناه مرحلة ( الجسد و العقل المتنازعين)).. و ستدخل البشرية مرحلة كمالها منذ اليوم ، و ذلك بفض الكبت ، الموروث ، و المكتسب ، حيث تجيء مرحلة ( الجسد و العقل المتسقين)).. و يومئذ تدخل البشرية الحاضرة مرحلة الإنسانية ، حيث تتم وحدة البنية البشرية ، التي عاشت منقسمة علي نفسها طوال تاريخها الطويل .. و لا يجيء فض الكبت فجأة ، و بغير فكر يهدي التطور ، كما يظن الماديون ، حيث يتحدثون عن تحرير الغرائز ، و هم لا يعلمون ما يقولون.. لا بد للفرد اليوم ، من اجل تطوره في مضمار وحدة بنيته ، من الكبت ، المجود ، الواعي ، ليستطيع ، بعد تجويد الكبت ، ان يدخل مرحلة فضّ الكبت ، بعلم ، و بذكاء .. ان الكبت المكتسب يجب ان يجيء من قناعة ، و من يقظة ضمير ، و من توقد ذهن ، و من علم بأصل البيئة ، التي نعيش فيهاــ البيئة الطبيعية ، و البيئة الاجتماعية ــ لا ان يجيء من الخوف الذي سلط علي أوائلنا من جراء الجهل .. لقد كان الخوف كما قررنا ــ صديقا لأوائلنا ، و لكنه ، منذ اليوم ، هو عدونا ، و يجب بفضل الله ، ثم بفضل العلم الجديد بأصل البيئة الطبيعية ، و الاجتماعية ، ان نتحرر منه . و في مضمار التحرر من الخوف يجيء فض الكبت ..

    31)لقد انصب الكبت في أول نشأة المجتمع ، كما سبق ان قررنا ، علي القوة الجنسية ، و علي حب التملك.. و اليوم فان الكبت يجب ان ينصب عليهما معا و لكن بعلم ، و بقناعة ، لا بخوف العقوبة من المجتمع .. و لما كان في المرحلة لا بد من مستوي من الخوف ، من اجل التحرر من الخوف ، فقد وجب توحيد الخوف في مصدر واحد ، ريثما يتم التحرر نهائيا من الخوف .. هذا المصدر الواحد إنما هو المعلم الواحد ، الذي سير الحياة ، من بدايات المادة ، في المراقي نحو الكمال .. لقد قلنا لأن المعلم واحد فان النهايات ظاهرة في البدايات ، و لكن ظهورها يحتاج منا إلى أعمال فكر.. و الآن فانا نقرر ان دين التوحيد قد كان ظاهرا في دين التعدد ، منذ نشأة الدين ، عند الفرد البشري ، قبل نشأة المجتمع.. فقد كان لكل فرد في الأسرة آلها ــ للأب، و للأم ، و للأبناء البالغين ، و لغير البالغين ــ و لكن آلهتهم جميعا تخضع لإله الأب، كما يخضعون هم جميعا له .. ثم ان الأسرة الواحدة قد نشأت منها اسر جماعة ، ترجع إلى رجل واحد ، هو جدها .. و لهذه الأسر العديدة رجل حكيم، يأتمرون بأمره ، و يذعنون لحكمته ، ولإلهه تذعن آلهتهم ، كما يذعنون هم له.. و هكذا سار التوحيد .. رجل حكيم ، و ذكي ، يذعن له رجال قبيلته، و نساؤها ، و لإلهه تذعن آلهة رجال قبيلته ، و نسائها.. ثم ان القبائل تحترب ،
    فيما بينها ، فتغلب قبيلة قبيلة ، فتذعن القبيلة المغلوبة للقبيلة الغالبة ، و تذعن آلهة القبيلة المغلوبة لآلهة القبيلة الغالبة ..
    و هكذا سار التوحيد .. ثم جاء عهد الملوك فتوجت القبائل شيوخها ملوكا عليها ، ليحموها و ليقودوها إلى النصر علي أعدائها الذين ينازعونها الأرض ، و ينازعونها المرعي ، و ينازعونها الماء ، و يشنون عليها الغارات ..
    فإذا انتصرت قبيلة ، بقيادة ملكها ، علي قبيلة أخرى ، بقيادة ملكها ، فان الملك المغلوب يذعن للملك الغالب، و تذعن قبيلته معه ، و تذعن آلهته للآلهة الجديدة ، و يتوحد الملك بين القبيلتين ، و يتوحد الدين .. و هكذا يسير التوحيد .. ثم تطور عهد الملوك : من ملوك القبائل الرحل ، إلى ملوك المدن المسّورة ، المحصنة بالقلاع ، و تطورت ، مع تطور الملوك الآلهة .. و تطورت الممالك ، من ممالك المدن ، إلى ممالك الدول الكبيرة .. و تطورت الآلهة أيضا حتى جاء عهد الملوك الذين كانوا يرون أنفسهم آلهة ، و الملوك الذين كانوا يرون أنفسهم أبناء الآلهة ، و الملوك الذين كانوا يرون أنفسهم ظلالا للآلهة ، و الملوك الذين كانوا يرون أنفسهم ظلالا لإله واحد.. هكذا يسير التوحيد .. و لقد جاء دين التوحيد ، من السماء باتصال الملك جبريل بالبشر المرسلين لتعليم الناس التوحيد ، منذ آدم ، أبو البشر الحاضرين، و ذلك عهد بعيد ، ممعن في البعد، و لكن دائرة دين التوحيد بهذا المستوي ــ مستوي رسالات السماء ــ قد كانت ضيقة .. و في أثناء ذلك لقد خدم عهد الملوك دين التوحيد خدمة جلي ..

    32)و جاء مؤخرا الملوك الموحدين ( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل ، من بعد موسى ، إذ قالوا لنبي لهم : ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله .. قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا ؟؟ قالوا : و مالنا ألاّ نقاتل في سبيل الله ، و قد أخرجنا من ديارنا ، و أبنائنا .. فلما كتب عليهم القتال تولوا ، إلا قليلا منهم .. و الله عليم بالظالمين * و قال لهم نبيهم : ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا.. قالوا : أنّي يكون له الملك علينا ، و نحن أحق بالملك منه ، و لم يؤت سعة من المال ؟؟ قال: إن الله اصطفاه عليكم ، و زاده بسطة ، في العلم ، و الجسم ، و الله يؤتي ملكه من يشاء ، و الله واسع عليم ..)) و كان في جند طالوت داوؤد.. و يقص الله علينا من خبرهم ( و لما برزوا لجالوت ، و جنوده قالوا : ربنا افرغ علينا صبرا ، و ثبت أقدامنا ، و انصرنا علي القوم الكافرين * فهزموهم ، بإذن الله ، و قتل داوؤد جالوت ، و آتاه الله الملك ، و الحكمة ، و علمه مما يشاء .. و لو لا دفع الله الناس ، بعضهم ببعض ، لفسدت الأرض .. و لكن الله ذو فضل علي العالمين ..)) و خلف داوؤد سليمان ابنه، فكان ملكا رسولا.. و انتصر سليمان علي بلقيس ، ملكة سبأ ، فجاءت مذعنة ( قالت : رب اني ظلمت نفسي ، و أسلمت مع سليمان لله رب العالمين..)) و كانت هي ، و قومها ، يعبدون الشمس ، فتحولوا لما هزموا ، إلى دين التوحيد .. و هكذا يسير التوحيد .. و استمر عهد الملوك.. و لماء جاء المسيح ، ابن مريم ، نبيا عبدا ، رفضه اليهود ، لأنهم كانوا ينتظرونه نبيا ملكا .. و لقد جاء نبينا ، فخير ان يكون نبيا ملكا ، أو نبيا عبدا ، فاختار ان يكون نبيا عبدا .. فانتصر بذلك للمستضعفين ، في الأرض ، و بدأ عهد الجمهورية ، من يومئذ ، يدال له من عهد الملكية .. و لكن ، لما كان الوقت لا يزال مبكرا لمجيء عهد الجمهورية ، مجيئا عمليا ، فقد قال نبينا ( الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم تصير ملكا عضوضا .. )) و هكذا كانت ، علي عهد معاوية ، و إلى وقت قريب ، و في بعض البلاد الإسلامية ، إلى يومنا الحاضر .. و بالثورة الفرنسية ، في القرن الثامن عشر ، بدأ عهد الجمهوررية بصورة ، عملية ، و جريئة .. ثم جاءت الحرب العالمية الثانية ، و بنهايتها اتسع النظام الجمهوري ، و تقلص النظام الملكي ، في كل الأرض .. لقد جاء عهد الشعوب ، و بدأ التاريخ يكتب من جديد و هكذا يسير التوحيد ..

    33) و الآن فان التوحيد قد بلغ مستوي طيبا جدا يسمح بتطور جديد في مستوي الحياة البشرية به تدخل عهد الإنسانية ، الذي ظلت ترقبه ، و تحلم به ــ أو بالأحرى يحلم به طلائعها من أنبياء الحقيقة . و لقد رأينا كيف ان العلم المادي ، بانفلاق الذرة، قد رد الوجود كله إلى اصل واحد ، معلوم الخصائص ، مجهول الكنه .. اصل واحد هو قوة ـــ هو طاقة ـــ تدفع ،و تجذب، في الفضاء.. و لقد اخترنا الحديث عن خط تطوير السلاح ، من السلاح الحجري ، إلى السلاح النووي، لان الحروب تحفز علي التطوير اكثر مما يحفز السلام .. و إلى اليوم ، فان الدول ، ميزانياتها ، تكاد تكون مفتوحة ، لتمويل البحوث العلمية التي تطور الأسلحة الرهيبة ، ذلك بان السلام اليوم إنما يقوم علي الخوف من الحرب بهذه الأسلحة الرهيبة ، التي معها لن يكون هناك منتصر، و منهزم ، كما كانت الحالة بالأسلحة التقليدية ، و إنما هو الدمار لكل الحياة .. و بفضل حوافز الحرب جاء تطوير العلم المادي التجريبي للحياة المعاصرة ، من جميع وجوهها .. ثم أننا رأينا كيف سار توأم العلم المادي التجريبي ــ الدين ــ من التعدد أيضا إلى التوحيد .. لقد كان هناك في بدء المسيرة آلهة كثيرة ــ آلهة بعد البشر ــ و لكن بعض الآلهة مهيمن علي بعضها ، هيمنة البشر ، بعضهم علي بعض .. و لقد جاءت أديان التوحيد جميعها تحارب آلهة الأصنام ، و آلهة العناصر ، و الأجرام ، و آلهة الملوك ، أمثال فرعون ( فحشر فنادي * فقال انا ربكم الأعلي..)) حتي تم لها النصر ، من حيث التنظير بنزول القرآن .. و عندما جاء النبي الكريم بالقرآن في مكة كان في الكعبة ، بيت الله الذي بناه أبو الأنبياء ، إبراهيم ، لعبادة الله وحده ، نحو ثلاثمائة و ستين صنما .. فقال يأيها الناس قولوا :” لا إله إلا الله" تفلحوا!! فقالوا فيما حكي عنهم القرآن ( أجعل الآلهة إلها واحدا ؟؟ ان هذا لشي عجاب !!)) و لقد جاء جميع الأنبياء ، و الرسل ، بقولة " لا إله إلا الله “.. اللفظ واحد ، و التحصيل ، في الصدور، يختلف ــ المعنـي يتفاوت .. في جميع العصور كانت (( لا إله إلا الله )) تعني ان جميع الآلهة باطلة ، إلا إلها واحدا ، هو الله .. (( لا معبود بحق إلا الله )).. هذا معني (( لا إله إلا الله)) عندنا، نحن المسلمين ، في القرن السابع .. ذلك بأنه قد كانت هناك آلهة أصناما حسية ، فكان هذا المعني يناسب ذلك الطور ، من أطوار المجتمع البشري.. أما اليوم فان التوحيد ، بمحض الفضل الإلهي ، قد ارتفع إلى قامة جديدة ، تناسب مجتمع القرن العشرين ، الذي طور العلم المادي التجريبي ، حتي رد المادة كلها إلى اصل واحد، و حتي بفضل الله، علينا و علي الناس ، طور الآلة في مضمار القوة ، و السرعة ، و الكفاءة ، إلى الحد الذى الغي، أو كاد ان يلغي ، الزمان ، و المكان .. فوحد بذلك هذا الكوكب الذي نعيش فيه .. ان البشرية اليوم لا تعبد أصناما حسية، كما كان يفعل الناس ، في القرن السابع ، و لكنها ، مع ذلك ، تعبد أصناما معنوية ، لها عليها سلطان ، اقوي من سلطان الأصنام الحسية علي عبادها الذين ظلوا لها عاكفين...
                  

العنوان الكاتب Date
"الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-13-07, 11:12 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبدالله عثمان03-13-07, 11:35 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-14-07, 01:10 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبدالله عثمان03-14-07, 06:20 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبدالله عثمان03-17-07, 06:50 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-14-07, 01:15 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-14-07, 10:40 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Ahmed Khalil03-16-07, 07:38 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبدالله عثمان03-20-07, 11:53 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Sabri Elshareef03-14-07, 11:48 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig03-16-07, 06:17 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم03-16-07, 08:22 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين03-16-07, 08:40 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-17-07, 06:58 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-17-07, 07:06 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-21-07, 04:14 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Abdel Aati03-21-07, 02:45 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-22-07, 03:06 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-22-07, 03:11 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-22-07, 08:21 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-22-07, 09:00 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-23-07, 05:07 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-24-07, 03:49 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-24-07, 06:21 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-24-07, 06:26 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-25-07, 04:12 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-25-07, 05:43 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-26-07, 01:29 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-27-07, 05:09 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Abdel Aati03-27-07, 10:20 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-29-07, 01:25 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-29-07, 01:30 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-29-07, 01:36 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم03-29-07, 04:29 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-30-07, 05:07 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-30-07, 05:14 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin04-02-07, 04:56 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin04-03-07, 07:03 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin04-04-07, 12:20 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه MAHJOOP ALI04-05-07, 03:00 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-05-07, 04:08 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-05-07, 04:13 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin04-05-07, 12:08 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin07-01-07, 11:06 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-08-07, 02:39 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin04-11-07, 07:14 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-14-07, 07:57 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-14-07, 08:13 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin05-14-07, 03:27 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad05-14-07, 07:44 AM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:15 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Sabri Elshareef05-14-07, 11:48 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin05-16-07, 03:42 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه NEWSUDANI05-16-07, 04:05 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-17-07, 04:18 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin05-17-07, 07:23 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:28 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه maia05-17-07, 08:31 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:33 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin05-19-07, 09:09 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Osman Musa05-20-07, 04:40 AM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:36 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin05-20-07, 11:21 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin05-20-07, 11:11 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-21-07, 04:03 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:41 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:45 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-04-07, 05:43 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin06-04-07, 11:37 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-05-07, 11:53 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-05-07, 11:54 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-16-07, 09:35 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-16-07, 10:12 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-17-07, 12:54 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبد الحي علي موسى06-25-07, 10:20 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-26-07, 04:18 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-29-07, 03:48 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-29-07, 03:56 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه abdelwahab hijazi07-01-07, 12:49 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-01-07, 05:19 PM
      مسألة مايو ومواقف الجمهوريين.. Yasir Elsharif07-01-07, 06:54 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-06-07, 08:00 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-06-07, 10:00 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه abdelwahab hijazi07-07-07, 10:54 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه abdelwahab hijazi07-08-07, 02:12 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-09-07, 06:04 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-09-07, 03:01 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin07-10-07, 06:31 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-10-07, 07:13 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-10-07, 02:08 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-11-07, 08:52 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-11-07, 10:40 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-18-07, 11:04 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-11-07, 06:49 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-13-07, 03:35 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-18-07, 11:15 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-13-07, 03:46 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-18-07, 02:54 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-19-07, 01:00 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin07-28-07, 04:25 AM
    - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه ... فى معتثلات مايو kh_abboud09-30-07, 05:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de