اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بدرالدين محمد الأمير بلول (بدر الدين الأمير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2008, 02:11 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22959

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها (Re: إدريس البدري)


    -4-

    نظرة واحدة للمستشفى العسكري كافية لتبين انه مستشفى طوارئ ليس الا. فمبانيه كلها من طابق واحد وأقسامه محدودة ومتفرقة عن بعضها البعض. يتكون من صفين من المبانى متقابلين مع صفين آخرين في الخلف . يحتوى الاول على غرف واسعة جعلت كعنــابر للعساكر والاخر للضباط فيما احتوى المبنيان الاساسيان على العيادات وغرف العمليات والمبانى الادارية بما فيه مكتب القائد . امتدت خارج هذه المنظومة عدة مباني متفرقة على مساحات شاسعة .. منها قسم الاشعة وقسم التحاليل الطبية وقسم الاسنان الذى يمثل بيتا صغيرا منفصلا بغرف متعددة كما ان بعض المباني يبدو انها قد تمت اضافتها حديثا كعنبر الباطنية الجديد وعنبر الامراض المستوطنة الذى تتزايد اهميته يوما بعد يوم . تناثرت في اطراف هذه المباني كراجات السيارات ومطابخ المستشفى ومستودعات السلاح والذخـــيرة وبعض الورش الصغيرة للحدادة والنجارة فيما كانت مخازن الادوية في القسم الرئيسي من المستشفى . أما اهم مباني المستشفى واكثرها جاذبية فقد كان في الطرف الشرقي منها مقابلا لمكتب القائد . مبنى بسيط للغاية يتكون من غرفة واحدة طويلة قسمت من الداخل الى قسمين بنسبة الثلث الى الثلثين . بنيت من الطوب الاحمر وسقـفت من القش والاخشاب فيما احاطت نوافذها الخشبية اسلاك ناعمة ولها باب واحد عريض من خشب (التك) كتب فوقه بلافته لاتكـــاد ترى (استراحة الضباط والاطباء).

    وضعت في الجانب الاصغر طاولاتا طعام بحجم متوسط تتسع كل منهما لثمانية أشخاص بمقاعدها المصنوعة من (التك) ايضا . فيما احاطت الجانب الاكبر مقاعد وثيرة من خشب (المهوقنــى) السميك بمساند ناعمة احاطت بها وعلى بروز دائرى أصص الزهور ونباتات الظل والزينة . في الوسط تماما طاولة بلاستيكية بمقاعدها للعب الورق فيما تموضع في ركنها مقابلا لغرفة الطعام (تلفزيون) ضخم بطبق خارجي للاستقبال الفضائي مما يوحى بترف غير متاح على نطاق واسع هنا.

    ابديت لدكتور كمال عددا من الملاحظات واقترحت جملة تعديلات وتغييرات وافقني عليها بشدة لكنه لم يثر حماستى ولم يطفئها . ابان لي ان كل تغيير يأخذ وقته وان الاجراءات هنا سلحفائية السير تجرى في قنوات ضيقة ودهاليز مظلمة وطويلة وهي تحتمل التعديل والتأويل والايقاف .وفوق وذاك فهم يعلمون ان هذا مستشفى طرفــى .. مركز طوارئ الاوقات.

    فســألته :

     وماذا عن القائد ؟ أليس له دور ؟ الايمكن الاعتماد عليه ؟

    اجابني وهو يمسك بلحيته .....

     لم نعرف شيئا بعد عن الدكتور يحيى فقد اتى منذ اربعة ايام فقط اما من سبقوه فلم يكن اهتمامهم بشىء سوى لعب الكوتشينة وتمضية الوقت هنا وهناك حتى تنقضى الاشهر الستة .

    في صباح اليوم التالى كنا نقوم بجولتنا معا ايضا ولم احتج الى وقت طويل من لالمس عن قرب وادرك جيدا معاناته في سابق الايام كطبيب وحيد ومسؤول عن مستشفى يغطى شريحة معتبرة وكبيرة في مدينة تعد بحسابات التاريخ والجغرافيا وكذلك السياسة في طليعة مدن السودان ... واكثر من ذلك فهي عاصمة الجنوب قاطبة .... وبرغم وجود اخرين الى جواره مثل قائد المستشفى – الذى صار الدكتور يحيى لاحقا – و(المستر) فريد عبدالرؤوف الا عبء العمل ومعاناته كانت بالكامل على كاهله .. قائد المستشفى يرى نفسه قمينــــا بتحمل ترهات الادارة ومواجهة مسؤوليات التكليف وتصريف الامور الصحية العسكرية في منطقة حر بحقيقية تقوم على حقل الغام وتنفيذ تعليمات قيادته في امدرمان وهي التى لاتعلم الكثير عما يدور هنا . فيما الثاني جراح غاضب من اللاشىء وساخط على الكل .... يعاين الا عددا قليلا من المرضى كل يوم ولايجرى جراحة الانادرا في ظل الامكانـــــــات المحدودة لهذا المستشفى الطرفى البعيد . يعيش بجسده هنا ولكنه دائم التفكير في عيادته الخاصة بالعاصمة . وهو الذى – ربما – كان يرى ان امكاناته اكبر من ان تنزوى هنا باعتبار ان لديه تخصصا دقيقا يتجاوز الجراحة العامة التى يرى – كما قال لي سابقا كمال – ان اهلها هم الاجدر بالاتيان هنا لاعتبارات مهنية صرفة . امثر من هذا وذاك فان (المستر) فريد – بحكم الزمن- قد تجاوز مثاليات المهنة التى يتحلى بها صغار الاطباء من امثالى ودكتور كمال .... ولن اشكك في اخلاقياته المهنية لان تلك قيم لاترتبط بعمر محدد او تخضع لقوانين السنين .

    وجراء هذا الوضع المربك كان على الدكتور كمال ان يتحلـــى بصبر ارملة كهلة ولامبالا مسؤول افريقى بدين ... ينكفئ على نفسه ويبتلع احزانه ... شاب في مقتبل العمر ... صبور .... طيب ..... واليــف لايتبرم ولايغضب برغم ظروف اسرته المعيشية السيئة – كما اسر لي – وحاجتهم الماسة الى وجوده في الجوار ... سيما بعد مقتل والده في معركة اجبر على خوضها بالانابة عن الحكومة .... وحتى وهو يتجاوز الحيز الزمنى الذى حدده النظام في الخدمة الالزامية بعام واحد لاغيــر واتبعه (منسقية الخدمة الالزامية ) بقرار اخر يقضى بان تكون خدمة المجند في مناطق العمليات اربعة اشهر لااكثر......

    - من اين انت ؟
    ســـالته مندهشا من قصة مقتل والده ...
    - من مدينة (الضعين) .... هل تعرفها ؟
    - بالطبع ....... في ( دارفور) ........

    كنت قد ذهبت اليها في قافلة صحية في ايام الدراسة الجامعية .

    - ولكنك تستحق اعفاءا من الخدمة الالزامية .... قلتها بحماس حقيقي تضامنا مع ظرفه .

    ابتسم بطيبته المعهودة قائلا :

    - نظريا .... نعم ولكن عمليا ليس هنالك اعفاء من الخدمة الالزامية .. ثم اضاف :
    - تصدق ..... لقد رأيت العميان يساقون اليها .
    صمت .... ولم ارد عليه فقال
    - سمعت اخيرا با هنالك اعفاء بمقابل مادي ....
    - وانا ايضا .........

    كانت الاسرة في عنبر الجنود ممتلئة عن اخرها بمرضى بائسيــــن ومعدمين ..... وجلين ويائسين وغير مبالين . ازاحنى احدهم جانبا وهو يهم بالدخول لاني كنت اقف في طريقه حتى كدت اسقط ارضا ولم ينظر حتى باتجاهي وعندما عنفته الممرضة الواقفه بقربى نظر باتجاهي فقط فاحنيت رأسي متقبلا اعتذاره الضمنـــى .

    ملئت انفى رائحة نفاذة وكريهة هي خليط من روائح المطهرات واجساد المرضى المنهكين واحذيتهم الضخمة .. لم يكونوا مصنفين جيدا حسب امراضهم لان المكان لم يسمح بذلك والطبيب واحد والادارة شحيحة .... متداخلين وغير منظمين مريض السكر مع المريض النفسي مع موجو العينين .....

    بدى عنبر في انضباط نظيفا ومرتبا .... يتسع لعشرين سريرا لكن كل سرير منفصل بستارة حتى الارض ... ليست هنالك اي روائح سيئة او اوساخ منتشرة .... مدهش بحق . به مريضان فقط ... قرأت ملفاتهمـــا سريعـــا .....

    المقدم جعفر رمضان .. يشكو نزلة معوية .. قيد العلاج والمحاليل الوريدية .... في تحسن مضطرد ...

    الرائد محمد عامر .... ملاريا ... اخذ حقنة عضلية رابعة وحالته مستقرة ....

    اطل الدكتور كمال على عيادته من بعد فرأى عددا قليلا من المرضى في الانتظار فاشار على ان نقوم بجولة صغيرة في انحاء المستشفى فلم يسعنى الا الموافقة . كانت بالفعل جولة صغيرة وزرع خلالها دكتور كمال عددا من الابتساماته الصغيرة المقتضبة واستهلها بقسم الاشعة الذى كنت اتأمله امس ليلا فخلته غرفة واحدة كبيرة ولكنى دهشت عندما اتيته فرايته فسيحا .... مقسما من الداخل الى عدة غرف كلها باحجام كبيرة .باب الدخول فيما يحتل بقية الغرفة جهازا اشعة ضخمان احدهما ثابت بسطح يتحرك في كل الاتجاهات كمخدع طفل وليد والاخر محمول يتيح التنقل في اقسام المستشفى ان كان هنالك مريض لايستطيع المجئ الى هنا او كان ذو اهمية من التسرب – ولو نظريا – الى الفني الذي يجلس من ورائه كسائق القطار .

    في غرفة ثانية ليست كبيرة توجد محاليـــــــل كيميائية للتحميض والاظهار وقد كتبت فوقها عبارة – الغرفة المظلمة- ثم من تحتها وبحروف مهتزة عبارة – ممنوع الدخول – وبينما كنت اهم بدخول الثالثة ابتسم حامد نورى ابتسامته المبهمة قائلا :

    - لم يتبق شي ذو اهمية ...

    مضيفا وهو يضغط على حروفه ...

    - خصوصا في هذه الغرفة فهى للسكن فقط ...

    قالها وكأنه يخاطب مفتشا رسميا مضيفا على كلماته لا مبـــــالاة مستعارة ......

    واجهته بنفس ابتسامته قائلا :

    - اريد ان ارى هذه الغرفة بالذات ......

    واذ لم يرى مناصا فقد قال :

    - تفضل ..... على الرحب و السعة ..

    كانت غرفة واسعة جعلها نورى رائعا فزين حوائطها بصور ورسومات تعكس ذوقه واهتماماته وتتماشى وعمره الغض وتجربته النيئة في الحياة ووضع على الارض غطاءا مزركشا وجميلا فيما ركن الغرفة تحتلة طاولة انيقة كمكتب داخلى امامه كرســـى صغــــير دوار وطاولة اخرى بين سريرين يتموضعان في المنتصف مغطيين بشراشف ليست بيضاء كتلك التى في غرفتنا الواسعة بل مشجرة بألوان راهيـــة ورسوم فرائحيــة .

    على احد الاسرة كانت تنام امراة ما ... هبت واقفة دفعة واحدة عندما احست بوجودنا وهي تصلح من حالها قليلا ...... قامة طويلة ....... جسد لين كخرقة معلقة لتجف ....... مؤخرة رجراجة .... ساقين ملتفــــين كــأجمل مايكون ...... ووجه دميم .

    خفض الدكتور كمال راسه وخرج مطأطئا وكأنه الذى اتى بها ... اي حياء يتسم به هذا الرجل .. فيما كان حامد نورى يبتسم ويقول رافعــــا عنها حرجا تحس ببعضــه :

    - هذه علوية ..... مساعدتي ..
    - مرحبا .... كيف حالك يا علوية ؟
    - (انا كويس) .... (بس مصدع شوية )
    - علوية تعاني صداعا منذ ليلة امس ....

    قالها ببساطة حسدته عليها ....
    - اذا فهي تنام هنا .....
    - لا ....... لا هي التى قالت ذلك حينما جاءت هذا الصباح

    قلت له بكل براءة ..........
    - الآن عرفت لماذا لاتقيم معنا ......
    - سلامتك يا علوية ........
    - الله يسلمك ....

    ثم قرصته في يده وانا خارج قائلا :
    - هنيئـــــــا .....
    - هناءك الله ........ واضاف وهو يضحك
    - ايها الحاقد الجديد .......

    داخل معمل التحاليل الطبية كان الوضع معتادا ..... طاولات مرتفعة عليها جهازي الرؤية الدقيقة (مايكروسكــوب) بمقاعدها الدائرية الصغيرة المرتفعة والتى لاتحتمل شخصا بدينــا وعلى الجدران والخزانات تتعلق القوارير الزرقاء المعروفة المحتوية على المحاليل والاصباغ ... الشىء الوحيد غير المعتاد كانت رؤيتي لانـــور تمســـاح وهو يضع نظارة طبية ضخمة كجده اجريت لها عميلة الماء الابيض . لم ارها على عينيه منذ اتيت الى هنا .... قال انـــه يستخدمها للعمل والقراءة فقط ... فقلت ممازحـــا :

    - وماذا تبقى سوى الكوتشينة ؟

    عرفنــى على الموجودين من مساعدين وعساكر وخرجنا باتجــــاه قسم الاسنان .

    كان الدكتور محمد يوسف جالسا الى مكتبه وهو يحتسى كوبا من الشاي الاحمر ويطالع كتابا امامه وحين رآنـــا وقف مرحبا وضاحكا محنيا ظهره قليلا الى الامام وبادرنى قائلا :

    - شكرا يا ايهاب لانك احضرت كمالا اليوم لزيارتنا ... لكن كمال دافع عن نفسه قائلا :
    - انا امر من هنا دائما ولكنى لااجدك ........
    فقلت له :
    - نحن الان في زيارة عمل تعريفية .....
    - مرحبــــا .....

    قادنا الى داخل القسم الذى كان كما اسلفت بيتا متكاملا به ثلاث غرف بصالاتها وحمام بالداخل ونوافذه من خشب عادى مطلى بلون لايمكـــن تحديده ومغطــاة باسلاك ناعمة . في احدى الغرف سريران مرتبان لكن محمد يوسف لايقيم معنا في الغرفة الواسعة . كانت به وحدتا اسنان احداهما تعمل يدويا ولكنها بحالة جيدة جدا مع ملحقاتها كاملة بما فيها جهاز اشعة اسنان صغير بينما الاخرى قديمة معطوبة وغير مستخدمة .

    ابان لنا الشاب الطويل ذو الظهر المحنى قليلا والابتسامة الودودة انــه يعمل هنا (كفتاحة البيبسى) على خلع الاسنان فقط بالرغم ان الوحدة جيدة جدا وهو يمتلك مجموعة من الادوات والاجهزة والمواد التــى لاتتوفر حتى في الخرطوم لكنه .... للاسف ... لايمتلك (الموتور) الذى يستخدم في حفر الاسنان وتجهيزها للحشوات .

    كانت هنالك امراتان في القسم ايضا اشار اليهما محمد يوسف قائلا :
    - هذه (راسيكــا) ...

    امراه تشب نحو الثلاثين ترتدى زيا عسكريا مكونا من بنطلون ضيق وقميص طويل وفضفاض وتضع شريطين على ساعدها . كل ما فيها صغير ومتناسق .... عيناها صغيرتان ناعستان حلوتـان ... بالكاد تفتحهما وندبة صغيرة على شفتها العليا وجسد صغير متناسق .. ورغم بشرتها الداكنة السواد فانها جميلة فاتنة وهادئة للغاية حتى انك لاتكاد تحس بها .

    ثم اشار الى الاخرى قائلا :
    - وهـذه (جيسى) ....

    فتاة في العشرين ولعلها لم تبلغ العشرين بعد .... لها عينا قطــة على وشك ان تعبر الطريق .... مستديرتان ... جاحظتان ..... ومضيئتان. في وجهها بقايا مرض جلدي غائر ترك عليه الزمن اثـرا لا ينمحى .

    كانتا ممرضتا القسم تعملان فقط على النظافة وتجهيز المرضى وتعقيم الادوات .. سألت الدكتور محمد :
    - اذا فانت تعمل هنا لوحدك ؟
    - لا ... هنالك الرقيب (جورج ماتيانغ) وهو مساعد طبي ويقوم بكل الاعمال الا مــااستعصى عليه فانه يستدعني .... وهو رجل طيب وخدوم وملتزم ... لكنه عانى الامرين بعد وفاة (منصور) المساعد الطبي الاخر قبل اربعة اشهر من الان .

    بدا التأثر على وجه الدكتور كمال وقال :
    - سامحه الله ... يقولون انه كان رجلا طيبا وفكهـــا .... لا يلتقيك الا ضاحكا وممازحــــا ....

    - فقال الدكتور محمد يوسف متأثرا :
    - ( اهو ده اللي وداه في ستين داهية) ....

    دهشت لما قاله فتساءلت بحيـــرة :
    - كيف ذلك ؟
    - لقد مات مقتولا ...
    - في (متحرك) ؟
    - لا ...... لا ...

    ثم اضـــاف :
    - تلك قصة اخرى ....

    تدخل كمال الذى لايحب كثيرا الخوض في شئون الاخرين قائلا :
    - اه الان بين يدي ربه ....... الله يتولانا جميعا برحمته .

    لكن الفضول اخذ منى كل ماخذ فغمزت للدكتور محمد يوسف بعينـــــى قائلا :
    - سأتخلـــص من مولانــا وتخبرنى لاحقـــا ..

    فقال محمد يوسف غامزا كمالا :
    - عندما وقع الحادث لم يكن موجودا فكيف عرف ان لم يخبروه به ......

    فقال كمال ضاحكـــا :
    - انا اعلم انك تريد ان تخبره ..... لكننا الان تأخرنـــا على العمل

    واضــــــاف :
    - هنالك مرضى ينتظرون .......

    عدنا ادراجنا لنجلس في العيادة ونعاين المرضى الذين اصطفوا بـــــأمرة فردين من الشرطة العسكرية . ومن حسن الطالع ان المرضى لم يكونوا كثيرى العدد في اول يوم عمل لي بالمستشفى لكن الحالات التى عاينتها كانت مربكة بعض الشئ ... لم تكن صعبة او غريبة ولكنها جميعا كان يمكن تفاديها لو ان الوضع اكثر استقرارا وامنـــا ....... الملاريا هي القاسم المشترك .... ملاريا باعراض خفيفة ..... كلوروكويـــن حقــن .... ملاريا لا تستجيب للكلوروكوين .... كينين حبوب او كينين ســـائل ... محاليل وريـــدية ....... فانسيدار ...... دوكسى سايكلين .......

    حالات اسهال مريبة وفي اغلب الاحيان لاتفسير لها فتاق ..... بواسير ...... علاج ...... مرهم ....تحويل .... عيادة الجراحة ...(مستر) فريد ليس على استعداد لمعاينة بطن مريض ناهيك عن مؤخرته .....

    عموما كانت حالات مرضية ناتجة عن سوء التغذية وتدهور البية ونقص مناعة الاجسام المتعبة .... المدينة بحاجة ماسة لاخصائي طـــب المجتمع وقبل ذلك وبعده نهوض بالبيئة وتنمية الفرد ... هذا مااشار به كمال الحالم ..... ولم اقله بل اكتفيت بالابتسام فقط لان حديثه لم يكن بحاجة للتعليق ....

    بالرغم من وجود غرفتين منفصلتين بحذاء بعضهما البعض فقد فضلنــا ان نجلس سوية لمعاينة المرضى ...... غرفة بثلاث مكاتب صغيرة وستارتان لفحص المرضى .

    لم يتبق الا القليل من المرضى ..... حوالي خمسة اشخاص جاء المستجد حليق الرأس والمختص مع اثنين اخرين بخدمة الاستراحة فقط وقال مخاطبا كمال :

    - (فتور جاهز)....

    فقال كمال بدوره :
    - اذهب انت وانا ســأعاين البقية ...

    فقلت مدفوعا بحماس البداية المعتاد :
    - بل انا ...... فقط اصنعوا لي (ساندويتشــــا) ...

    انتهى من فحص المريض الذى بين يديه ثم مضى وبقيت لأفحص البقية بكل حماس البدايات المثيرة ... ينتابني شعور غامر بأني لست ذلك الشاب الوجل الذى كنت بالامس ... مسترخيا راضيــــا ... ومتحمسا اقرب مااكون الى اللحظة التى ينتابني فيها الاحساس بالامساك بالقلم والكتابة عن شيء ما .. شيء يخصك ويخضك ويغربل كيانك ... لشخص ما ... لصيق وحميم قريب من القلب وان تناءى وبعد آه ... نعم ... انه ابي .. سأكتب له خطابا اليوم ... اعلمه فيه ... اعلمه ماذا ؟ .... هل اقول له انى سعيد هنــا ؟ لكنى لست سعيدا .... انا راضى فقط ... راضى عن ماذا ؟ ... هل اقول له انى كنت راضى عن نفسي فتلك هي السعادة القصوى في عرفه ... وانا لم اصل بعد الى مرحلة الرضا عن النفس .... على الاقل ... هنـــا .... والان عنها ..... انا راضى عن المحيط من حولى ... ربمــأ ... صـــراحة مــاكــان يخطر ببالي قط ان اجد هذه المجموعة من الشباب بجوارى .. شباب في عمرى ... افرادا من جيلى التعس يعيشون ظرفــى .. ويتلكـــأوون في طرقات الحياة كما اصنع ..

    كنت مستلقيا على كرسي شبة وثير مادا قدمــى من تحت طــاولتي الصغيرة ومشبكا يدي حول صدرى ومغمضــا عينــى على عوالمى اللانهائية حينما سمعت طرقا خفيضا على الباب الموارب قليلا . خلت عيناى لارى كان الرقيب طويل القامة ذى العينين الحمراوين الذى خمنت امسا انه معلم مستجدين قد مارس طقوسه العسكرية التــى لاترحم من خبط الارض بالقدم ورفع اليد بالتحية قائلا :

    - تمام سعادتك .... ولد موجود .....
    - احضــره ...

    جاء صبي في الرابعة عشر من عمره ........ انسل للتو عن جسده وبدا في التطاول ..... نحيف ضامر وكأنه يأكـــل نصف وجبة في اليوم لكنه متماسك البنيان بخدين غير ناتئين ويدين غير معروقتين . نظرت الى عينيه فلم اتبين حدقة ولا بؤبؤا .. بدى متعبا وموجوعا كمن يعانى لاعوام طويلة من هاتين العينين . كانتا مشوشتين محموتين وناتئتين كقمر بدر في ليلة مغبرة .. تذكرت وصفة بالامس لحالة الصبي بانها حساسية . دعــوت الصبي ليقترب منى فجــاء بخطو متعثر محاولا تجنب الطاولة التى اجلس من وراها بتلمس طرفها القريب – لقد كان على وشك العمى – تأملت كرتا النار اللتان في مقدمة رأسه ثم مددت يدى محاولا ازاحة جفن عينه اليمنى بابهام يدي الايسر واضعا بقية اصابعي على رأسه وجبهته لكنه تراجع قليلا .. مشتظيا وموجوعا كمن وطــأ جمرة . تركته وذهبت لاغسل يدي في الحوض البعيد ثم عدت ثانية الى مقعدى وافكار متكاثرة تطن في راسى كنمل يتسنم جيفه . سألت الرجل وانا في متاهتي الابدية كطبيب من القرون الوسطى قائلا :

    - كم من الوقت منذ ان بدا يعاني الصبي ؟
    - والله سعادتك ممكن اتنين سنه ....
    - الم يقابل طبيبا من قبل ؟
    - ممكن تلاتة دكتور .... بعدين (علاج) مافي فايدة .....

    قال كلمة (علاج) بانجليزية اكاد لاامتلكها فدهشت .....

    مهنة الطب كعلبة الشطرنج احيانا ... فكر سجال بين غريمين هما غالبا صديقين .. الطبيب والمرض . فالاخير حالة عرضية او طارئة تتــــرك المريض نهبا للاوجاع والالام والهواجس والظنون وربمـــا اسلمته للمنون فيما يمنح الطبيب حظوة وزهوا ومالا .وحينما يلتقيان وجهـــا لوجه ويتصارعان على جسد مريض مضنـــــى يبـــدآن في اخراج ادواتهما . فلكل خبثه ووسائله .. طريقته ومفاجأته . وعندما يكون المرض عصيا وحرونا تتدخل المفاجأة والحظ والتوفيق والالهام احيانا لفك طلاسمه ومحاولة هزيمته والقضاء عليه والا ... فرحمه ربك وسعت كل حسنا لنكن عقلانيين ومنطقيين ... فالعلم والتجربة والممارسة والمريض المتعاون والفحص والتحليل ثم ومن بعد الحظ والتوفيق كلها ادوات يسخرها المعالج لخدمه حربه ضد المرض . ولاشك ان مفصل العلاقة هو التشخيص السليم للمرض وهو ضالة الاطباء المفقودة وشغلهم الشاغل منذ ان فقست بيضة الحياة فخرج فرح الطب الى الوجود والتشخيص يمكن ان تصل اليه بنظرة واحده تلقيها على المريض بسماع صوته او بالاستماع الى شكواه او بفحصه وتلمس جسده بطلب فحوصه والاستعانة بما توفر من اجهزة ومعدات وصولا الى الحقيقة العصية ... تتجمع كل هذه المعطيات كسحب في السماء تسوقها الريح من اصقاع نائية بعيدة وحينما تحتك وتتلاصق يشع برق نافذ بلمحة عبقرية فيضيئ الارض ويرج السماء .

    من حسن الطالع انى كنت قد عملت لشهرين ابـــــان فترة الامتياز بمستشفى الخرطوم للعيون بمحـاذاه النيل الازرق الفتان وبقرب الجامعة الام الحزينة ... فقارنت بين حالتين عاينتهما هنالك وبيـن هذه الان .
    استعرضت وانا عائد من حوض غسيل الايدي الى طاولة مكتبي شريطا مر كقطار ليلى تائه .. احتقان ... رمد ... حساسية .... فيروسات .... فطريات ... غبار .... اتربة ... جوبا .. ثم لمـع البـرق .. كما تدوى طفلة يتيمة في جوف ليل مسهد ...... (عمى الجور) .

    سألت الرقيب الذى كنت ارى الان عينيه مختلفتين عن ذيانك اللتين كانتا بالامس .... رأيتهما حـزينتين حنونتين ومنكسرتين :

    - مااسم الصبي ؟
    - دينق ...

    ثم اضاف بعد ان ابتلع ريقه مترقبا :
    - دينق جورج ماتيانق ...
    - آه .... انت مساعد الدكتور محمد يوسف في الاسنان ؟؟
    - تمام سعادتك ...

    كنت على وشك ان اقول له بأنى خلته بالامس معلم مستجدين لكن الاحرف تناثرت متبعثرة ثم تجمعت مرة اخرى :

    - ولـــــد .... لازم يدخــل مستـشفى .
                  

العنوان الكاتب Date
اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:17 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بهاء بكري06-08-08, 10:26 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:32 AM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:36 AM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 11:12 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Omar Bob06-08-08, 11:45 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها ايوب عبدالرحيم06-08-08, 12:05 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 01:08 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 02:42 PM
        Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 05:34 PM
          Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 07:53 PM
            Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها محمد عبدالرحمن06-08-08, 07:57 PM
              Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 09:47 PM
                Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:13 PM
                  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها عبدالكريم الامين احمد06-08-08, 10:18 PM
                    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:38 PM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها haroon diyab06-08-08, 10:24 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:58 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 07:58 AM
        Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 11:26 AM
          Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها إدريس البدري06-09-08, 01:53 PM
            Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 02:11 PM
              Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 02:18 PM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها عماد الشبلي06-09-08, 02:28 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 06:07 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها عماد الشبلي06-09-08, 06:38 PM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Masoud06-09-08, 07:38 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها عماد الشبلي06-09-08, 07:56 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-10-08, 09:39 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Yasir Elsharif06-10-08, 10:27 AM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-10-08, 03:56 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Yasir Elsharif06-10-08, 05:56 PM
        Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-10-08, 06:01 PM
          Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-10-08, 09:10 PM
            Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Emad Abdulla06-10-08, 09:25 PM
              Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-11-08, 08:24 AM
                Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-11-08, 10:24 PM
                  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-12-08, 08:47 PM
                    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها khatab06-13-08, 01:16 AM
                      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-13-08, 06:32 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها تاج السر جعفر الخليفة06-13-08, 07:45 AM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-13-08, 12:59 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-13-08, 08:04 PM
        Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-15-08, 11:09 AM
          Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها محمد عبدالرحمن06-16-08, 09:11 PM
            Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-17-08, 09:55 AM
              Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-18-08, 11:10 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها تاج السر جعفر الخليفة06-18-08, 02:50 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها محمد فضل الله المكى06-21-08, 02:39 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-21-08, 06:44 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de