جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 03:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بدرالدين محمد الأمير بلول (بدر الدين الأمير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2008, 10:35 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) (Re: بدر الدين الأمير)

    الفصـــــــــــــــل السادس

    تســـــــاؤلات مشروعــــة


    توطئة :

    قدمت في الفصول السابقة من هذا الكتاب عرضاً موجزاً لأهم الاسس والاحكام التى اعتمدها الامام الشافعي في فقهه ؛ وحاولت قد المستطاع تبسيطها وشرحها ليتمكن القارئ من استيعابها ومتابعتاها من دون ملل .

    وسأقوم في هذا الفصل بتسليط الضوء على فهم مغاير للسلف في بعض آيات الكتاب العزيز مع مايتبعه من أحكام راجياً من السادة القراء – خاصة اصحاب الاختصاص منهم – حسن الكتابعة وسعة الصدر وعدم التسرع في إطلاق الاحكام قبل انهاء الفصل بكامله .


    وسيتم البحث من خلال الفقرات الرئيسية التالية :
    1- الفرائض 2- الحدود 3- العدة والوصية



    1- الفرائض :
    وسنبحث فيها ا ) – الصيام ب ) الحج .


    ا ) – الصيــــــــام :

    فرض الصيام على المؤمنين في كتاب الله في الآيات الكريمة التالية من سورة البقرة :

    " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياماً معدودات ، فمن كان منكم مريضاً او على سفر فعدة من ايام اخر ، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له ، وان تصوموا خيرلكم ان كنتم تعلمون * شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، فمن شهد مكنك الشهر فليصمه ومن كان مريضاً او على سفر فعدة من ايام اخر ، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " البقرة – 183 و 184 و 185 - .

    وكما نلاحظ فإن نص الاية الكريمة الاولى ( 183) واضح صريح في فرض الباري الصيام على المؤمنين كما فرضه على الذين من قبلهم ، اما الاية التى تليها مباشرة ( 184) فنتبين امكانية استثناء صنفين من المكلفين بالصيام والمسافر ، وهو ماتؤكده الاية الاخيرة بعدها ( 185 ) ايضاً ، الا ان التأمل في نص الاية الثانية ( 184) وتحديداً في قوله تعالى :

    "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين .... "

    يبين لنا ان القادر على الصيام ( هو الذى يطيقه من الفعل طاق وأطاق الشيء : قدر عليه ) يمكنه الافطار لقاء دفع فدية أقلها إطعام مسكين ومن زاد في مقدار تلك الفدية فهو زيادة في الخير الذى سيعود عليه ؛ كما ان صيامه – وهو قادر معافى – فيه الخير الكثير له .

    وهكذا فالفدية على المسلم البالغ العاقل المقيم المعافى والقادر على الصيام وليست على المريض او المسافر كما فهمته الغالبية من قراء السلف !!

    وهنا يطرح التساؤل المشروع التالي :
    كيف يمكن للشارع ان يستثني المرضى والمسافرين من الصيام ثم يعود في نفس الاية ليقول ام صيامهم افضل لهم حسب الفهم التراثي السلفي ؟!! ام ان في هذه الاية ناسخاً ومنسوخاً حسب الامام الشافعي ؟!!


    ب ) – الحـــج :

    لنستعرض بعض آيات الحج في كتاب الله حيث نجد :

    " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " الحج – 27

    وقوله تعالى :
    " ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركاً وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام ابراهيم ، ومن دخله كان آمناً ، ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " آل عمران – 96 و 97 - .

    وقوله :

    " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ، ان الله غفور رحيم " البقرة – 199 –

    من تلك الآيات العطرة السابقة يتضح ان الباري عزوجل استخدم كلمة الناس عوضاً عن المؤمنين المكلفين أو حتى المسلمين ! حيث نجد في قوله " وأذن في الناس بالحج " و " لله على الناس حج البيت " و " ثم افيضوا من حيث افاض الناس " وهنا يطرح التساؤل المشروع التالي :

    هل الحج للناس جميعاً ام للمؤمنين المسلمين فقط ؟!! ام هو للناس الذين عرفهم الامام الشافعي سابقاً ؟!!!

    وفي العودة الى كتاب الله عزوجل نجد في قوله :

    " الحج اشهر معلومات ، فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ... " البقرة – 197 –

    ان الحج أشهر معلومات وليس يوماً او اياماً ؛ وعندما يقول أحدهم : ( الحج عرفة ) .

    فإن الاجابة ستكون :

    عرفة اسم مكان وليس زمان ، واذا تابع احدهم فقال :

    حج الرسول في العاشر من ذي الحجة وهو ما علينا تطبيقه دائماً كل عام .

    فإن الجواب هنا : حج الرسول مرة واحدة فقط في حياته الى البيت الحرام حدثت في ذلك التوقيت ، ولو حج بعدها حجة واحدة وفي نفس التاريخ لقلنا ان الحج يجب ان يكون دائماً في ذلك اليوم ( يوم عرفة ) .

    وهكذا فإننا نجد كثيراً من التساؤلات المشروعة فيما اعتبر فرائض الاسلام واركانه ، فما بالنا في الامور الفقهية الاخرى في كتاب الله ؟!!

    وهنا وفي معرض الحديث عن الفرائض نطلب من السادة الفقهاء ، ورجال الدين الافاضل ان يبينوا لنا معنى قوله تعالى في الصلاة :

    " قل آمنوا به او لا تؤمنوا ، ان الذين أوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجداً " الاسراء – 107 –

    من الناحية النظرية و العملية . كيف يخرون للاذقان سجداً !!

    2 – الحـــــدود :
    وسيتم فيها بحث حدي أ) – السرقة ب ) – الحرابـــة .

    أ ) – حد السرقة :
    رأينا في فقة الامام الشافعي ان حد السرقة هو قطع اليد بدءاً باليمنى وذلك عندما تزيد قيمة ما تمت سرقته على ربع دينار مأخوذة من حرز .

    وقد استند الامام الشافعي في حكمه الى قوله تعالى :

    " والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله ، والله عزيز حكيم " المائدة – 38 –

    وقد ذكرت سابقاً ان حالة القطع تمثل الحد الاقصى من العقوبة وأن الخليفة عمر بن الخطاب لم يطبق ذلك الحد على الفقراء السارقين وعطله عام المجاعة ، الا اننا في استعراضنا لبعض آيات الكتاب نجد ان الفعل ( قطع ) استخدم بمعان مغايرة لمعاني البتر التى فهمت من الاية الكريمة السابقة ، حيث نجد قوله تعالى :

    " ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ...... " الانفال – 7-

    وقوله :
    " قالت يا ايها الملأ أفتوني في امري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ... " النمل – 32 –

    وقوله :
    " ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض .... " البقرة – 27 –

    وقوله :
    " فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين " الانعام – 45 –

    بعد ذلك العرض الموجز لاستخدام كلمة ( قطع ) في كتاب الله العزيز ، يطرح التساؤل المشروع التالي :

    لماذا يصر الفقهاء ورجال الدين ومن قبلهم كثير من الائمة على ان قطع اليد هو بترها بالسيف او السكين ؟!! ولماذا لا يكون القطع هو كف اليد وتكون عقوبته السجن مثلاً ؟!!

    ب ) حد الحرابــة :

    يقام هذا الحد على من يعرف اليوم بقطاع الطرق وهو مأخوذ من قول تعالى :

    " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداّ أن يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفقوا من الارض " المائدة – 33-

    وينطبق هنا التحليل و التساؤلات في الفقرة السابقة مباشرة – حد السرقة – على هذا الحد مع الاشارة الى امكانية الخيار في العقوبة ، اذ قد تكون القتل او الصلب او القطع او النفي في الارض وذلك حسب درجة الجريمة المرتكبة ونوعها ( قتل وسرقة ، تهديد بالسلاح وسرقة فقط ...... الخ ..... )

    وان التساؤلات المشروعة التى تطرح حول تطبيق تلك الحدود هي :

    هل فكر الامام الشافعي واتباع مذهبه اليوم في حال من يطبق عليه حكم حد الشرقة او حد الحرابة خاصة ؟

    حيث تقطع اليد والرجل من خلاف ( أي بشكل معاكس : تقطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى ) !

    كيف سيمارس حياته اليومية من أكل وشرب واستحمام إلــخ ؟

    وكيف سيصبح بعد تنفيذ عقوبته مواطناً صالحاً يمارس حياته الطبيعية في المجتمع ؟! وماهي حالته النفسية ؟!!

    وفي حال موته اثر تطبيق الحد عليه نتيجة نزف او مضاعفات مماثلة محتملة – خاصة في الايام الغابرة حيث محدودية العلم الطبي وامكاناته آنذاك – ألم يكن من الاجدى قتله وانهاء عذابه ومعاناته في تلك الحياة ؟!

    وهنا نقترح على اصحاب تطبيق المذهب الشافعي في الشريعة الاسلامية احداث فرع في كليات الطب يختص في القطع و البتر الرحيم – كما فعل نظام صدام حسين البائد بمن تعامل بالدولار الامريكي من ابناء جلدته !!!

    واذا افترضنا ان المسروق قد سامح وعفا عن السارق فهل مازلنا بحاجة الى قطع اليد وإسالة الدماء ؟ وها غاية العقوبة تكفير الذنب أم تعذيب العبد ؟!

    وهل من قطعت يده في حد سرقة أو حرابة سيعود مواطناً صالحاً ؟!! واذا كان كذلك فأين هي الاحصائيات و المعطيات التى تفيد في ذلك ؟!

    ومع تطور العلوم اليوم الا يمكن للطب ان يعيد الطرف المقطوع لصاحبه ؟! عندئذ فما الحكمة من القطع الذى لا نراه الا في السكين و الساطور وسيل الدماء ؟

    وفي ختام هذه الفقرة لابد من الحديث عن مبدأ القصاص الذى خصص له الامام الشافعي أبواباً وأحكاماً كثيرة في فقهه ، الا انه لم يفكر في كيفية تنفيذه ليكون عادلاً منصفاً حقاً ، فإذا ضرب أحدهم الآخر وفقاً عينه مثلاً بضربة واحدة ، فكيف سنفعل عندما نضرب الجاني ضربة واحدة ولم تفقأ عينه ، نعيد الكرة لاكثر من مرة مع ما ينجم عنها من ألم وآثار أخرى ؛ واين العدل في ذلك ؟ واذا جرح احدهم الاخر حرجاً فهل سنتمكن من احداث نفس الجرح وبنفس البعد والعمق ( لاأقول في ايامهم بل في ايامنا المعاصرة ) مع مراعاة نفس كمية الدماء الضائعة والانسجة التالفة والخلايا الميتة تماماً !!

    الا يشترط في القصاص ان يكون عادلاً منصفاً تاماً ؟ وكيف يفرض العدل العادل الحق قصاصاً لا يمكن تحقيق العدل الشامل التام فيه ؟ ! ان ذلك يجعلنا نعيد النظر في مفهوم كلمة ( القصاص ) الواردة في كتاب الله العزيز مع ماتبعه من أحكام وآراء للائمة وعلى رأسهم الامام الشافعي .

    2- العدة و الوصية :


    العــــدة :

    حدد كثير من الائمة وعلى رأسهم الامام الشافعي عدة المرأة المسلمة الحرة العاقلة وفقاً لا يلي :


    - عدة المطلقـــة :
    ثلاثة أطهار عملاً بقوله تعالى :
    " والمطلقات يتربصن بأنفسهن قروء " البقرة – 228 –
    والاقراء عند الامام الشافعي الاطهار ( حيضات النساء )

    - عدة المطلقـــة اليائسة من الحيض أو التى لم تحض :

    ثلاثة شهور عملاً بقوله تعالى
    " واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن " الطلاق – 4-

    - عدة من يتوفى عنها زوجها :
    أربعة اشهر وعشرة أيام – مهما كانت سنها – عملاً بقوله تعالى " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً " البقرة – 234 –

    - عدة المرأة الحامــل :

    تنتهي بعد وضع مولودها مباشرة عملاً بقوله تعالى
    " وأولات الاحمال أحمال أجلهن أن يضعن حملهن " الطلاق – 4 –

    وقد بحث الامام الشافعي في العدة عند المرأة من أهل الكتاب والامة وحالات العدة لمن غاب زوجها او لم يدخل عليها ..... الخ ... والتى لن أقوم باستعراضها او بحثها لانها تمثل رأيه واجتهاده المتعلق بزمانه ومكانه .

    وماسيتم بحثه هنا هو الحالات الرئيسية الواردة سابقاً التى نزل فيها نص في الكتاب العزيز ، وحيث كنت ومازلت أطرح تساؤلاً مشروعاً حول عدة المرأة في الاسلام :

    ما الغاية من عدة المرأة على اختلاف حالاتها في كتاب الله العزيز ؟!!
    وكانت الاجابات على ذلك التساؤل تختلف فيما بينها من حيث حدتها و هدوءها او استنكارها ورزانتها ،

    الا انها تكاد تجمع وتؤكد على الامور الثلاثة التالية :

    1- براءة الرحم : أي ضمان ان لا تكون حاملاً فتضيع بذلك الانساب .

    2- التعبير عن حزن المرأة وبيان وفائها للزوج في حالة وفاته ، ومحاولة لنسيانه في حالة طلاقه .

    3- وجوب تنفيذ أحكام الله – عزوجل – من دون الخوض فيها ؛ اذ ان غاية الشرع وأحكامه مصلحة الانسان دوماً وعلينا الطاعة فيما نعلم ونجهل من حكمته .

    وبمناقشة بسيطة للاجابات الرئيسية الثلاث السابقة نجد فيها ما يلي :

    1- براءة الرحم : يمكن كشفها اليوم بزمن لا يتعدى الدقائق عن طريق التحليل المخبري او جهاز الايكو .

    2- لا علاقة لحزن المرأة والحداد والوفاء لزوجها بمدة زمنية قصرت ام طالت ، لان ذلك يتبع للمشاعر والعواطف الانسانية التى لاترتبط بزمن او مكان محدد / فهناك نساء يبقى طيب ذكر أزواجهن سنين وعقوداً طويلة ، وهناك نساء يذهبن حزنهن – ان وجد – مع دفن أزواجهن !

    كما ان المرأة الحامل التى يطلقها أو يموت عنها زوجها تنتهي عدتها بوضع مولودها ؛ وعليه فإذا مات عنها زوجها قبل يوم من وضعها فإن عدتها تكون منتهية ووليدها بين يديها ما فتئ يذكرها بأبيه !!

    كما ان هذه الحجة ( الحزن و الوفاء للزوج ) تصبح عنصرية تماماً ، اذا ماطبقت على الزوج تجاه زوجته حيث لا عدة للزوج بعد وفاة زوجته ويمكنه ان يتزوج في نفس يوم وفاها .

    أكثر من ذلك يمكنه ان يجامع الزوجة الثانية مثلاً – في حال تعدد زوجاته – وفي نفس اليوم الذى ترحل فيه زوجته الراحلة الى عالم الغيب و الشهادة !!

    3- لاشك في ان احكام الله وشرائعة تهدف مصلحة الانسان ان اعمال العقل فيها للوصول الى جوهر غاياتها ودلالاتها أمر مطلوب ان لم يكن مفروضاً .

    واذا كانت القاعدة التى وضعها الائمة انفسهم وعلى رأسهم الامام الشافعي في علم أصول الفقة بأن الحكم يدور مع العلة في وجوده وعدمه ، فإن وجد الحكم وجدت العلة واذا انتفت العلة انتفى الحكم :

    فإن علة الاحكام الواردة في آيات العدة الكريمة السابقة – وهي ضمان براءة الرحم ( ضمان عدم حمل المرأة ) – قد انتفت بتطور العلوم على كافة الصعد اليوم من معرفة الحمل ، الى نوع الجنين الى تحديد نوعه وحتى استنساخه .

    وبذلك نتيجة لانتفاء علة الحكم ، فإن الحكم نفسه ينتفي ولايكون واجب التطبيق شرعاً .

    الوصـــــــية :

    رأينا سابقاً في بحث ( الناسخ والمنسوخ في السنة ) في الفصل الثالث من هذا الكتاب ، ان الامام الشافعي نسخ – حسب مصطلحه – آيات الوصية في كتاب الله بحديث اهل المغازي ( لاوصية لوارث ) وقد أوضحت دحض تلك الآيات لذلك الحديث بل وحضها على الوصية التى تظهر حق وحرية الانسان في تصرفه بأمواله وهو ما ينسجم مع الفطرة الانسانية .

    فعندما يكون لأب أو أم عدد من الاولاد أكبرهم مثلا تبوأ مكانة مرموقة في المهنة و الدخل بعد تحمل أبوبه نفقات وصوله الى ما وصل اليه ، فإنه لا يعتبر عادلاً ان يكون نصيبه في الميراث – ان وجد – مساوياً لاخته أو اخيه الذى لم يتجاوز عمره سبع سنين مثلاً ؟!!

    وهل من العدل ان يأخذ الطبيب اللامع المختص نفس حصة أخيه الطفل القاصر ؟!

    وهل من العدل ان يأخذ الابن الصحيح القوي الغني نفس حصة أخيه العاجز او المقعد الضرير ؟!

    وهكذا فإن كل ماتم ذكره سابقاً يجعلنا نطرح التساؤل المشروع التالي :

    لماذا طبق الامام الشافعي مفهوم النسخ على آيات الكتاب الواضحة الجلية المتعلقة بالوصية ونسخها بحديث أهل المغازي ؟!!

    وللأجابة على ذلك التساؤل لابد لنا من معرفة الحالة السياسية والاجتماعية السائدة زمن الامام الشافعي الذى كان دون ادنى شك يؤثر ويتأثر فيها .

    فكما نعلم بعد انتهاء العصر الراشدي – بما فيه من اشكاليات لا مجال لبحثها هنا – طرحت الدولة الاموية مفهوم قضاء الله وقدره الذى نشر مفهومه آنذاك فقهاء الخليفة ،فاعتبروا قضاء الله هو علمه الازلي وقدره هو نفاذ هذا العلم وبذلك اعطوا الغطاء الشرعي لتوارث الخلافة في بني امية وقبول الناس لهم .

    اما الدولة العباسية والتى عاش في ظلها الامام الشافعي ، فكان غطاؤها الشرعي لتوارث الخلافة فيها يقوم على اساس القرابة من النبي الكريم وحقهم في ميراثه وان الخليفة يحكم باسم ارادة الله ومشيئته .

    وكان عليهم ان يبعدوا الطالبيين ( نسبة الى ابي طالب عم النبي الكريم ) من الحكم لانهم من بني هاشم مثلهم ولهم الحق في الميراث ؛ لذلك كله ادخلوا قاعدة حديث ( لاوصية لوارث ) لإبعاد الامام علي واولاده واحفاده عن الخلافة عن الخلافة – اذا مااعتبروا من ورثة النبي –


    ولعل في رسالة الامام محمد بن عبدالله الملقب ب (( النفس الزكية )) – من احفاد الامام علي – الى الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور ما يظهر ذلك تماماً حيث يقول في مطلعها :

    ( ان ابانا علياً كان الوصي وكان الامام فكيف ورثتم ولايته وولده أحياء . ا . هـ )


    والامام الشافعي يبقى انساناً يتأثر بما يدور حوله من جور السلطان وبطشه الذى سمع عنه زمن ابي جعفر مع الامام ابي حنيفة حيث ضرب بالسياط حتى ورم رأسه ؛ وكذلك مع الامام مالك الذى امر بضربه والي المدينة – زمن المنصور ايضاً – وخلع كتفه ، وهو نفسه ( الامام الشافعي ) لا ينسى منظر الرؤوس التى تدحرجت امامه في حضرة الخليفة هارون الرشيد على يد سيافه مسرور الذى كان معروفاً اكثر من الخليفة ذاته ، ولاينسى كيف جثا على ركبتيه في حضرة الرشيد وتوسل اليه كي لا يقطع رأسه كغيره – بقوله مادحاً له :


    " انت احق من اخذ بأدب كتاب الله ، انت عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاب عن دينه ، المحامي عن ملته . ا. هـ "

    كل ذلك جعل الامام الشافعي يتحدث في نسخ السنة للوصية ويتعمد احاديث اهل المغازي – لا وصية لوارث –

    الا انه في ذلك الموقف السياسي – الذى لايحسد عليه – قد تسبب حتى يومنا هذا في هدر الحقوق وتعطيل الرغبات الصادقة خشية مخالفة النصوص المقدسة ، فكم من اب وام وقد خالف كل منهما ضميره ومشاعره واحاسيسه الصادقة تحت وطأة تقديس الفقه .
    واعتباره من الامور الالهية والابوة الصادقة والشعور الدفين بالعدالة ونسخه الامام الشافعي واتباعه على مر السنين والايام بحديث ( لاوصية لوارث ) .
                  

العنوان الكاتب Date
جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-01-08, 05:55 PM
  Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-01-08, 06:00 PM
    Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-02-08, 08:51 AM
      Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-02-08, 05:23 PM
        Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-03-08, 10:25 AM
          Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) احمد الامين احمد01-03-08, 01:37 PM
            Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-03-08, 06:42 PM
              Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) احمد الامين احمد01-03-08, 08:41 PM
                Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-05-08, 10:32 AM
                  Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-06-08, 10:37 AM
                    Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-07-08, 08:16 AM
                      Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-07-08, 10:26 AM
                        Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-07-08, 05:23 PM
                          Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-08-08, 04:58 PM
                            Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-09-08, 10:42 AM
                              Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-09-08, 04:44 PM
                                Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-10-08, 10:35 AM
  Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) عزالدين محمد عثمان01-12-08, 02:18 AM
    Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-12-08, 10:40 AM
    Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-12-08, 11:26 AM
      Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) Mohamed E. Seliaman01-12-08, 12:04 PM
        Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-12-08, 04:04 PM
          Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-12-08, 04:08 PM
  Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) عزالدين محمد عثمان01-12-08, 05:12 PM
    Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير01-13-08, 06:05 AM
      Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) Mohamed E. Seliaman01-13-08, 06:21 AM
  Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) Elbagir Osman01-13-08, 06:38 AM
    Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير02-02-08, 06:24 PM
      Re: جـنايـة الشـافعي ـ تخلـيص الأمّـة من فقه الأئمّـة ( زكريا أوزون ) بدر الدين الأمير02-05-08, 07:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de