لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2006, 09:11 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48774

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ (Re: Mohamed Doudi)

    أخي الكريم محمد دودي،

    تحية المودة والاحترام

    قولك:

    Quote: لقد شارك الجنوب فى انتخابات مابعد اكتوبر ولكن لقد تم اجراء الانتخابات فى دوائر المدن والتى كانت تحت سيطره الحكومه فقط لعدم توفر الامن فى باقى الدوائر الانتخابيه نسبه للحرب المشتعله انذاك فى الجنوب...ان تجرى انتخابات فى 10% من الدوائر خير من حكم استبدادى حتى لو كان الحكام ملائكه لان السلطه المطلقه مفسده مطلقه. اترك للقارى ان يقارن بين قيام الانتخابات فى 85% من الدوائر ام قيام حكومه غير منتخبه (هيهات) او استمرار نظام عبود. لقد قامت ثوره اكتوبر من اجل عوده الحكم الديمقراطى ورجوع العسكر الى سكناتهم (من اهم شعارات اكتوبر)


    لقد تعجلت الأحزاب للانتخابات وتجاهلت مسألة الحرب التي تفاقمت بأكثر مما كان على عهد الحكم العسكري وهذا التعجل خطأ كبير.. ثم أنها عندما أقامت انتخابات ناقصة، بسبب عدم مشاركة أغلب مناطق الجنوب، ذهبت بهذه الجمعية، ناقصة الشرعية، إلى تعديل جوهر الدستور المؤقت الذي بغيابه لا يكون الدستور دستورا.. ثم أنها أرادت بنفس هذه الجمعية أن تكتب دستورا دائما للبلاد اختارت له أن يكون إسلاميا متناسية حقوق غير المسلمين.. كان يمكن الاستمرار بالدستور المؤقت ريثما تُحل مشكلة الحرب ويحل السلام لأن السلام أهم من الدستور الدائم.. الغريب أن الأحزاب تجاهلت ثلاثة من شعارات أكتوبر أولها مشكلة الجنوب واهتمت بالشعار الرابع وهو الانتخابات!!! ولكنها سيطرت على حكومة جبهة الهيئات بطريقة غريبة يحدثنا عنها الدكتور منصور خالد في كتابه "أهوال الحرب وطموحات السلام" فيقول في صفحة 242:
    Quote: (من الطبيعي أن تحتج الأحزاب على ولوغ حكومة أكتوبر في موضوعات يتطلب تحقيقها وفاقاً جماعيا، وطبيعي أيضا، أن تعترض على بعض الممارسات غير المعافاة التي صحبت إجراءات تطهير الخدمة المدنية. كما من المتوقع، أن تحتج الأحزاب على رغبة المهنيين في تأجيل الموعد المضروب للانتخابات، مما يعني استمرار سيطرة أولئك المهنيين على الحكومة، وهي سيطرة اقتضتها ظروف استثنائية. أما القول بأن الانتخابات هي الحل، فقول فيه عوج، وعوج كبير. مع ذلك، لم يكن أمام رئيس الوزراء، سر الختم الخليفة، وهو رجل بعيد عن مناورات السياسة السودانية، إلا أن يستجيب لطلب الأحزاب بإجراء الانتخابات في الموعد المحدد لها وفقاً لميثاق أكتوبر، أي في موعد أقصاه مارس 1965،. جاء قبول سر الختم لضغوط الأحزاب بعد أن قدمت له إنذاراً صريحا مفاده هو إما أن يُجري الانتخابات في موعدها المحدد، أو أن يقدم استقالته. ذلك أمر إن تم، كان سيدخل البلاد في مأزق. ولتأكيد عزمه على الأمر، أخرج حزب الأمة عشرات الآلاف من الأنصار في شوارع الخرطوم للضغط على الحكومة. إزاء تلك الضغوط اضطر رئيس الوزراء في فبراير 1965 لتقديم استقالته وتكوين حكومة جديدة. في تلك الحكومة الانتقالية الجديدة وجدت الأحزاب السياسية بُغيتها إذ سيطرت على الحكومة، في حين ظل سر الختم في رئاستها. ومع خروج حكومة أكتوبر الأولى توقف تيار الحماسة الإصلاحية، وتضاءلت احتمالات الوصول إلى مصالحة حقيقية، وتبخرت آمال تحقيق الاستقرار والرخاء، وهي آمال مرهونة بتحقيق السلام.)
    انتهى
    قولك:

    Quote: رغم اختلافى مع الترابى الا انه مؤهل اكاديميا لكتابه الدستور وكما ذكرت فى مداخلتى الاخيره باننى اختلف مع الترابى السياسى وحزبه وهذا الاختلاف تؤكده مقتطفاتك من محاضره قيلب غبوش. للبرلمان الحق فى قبول , تعديل او رفض اى مسوده قانون او دستور وهنا فى امريكا كل مسودات القوانين تحمل اسم مقدمها او مقترحها



    إذا كنت ترى أن الترابي مؤهل لكتابة دستور ما هو رأيك في قوله لرئيس الجمعية التأسيسية بأنه لا يحق لغير المسلم أن يكون رئيسا للدولة؟؟
    أما قولك بأن في أمريكا يمكن تعديل الدستور فهو صحيح ولكن في كل الدول توجد مواد من الدستور لا يجوز تعديلها أبدا.. والمادة 5/2، مادة الحقوق الأساسية في الدستور المؤقت هي من نوع هذه المواد التي لا يجوز المساس بها أو تعديلها.. وسأعطيك مثلا من الدستور الألماني لمواد لا يجوز تعديلها أبدا.. وقد وضعت لك خطاً تحت العبارة المهمة التي وردت في نهاية النص الذي نقلته لك من هذا الرابط:
    http://www.tatsachen-ueber-deutschland.de/ar/political-...4/the-basic-law.html
    ..

    Quote: الدستور الألماني "القانون الأساسي"

    يرسم الدستور الألماني حدودا للتشريع القانوني ضمن الإطار الدستوري كما يلزم إدارة الدولة بالحق والقانون. وتحتل الفقرة الأولى من الدستور مكانة خاصة. فهي تعتبر أهم فقرة من الدستور لما تنص عليه من احترام كرامة الإنسان: "لا يجوز المساس بكرامة الإنسان. وتلتزم الدولة بكافة مؤسساتها باحترامها وحمايتها". وتضمن الحقوق الأساسية أيضا أمورا، منها حرية التجارة في إطار القوانين، والمساواة بين الناس أمام القانون وحرية الإعلام والصحافة وحرية الجمعيات وحماية الأسرة.

    أما حقيقة أن الشعب يمارس السلطة من خلال مؤسسات مختلفة، فهي تتواكب مع نص الدستور على طريقة الحكم المعتمدة على التمثيل الديمقراطي. كما أنها تبين أن ألمانيا دولة قانون: تخضع فيها كافة تصرفات الجهات الحكومية لرقابة القانون. وتعتبر الدولة الاتحادية مبدأ آخر من مبادئ الدستور. وهي تعني تقاسم السلطة بين مجموعة من الدول الأعضاء من جهة وبين دولة مركزية من جهة أخرى. وأخيرا يعتبر الدستور ألمانيا على أنها دولة اجتماعية. والدولة الاجتماعية تفرض على السياسة اتخاذ إجراءات تضمن للناس مستوى لائقا من الحياة المادية في حالات البطالة والإعاقة الجسدية والمرض والشيخوخة. أما الميزة الخاصة التي يتمتع بها الدستور فهي ما يعرف باسم "الطبيعة الأزلية" التي تتمتع بها أسس هذا الدستور. الحقوق الأساسية وطريقة الحكم الديمقراطية والدولة الاتحادية والدولة الاجتماعية، كلها مبادئ لا يجوز المساس بها من خلال تعديلات لاحقة على الدستور أو حتى في حال صياغة دستور جديد للدولة.


    قولك:
    Quote: مااود ان اقوله هو ان الديقراطيه منهج كامل كالاسلام لا ينبقى ان نؤمن به وجه النهار ونكفر به اخر الليل وهذه مشكله كل الاحزاب العقائديه فى السودان من اقصى اليمن الى اقصى الشمال حتى الاخوه الجمهورين, يؤيدون الديمقراطيه اذا صادفت هواهم والا فيتهمون الشعب بالغباء وعدم الاخلاق (الرشوه) وعدم الرشاد اذا انتخب غيرهم. لقد رضينا فى حزب الامه بنتائج انتخابات 55 رغم مرارتها


    أولا الجمهوريون لم يسبق لهم أن ترشحوا في الانتخابات.. ولم يسبق لهم أن وصفوا الشعب بالغباء بل قالوا أن الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام.. والرشوة والتضليل هي من ممارسة السياسيين الحزبيين ورجال الأحزاب.. لقد قبل الاتحاديون الرشوة من الحكومة المصرية من يد الصاغ صلاح سالم، وقد اعترف بهذا مؤخرا السيد محمد حسنين هيكل في برنامجه "هيكل: تجربة حياة" في قناة الجزيرة.. وقد كانت هذه الرشوة لزعماء الاتحاديين كي يضللوا الشعب السوداني ويمرروا مسألة الاتحاد مع مصر، وبالفعل فاز الاتحاديون بتلك الانتخابات التي جاءت بحكومة الحكم الذاتي وهي نفس الحكومة التي انقلبت على مسألة الاتحاد ورضخت لرأي القائلين بالاستقلال التام، وعليه تم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان.. ذلك الانقلاب كلف الاتحاديين أن يخسروا الانتخابات بعد الاستقلال وقد فاز بها حزب الأمة طبعا..
    وقد ارتكب رجال الأحزاب أكبر خطأ لهم على الإطلاق وهو أنهم تنكروا لوعدهم للجنوبيين بالفدرالية.. لاحظ أن مسألة الفدرالية "الاتحادية" هي من البنود التي لا يجوز تعديلها في دستور ألمانيا.. وعن تنكر رجال الأحزاب لذلك الوعد يحدثنا الدكتور منصور خالد في كتابه آنف الذكر صفحة 197 فيقول:

    Quote: في لهفتهم العجلى على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في الأول من يناير 1956، متجاوزين إجراءات تقرير المصير بالصورة التي حددتها الاتفاقية المصرية البريطانية، لم يكن لدى الحاكمين الجدد في الشمال الوقت الكافي لإصدار دستور يستجيب للخصائص السياسية والاجتماعية والثقافية للسودان. بدلاً عن ذلك قرروا اتخاذ الدستور الذي وضعه القاضي ستانلي بيكر للحكم في مرحلة الحكم الذاتي دستوراً للسودان المستقل مع إدخال بعض التعديلات الشكلية عليه. وكان مشروع ذلك الدستور "الاستعماري" قد رفض رفضاً تاماً من قيادات الحركة الوطنية في الخمسينيات.)

    ويمضي الدكتور منصور فيقول في موضع آخر من صفحة 198:
    Quote: (بغض الطرف عن ذلك التناقض، أقر الحاكمون الجدد ثوابت دستور وستمنستر، دون تمييز للقيم التي تحكمه؛ فلا البُنى الثقافية ـ الاجتماعية للسودان، كانت تحتمل البُنى الفوقية الوستمنسترية، ولا القيم السياسية السائدة كانت تقبل المفاهيم التي ارتكزت عليها تلك الديموقراطية، أو تذعن للضوابط التي مسارها. لم تحرص الأحزاب، أيضاً، على تشكيل ذاتها حتى تواجه التحديات التي تفرضها القيم والأفكار والأعراف التي ترتكز عليها تلك الديموقراطية المستعارة. على رأس تلك القيم والأعراف، المساواة الكاملة بين المواطنين دون أدنى تفرقة على أساس الدين أو الأصل الإثني أو الجنس، وخضوع القيادة للإرادة الشعبية، ورضوخ القيادات لمحاسبة قواعدها في داخل الأحزاب نفسها. هذه المعايير لم تكن تتوافق مع واقع رضي فيه المحكومون بالامتثال لقيادات سياسية ذات أصل عشائري أو منبت ديني، بل ارتضى أغلبهم بكامل قواهم العقلية تقديس تلك القيادات، أو على الأقل الظن بعصمتها عن الوقوع في الخطأ. غير أن الأمور لم تكن لتبلغ الدرجة التي بلغتها من السوء لو كان الحزبان التقليديان على وفاق بشأن قضايا الوطن الرئيسية. عوضاً عن ذلك الوفاق كان الطرفان منهمكان في شجار تلاحمي لا صلة له بمصالح البلاد العليا أو الدنيا. وكان محور الشجار بينهما قضية واحدة هي التمكين في الحكم عبر التحالفات والانتخابات. أما قضية الحرب والسلام فقد قررا أن تبقى في المؤخرة، ريثما فرغا من كبريات الأمور: التحالفات والانتخابات.)

    انتهى.
    ويمضي الدكتور منصور في سرد أحداث هامة من ذلك التاريخ فيقول في صفحة 218 من نفس الكتاب:

    Quote: (على المستوى السياسي ثابر البرلمانيون الجنوبيون حتى عشية إعلان الاستقلال على طلبهم الخاص بتأسيس حكومة فيدرالية، باعتبار أن تلك هي الصيغة الوحيدة التي تُرضي الجنوب، وتُزيل مشاعر الاستياء، وتحفظ للسودان وحدته. إلا أن حكومة الأزهري وساسة الشمال لم يروا في المطلب الجنوبي إلا محاولة تفتيت السودان، ولذا هددت الحكومة باستعمال الحديد والنار إذا ما أصر الجنوبيون على مؤامراتهم. نتيجة لذلك قام نواب البرلمان الجنوبيون في الحزب الوطني الاتحادي الحاكم، (داك داي وبولين ألير، الجنوبيان الوحيدان في حكومة الأزهري) بترك الحكومة والحزب. وسرعان ما رأى حزب الأمة في تلك التطورات فرصة للمزيد من التشويه لصورة الحزب الوطني الاتحادي بين أهل الجنوب، وأدى هذا التطور إلى قيام حلف جديد بين حزب الأمة وحزب الأحرار الجنوبي هدفه شن حملات ضد حكومة الأزهري في جنوب السودان. من جهته، قام الحزب الوطني الاتحادي بإطلاق حملة مضادة في الجنوب يحذر فيها الجنوبيين من عودة الاسترقاق المهدوي إن مالوا لحزب الأمة. [هامش: تقرير القاضي قطران]
    لتهدئة مخاوف الجنوب، وتمهيد الطريق أمام الاستقلال الذي بات إعلانه وشيكاً، أقدمت الطبقة السياسية الشمالية على إطلاق كذبة أخرى، وكانت بَلْقاء. ففي 22 ديسمبر 1955 قرر البرلمان أن تنظر الجمعية التأسيسية المرتقبة بعين الاعتبار للمطلب الجنوبي حول الفيدرالية. تلك الصيغة كانت رداً من الأحزاب الشمالية على المقترح الواضح الذي قدمه بنجامين لوكي للمؤتمر الذي ضم جميع الأحزاب (الشمالية والجنوبية) في 12 ديسمبر 1955 بهدف الاتفاق على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان. قال لوكي لذلك الاجتماع: إعلان الاستقلال يجب أن يرافقه إعلان بتأسيس ولايتين فيدراليتين داخل سودان موحد. وفي تقديرنا، لم يك تأجيل النظر في أمر الفيدرالية إلى حين تكوين جمعية تأسيسية تضع دستوراً جديداً للسودان إلا تحايلاً ظاهراً للخروج من المأزق، إذ لا يستقيم عقلاً أن تملك الأحزاب الشمالية الجسارة على تجاوز الاتفاقية البريطانية ـ المصرية، وحرمان الشعب كله من ممارسة حقه في تقرير المصير كما ورد في الاتفاقية، ثم تجد غضاضة في اتخاذ قرار يتعلق بنظام الحكم (system of rule) في إطار سودان موحد. وعلى كل، فقد قبل الأعضاء الجنوبيون في البرلمان مقترح الأحزاب الشمالية بمعناه الظاهري (at face of value)، ولكن ليس قبل سماعهم لكلمات منذرة من زعيم المعارضة في مجلس الشيوخ، ستانسلاوس بياسما. قال بياسما أن الجنوبيين لن يرضوا بما هو أقل من الوضع الفيدرالي للجنوب، وأضاف أن المستقبل وحده هو الذي سيبين عما إذا كان الوضع سيؤول إلى ذلك، أو إلى شيء آخر. ولم يبد الحزبان الرئيسيان (حزب الأمة والحزب الاتحادي الديموقراطي) اهتماماً كبيراً بتلك النذارة، وربما كانا يعتقدان بأنهما كسبا الجولة وسيكسبان الجولات الأخرى بمزيد من المكر والخداع. فجوهر الاستقلال منذ البداية كان جوهراً كذاباً، كما كان القَسَم الذي أُدي لدستوره قسماً كاذباً. ما درى المُقسمون أن اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع، كما جاء في الأثر..

    بقبول الجنوب لذلك التعهد انتقل السودان إلى الاستقلال في مطلع يناير 1956 إلا أن الوضع لم يستمر طويلاً. فبعد مضي أسابيع قليلة قادت الأحزاب الشمالية التي أعلنت التزامها بالنظر بعين الاعتبار لمطلب الفيدرالية حملة ضارية ضد فكرة الفيدرالية نفسها ووصفتها بأنها مخطط استعماري نسج خيوطه سير وليام لوس. [هامش: صوت السودان (لسان حال الختمية) 15 فبراير 1956] أشد إيلاماً من هذا وقوف قانونيين مرموقين (محمد أحمد محجوب ومبارك زروق) ليقولا أمام لجنة الدستور التي أنشئت عقيب إعلان الاستقلال بأن الذي اتفق عليه في ديسمبر 1955 ليس هو منح الفيدرالية وإنما النظر بعين الاعتبار لمطلب الفيدرالية، وما بمثل هذا التبسيط المراوغ، تعالج القضايا المصيرية. القدح في هذين القانونيين البارزين يؤلمنا كثيراً، ولكن ما حيلتنا إن اعترفا بأن استقلال السودان كان نتاجاً لمزاعم زائفة (false representations)، أو أن تجافيا مبدأين أساسيين في العهود والاتفاقات: الأول هو أن العهود باستيفائها، والثاني هو أن هذه العهود ـ أياً كانت الصورة التي قُدمت بها ـ تقرأ وتفهم في إطار الأعمال التمهدية التي قادت إليها.
    حقاً، اكتنف الجو السياسي العام في الشمال إنكار غريب لحقائق الحياة في العالم، وتجاهل غير رشيد للواقع الذي كان ماثلا أمام الجميع. حتى الحزب الشيوعي السوداني الذي كان أكثر وعياً من غيره بطبيعة المشكل الجنوبي شارك الأحزاب التقليدية في التحامل على الفيدرالية، رغم تأييده الواضح لمنح الإقليم الجنوبي حكماً ذاتياً. وعلنا نرد موقف الحزب الشيوعي إلى الهلع المرضي (phobia)، من أي شيء دعا له الاستعمار. غير أن الاستعمار، إن صح أن الفيدرالية هي واحدة من بنات أفكار وليام لوس، لم يخلف لنا الفيدرالية وحدها، وإنما صاغ أيضاً للسودان دستوره الذي ظل يحكم به طوال العهود إلى عام 1973، وترك إلى جانب ذلك، القضاء المستقل، ومبدأ الفصل بين السلطات، واستقلال الجامعات، ونظام الحكومات المحلية. تلك أفكار ورؤى ومؤسسات لم نرثها من مملكة العبدلاب أو الدولة المهدية، وإنما أورثها لنا الاستعمار، وحَسُن بها حالنا.)

    انتهى.
    ولعله من المفيد أن أذكر لك وللقراء بأن الجمهوريين قد اقترحوا نظام الحكم الفيدرالي للسودان بكل أقاليمه منذ عام 1955.. وقد مثّل الأستاذ محمود الحزب الجمهوري في لجنة الدستور التي كُونت بعد الاستقلال ولكنه استقال من تلك اللجنة عندما رأى أن الحكومة تحاول الهيمنة عليها وسأنقل لك وللقراء قبسا من ذلك التاريخ ليقيني بأنه غير معروف للكثيرين..

    Quote:
    لجنة الدستور القومية
    بعد إعلان الاستقلال، وفي أواخر عام 1956، تم تكوين لجنة قومية لوضع الدستور الدائم.. ولقد وجهت الحكومة الدعوة للأحزاب والهيئات لتوفد ممثليها في اللجنة.. وقد تكونت اللجنة بالفعل، واشترك الجمهوريون فيها.. وفي أول اجتماع فوجئنا بأن الحكومة قد حاولت أن تهيمن على اللجنة، وتؤثر على قراراتها.. فقد عيّنت رئيسها، واختارت أعضاءها المعينين المستقلين.. فاعترضنا على تغوّل الحكومة هذا.. وتجاوب معنا رئيس اللجنة نفسه وكثير من الأعضاء.. وننقل هنا صورة من محضر جلسة اللجنة القومية بتاريخ 27/9/1956م..
    السيد زيادة أرباب وزير العدل: ان واجب اللجنة أن تضع مسودة الدستور وبالطبع ستكون كل مداولاتها مدونة، وسوف تقدم إلى جهة الاختصاص.
    السيد محمود محمد طه: هل ستقدم مسودة الدستور التي تضعها هذه اللجنة إلى الجمعية التأسيسية رأساً أم إلى الحكومة؟
    السيد زيادة أرباب: لقد عينت الحكومة هذه اللجنة بغرض أن تساعد في وضع التوصية اللازمة بشأن الدستور للجمعية التأسيسية، ولا يمكن أن تقدم إليها توصيات هذه اللجنة ما لم تكن مصاغة صياغةً قانونية، وعندما تصاغ تلك التوصيات بطريقة لا تخرج عن المعنى الذي تحمله تسلّمها الحكومة للجمعية التأسيسية..
    السيد محمود محمد طه: إن موضوع الصياغة هذا لا نقره، لأنه سوف يجعل بيننا وبين الجمعية التأسيسية وسيطاً، ونحن في الواقع نعتبر أنفسنا هيئة استشارية.. ولهذا فإننا نرفع توصياتنا وقراراتنا للجمعية التأسيسية، ولا نرضى أن يكون للحكومة دخل في ذلك..
    السيد مبارك زروق: أود أن أشير إلى النقطة التي تحدث فيها السيد محمود محمد طه، فيما يختص بجهة الاختصاص: هل هي الحكومة، أم هي اللجنة الوزارية؟ ثم مسألة صياغتها بواسطة المستشار القانوني: فهل هي ستعرض على اللجنة بعد صياغتها؟ لأنها قد تكون بُدِّلت، أو غُيِّرت بسبب الصياغة.. وأن الجهة المختصة في نظري هي الجمعية التأسيسية، لا أية جهة أخرى.
    السيد عقيل أحمد عقيل: إنه يجب أن لا يكون هناك أي شبح رسمي على هذه اللجنة، سواء كان ذلك عن طريق الإيحاء أو الصياغة.
    السيد عبد الرحيم أحمد: إنني أرى أن حديث السيد محمود محمد طه في هذه الناحية يجب أن يكون موضع الإعتبار لأن وجودنا في هذه اللجنة، ومعرفة اختصاصاتها، أهم من هذا التعديل.
    السيد مبارك زروق: إنني لا أقر أن الحكومة هي التي عيّنت هذه اللجنة، وإنني كنت أعترض دائماً وخصوصاً عندما فرض مجلس الوزراء نفسه وعيّن رئيساً للجنة. إن اعتراضي ينصب على المبدأ، وليس على شخص السيد الرئيس..
    السيد محمود محمد طه: إن الهيئة التي أمثلها قد تعيد النظر في الاستمرار في عضوية هذه اللجنة بعد معرفة الاختصاصات، إننا نريد أن نعرف هل نحن أحرار في كل الخطوات التي نخطوها أم يجب أن نرجع للحكومة في كل شيء؟
    السيد أحمد سليمان: إنني ذكرت في اقتراحي "الجمعية التأسيسية" وليس "جهة الاختصاص".
    السيد الرئيس: في الواقع إننا رجعنا إلى خطاب الحكومة الذي صدر عند تكوين اللجنة وتصرفنا هذا التصرف بوضع كلمتي "جهة الاختصاص" بدل "الجمعية التأسيسية"


    وقوع التأثير على اللجنة
    هذه صورة لبعض ما دار في تلك الجلسة.. وقد ظهر منها، كما يلاحظ، بداية تأثير الحكومة على سيرها.. ويمكن أن يفهم هذا من تصرف رئيس اللجنة في استبدال عبارة: "الجمعية التأسيسية" التي وردت في اقتراح السيد أحمد سليمان، الذي يوصّي بأن ترفع اللجنة توصياتها، بعد إجازتها إلى "الجمعية التأسيسية"، ولكن سلطان الحكومة الذي وقع على الرئيس، في أول وهلة، من غير أن يشعر، دفعه ليغير كلمات الاقتراح، بصورة أبعدتها كلية عن المقصود منها..
    ولقد تقدمنا باقتراح لتتولى اللجنة القومية للدستور تصحيح الوضع ولكن الإقتراح سقط، كما تحدثنا جريدة الرأي العام بتاريخ 19/1/1957 وهي تنقل ما دار في اجتماع اللجنة:
    (استقلال اللجنة عن الحكومة:
    وتقدم الأستاذ محمود محمد طه باقتراح بأن تكون لجنة الدستور مستقلة استقلالا تاماً عن الحكومة، تعين رئيسها وأعضاءها، وتتخذ ما تشاء، بعيدة عن الحكومة، وقد سقط الاقتراح).

    انسحاب الجمهوريين من اللجنة
    وبإسقاط اللجنة، نفسها، لإقتراحنا انسحبنا من اللجنة، وأصدرنا الخطاب التالي الذي نشرته جريدة الرأي العام بتاريخ 26/1/1957م:
    (حضرة السيد رئيس لجنة الدستور القومية، والسادة أعضاء اللجنة المحترمين..
    تحية طيبة،
    وبعد:
    يؤسفنا أن نبلغكم إنسحابنا من اللجنة القومية للدستور، وذلك لانهيار الأساس الذي قبلنا به الإشتراك فيها.. فقد جاءت فكرة تكوين هذه اللجنة عقب رغبة حقيقية أعلنها الرأي العام السوداني، كيما تساعد على إبراز الرأي المعبر عن مُثُل الشعب الإنسانية، ليصاغ منها دستوره، وقامت الحكومة بتنفيذ فكرة تكوين اللجنة باعتبار أنها أصلح من يقوم بمثل هذا العمل.. وما كنا لنبخس الحكومة حقها في شكرها على أدائها هذا العمل لو سارت فيه السير الصحيح.. ولكن مع الأسف كونت اللجنة بصورة يصدق عليها أن تعتبر لجنة حكومية، وليست قومية، فاستحلّت الحكومة لنفسها أن تعيّن رئيسها، وتعيّن أعضاءها المستقلين، حسبما يروقها، وهذه من أخص حقوق اللجنة التي ما كان للحكومة أن تتغوّل عليها.. وكان أملنا أن تسترد اللجنة حقوقها المسلوبة، ولكن اللجنة نفسها، خذلتنا عندما أسقطت الإقتراح الذي تقدمنا به في هذا الصدد فارتضت لنفسها بذلك وضعاً مهيناً، لا نشعر بالكرامة في قبوله، والإستمرار فيه.. وقد قال بعض أعضاء اللجنة، أن اللجنة عينتها الحكومة، وعينت لها اختصاصاتها، وليس من حق أعضائها أن يعيدوا النظر فيما حددته الحكومة، بل لا يتورّع بعض الأعضاء من أن يعلن أن الدستور منحة تمنحها الحكومة للشعب الذي هي ولية أمره فيفصح بذلك عن كفرانه بالشعب أصل الدساتير، كل هذا يقال داخل اللجنة، واللجنة تقبله.
    وبذلك وضح أن الحكومة تريد أن تجعل هذه اللجنة مخلب قط في يدها وتتخذ منها أداة لعمل تلبسه ثوب القومية.. وإزاء كل هذا لا يسعنا إلا أن نعلن إنفصالنا من هذه اللجنة..
    وختاما تفضلوا بقبول فائق الاحترام.
    الحزب الجمهوري)


    منقول من كتاب "معالم على طريق تطور الفكر الجمهوري خلال ثلاثين عاما 1945 ـ 1975" الجزء الثاني..
    الجدير بالذكر أن الجنوبيين أيضا انسحبوا من تلك اللجنة في وقت لاحق، وعن ذلك يخبرنا الدكتور منصور خالد في صفحة 228 من كتابه آنف الذكر فيقول:


    Quote: (ففي أول برلمان حصل الجنوب على ربع المقاعد، إلا أن ذلك الوضع العددي لم يكن ذا قيمة فيما يتعلق بالتأثير على الحكومة، أو إحراز تطور ملموس للإقليم. وأصبح في حكم العادة انتقاء برلمانيين جنوبيين مطاوعين لتعيينهم في وزارات هامشية، ومن ثم تقلصت مشاركة الجنوب في السلطة إلى إرضاء النخب من بين أهله. ولربما وجد الشمال ضالته في عدد من سياسيي الجنوب كانوا على أتم الاستعداد لتبديل مواقفهم بالسرعة التي يبدلون بها قمصانهم. وبلا ريب، أعان الطموح الشخصي والخلافات القبلية بين الجنوبيين، على انقسام النخبة السياسية الجنوبية على نفسها بحيث أصبح أعضاء البرلمان الجنوبيين فريسة سهلة لجوارح السياسة في السودان، وكأن حكام الخرطوم كانوا ينفذون وصايا ونجت وكرومر بحذفارها. تمهروا في تطبيق سياسة فرّق تسُد بغية كسر صفوف النواب الجنوبيين في البرلمان، دون وعي بأن تلك السياسة لم تفد الاستعمار في شيء، كان ذلك في الجنوب أو في الشمال. وكانت صحف الخرطوم تطلق على تلك العملية، بحق، إسم النخاسة البرلمانية.
    في تلك المرحلة أيضاً، نقض الشمال عهده الخاص بحصول الجنوب على الوضع الفيدرالي عندما قررت لجنة وضع الدستور في مايو 1958 بأغلبية آلية أن عيوب الفيدرالية تفوق محاسنها. [ هامش: انقسمت اللجنة إلى لجان فرعية، أوكل لواحدة منها التدارس في أمر الفيدرالية. تلك اللجنة الفرعية تكونت من سبعة أعضاء، ثلاثة من الجنوب وأربعة من الشمال. ومثل الجنوب في اللجنة ستانسلاوس بياسما، بوث ديو، سترنينو لاهورو.] وهكذا أُلحق قرار البرلمان حول الفيدرالية الذي طُحن بالتكذب وعُجن بالمراوغة، بغبن فاحش، وهذا غذاء تضوي به الأجسام. كان قرار لجنة الدستور حول عيوب الفيدرالية هو القشة التي قصمت ظهر البعير، والمعيوب حقيقة هو ذلك القرار وليس الفيدرالية. السؤال الأول الذي كان يجب أن تتطرق إليه اللجنة (وهو ما لم تفعله): هل الفيدرالية أمر مشروع، أي له دواعيه السياسية، أو غير مشروع؟ فإن كان مشروعاً فما على اللجنة إلا العمل على تطبيقه، وإن كان مشروعاً، إلا أن عيوبه أكثر من محاسنه (كما قالت اللجنة)، فعلى اللجنة أن تقترح على صاحب الحق المشروع بدائل مقبولة. نكاد نجزم أن صانعي القرار لم يولوا هذه القضايا أدنى اهتمام، بل تداولوا الأمر وكأنهم كانوا يختارون عرائس لأبنائهم حيث تُقَدر الأمور بمعيار المحاسن والعيوب. لا نغالي إن قلنا أن السودان، منذ تلك اللحظة، أصبح بلداً ممسوساً، أو كما يقول أهلنا بلداً مسكوناً، أي يسكنه الجن. البلد وبسطاء أهله بُراء من ذلك المس، فالذين لحقت بهم مواس التخبط هم أهل الحل والعقد فيه. أبوا إلا أن يثخنوا وطنهم بالجراح، وكأن ليس فيما أرهقه به التاريخ من تناقضات ما يكفي.
    ثار الغضب بالأعضاء الجنوبيين في اللجنة نتيجة لهذا القرار السميج (القبيح)، وباسمهم تحدث الأب ساترنينو لاهورو حديثاً كان ينبغي أن يكون مصدر عذاب للأحزاب الشمالية التي آثرت المغالطة وخداع الذات، بدلاً من الاعتراف بالحق والجد في الاستقصاء. قال ساترنينو: ليس لدى الجنوبيين أي نوايا سيئة تجاه الشمال، فالجنوب ببساطة يطالب بإدارة شئونه المحلية داخل سودان موحد، وليس لديه أيضاً أية نية للانفصال عن الشمال. وإن أراد ذلك، فليس هناك قوة على وجه الأرض تستطيع أن تحول دون مطالبته بالانفصال. الجنوب يطالب بالدخول في وحدة فيدرالية مع الشمال وهو حق يمتلكه الجنوب وفقاً لمبدأ حق تقرير المصير. أضاف ساترنينو أن "الجنوب سيقوم بالانفصال عن الشمال في أية لحظة يقرر فيها الأخير استبعاد أهل الجنوب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن أي قرارات سياسية، أو اجتماعية، أو اقتصادية تخص الإقليم أو تؤثر عليه. [هامش: محاضر الجمعية التأسيسية لتعديل الدستور 1958]. وفي آخر الأمر برز ساترنينو كقائد حقيقي للحركة الجنوبية، ولكن بدلاً من التعامل معه بتلك الصفة، قررت الخرطوم تصفيته، ففي ظروف غامضة خلال عهد الحكومة الثانية للأحزاب (1967) أُغتيل ساترنينو على الحدود اليوغندية عبر تواطؤ بين حكومة السودان وقوات الأمن اليوغندية.
    في ذات الوقت لم تشهد الأوضاع الاقتصادية في الجنوب أي تحسن ملحوظ أو غير ملحوظ. فحين شهد الشمال ازدهاراً نسبياً نتيجة لارتفاع عائدات القطن خلال السنوات التي سبقت الاستقلال مباشرة وبعده بقليل، اتجهت المكاسب إلى جيوب محدودة في الشمال النيلي (الجزيرة، الخرطوم)، دون أن يفيد منها الجنوب أو مناطق الأطراف في الشمال. وإن أضفنا إلى هذا إغلاق مشروع أنزارا، مشروع التنمية الوحيد الذي خلفه الاستعمار، نجد أن الجو أصبح مهيئاً لتوليد المزيد من المرارة في نفوس الجنوبيين. نتيجة لكل هذه الظروف أصبح عبد الله خليل عاجزاً عن الحكم وفقدت حكومته التأييد الذي كانت تُحظى به في الجنوب. فالفيدرالية التي دعا لها الجنوبيون لم تلق تأييدا من حلفائه أو حتى داخل حزبه، ووزراؤه انقسموا شيعاً وطوائف حول قضايا السياسة الراهنة، أي قضايا السلطة. وجاءت ثالثة الأثافي عندما أقالت الحكومة ستانسلاوس من الحكم واتهمته بإثارة الكراهية ضد الدولة. وكانت التهمة الموجهة لذلك السياسي الجنوبي المقتدر، والذي ما فتئ يؤكد حرصه على وحدة السودان، هي دعوته للفيدرالية في إحدى زياراته للجنوب. هذا الرأي انتهى إليه مدير إحدى المديريات الجنوبية (عبد العزيز عمر الأمين) وأبلغ رئيس الوزراء أن الوزير الجنوبي يقوم بـ "نشاط هدام" في الجنوب يحرض فيه الشعب ضد الحكومة. وهكذا، بقدرة قادر، أصبحت الدعوة للفيدرالية عملاً تحريضياً، وكان نظام الحكم بوزرائه ومديريه كان غافلاً عن حقيقة أن الفيدرالية هي واحدة من الأعمدة التي ارتكز عليها إعلان الاستقلال. ويستحيل منطقاً وقانوناً أن تكون الفيدرالية فكرة مشروعة، وتكون الدعوة لها عملاً غير شرعي. إزاء هذا الوضع كان من الطبيعي أن تبرز قيادات جنوبية أكثر تشددا من رجال مثل بياساما ولوكي وبوث ديو.)

    انتهى..

    أشكرك يا عزيزي محمد، فإن ما كتبته لك هنا كنت أنوي كتابته أصلا ولكن مداخلتك شجّعتني على التعجيل بهذه الكتابة..

    ودمت.
    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 11-22-2006, 12:31 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عوض محمد احمد11-04-06, 03:58 AM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-04-06, 07:17 AM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-04-06, 09:13 AM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-04-06, 09:25 AM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-04-06, 02:06 PM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-04-06, 07:10 PM
        Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-04-06, 09:29 PM
          Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عوض محمد احمد11-05-06, 05:50 AM
            Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عوض محمد احمد11-06-06, 10:35 AM
              Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ محمد حسن العمدة11-06-06, 11:50 AM
                Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Abureesh11-06-06, 01:40 PM
                  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ محمد حسن العمدة11-06-06, 03:16 PM
                    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Omer Abdalla Omer11-06-06, 03:47 PM
              Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-06-06, 07:19 PM
                Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Abureesh11-06-06, 07:40 PM
                Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-06-06, 07:50 PM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ طلعت الطيب11-06-06, 09:14 PM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-07-06, 01:20 PM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ محمد حسن العمدة11-07-06, 03:40 PM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ طلعت الطيب11-08-06, 01:11 AM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-09-06, 03:56 AM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-09-06, 04:46 AM
        Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-09-06, 05:46 AM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-09-06, 12:16 PM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ محمد حسن العمدة11-09-06, 01:03 PM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Kostawi11-09-06, 01:18 PM
        Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-09-06, 08:20 PM
          Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-10-06, 06:12 AM
            Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-10-06, 06:17 PM
              Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عوض محمد احمد11-11-06, 04:54 AM
                Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ محمد حسن العمدة11-11-06, 05:19 AM
                Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-11-06, 06:45 AM
                  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-11-06, 03:43 PM
                    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Abureesh11-11-06, 04:42 PM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-11-06, 07:29 PM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عوض محمد احمد11-12-06, 08:10 AM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-13-06, 05:20 PM
        Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عوض محمد احمد11-14-06, 07:34 AM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-14-06, 10:51 PM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-15-06, 00:36 AM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-15-06, 05:51 AM
  وغدا نعود!! هل نعود؟؟ Yasir Elsharif11-15-06, 07:04 AM
    Re: وغدا نعود!! هل نعود؟؟ عثمان عبدالقادر11-15-06, 01:25 PM
      Re: وغدا نعود!! هل نعود؟؟ Mohamed Doudi11-15-06, 03:33 PM
        Re: وغدا نعود!! هل نعود؟؟ عوض محمد احمد11-18-06, 09:20 AM
        مفهوم الحقوق الأساسية في الدستور وتضليل الترابي Yasir Elsharif11-19-06, 06:28 AM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-21-06, 01:02 PM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-21-06, 09:21 PM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-22-06, 09:11 AM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Omer Abdalla11-22-06, 11:49 AM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-22-06, 01:03 PM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-23-06, 05:22 AM
        Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-23-06, 03:55 PM
        Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-23-06, 07:20 PM
          Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Haydar Badawi Sadig11-24-06, 02:00 PM
            Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عوض محمد احمد11-25-06, 05:15 AM
              Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-25-06, 08:46 AM
                Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-25-06, 12:44 PM
                  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عادل محمد الصافي11-25-06, 04:20 PM
                    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ othman mohmmadien11-26-06, 06:48 AM
                    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ othman mohmmadien11-26-06, 06:50 AM
                      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-26-06, 11:43 AM
                        Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-26-06, 12:00 PM
                          Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-26-06, 02:03 PM
                          Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-26-06, 02:03 PM
                          Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-26-06, 02:03 PM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-26-06, 06:55 PM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عثمان عبدالقادر11-27-06, 12:33 PM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-27-06, 01:53 PM
        Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عوض محمد احمد11-29-06, 05:27 AM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif11-30-06, 06:01 AM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi11-30-06, 07:13 AM
  Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif12-04-06, 06:53 AM
    Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Mohamed Doudi12-04-06, 11:32 AM
      Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ عوض محمد احمد12-05-06, 07:01 AM
        Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif12-05-06, 11:32 AM
          Re: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟ Yasir Elsharif12-05-06, 08:45 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de