في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2004, 12:44 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48774

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)


    أخي الكريم الدكتور كرار التهامي

    لك تحية المودة والتقدير

    هذه هي الحلقة الثالثة من التعليق على رسالتك القيمة..
    قولك:
    Quote: لقد فوجئت حين قرات مقال د. حيدر بدوي عن الجمهوريين الذين استتيبوا وايديهم مكبلة بالاصفاد بأنهم ضعفوا وتخاذلوا !؟ لكن ما كنت اعلمه ان لحظة رحيل الاستاذ محمود دخل الجمهوريين في المتاهة الفكرية التي فرقتهم شذراً مذراً وان الذين كانوا مكبلين بين جدران السجن المادي في كوبر او الذين كانو مسجونين طواعية في الفكر خارج الاسوار اصبحوا احرار وبلا هوية لان الفكرة حلقت بجناحيها مع جسد صاحبها ومؤسسها المناضل فالأصيل الذي يتلقى من الله كفاحا كان واحداً ولقد رحل( والسالك) الذي كان يمضي في دروب الوعد ومعه الجماعة الى فردوس المجتمع الجمهوري كان واحداً وقد سقط وسمعت من قال لي وقتها ان الاستاذ التقى بتلاميذه في الساعة الاخيرة في حضور السجان ليقرا وصيته عليهم واخبرهم بفداء المسيح المحمدي للاخوان وانهم في حل عن التبشير بالفكرة (وانه زمن الشريعة وليس زمن الحقيقة) لذلك لم يكن لديهم في لحظة الاستتابة ما يجاهدون من اجله.. واصابت الجمهوريين جميعاً ردة فكرية ونفسية وتباينت آثارها على التنظيم فمنهم من لازم بيته ملتحفاً رصيده الفكري والاخلاقي الذي لا ينضب ولو نضب الزمان امثال سعيد الشايب ومنهم من دخل في بيوت اعدائه ( من السلفيين) في توبة حزينة منكسة الرأس مكسورة الخاطر أمثال عوض الكريم موسى . . . . ومنهم من أصبح منحرف السلوك لا يأبه بعد كل ذلك النقاء والاشراق.

    ----
    أما أنا فلم أفاجأ بكلمات الأخ الدكتور حيدر، فقد قرأت مثل هذا الكلام منه مرارا وكذلك من بعض الأخوان، منهم الأخ عوض الكريم موسى وقد كتبت له ردا في صالون الجمهوريين في حوالي عام 1998، ومنهم في الوقت الأخير الأخ أبو بكر القاضي الذي يكتب في جريدة الوطن القطرية وسودانايل، وقد كتبت تعليقي عليه في صالون الجمهوريين.. ولكن ما فوجئت به هو نوع الكلمات التي استعملها الأخ حيدر، والتي أراها، كما يراها كثيرون غيري، إساءة وتجريحا، لم يكن الأخ حيدر في حاجة إليها.. ومع أني أعرف أن الأخ حيدر يصرح في نفس السياق بأنه يحترم كبار الجمهوريين إلا أنني لم أستطع أن أحمل كلماته تلك على أي محمل سوى معانيها الظاهرة، وهي موجودة في الوصلة لمن يريد أن يقرأها فيحكم بنفسه لنفسه.. ولا أريد أن أكرر نفسي فقد كتبت رأيي بما يكفي، وكتب الأخ حيدر رأيه بما يكفي، ولولا أن هذا الذي أقوله الآن جزء من تعقيب على كتابتك أنت يا عزيزي كرار، لما رجعت إلى هذا الفصل..

    وفي البداية دعني أؤكد لك بأن لحظة رحيل الأستاذ لم تفرق الجمهوريين وحدهم وإنما فرقت السودانيين كلهم وأدخلتهم في دوامة الطوفان التي لا يزالون يعانون من آثارها، وأقرب دليل هو وجود أمثالك وأمثالي خارج بلدهم.. وكثيرون منا يرددون مع أخينا العوض مصطفى:
    وطني تغرّب أهله
    وغدا هجيرا ظله
    رطبي تساقط جله
    ورحلت أبحث في عيون الناس
    عن وطني وعني

    إذن الصاخّة قد أدركت الجميع، ولكن بعض الناس لا يحسون بها.. وبما أن غرضي هنا هو التوثيق والتعريف، فسأنقل لك خطاب من الأستاذ محمود إلى الأخ عوض الكريم موسى، يوضح أن الأستاذ محمود كان يتوقع هذا الأمر وأسماه بالغاشية، وفي عديد المرات قبلها كان يقول أن هناك قارعة ستحدث، فإلى الخطاب:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الخرطوم 8 نوفمبر 1983م ـ الثلاثاء
    إبني المحبوب عوض .. تحيتى ومحبتى
    الخلاص من سورة يوسف فى هذه الايات "وكأين من آية فى السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون * وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون * أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ؟؟ * قل: هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين" صدق الله العظيم
    وقد يصرف وعيد الغاشية الأخوان والأخوات فيقع الظن بأن الشرك هنا لا يعنينا وإنما يعنى المشركين.. وهذا دائما ظن المسلمين وهم فى غفلة عن نصيبهم من الشرك .. فما ينبغى أن يتورط فى هذه الغفلة أبنائى وبناتى الجمهوريون..
    لكل من العارفين حظه من الشرك الخفى وفى ذلك يقع التفاوت "وفوق كل ذى علم عليم" الجمهوريون والجمهوريات أخرجوا من ديارهم بغير حق .. هذا من جهة السلطات .. وأخرجوا بحق هذا من جهة الله .. الحق الذى أخرجوا به هو انهم يقولون "الله الله الله" فى ذكرهم ولكنه قول باللسان وقد تكون عند أكثرهم قولا يواطئه القلب والعقل ولكنه مع ذلك لم يقع تحقيقه فى العمل ، وتحقيقه فى العمل هو العبودية .. بان تتصرف تصرف من إستيقن أن ربه الله .. وهذا لا يتمنى غير الحالة التى هو فيها ثقة بالله واتباعا لرضوانه.. إنما أذهبنا الله إلى المعتقلات لنجود هذه العبودية ويومها يقع الخلاص .. فلينظر كل منا "هل يعيش" "هنا والان" ؟؟ أم نعيش خارج الأسوار وغدا؟؟
    أرجو أن تنقل هذا لجميع أخوانك وأخواتك حتى تقع المراجعة لهذا الأمر فإن الوقت ضيق بعد الآن ويجب أن تراجع العبادة على ضوء هذا المقياس.

    والدك
    محمود

    ====

    لقد كان هذا الخطاب قبل أكثر من عام على أحداث التنفيذ، وقد كتبه الأستاذ محمود من داخل معتقل جهاز الأمن في الخرطوم، وهو حبس قضى فيه نحوا من تسعة عشر شهرا.. ودعني أقول الآن أن تلك الغاشية قد واجهها الأستاذ بمستوى لا يمكن مقارنته مع أي جمهوري آخر ولكن ذلك لا يعني أن نقول كما تقول أنت بأن المتلقي عن الله كان واحدا وقد رحل.. وليس حقا ما قلته أنت بأن الفكرة حلّقت مع صاحبها، وتركت الجمهوريين، وإنما الدقة في أن نقول بأن الفكرة كانت في قلوب وعقول كثير من الجمهوريين، وأن مستوى طيبا من التحقيق قد تم لهم، وقد شهد الأستاذ لهم بذلك في بعض الخطابات التي سأنقل لك جزءا منها في الحلقة القادمة.. الفكرة الجمهورية في الأساس تحاول أن تملّك الأفراد مزية التلقي عن الله من القرآن..
    أما قولك من الجزء المقتبس بعاليه:
    Quote: وسمعت من قال لي وقتها ان الاستاذ التقى بتلاميذه في الساعة الاخيرة في حضور السجان ليقرا وصيته عليهم واخبرهم بفداء المسيح المحمدي للاخوان وانهم في حل عن التبشير بالفكرة (وانه زمن الشريعة وليس زمن الحقيقة) لذلك لم يكن لديهم في لحظة الاستتابة ما يجاهدون من اجله..

    --
    فأستطيع، بكل ثقة، أن أقول أنه قول غير صحيح، فلم يحدث أن قال الأستاذ للأخوان المعتقلين معه هذا القول.. وقد ذكر الأخ خالد بابكر حمزة، وهو أحد أولئك الأربعة، أن الأستاذ عندما استدعي في عصر يوم الخميس 17 يناير إلى مكاتب إدارة السجن مضى من غير أن يلتفت وراءه إليهم، ولم يقابلوه بعد ذلك، إذ تم فصله في زنزانة بعيدة عنهم.. أما قبل ذلك فقد كان يوصيهم بألا يفكروا إلا في اللحظة الحاضرة، وكان طبيعيا إلى درجة مذهلة، وفي صباح أحد الأيام طلب من واحد منهم أن ينشد قصيدة "وإذا الجبال تحولت عن أرضها عن حبنا لله لا نتحول"، وقد قام ذلك الأخ، وهو تاج الدين عبد الرازق بإنشاد القصيدة وسأثبت هنا بعض أبياتها الدالة على معاني لا يخطئها المتأمل، وهي أيضا من كلمات الأخ عوض الكريم موسى:


    وإذا الجبال تحولت عن أرضها * عن حبنا لله لا نتحول
    لا دين بعد اليوم إلا ديننا * وسواه خسران فلا يُتقبّل
    وحي السماء منزل ببيوتنا * وبدائع الايات عنا تنقل
    قل للحسود اخسأ جهلت مكاننا * بجنابنا يتوسل المتوسّل
    يتساءلون وتنجلي انباؤنا * ما ضرنا الا يرانا الجاهل
    فلنحن ملح الارض اطيب نبتها * وسماؤها وأديمها والمنهل
    ولأرضنا جاء النبي مهاجرا * وبأرضنا النصر العزيز المقبل
    إخوانه منّا ومنّا أمة * ما ضمّها ماضِ ولا مستقبل
    ومقامه المحمود عرش آمن * هو اعظم الأسماء فينا يُحمل
    كرسيه كل الوجود وعنده * في كل حين كل حي يُسأل


    وعندما انتهى التاج من إنشاد القصيدة قال له الأستاذ لقد نسيت أهم بيت في القصيدة وهو روحها:


    ولقد أتى القيّوم في أنحائنا * من منزل الأخرى فنحن المنزل


    وهذا يتوافق مع أدبيات الفكرة الجمهورية التي تقول بأن المسيح يأتي من الأخرى، وقد أوضح ذلك الأخ بشير بكار في مذكراته التي نقلت أطرافا منها في الحلقة الثانية من هذه الكتابة، وستجيء في المقتطفات التي سأثبتها من كتاب "أدب السالك" بأسفله... أيضا أوضح الأخ بشير أن الأستاذ تحدث مع أولئك الأخوان عن موقفين مختلفين ، الأول موقف سيدنا الحسن من بيعة معاوية، فقد كانت تنازلا واضحا ولكنه مُبرّر بما يكفي لدى سيدنا الحسن.. وقد قال في ذلك ما معناه "أما بعد فإن كان هذا الأمر حقا لمعاوية فهو حق له وقد أخذه، وإن كان حقا لي فهو حق لي وقد تنازلت منه لمعاوية، والحمد لله الذي هدى بنا أوائلكم وعصم بنا دماء أواخركم" أو كما قال.. وقد أخبرهم الأستاذ بأن سيدنا الحسن طلب من سيدنا الحسين أن يبايع ولكنه رفض، وقال لهم أن موقف سيدنا الحسن كان أصح من موقف سيدنا الحسين.. وأنا أزعم أن كل هذه القصص من الأستاذ كانت كلاما ضمنيا، ولا بد أن الأخوان قد أدركوا الحكمة منها فاتجهوا إلى التنازل بعد مشهد التنفيذ، مؤثرين موقفا كموقف سيدنا الحسن الذي تنازل مع أنه يعرف أنه على الحق.. ولا بد أن ذلك الجو قد أيأسهم من أمر الناس فعلموا أنه لن يسمع إليهم أحد بعد ذهاب الأستاذ فاحتفظوا بإيمانهم لأنفسهم ، وقد أثبتت الأحداث أن ذلك الموقف قد عمل على حفظ المجتمع الجمهوري من ورائهم، ولا ننسى ما يعرفه الناس من أمر الخفاء في الفكرة الجمهورية مما يجعل الإنسان يتوقع النصر حتى بعد التنفيذ.. ولكن كما قلت في مرات كثيرة، فقد استغل فقهاء السلطة تلك الرغبة في اختيار التنازل وأرادوا أن يحاكموا الفكرة الجمهورية في أشخاص أولئك الجمهوريين الأربعة.. وأي حديث عن تخاذل ونكوص لن يكون في محله إذا علمنا أن الفقهاء قد واجهوهم بمسائل في الفكرة الجمهورية يصعب الحديث عنها في مثل ذلك الجو.. وأنا لمصلحة هذا النقاش سأورد بعض الفقرات التي قرأها الشيخ حسن حامد للأستاذ عبد اللطيف من كتاب "أدب السالك في طريق محمد" وفقرات أخرى جاءت في حيثيات محكمة المكاشفي.. وليعذرني القراء لإيراد الفقرات كاملة، حتى يكف من يتهمون أولئك الأخوان بالتخاذل عن مثل هذا الحديث وحتى يعرفوا أنهم لن يجرؤوا على الجهر بمثل هذه المقولات في أي محفل، ولن يستطيعوا أن يطرحوها في مثل هذا المنبر، لأنهم يعرفون أن ذلك يحتاج منهم إلى مجهود جبار لإقناع فئة قليلة جدا قد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة من قراء هذا المنبر، بأن هذا هو أصل الدين..

    وأنا إذ أفعل ذلك فإنما بسبيل من توضيح حقيقة موقف الأستاذ محمود بوصفه قد حقق قمة العبودية لله تعالى.. وقد كان أولئك الفقهاء يريدون أن يقولوا للجمهوريين الأربعة: إذا كان اعتقادكم بأن الأستاذ محمود هو الأصيل فها قد قُتل البارحة!! ونحن نريد إرجاعكم عما كنتم فيه من ضلالة!!
    وأنا أعلم أن كثيرا من الذين يقولون بالتخاذل إنما يرون الجانب السياسي من المسألة ويطالبون الجمهوريين بأن يكونوا أبطالا ثابتين على مبدئهم في مقاومة السلطة الجائرة مثل أستاذهم، ولكنهم قد ذُهلوا عن حقيقة هامة هي أن الأستاذ لم يدع أحدا يحاكمه في تلك الأفكار والنصوص، وإنما حاكم هو أولئك القضاة وتلك السلطة واتهمهم بالجهل والضعف المهني والأخلاقي وتشويه الدين.. إن مسألة فكرة الأصالة مضافا إليها تلك النصوص الموجودة في كتاب أدب السالك في طريق محمد والتي أتى بها الفقهاء لإحراج أولئك الجمهوريين، لعلمهم بأنه لن يتيسر لهم شرحها أو الدفاع عنها، خاصة في ذلك الظرف المأساوي، فإن أي عاقل يعذرهم في اختيار إظهار التنازل عنها، تفدية لها، وتفدية لأستاذهم بما يدفعونه من كرامتهم، لأن الشعب في ذلك الظرف كان سيُضلّل بأن مقتلهم مُبرر وقد كان من الجائز أن تستمر التصفية لقادة الحركة وكل الذين يصرون على التمسك بمثل هذه الأفكار، بينما تأمن السلطة على نفسها من غضب المسلمين في الداخل وفي الخارج.. والآن إلى بعض نصوص كتاب "أدب السالك"، ولن يجد أحد أي صعوبة في إدراك خطورة ودقة عبارات مثل التي أضع تحتها خطوطا.. وعلى الله قصد السبيل
    وشكراً
    ياسر

    =========

    ملاحق:
    الأدب مع الله
    أدب العبودية
    الله ، المطلق ، والاسم :


    إن حقيقة الأدب ، وقمته ، وخلاصته ، هى الأدب مع الله .. والأدب مع الله إنما يكون بالتزام العبودية ، والتزام مقتضياتها فى حسن التأدب مع الربوبية .. ونحن لا نستطيع أن نتأدب مع الله ، إلا إذا عرفناه ، وهذا يقتضى أن نجعل المدخل على حديثنا عن الأدب ، الحديث عن الله.. فالله تعالى من حيث ذاته الصرفة ، المطلقة ، فوق أن يعرف ، أو يوصف ، أو يشار إليه فهو مطلق يتسامى عن كل قيد ، أو تحديد .. ثم انه تعالى لكى يعرف ، تنزل من إطلاقه إلى مرتبة القيد ، فكان أول التنزل إلي مرتبة الاسم الله ، ثم مرتبة الصفة الرحمن ، ثم مرتبة الفعل – الرحيم .. وفى مرتبة الفعل برز الخلق ، وببروزه أمكنت معرفة الله .. والى ذلك الإشارة بالحديث القدسى ، الذى نصه : ( كنت كنزا مخفيا ، فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق ، فتعرفت إليهم فبى عرفونى ) .. ف ( كنت كنزا مخفيا ) ، يعنى فى حضرة اطلاق لا تعرف ، وهذا معنى ( مخفيا ) .. فهو من حيث ذاته المطلقة ، كان ، ولا يزال ، ولن ينفك ، فى حضرة خفاء ، تجل عن أن تعرف .. ولكن لكى يعرف ، تنزل الى مرتبة الخلق ، والى ذلك الإشارة بقوله ( فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق ) .. فالله إنما يعرف بخلقه .. وخلقه ليسوا غيره ، وإنما هم هو فى تنزل .. هم فعله ، وفعله ليس غيره .. وقمة الخلق ، وأكملهم فى الدلالة على الله ، هو الإنسان الكامل هو صاحب مقام الاسم الأعظم ( الله ) .. فالله اسم علم على الإنسان الكامل ، الذى بين الذات المطلقة فى إطلاقها ، وبين جميع الخلق .. فأسماء الله الحسنى إنما هى فى حق الإنسان الكامل ، فى المكان الأول ، ثم هى لا تكون فى حق الذات الصرفة ، المطلقة ، الا عند التناهى ، عندما تعجز العبارة وتكاد تنقطع الإشارة .. ذلك بأن الذات المطلقة فوق الاسم ، وفوق الصفة … الإنسان الكامل هو أعظم أسماء المطلق ، واعظم صفات المطلق ، وهو أول تنزل من صرافة الذات ، وهو الذات المحمدية ، المشار إليها بقول المعصوم : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) .. فهو مخلوق بالذات ، وهذا معنى انه أول تنزل منها .. وكل من عداه ، وما عداه ، مخلوق بالواسطة ، بالأسماء ، وبالصفات ، وبالأفعال .. هو مخلوق به ، ومنه .. فالإنسان الكامل هو الأمر الواحد ، المشار إليه فى قوله تعالى : ( انا كل شئ خلقناه بقدر ، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ) .. فهذا الأمر الواحد ، هو التنزل الى مقام الاسم ( الله ) ، وعبارة ( كلمح بالبصر ) الى لحظة بروز المحدود من المطلق .. وعن هذا الأمر الواحد ، يتم تنزل ، وبروز ، جميع الوجود الحادث ، فى الزمان والمكان ، وبه يتم عروج جميع الوجود الحادث ، فى الزمان والمكان ، وبه يتم عروج جميع أفراد هذا الوجود فى سيرهم السرمدى نحو الإطلاق . فالإنسان الكامل ، مقام الاسم الأعظم (الله ) ، هو الذى يعرف ذات الله ، ويعرّف غيره بها ، والى ذلك الإشارة بعبارة ( فبى عرفونى ) الواردة فى الحديث القدسى .. يعنى بالله ، صاحب مقام الاسم الأعظم ، تعرف ذات الله ، وهذا معنى قولهم : ( لا يعرف الله إلا الله ) .. يعنى لا يعرف ذات الله ، إلا الإنسان الكامل .. وذات الله ، تعرف بالله ، بمعنى انه يقيد من إطلاقها ، فتعرف عن طريق هذا التقييد .. والى هذا المعنى أيضا الإشارة بقوله تعالى : ( قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب الا الله ) فالغيب هنا اشارة إلى ذات الله المطلقة فهي قمة الغيب .. و ( لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله ) يعنى لا يعرف ذات الله إلا الله ) ، الإنسان الكامل .. وعبارة ( فبى ) من الحديث القدسى تعنى أيضا ( محمدا ) .. ففى لغة الأرقام مجموع حروف اسم ( محمد ) ، يساوى مجموع حروف ( فبى ) .. كلاهما اثنان وتسعون .. فبذلك يصبح معنى ( فبى عرفونى ) ، بمحمد عرفونى .. فبمعرفة الحقيقة المحمدية ، يعرف الله .. وعن كون ذات الله الصرفة لا تعرف ، ولا توصف ، ولا يشار إليها ، يجئ قوله تعالى فى القرآن : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين )، فـ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) يعنى تنزه الله فى ذاته عن كل وصف ، ( وسلام على المرسلين ) يعنى أن خير من وصف الله هم المرسلون ، لأنهم وصفوه بما وصف به نفسه ، وفق ما تقتضيه حكمته فى التنزل ، ومن هنا يأتيهم السلام .. وفى هذا المعنى أيضا يأتى قول المعصوم : ( تفكروا فى مخلوقات الله ، ولا تفكروا فى ذاته فتهلكوا ) ، فذات الله لا يحويها الفكر ، لأنها مطلقة ، والفكر محدود ، ولأنها وحدة ، والفكر يقوم على الثنائية ، ولذلك قيل ( كل ما خطر ببالك فالله من حيث ذاته ، بخلاف ذلك ) .. من كل ذلك يتضح أن الله هو اسم علم على الإنسان الكامل .. وان جميع صفاته هى فى حق الإنسان الكامل ، فى المكان الأول ، وان الذات المطلقة إنما هى فوق الاسم ، وفوق الصفة ، وتقصر عنها العبارة ، والإشارة .. فالله المشار إليه فى القرآن ، بين دفتى المصحف هو صاحب الاسم الأعظم .. هو الإنسان الكامل .. وهذا المقام ، مقام الحقيقة المحمدية ، هو مقام فى الملكوت ولكن بفضل الله يتنزل فى كل يوم الى عالم الملك ، حتى يتجسد على الأرض ، وبتجسيده ، تتحقق خلافة الأرض ، المشار إليها بقوله تعالى : ( إني جاعل فى الأرض خليفة ) .. وبذلك يتم التزاوج بين الملك والملكوت ، فتتحقق جنة الأرض ، ويحل فى ربوعها السلام – وهذا أمر سيأتى تفصيله فى الأبواب التالية .. والإنسان الكامل هو اكبر من يحقق الأدب مع الذات .. فمقامه هو مقام العبودية الكاملة – هو ( المسلم ) .. فهو بالنسبة للذات ، مجرد بوق تنفخ فيه.. ولذلك هو العبد حقا ، والمسلم حقا .. وإنما يأتى كمال عبودية الإنسان الكامل ( الله ) ، من كمال علمه المتجدد ، الذى يجدد به عبوديته ، ويجدد به أدبه فى عبوديته ، كل حين .. فهو فى كل وقت جديد ، صاحب علم جديد ، متخلقا فى ذلك بقوله تعالى : ( كل يوم هو فى شأن ) .. فشأن الله هو إبداء ذاته لخلقه ليعرفوه.. ويوم الله هنا ، هو وحدة زمنية التجلى ، وهو لحظة بروز المحدود من المطلق ، وهى لحظة تدق حتى تكاد تخرج من الزمن .. وإبداء ذات الله لخلقه ، إنما يتم عن طريق تقييد الإنسان الكامل للمطلق ، فهو فى كل لحظة يقيد من المطلق ما به يزيد علمه ، وتتجدد عبوديته ، وتتسع حياته ، وعن طريق هذا التقييد تقع معرفة الخلق لذات الله ، ويقع سيرهم إليه .. والإنسان الكامل ، لما كان بين المطلق فى إطلاقه وبين جميع الخلق ، فهو من وجهه الذى يلى المطلق ، مطلق ، بمعنى أنه فى تجدد مستمر ، ومن وجهه الذى يلى الخلق مقيد ، بمعنى انه مجسد ..
    ولما كان الإنسان الكامل هو قيد الذات بالصورة التى ذكرناها ، فان كل الوجود مستمد منه .. وكل أنوار الولايات وأنوار النبوات ، مستمدة من نوره .. وكل حركة التطور إنما تطلبه .. فما تحرك من متحرك ، ولا سكن من ساكن إلا فى سبيله ، سبيل ان يتنزل من الملكوت الى الملك ..
    وعلى ضوء هذا الفهم عن الله ، نتحدث عن أدب العبودية الأدب مع الله ، وهو الأدب الذى وردت تفاصيله فى القرآن كما سنرى ، إنشاء الله ..

    ===========


    الملك ، ومملكة الحمد :

    وصاحب المقام المحمود ، الإنسان الكامل ، المسيح المحمدى ، هو بكل شئ عليم ، وعلى كل شئ قدير ، وعلمه ، وقدرته ، ليسا بجارحة ، ولا بواسطة ، وإنما هو يعلم بذاته ، ويقدر بذاته ، متخلقا فى ذلك بأخلاق الله .. فهو الذى بيده الملك ، المشار اليه بقوله تعالى : ( تبارك الذى بيده الملك ، وهو على كل شئ قدير ) فهو مبارك من قبل الذات المطلقة .. وهو صاحب الملك الذى لا ينبغى لأحد من بعده ، وهو ملك النفوس .. فهو لما ملك نفسه ، وتحقق بالعبودية الكاملة ، حاز الملك الذى لا يبلى ، فأقيم مقام الخلافة ، فاصبح خليفة الذات ، النائب عنها فى تصريف شئون جميع الخلائق .. فهو الملك فى مملكته .. وهو ( ملك يوم الدين ) .. ويوم الدين هو يوم الحساب ، وهو اللحظة الحاضرة لأن الحساب جارى فى كل لحظة .. وهو اليوم الآخر .. ويوم الدين ، هو اليوم الذى تتم فيه إقامة الدين على الأرض ، بظهور المسيح ، فهذا هو يوم استوائه على عرش مملكته ، وهذا اليوم هو الساعة ، كما ذكرنا .. وهو يوم الحمد ، لأنه اليوم الذى تتم فيه النعمة المعنوية والحسية ، وتتحقق فيه جنة الأرض المشار ليها بقوله تعالى : ( وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده ، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ، فنعم اجر العاملين ) فهم لما كانوا محاطين بالنعمة من كل جانب وفتح لهم فى العلم ، فقد ألهموا الحمد ، فاصبح هو خلاصة عبادتهم .. والى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ( وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده ) .. واليه أيضا الإشارة بقوله تعالى : ( دعواهم فيها سبحانك اللهم ، وتحيتهم فيها سلام ، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) .. وحمدهم ، إنما هو مستمد من حمد ( الله ) الإنسان الكامل ، فهو الذى له الحمد ، وهو الذى منه الحمد ، بل انه لهو أحمد الحامدين .. وهو قد حقق من الحمد لله ، ما أستحق به معاوضة أن يصبح محمودا ، ولذلك فهو صاحب المقام المحمود .. ومملكته مملكة الحمد ، لأنها مملكة الإنسان ، مملكة العارفين بربهم – الناس .. فهو ملك الناس .. ملك الناس هو الملك على جميع الخلائق ، فالناس هم قمة المملكة وخلاصتها ، فهم مفضلون على جميع الخلق فى حين أن بنى آدم مفضلون على كثير من الخلق .. وتحقيق هذه المملكة يتم بظهور المسيح ، وعن هذا الظهور جاء فى حديث المعصوم الذى يرويه أبو هريرة ، قوله : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ، حكما عدلا ، يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ) .. قوله ( فيكسر الصليب ) إشارة الى حل التعارض القائم بين العقل الواعى والعقل الباطن ، وتوحيد البنية البشرية ، عن طريق تجويد التوحيد .. ( ويقتل الخنزير ) إشارة الى قتل النفس الأمارة بالسوء ، التى تحكى فى شراهتها الخنزير ، وتحويلها من نفس حيوانية الى نفس إنسانية ، لا تأمر إلا بالخير ، وبهذا القتل يتم إحياؤها .. وقوله : ( ويضع الجزية ) إشارة الى إبطال الجهاد بالسيف ، وإقامة الجهاد الأكبر ، جهاد النفس .. وهو أيضا إشارة الى انتهاء الحرب ، وإقامة السلام .. وقوله ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) يعنى يعم الخير حتى يجد كل فرد حاجته ، ووقتها ينتهى الانشغال بأمر الدنيا ، وتتفرغ العقول والقلوب لعبادة الله ، ( فتصبح السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ) !!


    =======
    افتتاح دورة جديدة من دورات الحياة :

    لقد أشرنا الى أن مقام ( الأصيل ) ، المقام المحمود هو مقام الحياة الخالدة التى لا تؤوفها آفة النقص ، أو المرض ، أو الموت .. وفى هذا المعنى يجئ قوله تعالى : ( فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) .. ( فان البيوت التى يذكر فيها اسم الله ، فى الحقيقة هى أجساد العارفين .. وفى طليعتهم الإنسان الكامل .. فان جسد العارف قد أذن الله له أن يرفع من الأموات .. فهو إنما يجئ الى هذه الدنيا من العالم الآخر .. والى ذلك إشارة النبى عن أبى بكر حيث قال : ( من سره أن ينظر الى ميت يمشى فى الناس فلينظر الى أبى بكر ..) .. وجسد الإنسان الكامل أذن الله له أن يرفع ، من مرتبة النباتية ، الى مرتبة الحيوان ، الى مرتبة الإنسان ، وهى أعلى المراتب .. ومرتبة الحيوان هنا لا تعنى مجرد الحيوان الأعجم ، وإنما تعنى أيضا مرتبة البشر الحاضر ، القاصر ، عن تحصيل المعارف الإلهية .. ذلك بأن الإنسان الكامل يأذن الله له ( لبيته ) أو قل ( لجسده ) أن يرفع ، فيفتتح ، بهذه الرفعة دورة جديدة ، من دورات التكوين على هذه الأرض .. فانه هو يرتفع - بهذه الدورة الجديدة ، فوق البشر المعاصر ، كما ارتفع البشر المعاصر فوق الحيوان الأعجم ، عند افتتاح الدورة البشرية المعاصرة ، هذه الدورة التى نعيش الآن فى أخرياتها ، ان شاء الله .. والإنسان الكامل عندما يرتفع إلى هذا المستوى من الحياة ، يفيض الحياة على غيره .. فيبعث موتى القلوب ، من موتهم .. والى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ( وترى الأرض هامدة فاذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ، وربت ، وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن الله هو الحق ، وانه يحي الموتى ، وانه على كل شئ قدير ) .. فالأرض هنا ، هى أرض الجسد ، والماء هو العلم ، الذى عندما ينزل على ارض الجسد ، تدب فيه الحياة ،وتنمو ، والى ذلك الإشارة بقوله : ( اهتزت وربت ) .. ( وأنبتت من كل زوج بهيج ) إشارة الى الحواس عندما تقوى وتكتمل .. والآية التى تهمنا هنا هي : ( ذلك بأن الله هو الحق ، وانه يحي الموتى ، وانه على كل شئ قدير ) فالله ، الإنسان الكامل ، يحي موتى القلوب ، بما يفيضه عليهم من العلم بالله ، وذلك العلم الذى نفخته فيه الذات المطلقة بعد أن صار بوقا – (صار صورا ) ، وقد وردت الى ذلك الإشارة .. وهو يفتح أبواب بركات السماء والأرض ، ويحي الأرض ، فتكتسي بالخضرة .. وعند ظهوره لا تدع السماء شيئا من مائها إلا أنزلته ، ولا تدع الأرض شيئا من نبتها إلا أخرجته .. هذا ، ونحن عندما نكتب عن مقامات النبى الثلاثة ، بالصورة التى كتبناها ، وركزنا فيها على تجسيد المقام المحمود ، مقام ولاية النبي ، انما يهمنا أن نستعين بمعرفته ، على محبته ، والأدب معه ، إذ لا سبيل للاستفادة من العمل الديني إلا بمحبة النبي ..

                  

العنوان الكاتب Date
في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-15-04, 04:46 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ خالد عويس01-15-04, 06:07 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-16-04, 04:25 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ jini01-15-04, 06:19 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ خالد الحاج01-15-04, 10:45 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-16-04, 09:57 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-15-04, 11:08 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-16-04, 12:27 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Ishraga Mustafa01-16-04, 12:30 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-16-04, 09:48 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ ghariba01-16-04, 01:17 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ مراويد01-17-04, 11:08 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ الجندرية01-18-04, 09:09 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.أحمد الحسين01-18-04, 09:25 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.أحمد الحسين01-18-04, 09:26 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 01:10 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 00:27 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ عبدالرحمن الضريس01-19-04, 01:27 AM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 02:20 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ منصوري01-19-04, 08:48 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 03:20 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 03:23 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ حمزاوي01-19-04, 09:07 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-19-04, 03:30 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ الجندرية01-19-04, 09:39 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-22-04, 01:22 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ THE RAIN01-19-04, 11:16 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ شتات01-19-04, 11:26 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-22-04, 01:33 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-21-04, 08:03 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ doma01-21-04, 10:40 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Giwey01-21-04, 11:39 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Giwey01-21-04, 11:43 AM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-21-04, 07:55 PM
          Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-21-04, 08:12 PM
            Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Abureesh01-21-04, 10:41 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-22-04, 05:27 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-22-04, 02:15 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-22-04, 05:20 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-22-04, 11:11 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-24-04, 01:53 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ awadnasa01-24-04, 03:12 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-24-04, 11:38 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Elmosley01-24-04, 03:01 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ شتات01-24-04, 04:20 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-24-04, 06:57 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Abureesh01-24-04, 07:23 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-24-04, 11:25 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Abureesh01-24-04, 11:41 PM
          Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-25-04, 00:16 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي01-24-04, 11:55 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-25-04, 06:13 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Elmosley01-25-04, 04:05 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-25-04, 07:14 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Omer Abdalla01-25-04, 07:57 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-25-04, 10:23 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Abureesh01-25-04, 11:20 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-26-04, 00:43 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-26-04, 09:43 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-28-04, 01:24 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig01-28-04, 06:38 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ عبدالرحمن الضريس01-29-04, 01:09 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-05-04, 02:01 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-29-04, 04:18 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-29-04, 08:12 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-31-04, 12:44 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif01-31-04, 05:53 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-02-04, 11:38 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-04-04, 03:09 AM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ ibnomar02-07-04, 01:06 PM
          Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-09-04, 11:46 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-04-04, 08:26 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-06-04, 06:25 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-06-04, 02:37 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Haydar Badawi Sadig02-06-04, 09:35 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-07-04, 10:51 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-08-04, 02:11 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-10-04, 03:56 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-09-04, 02:42 AM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-09-04, 01:05 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-09-04, 02:12 PM
        Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif04-24-04, 11:55 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-14-04, 02:12 PM
      Dr. Howard Yasir Elsharif02-16-04, 01:14 PM
        Re: Dr. Howard د.كرار التهامي02-20-04, 04:47 AM
  Akhu Albanat Yasir Elsharif02-20-04, 11:39 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-23-04, 06:05 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي02-26-04, 03:18 AM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ منصوري02-26-04, 07:45 AM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ د.كرار التهامي03-01-04, 01:40 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-26-04, 01:15 PM
    Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-26-04, 01:31 PM
      Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif02-26-04, 03:45 PM
  الأستاذ سعيد الطيب شايب Yasir Elsharif02-27-04, 10:58 AM
    Re: الأستاذ سعيد الطيب شايب د.كرار التهامي02-27-04, 03:38 PM
      Re: الأستاذ سعيد الطيب شايب Yasir Elsharif02-27-04, 10:27 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif03-01-04, 01:48 PM
  Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ Yasir Elsharif04-24-04, 12:00 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de