في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2004, 11:38 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48774

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)


    الأكرم الدكتور كرار التهامي

    تحية طيبة واحتراما

    ما زلت محتفلا بالتعليق على رسالتك القيمة... وأواصل اليوم في هذه الحلقة الرابعة..
    قولك:
    Quote: واصابت الجمهوريين جميعاً ردة فكرية ونفسية وتباينت آثارها على التنظيم فمنهم من لازم بيته ملتحفاً رصيده الفكري والاخلاقي الذي لا ينضب ولو نضب الزمان امثال سعيد الشايب ومنهم من دخل في بيوت اعدائه ( من السلفيين) في توبة حزينة منكسة الرأس مكسورة الخاطر أمثال عوض الكريم موسى . . . . ومنهم من أصبح منحرف السلوك لا يأبه بعد كل ذلك النقاء والاشراق.

    ----
    لقد قلت أنت يا أخي كرار في بداية رسالتك:
    Quote: "لقد كان الفكر الجمهوري صعباً وقاسياً على اتباعه"
    ـ وهذا حق لا مراء فيه، فقد كانت الفكرة غريبة جدا، حتى في حضور الأستاذ محمود بين الجمهوريين، وأغرب ما فيها هو مسألة الأصالة وفكرة الأصيل.. وحتى اليوم لا يزال الناس يسألون عن هذه المسألة، آخرهم سائلة تسأل عن موقف الأستاذ محمود من الحج في هذه الوصلة
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=204

    فما بالك بأمر الجمهوريين من هذه الفكرة بعد أن حدث لصاحبها ما حدث؟؟ ومن هنا فأنا أسمي ما حدث للجمهوريين بالصاعقة، وليس بالضرورة ردة فكرية، فالجمهوريون يتباينون في مستوى التأثر بما حدث.. وأنا أحبذ أن نواصل النقاش في أمر الأستاذ محمود ونترك أمر الجمهوريين جانبا، لأنه لو كان أمر الأستاذ حقا فإن مسألة الإجابة على السؤال: "هل ماتت الفكرة الجمهورية؟؟" لن يعتمد على موقف الجمهوريين من الحدث، مهما كان.. فالديانة المسيحية قد انتشرت بعد ثلاثة قرون من زمن المسيح بالرغم من أن أكبر تلاميذه، بطرس، قد أنكره ثلاث مرات، حتى قبل حادث القتل والصلب.. ولذا سوف أتجاوز عن التعليق على أمر الأخ عوض الكريم موسى أو من وصفتهم بما وصفتهم، لأنهم ليسوا حجة على الفكرة..
    قولك:

    Quote: فما الذي حدث أيها الاصدقاء الجمهوريين بعد أن توسدت الفكرة الثرى كيف نمت من جديد وعلى أي اصل فكري أو فرع فقهي ؟ ورحم الله محمود المهندس الفقير الذي وسع قلبه خير الناس كلها وجعل الفقر ثروة وعاش في بيت الجالوص الذي صمد أكثر من كل قصور الدنيا في وجه البغي والتصفية –ومضى يحمل صليب عذابه الاليم كالمسيح . . نعم السياسي الوحيد الذي لم يختبئ من سجانيه وجلاديه ومشى معهم مرفوع الرأس يد بيد وكتفاً بكتف من سجن الى سجن ومن حكم الى حكم ومن مقصلة الى مقصلة دون ان يلتفت وراءه أو ترمش له عين حتى لاقى ربه نقياً فقيرا وتركهم يموتون في شهواتهم ويغرقون في ترف الدنيا .

    -----
    لا بد أنك قد سمعت أن الجمهوريين كان يجري في أركانهم قول مشهور، وهو أن أي دعوة يموت عنها صاحبها قبل إتمامها تحتاج إلى المراجعة وبالتالي تكون دعوة ناقصة.. ومن هنا كانوا يصفون دعوة السيد حسن البنا بأنها دعوة ناقصة، وكذلك دعوة المهدي في السودان في القرن التاسع عشر.. والسؤال المهم الآن هو: هل الفكرة الجمهورية حق؟؟ وهل الأستاذ محمود محق فيما زعمه لنفسه من الأصالة؟؟ وهل هناك أصالة من أساسه؟؟ وهل يعني مقتل الأستاذ أن الفكرة قد ماتت أو أنها ناقصة؟؟ هذه هي الأسئلة التي أرجو لهذا النقاش أن يتجه نحوها..
    وللإجابة على السؤال الأول أبادر فأقول بأن الفكرة الجمهورية هي الحق، وهي الإسلام الذي لا إسلام غيره، فيما أرى.. أكثر من ذلك، فأنا أرى، أنه لو لم تكن هذه الفكرة هي الإسلام، فيجب أن يكون الإسلام هكذا.. لأنه بغير هذا المستوى لن يجد الإسلام أي فرصة في عالم اليوم..
    وفي الإجابة على السؤال الثاني أقول أن الأستاذ محمود قد برهن على أنه أصيل، وحر، بمعنى أنه يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول.. وهذا يكفيني برهانا، ويكفيني تدليلا على صدقه.. وهو صدق يجعله عندي في مستوى الأنبياء، والرسل أولي العزم من أمثال سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهم سلام الله.. فأنا لم أر أولئك الأنبياء والرسل، ولكني آمنت بهم.. أما الأستاذ محمود فإني قد آمنت به وصدقته وقد رأيت بنفسي من واقع تجربتي معه الدليل على صدقه.. هذا البرهان هو الذي ظهر لكثير من الناس، وقد أعجبني وصفك له بقولك:

    Quote: ومضى يحمل صليب عذابه الاليم كالمسيح . . نعم السياسي الوحيد الذي لم يختبئ من سجانيه وجلاديه ومشى معهم مرفوع الرأس يد بيد وكتفاً بكتف من سجن الى سجن ومن حكم الى حكم ومن مقصلة الى مقصلة دون ان يلتفت وراءه أو ترمش له عين حتى لاقى ربه نقياً فقيرا وتركهم يموتون في شهواتهم ويغرقون في ترف الدنيا .

    ---
    وهو قول ذكرني بأبيات الشيخ الأكبر ابن عربي:

    نسمات هواك لها أرج * تحيا وتعيش بها المهج
    وبذكر حديثك يُطوى الهمّ * عن الأرواح وينفرج
    وببهجة وجه جمال جلال * كمال صفاتك أبتهج
    ما القوم سوى قوم عرفوك * وغيرهم همج همج
    دخلوا فقراء على الدنيا * وكما دخلوا منها خرجوا
    فيا مدّعيا لطريقهم * قوّم نظرا بك ينعوج

    وفي الإجابة على السؤال الثالث: هل هناك أصالة من أساسه؟ أقول أن فكرة الأصالة هي ضرورة حياتية للإنسان، وهي تنسجم مع مبدأ الحرية الإنسانية.. وقد أوضح الأستاذ محمود في أواخر أيام تواجده مع الجمهوريين أن الأصالة، بمعنى سقوط التقليد لا تتحقق على تمامها في تلك المرحلة من التطور البشري إلا لشخص واحد، وقد فهمت لاحقاً من ذلك أن مَنْ يستطيع أن يصمد على زعم الأصالة حتى في وجه التهديد بالقتل، وهو محق، شخص واحد، وقد اتضح لي الآن أن ذلك الشخص كان هو الأستاذ محمود.. وأتصور أن مستقبل الدين في العالم سيكون في اتجاه حرية اتخاذ منهاج الصلاة وجميع العبادات ليصل العُبّاد إلى أصالتهم وفرديتهم وهو أمر يتسق مع حق الإنسان ومع حريته كما قلت آنفا..

    أما السؤال الرابع: "هل يعني مقتل الأستاذ أن الفكرة قد ماتت أو أنها ناقصة؟؟".. بالعكس لقد كان موقف الأستاذ بتلك الطريقة هو الدليل على صحة فكرة الأصالة، وعلى صدقه في زعم الأصالة، وفي تحقيق أعلى درجات المواجهة من غير التخلي عن الطريق السلمي، ومن غير سعي للموت في سبيل الله، ولكن أيضا من غير وجل من الموت إن كان لا بد منه..
    أنا هنا لا أرمي بالحديث على عواهنه، وسأتجه إلى بسط وثائق من خطابات الأستاذ ومن وثائق حركة الجمهوريين توضح ما أقول.. لقد كتب الأستاذ في نشرة داخلية للجمهوريين مطبوعة بالرونيو ونوقشت في مؤتمر عيد الفطر عام 1388 هـ الموافق 1968 عقب أحداث محكمة الردة الشهيرة، وهي أحداث تشبه الأحداث الأخيرة ما يلي عن أمر المواجهة:

    المواجهة هي معرفة وسلوك بمقتضى المعرفة.. معرفة يهتدي بها الفرد تجعله يميز بين دقائق الأمور.. وقمة المعرفة تجعل الفرد ملزما أن يسير خلف الله ذلك باتباع رضوان الله، وهو الرضا به، فينا وحولنا..
    والمواجهة في الحيز العملي تقع على درجات ثلاث:ــ
    1. مواجهة في القمة.. وهي العمل بالفكرة بلسان الحال، ولسان المقال، ونشرها بين الناس بلسان رطب صادق يتحمل في ذلك الأذى، ولا يرد الأذى.. ولا يحسبن أحد أن هذا السلوك يمكن للفرد أن يستوحيه في لحظة المواجهة، فإنه لا يمكن أن يتيسر لك أن تعمل إلا وفق ما أنت عليه.. فالمواجهة سيرة وتربية طويلة فإن احتمال الأذى من الناس، وكف الأذى عنهم لا يكون إلا بمعرفة الحكمة من ذلك.. فالمواجِه لا يرى أعداءه في الخارج، وإنما يستدل بما في الخارج على أعدائه في داخله..
    2. مواجهة أقل من ذلك.. يعمل جاهداً على نشر الفكرة بسمته وقوله ويحاول أن يتحمل الأذى، وقد يرتد فيرد الأذى، دون تدبير منه مبيّت، ثم هو غير راض عن نفسه بعد ذلك.
    3. مواجهة أقل الدرجات.. يحاول جهده نشر الفكرة وحين يعجز عن المواجهة لاعتبارات عنده هو.. فهو إن كان في مجلس أو اجتماع أثير فيه هذا الموضوع لا يملك إلا أن ينصرف لأنه لا يملك أن يفعل أكثر من ذلك وهو بعد غير راض عن نفسه ولا حاله.

    هناك سلوك الفكرة الجمهورية منه براء، وهو سلوك من يجعل من الفكرة موضوعاً للأنس وتزجية الفراغ، بروح من الهزار والمداعبة.. فهو إن طُعن في الفكرة بروح الهزار والنكتة، تضاحك.. هذا السلوك الفكرة الجمهورية منه براء.
    إن آيتك اليوم هي تمام آيتك بالأمس وهي.. "فانقلبوا بنعمة من الله وفضل، لم يمسسهم سوء، واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم" .. هذه هي آية المواجهة في المرحلة الثانية.. فانظر في داخلك لتستدل بما في الخارج على ما في الداخل.. وليكن خروجك من إرادته إلى رضوانه، اليوم، هو تتويج خروجك من إرادتك إلى إرادته أمس، وما التوفيق إلا من عنده، فإنه نعم المولى ونعم النصير..


    انتهى..
    أما آية المواجهة التي يقصدها الأستاذ محمود فهي آية شهيرة قد صُدِّر بها دستور الحزب الجمهوري منذ أن خرج في ثوبه الفكري الجديد في عام 1951: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"
    ويمكن رؤية تلك الصفحة من الكتاب هنا:
    http://www.alfikra.org/books/bk004/pg74.gif

    وقد بدأت مواجهة الجمهوريين لنظام مايو بصدور كتيب "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" الذي يمكن قراءته في هذه الوصلة:
    http://www.alfikra.org/books/bk270.htm\
    وقد تعرض الأستاذ محمود وحوالي خمسين من الجمهوريين وأربعة من الجمهوريات إلى الاعتقال بدون تحقيق أو محاكمة.. وقد اعتبر الأستاذ هذا الاعتقال بمثابة خلوة لتجويد العبودية بين الأخوان والأخوات، داخل المعتقلات وخارج المعتقلات، ليعدّهم ليوم مواجهة قادم.. وسأورد لك، وللقراء، من خطابات الأستاذ لأبنائه وبناته ما يوضح هذا الأمر وأرجو ملاحظة ما سأكتبه بلون مختلف أو أضع تحته خطاً..
    الوثيقة الأولى هي خطاب الأستاذ بتاريخ 14 فبراير 1984


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الثلاثاء 14 فبراير 1984م
    أبنائى وبناتى الجمهوريين
    تحيتى ومحبتى ومعزتى
    أما بعد فانى لأحمد الله الذى لا اله غيره .. وأسأله تعالى لكم تمام النعمة بالهداية ، والتثبيت على السراط المستقيم ، والنصر المؤزر بالعزة والكرامة.. ـ
    ثم أما بعد ..فقد أنفقنا زمنا طويلا فى هذه الخلوة المباركة ، فى تجويد العبادة ، ابتغاء تحقيق القدر المقدور لنا فى العبودية .. وقد عطلنا ، أو كدنا نعطل شريعتنا فى هذه الفترة ـ شريعة معاملة المجتمع ـ وإلا فإن القدر الذى تحقق من العبودية مرضي عندي ، وأرجو أن يكون مرضيا عند ربي .. معلوم ان السير فى مضمار العبودية سير سرمدي، يتجدد ولا ينتهي .. ونحن نريد أن نجدده فى المرحلة المقبلة بأن ندخل شريعة الجماعة فى مضمار العبادة ، فتكون لنا شريعتنا وحقيقتنا ، فنجود التوفيق بينهما ، من غير أن نذهل بالشريعة عن الحقيقة ولا أن نفنى عن الشريعة فى الحقيقة وإنما هو الوزن بالقسط ، حيث نعامل الحق بالحقيقة ، والخلق بالشريعة ، وهذا هو مقام عزكم الذى نسعى لبلوغه .. وهو مقام عزيز المنال .. يقع البدء فيه ولا يتم الفراغ منه.. ـ
    معلوم عندكم إن المبتدئ فى العباده الجادة ، السالكة مسالك العرفان بالعلم والعمل بمقتضى العلم ، إنما يبدأ فى غفلة يكون فيها مشغولا بالخلق مذهولا عن الخالق .. فهو لا يرى الفعل إلا من الفاعل المباشر ـ المخلوق ـ ويذهل عن الفاعل الاصلى من وراء الفاعل المباشر ـ الله ـ وانما من أجل الخلاص من هذه النظرة الجاهلة سنت الخلوة ـ الفرار من الخلق ـ وبهذه الخلوة يتم فراغ البال من الخلق وتتمكن من العابد معايشة الرب حتى إنه لينتقل من رؤية الخلق فى الفعل الى رؤية الخالق وحده .. فلكأنه يصير الى النقيض ، مما كان عليه قبل الخلوة .. فهو يفنى عن الشريعة فى الحقيقة .. وليس فى أى من النقيضين كمال .. ليس فى الفناء عن الحقيقة فى الشريعة كمال .. كما أنه ليس فى الفناء عن الشريعة فى الحقيقة كمال .. وإن كان فناء الفاني فى الحقيقة أكمل من فناء الفاني فى الشريعة، لأن صاحب الشريعة وحدها صاحب دنيا ـ وإنما الكمال فى الجمع بينهما ، وفى نفس الوقت .. وهذا هو البقاء .. ومعلوم اننا لسنا مبتدئين فى العبادة .. فإننا بفضل الله علينا ، قد قطعنا فى العبادة شوطا بعيدا وموفقا .. ولكننا مبتدئون فى العبودية .. وقد ساق الله تبارك وتعالى ، لنا بمحض فضله ، هذه الفرصة لنخلو إليه فى المعتقلات .. والمبتدئ فى العبودية كالمبتدئ فى العبادة من حيث حاجته للخلوة مع إختلاف المقدار بالطبع ، وأعتقد أنكم قد لاحظتم حاجتكم إلى الخلوة منذ البداية. ـ
    الشريعة نهج البداية .. فليس دون الشريعة دخول فى الملة .. والطريقة نهج المجود فى الشريعة ، لأنها شريعة وزيادة ـ لأنها شريعة منضبطة وهى عندنا سنة النبى الكريم .. ونحن عليها بفضل الله منذ البداية .. والحقيقة معرفة أسرار الالوهية .. علم الشريعة يوجب العمل فى العبادة .. وعلم الحقيقة علم سر فعل الله .. يوجب العمل فى العبودية .. والعبودية هى التأدب مع الرب بما يليق من قبل العبد .. العبودية هى ألا نستعجل الرب فى أمر أجله ، ولا نستبطئه فى أمر أعجله ، وإنما نكون معه فى حضرة شئونه ، لا نتقدمه ، ولا نتأخر عنه .. وهو كل يوم فى شأن ، وإنما يومه زمنية تجليه لخلقه ليعرفوه وهذا التجلى "التعليم" هو شأنه .. فأنت تكون فى أدب الوقت لتعقل عن ربك .. أنت كعابد مجود للعبودية لا تعيش فى الماضى ، ولا تعيش فى المستقبل .. وإنما تعيش فى "الهنا والان" .. وهذا معلوم عندكم ، وممارس بفضل الله ، فى مستوى مرضى من التجويد .. والآن !! .. دعونا ننقل أسلوبنا إلى المستوى الجديد ، وهو التوفيق بين الحقيقة والشريعة ، النظرة الواحدة الشاملة ، من علم يتسق فيه العمل بين الحقيقة والشريعة .. لقد عرفنا الحقيقة بأنها معرفة أسرار الالوهية .. هذه هى الحقيقة فى الدين الخاص .. أما الحقيقة فى الدين العام .. فهى ما عليه الخلق من خير ومن شر ، من علم ومن جهل ، من ايمان ومن كفر .. هى الارادة .. والارادة هى ما عليه الخلق ، فإنه لا يدخل فى المملكة إلا ما يريده الله .. ـ
    نحن ندخل اليوم على شريعتنا بعد أن عطلناها، أو كدنا لمصلحة حقيقتنا.. نحن ندخل على شريعتنا ومعنا حكم الوقت ، بدليل أن قومنا اليوم قد تورطوا فى تشويه ديننا ، وفى التنكيل بإسم هذا الدين ، بضعفاء شعبنا .. فوجب علينا من ثم ، النهوض بالدفاع عن ديننا ، وعن شعبنا ، فى هذا البلد الطيب .. ـ
    وأول ما نبدأ به هو ان مايجرى من قومنا المسئولين ، نحو ديننا ، وشعبنا إنما هو بإرادة الله .. وإرادة الله دائما تنطوي على حكمة ـ علم من علم وجهل من جهل ـ والله يريد أمرا ولا يرضاه وهذا معلوم عندكم .. وإنما يكون عملنا نقل قومنا ـ مسئولين عن أمر الناس وغير مسئولين ـ من إرادة الله إلى مرضاته .. وهذا إنما يكون بالنقد الهادى ، والموضوعى ، والبناء ، الذى لا ينطلق عن ضغينة ولا عن حقد ، وإنما ينطلق عن رغبة أكيدة فى هداية الضال .. ينطلق من محبة الضال وكراهة الضلال .. وهذا ايضا معلوم عندكم .. بفضل الله عليكم .. ـ
    وإرادة الله يمر عليها وقت فى جزيئات الزمان والمكان ـ تطابق رضاه ، فيكون ما يريده هو ما يرضاه .. ثم تقع المفارقة بين الإرادة والرضا ليحصل الترقي .. واليوم المفارقة بين الارادة والرضا أكبر مما كانت فى أي وقت مضى .. فعليكم أن تنقلوا الناس عبر هذه الفَرَقَة ، بالحكمة ، والملاطفة ، والعطف ، وبالحب أيضا .. واعلموا أن الله ، تبارك وتعالى حين قال فى الرسالة الأولى عن النبي "عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم " .. قال فى الرسالة الثانية : "إن الله بالناس لرؤوف رحيم " .. وأصحابنا الصوفية قالوا :"الرحمة بخلق الله ، أولى من الغيرة على دين الله ، لأن الغيرة من الغيرية ولا غيرية .." يعنون بالطبع أن ما يجري على الخلق من ضلال ما هو إلا من عند الواحد الذى لا غيره ـ لا قبله ولا بعده ، وعلى العلماء بالله أن يرحموا خلق الله ، ويرأفوا بهم ، وينقلوهم من الضلال إلى الهدى ، وهم ينطوون على حبهم ، وعلى الحرص على خيرهم .. ـ
    لعلكم تذكرون الرسم الذى عرضته عليكم فى كتاب من كتب السايكولوجي . الرسم يضم ، فى شكل واحد إمرأة مسنة ، وامرأة شابة .. عندما ينظر الانسان يرى واحدة من الاثنتين .. غالبا ما يرى المرأة المسنة .. فإذا نبه إلى أن هناك امرأة شابة فى نفس الرسم ، وبدأ يدقق النظر فإنه يراها .. ولكنه فى لحظة رؤيتها تغيب عنه صورة المرأة المسنة ، ثم لا يستطيع أن يجدها مرة ثانية ، أعني المرأة المسنة إلا بعد تدقيق، وإحداد للنظر ، وإلا بعد مضي بعض الوقت .. وبمجرد أن يرى المرأة المسنة للمرة الثانية تغيب عنه المرأة الشابة ، وهكذا .. والمطلوب أن يرى الاثنتين فى وقت واحد.. وهذا يمكن بطول المراس ، وبتدقيق النظر وبترويض العقل، .. والان دعونا ندخل فى أمر التطبيق .. إذا قال لنا إنسان قولا أو عمل عملا فيه مساءة لنا، أو لغيرنا، فإنَّا لا نرى إلا الإنسان الذى جرى لنا منه القول ، أو العمل ونغضب ونضغن ونتصرف من هذا المشهد .. وبعد زمن يطول أو يقصر حسب حال أحدنا من الغفلة أو الحضرة ، فإنَّا نرى القائل ، أو الفاعل الأصلى ، وراء الإنسان المباشر للقول أو الفعل .. هذا عمل مألوف عندنا فى مرحلتنا الحاضرة من تجويد العبودية .. والمطلوب منذ اليوم ، أن تكون المحاولة تقصيرمدة غيبة الله ، تبارك وتعالى ، عنا ، فى قول القائل المباشر ، أو فعل الفاعل المباشر .. يجب أن تكون مجاهدتنا فى أن نتخلص من حُجُبِ الاغيار فى أسرع وقت ممكن حتى نصل إلى المقام الذى نرى فيه الفاعلين فى آن معاً فنكون مع الفاعل الأصلي ، بالحقيقة ومع الفاعل الفرعي بالشريعة . ـ
    هذا يقتضي أن نحرك شريعتنا بغير حقد ، ولا ضغينة ، ويقتضي أيضا ألاَّ نبالغ فى تحريك شريعتنا، بكثرة الالحاح وبشدة الاصرار . ولكن إنما نحركها بإتقان ، وبانضباط، وبتجويد ـ بإحسان .. ـ
    وإذا كان علينا أن نقوم بعمل ، أو أن نقابل أحدا ، له فى تقديرنا مكان أو إذا كان علينا أن نقدم محاضرة أو أن نقوم بمناظرة ، مثلا ، فإنا يجب أن لا نستعجل شريعتنا فنعيش خارج اللحظة الحاضرة ـ نعيش فى زمن المقابلة ، أو زمن المحاضرة ، أو زمن المناظرة ، مشغولين فى التحضير لما نحب أن نقول ، قبل مجئ الوقت .. هذا يحصل من طبائع الاشياء .. ولكننا يجب أن نرد أنفسنا عنه ، لأنه من المبالغة فى تحريك شريعتنا ولأنه من فعل الخوف ـ نريد أن نستعد لئلا ننفضح .. يجب أن نرد أنفسنا عنه لنكون حافظين لحقيقتنا فى اللحظة الحاضرة .. وحين يجئ وقت شريعتنا فانه يجئ التوفيق ، فيما يُقال ، أو يُعمل .. ويكون التوفيق فى الشريعة بقدر حفظنا للحقيقة .. وهذا بالطبع هو السر فى أن الجمهوريين والجمهوريات إنما يرتجلون، ولا يقرأون فى الورق .. ولكننا نريد أن نزيد فى هذا التجويد ليكون لنا عملا تعبديا به نعيش ونحيا الدين ـ العبودية ـ هذا هو الطور الجديد الذى ندخله منذ اليوم ، ثم لا تكون له نهاية لانه إنما هو الدين يحيا .. ـ
    أقبلوا إذن على الدراسة السياسية ، والقانونية ، على حسب النقاط التى وصلتكم ، إبتغاء دفع التشويه عن ديننا وإبتغاء الدفاع عن المستضعفين من شعبكم وإبتغاء هداية من أضله الجهل من قومكم … ـ
    أمضوا راشدين، وعين الله ترعاكم وتسدد خطاكم … ـ
    حفظكم الله .. وحفظ عليكم. ـ

    والدكم
    محـــمود
    ---


    والوثيقة الثانية هي خطاب آخر كُتب بعد يومين من الخطاب السابق:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الخميس 16 فبراير 1984
    أبنائى وبناتى الجمهوريين
    تحيتى ومحبتى وإعزازى
    أما بعد فإني أحمد الله لكم الذي لا إله غيره ، وأسأله لكم تمام النعمة بالهداية والتثبيت على الصراط المستقيم ، والنصر المؤزر بالعزة والكرامة. ـ
    ثم أما بعد فأرجو أن تقرأوا من جديد آياتكم التى نزلت عليكم منذ أكثر من تسعة أشهر : {{ إن الله يدافع عن الذين آمنوا .. إن الله لا يحب كل خوان كفور * أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظُلموا . وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق ، إلا أن يقولوا ربنا الله .. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ، لهدمت صوامع ، وبيع ، وصلوات ومساجد ، يذكر فيها اسم الله كثيرا .. ولينصرن الله من ينصره .. إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم فى الارض ، أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر . ولله عاقبة الامور ..}} صدق الله العظيم.
    "أُاذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " أُذن لهم بماذا ؟؟ أُذن لهم بأن يقاتلوا ، لأنهم قوتلوا !! ولقد تحرك الإذن بالنزول منذ أكثر من تسعة أشهر .. فنزل نزلتين فى عالم الملكوت .. ونزل قبل أيام ، فى عالم الملك !! "هل تذكرون الحديث فى كتبكم عن خلق آدم ؟؟" .. إنما أمره ، اذا أراد شيئا ، أن يقول له : كن فيكون " "كن ف يكون" .. هى كن يكن يكون " وقد وضعت الفاء لتنوب عن "يكن" فى حساب الارقام "الفاء" "80" و"يكن" "80" وعندكم من عوض :
    هو فوق ما فى كن يكن ** فكماله فى كن يكون
    لأن فى "يكون" دخل عنصر الزمان ، ومن ثم ، عنصر المكان أيضا .. الأمور المبرمة في عالم الملك ، بعد أن أُبرمت فى عالم الملكوت .. وهذا هو السبب فى المكث ـ الزمن ـ الذى أنفقناه فى تجويد العبادة لتنزل منزلة العبودية..
    والآن " منذ أن خرجت لكم نقاط الدراسة" جاء الإذن للذين يقاتلون بأن يقاتلوا .. ولقد جاءكم فى خطاب يوم 14 فبراير أدب القتال الذى يجب أن يصحبه دائماً .. وما أريد ان أضيف شيئاً أساسياً على ما جاء فى ذلك الخطاب ، غير أن هناك أمرين يعينانكم عوناً كبيراً على لزوم نهج العبودية : أولهما بيت العارف :- "فليس بذكر ، او بفكر ، تناله * سوى ، بالصفا ، والمحو عما يغاير " والصفاء تعنى نقاء الضمير من الغل ، والحقد ، والضغينة .. " والمحو عما يغاير " تعنى ألا نرى ، فى الفعل ، الفاعل المباشر ، ونُحجب عن الفاعل الأصلى .. وفعل الفاعل الأصلى .. "الله" دائما لخيرنا ، في الحال أو فى المآل .. وما يمنع من ظهور الخير علينا فى الحال إلا انشغال المحل فينا باصطناع العداوة مع الفاعل المباشر ، مما يذهلنا ، وفى الحقيقة يسخطنا ، على الفاعل الاصلي .. ولقد جاء الحديث عن هذا فى خطاب 14 فبراير .. وما أريد أن أقوله هنا هو أن تتذكروا هذا البيت كلما وجدتم أنفسكم مضغنة ، وحاقدة ، وتبحث عن الأعداء خارجها .. "فليس بذكر ، أو بفكر ، تناله * سوى بالصفاء ، والمحو عما يغاير " ويجب أن نكون موزونين فى الرؤيتين ، وفى وقت واحد !! رؤية الفاعل بالأصالة ، وراء الفاعل بالحوالة .. وما أحب أن نكون فى هذا المشهد ، مع العارف النابلسى حين قال :
    " يا ظلال الأراك * إننى لا أراك "
    لأن العارف النابلسى قد قال ذلك من مشهد فنائه عن شريعته فى حقيقته .. وهذا ما حذرنا منه الخطاب آنف الذكر .. يجب أن نرى "الأراك" وأن نرى "ظلال الأراك" لأن "ظلال الأراك" موجودة بإيجاد "الأراك" "الله" لها .. يجب أن نرى الخالق وأن نرى الخلق ، وأن نتعامل مع الخالق بالحقيقة ، ومع الخلق بالشريعة ، وهذا معلوم عندكم ، بفضل الله عليكم ..
    الأمر الثاني هو أننا عندما نحرك شريعتنا فى معاملة الخلق يجب ألا نبالغ فى تحريكها ، مما يذهلنا عن حقيقتنا، بأن يجعلنا نفرِّط فى اللحظة الحاضره ، ونعيش فى زمن المواجهة ، قبل أن يجئ ، وذلك بفعل الخوف .. وعندما نفرط فى حقيقتنا من أجل الاستعداد ، والتجهيز ، لشريعتنا ، فإن ما حضرناه لشريعتنا ، مع تضييع حقيقتنا ، لا نجده عندما يجئ وقته .. بحفظ الحقيقة ـ المعيشة فى اللحظة الحاضرة ـ تحفظ الشريعة عندما يجئ وقتها ـ وقد ضرب المثل لذلك فى الخطاب بأن قيل إذا كان علينا أن نقابل إنساناً له فى صدرنا وزن ، أو كان علينا أن نلقي محاضرة ، أو أن نقيم مناظرة ، وبيننا وبين بعض أولئك بعض الزمن ، فيجب ألا نخلي اللحظة الحاضرة ، وهى حقيقتنا ، لنشتغل بالزمن المقبل ، بتجهيز أنفسنا له ، منذ الآن ، مخافة أن ننفضح عندما يجئ وقت المحاضرة ، أو المناظرة مثلاً .. إن من يحفظ حقيقته ، يحفظ شريعته ، ومن يضيع حقيقته يضيع شريعته ، ولا ينفعه تحضيره ، لأنه يذهب عنه عند التحصيل الأخير .. هذا أمر معلوم عندكم ، وجرى فى شرحه الخطاب .. ومن طبائع النفوس أن نجدها مشدودة لتخيل الخطر ، ومحاولة الإستعداد له ، قبل وقوعه .. وهذه هى الطبيعة التى شوهها الخوف .. وما يجب أن يجري منا هو مراجعة أنفسنا بالعلم لتكون مع حقيقتها ، وهى مستيقنة أن ذلك يمكنها من تجويد شريعتها ، حين يحين الحين .. الأمر الذى يعينكم هنا هو أن تذكروا أنفسكم بقولكم لها :
    " إنك لن تعبرى الكبرى قبل أن تصليه " هذا هو الأمر الثاني ، وهو تجسيد للنفس خطر الاستعجال ، وبذلك يردها إلى اللحظة الحاضرة.. ـ

    أرجو أن تعودوا لآياتكم التى انشغلنا بها منذ زمن ليس بالقصير لتفهموها فهماً جديداً وتوكدوها لأنفسكم وتعملوا فى تحريك شريعتكم بإتقان ، و بانضباط وبتجويد ـ بإحسان ـ
    الله يحفظكم ويحفظ عليكم
    والدكم
    محمود محمد طه


    وهاتين الوثيقتين تُعتبران أهم الوثائق في توكيد طريقة المواجهة عند الجمهوريين، وهي المقاومة السلمية.. والمعروف أن الأستاذ محمود لم يطلب من أحد أن يموت في سبيل الله، أو في سبيل الدعوة.. جاء في خطاب له للشيخ الطيب البشير عبد الرحمن بتاريخ 31/7/1966 قوله:


    ويبدو انه قام فى بالك أنك مدعو لتموت فى سبيل الله، فاعلم الآن أن الله لا يريد منذ اليوم أحدا ليموت فى سبيله وإنما يريد كل الناس ليعيشوا فى سبيله، وهو أمر أشق على أكثر النفوس من سابقه.. إنما ندعوك يا أخى لتحيا فى سبيل الله وتحيى..


    ولولا ضيق الحيز لأوردت كامل الخطاب.. وفي كتاب "تعلموا كيف تصلون" جاء قوله:


    يجب أن يكون واضحاً فإن الجهاد بالسيف منسوخ ، منذ اليوم ، وأن الجهاد الأكبر معلن ، منذ اليوم.. فإن الله بمحض فضله ، ثم بفضل حكم الوقت ، إنما يريد للناس ، منذ اليوم ، أن يعيشوا في سبيله ، لا أن يموتوا في سبيله.. وهذا ، لعمري !! هذا أصعب، مئات المرات ، من ذاك ، وهو ما من أجله أسماه المعصوم بالجهاد الأكبر.. قال تعالى ، يأمر "نبيه" ويأمر كل واحد من "المسلمين" الذين هم إخوانه ، من ورائه : "قل إنني هداني ربي إلى سراطٍ مستقيم ، ديناً قيماً ، ملة إبراهيم ، حنيفاً ، وما كان من المشركين * قل إن صلاتي ، و نسكي ، ومحياي ، ومماتي ، لله رب العالمين * لا شريك له ، وبذلك أمرت ، وأنا أول المسلمين".. حياة كلها لله ، متقلبها ، ومثواها.. منشطها ، ومكرهها.. فإن كنت تريد أن تحيا لله فإن قانونك الذي يجب أن يكون دائماً بين عينيك إنما هو قوله ، تبارك من قائل : "فمن يعمل ، مثقال ذرةٍ ، خيراً، يره * ومن يعمل ، مثقال ذرةٍ ، شراً، يره".. "يره"!! من يعمل خيراً يره ، ومن يعمل شراً يره.. يره "اليوم" بل يره "اللحظة"، لا غداً.. ولا يمنعه من الرؤية "الناجزة" ، "الحاضرة" ، للتو ، وللحظة، إلا الغفلة..


    أما الوثيقة الأخيرة في هذه الحلقة فهي عبارة عن خطاب من الأستاذ إلى بناته الجمهوريات الأربع المعتقلات في سجن أمدرمان، وقد أُفرج عنهن بعد هذا الخطاب بأيام قليلة كما أذكر.. وأرجو ملاحظة قول الأستاذ لهن بأن الكبار يريهم الله الرؤى المفزعة، كما أرجو ملاحظة ما أكتبه بلون مختلف أو أضع تحته خطاً.. وأهمية هذا الخطاب هو أنه يقرر أهمية الخطابين اللذين أوردتهما بعاليه حيث يقول عنهما
    Quote: : على هذين الجوابين سيكون العمل التعبدى المقبل ، ولغير نهاية ، إلا زيادة فى التجويد


    بسم الله الرحمن الرحيم

    بناتى حبيباتى بتول وأسماء وهدى وسمية

    أنتن قرة عيني ، ورضا نفسي ، وعليكن يقوم كثير شكري لربي ، وحمدي له .. فله الحمد كما هو أهله..
    لكنَّ عظيم محبتى ، وإعزازى ، ووافر تحيتى .. هذه أول مرة أكتب إليكنَّ، وسأوالى الكتابة إليكنَّ، إن شاء الله ، من وقت لآخر ، بدلاً من أسلوب الوصية التى درجت عليها فى الأشهر الماضية..
    أجد متعة كبيرة فى متابعة كتاباتكنَّ إلىَّ ، وأتابع التطور الروحي ، والعلمى الذى وفقكن إليه الله ربى ، فيتأكد عندى ، بصورة طيبة ، قولى: أن مؤلفاتى تلميذاتى ، حقق الله فيكن الآمال.
    رؤاك يا بتول فى غاية الطيبة! طويلة ، ومتماسكة ، ومسبوكة ، كأنها مشاهد يقظة ، محكية بقلم بارع. من أواخر الكراس ، قبل الكراسين الماضيين ، بدت تظهر لك الرؤى المزعجة، مثل رؤية عبور النيل بالونش ـ هذه كانت طويلة ، ومسبوكة بلا فراغ ، ولا فجوات ـ لقد سررت كثيراً لهذه الرؤى المزعجة ، فإنها ذات مظهر جلالى ـ هى قد أعقبت الرؤى المفرحة ، وهذه ذات مظهر جمالى ـ المظهر الجمالى عادة للأطفال الروحيين .. أما المظهر الجلالي فهو للكبار .. وقيمة الرؤى المزعجة انها تحرك الباطن فيكون صاحبها سالكاً وهو نائم ، وسالكاً وهو يقظان ، فيكون له حظ من: "لا تأخذه سنة ولا نوم".. وهو عندما يصبح محزونا ومنكسراً لبعض الوقت ريثما يدركه العلم فتكون به طمأنينة نفسه ، وبذلك يزيد علمه وتزداد حاجته إلى الله ، ويأمن الاستغناء عن الله ـ أو قلن تقل فرص الاستغناء أمامه .. وهذا فى حد ذاته خير كبير ، وبه سلوك طريق العبودية لله أسرع .. ولكن فى الكراس الأخير عندما تستيقظين من النوم تجرى لنفسك محاسبة تندمين فيها على بعض التصرف الذى جرى منك فى الرؤيا وتكونين محزونة بعض الوقت فهل يجرى منك تذكر يا ترى لقوله تعالى: "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور"؟؟ أرجو أن أسمع منك .. دراستك للكتب فيها ذكاء واضح وتنقل بين الكتب لمقارنة المعانى المشتركة وهى ممتعة جداً "تقريرك الاسبوعى ـ يوم الثلاثاوات ـ يسرنى كثيراً ، ويطمننى كثيراً .. حفظك الله ..
    جوابك يا أسماء بخصوص الجوابين الاخيرين فيه روح تعادى ، ولقد سررت به كثيراً ، وأرسلته لآمنة لتفرح بك .. رؤاك طيبة .. ولقد احترت أنت عندما علمت بأن الرؤى المزعجة تكون للكبار ، وذكرت أنك كنت تخافين قبل الاعتقال ، ولكن بعد الاعتقال زال منك الخوف ووجدت الطمأنينة ، والسكينة والراحة .. وأصبحت تشعرين بالرغبة فى الشكر ، أثناء الجلسة ، اكثر من الرغبة فى الاستغفار ، وكتبت لى بذلك يوم 1/2 .. فهل أبحث عن الخوف لأجد الرؤى المزعجة؟؟ كأن سؤالك كان فى هذا الاتجاه .. ثم كانت الرؤى المزعجة عندك فى عين ، ونفس الوقت .. فقد كتبت لى يوم الجمعة 10/2 عن رؤاك من الجمعة 3 إلى الجمعة 10/2 فكانت مليئة بالازعاج: مثل المرأة والجنية ، ومثل القطة التى طاردتك فى الجامعة فطرحت عليها البطانية ، ومثل حرق النار على فخذك المشوه له وانت خارجة من الحمام .. ومثل انزعاجك على فوات الوقت لادراك جلسة المحكمة التى كنت ستترافعين فيها عن قضية حتى لقد خرجت من الحمام والصابون على جسمك فعلمت من القاضى ان المحكمة تنتظرك .. كل هذه أحلام مزعجة .. فأنت فى المنطقة المطلوبة تماماً ..
    رسالتك الخاصة لخصت الداء ، وطلبت الاعانة ، وقد توجهت إليك الاعانة فى وقتها ، وستكونين على خير حال .. كتاباتك عن الكتب استمتع بها كثيراً. فهى ذكية ، ودراكة لمواطن الجمال ، ولدقائق العلم.
    هدى أنت مُقِلَّة ، ولكن رؤاك طيبة ، وكتاباتك مليئة بالروح ، وتطفح بالبشر ، وأجد فيها متعة كبيره ..أنا مشغول ايضاً بصحتك .. مسألة ضربات القلب لن تزيد على أن توقظ قلبك ، وتزيده حياة على حياته .. وستكونين على خير حال ، إن شاء الله .. يمكنك أن تصلى جالسة ، ويمكنك أن تقسمى صلاتك فى الركعة الواحده بين جلوس وقيام .. وكنت فيما أعتقد قد ذكرت لكنَّ هذه السنة النبويه ايام وجودنا معاً..
    سمية انت ايضاً مقلة .. ورؤاك طيبة .. وكتاباتك ممتعة ، خصوصاً جواباتك .. وقلبك حى ، دائماً ترين التقصير فى عملك .. اما انا فإنى اجد متعة كبيرة فى كتاباتك .. المنحوتات التى هى من صنع نزيلات السجن التى ارسلتها لى زينت بها الاودة
    وصلتكن مادة كثيرة من عندى .. المادة الاولى للدراسة السياسية والقانونية اما دراستك السياسية يابتول فقد حولتها للجنة وهى طيبة ودراستك يا أسماء كانت فى اتجاه القضية الدستورية وكذلك كانت نظرة عبد الله .. لكننى رأيت دراسة قضية جنائية وأعتقد الآن قد وصلتكن نسخة منها أو ستصل. دراستك القانونية كانت طيبه وحولتها للقانونيين .. الهيكل السياسى الذى وصلكن يجرى تدارسه منكن مجتمعات .. هناك الجوابان اللذان أرسلتهما لابنائى وبناتى وقد كتبت عنهما بتول فى تقرير الثلاثاء ، وفى الكراس الاخير .. وكتبت أسماء فى الفجر جواباً عنهما أيضاً .. وكتبت هدى عنهما أيضاً .. ولكن لم تصلنى كتابة سمية ..
    على هذين الجوابين سيكون العمل التعبدى المقبل ، ولغير نهاية ، إلا زيادة فى التجويد .. على أساسها يصير الدين أسلوب حياة .. أريد أن أسمع منكن تفصيلاً عن ممارستكن لهذا الاسلوب ، وماذا أفدتن من الجوابين ..

    هذا الجواب يرسل ليحفظ بالمنزل
    حفظكن الله وحقق فيكن الآمال

    والدكن
    محمود
    25/2/1984م


    ---

                  

العنوان الكاتب Date
في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-15-04, 04:46 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ خالد عويس01-15-04, 06:07 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-16-04, 04:25 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ jini01-15-04, 06:19 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ خالد الحاج01-15-04, 10:45 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-16-04, 09:57 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-15-04, 11:08 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-16-04, 12:27 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Ishraga Mustafa01-16-04, 12:30 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-16-04, 09:48 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ ghariba01-16-04, 01:17 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ مراويد01-17-04, 11:08 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ الجندرية01-18-04, 09:09 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.أحمد الحسين01-18-04, 09:25 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.أحمد الحسين01-18-04, 09:26 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 01:10 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 00:27 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ عبدالرحمن الضريس01-19-04, 01:27 AM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 02:20 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ منصوري01-19-04, 08:48 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 03:20 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 03:23 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ حمزاوي01-19-04, 09:07 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 03:30 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ الجندرية01-19-04, 09:39 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-22-04, 01:22 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ THE RAIN01-19-04, 11:16 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ شتات01-19-04, 11:26 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-22-04, 01:33 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-21-04, 08:03 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ doma01-21-04, 10:40 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Giwey01-21-04, 11:39 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Giwey01-21-04, 11:43 AM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-21-04, 07:55 PM
          Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-21-04, 08:12 PM
            Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Abureesh01-21-04, 10:41 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-22-04, 05:27 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-22-04, 02:15 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-22-04, 05:20 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-22-04, 11:11 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-24-04, 01:53 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ awadnasa01-24-04, 03:12 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-24-04, 11:38 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Elmosley01-24-04, 03:01 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ شتات01-24-04, 04:20 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-24-04, 06:57 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Abureesh01-24-04, 07:23 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-24-04, 11:25 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Abureesh01-24-04, 11:41 PM
          Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-25-04, 00:16 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-24-04, 11:55 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-25-04, 06:13 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Elmosley01-25-04, 04:05 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-25-04, 07:14 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Omer Abdalla01-25-04, 07:57 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-25-04, 10:23 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Abureesh01-25-04, 11:20 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-26-04, 00:43 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-26-04, 09:43 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-28-04, 01:24 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-28-04, 06:38 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ عبدالرحمن الضريس01-29-04, 01:09 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-05-04, 02:01 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-29-04, 04:18 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-29-04, 08:12 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-31-04, 12:44 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-31-04, 05:53 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-02-04, 11:38 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-04-04, 03:09 AM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ ibnomar02-07-04, 01:06 PM
          Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-09-04, 11:46 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-04-04, 08:26 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-06-04, 06:25 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-06-04, 02:37 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig02-06-04, 09:35 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-07-04, 10:51 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-08-04, 02:11 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-10-04, 03:56 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-09-04, 02:42 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-09-04, 01:05 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-09-04, 02:12 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif04-24-04, 11:55 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-14-04, 02:12 PM
      Dr. Howard Yasir Elsharif02-16-04, 01:14 PM
        Re: Dr. Howard د.كرار التهامي02-20-04, 04:47 AM
  Akhu Albanat Yasir Elsharif02-20-04, 11:39 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-23-04, 06:05 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-26-04, 03:18 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ منصوري02-26-04, 07:45 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي03-01-04, 01:40 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-26-04, 01:15 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-26-04, 01:31 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-26-04, 03:45 PM
  الأستاذ سعيد الطيب شايب Yasir Elsharif02-27-04, 10:58 AM
    Re: الأستاذ سعيد الطيب شايب د.كرار التهامي02-27-04, 03:38 PM
      Re: الأستاذ سعيد الطيب شايب Yasir Elsharif02-27-04, 10:27 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif03-01-04, 01:48 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif04-24-04, 12:00 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de