اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 05:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بدرالدين محمد الأمير بلول (بدر الدين الأمير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2008, 07:53 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22959

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها (Re: بدر الدين الأمير)

    يمضى بنا الراوى مع عازفي سيمفونيته السردية

    -3-

    كانت استراحة المستشفى العسكري بجوبا هي المكان الاكثر صخبــا وحميمة . وعندما وصلنا قصدها النقيب حيدر رأسا وانا اتبعه ...... عجلا ومتلهفا وكأنه يحاول ان يدرك قطارا على وشك الرحيل ولم أعى – الا مؤخرا – احساسه بانه يحمل معه بشرى بتأثير قنبلة يدوية صغيرة طبيب اتى بقدميه.

    قبل أن اصل اخترقت اذنتاى ضحكة مجلجلة مهذار عرفتها برنتها فقد كانت للدكتور يحيى الذى كان كرشه يهتز ونظارته على وشك السقوط بفعل الضحك وعندما رآني هب واقفا كتلة واحدة بشكل رياضي لا يتسق ومظهره فليس اجمل من الفرح الا امتداده . عانقني كصديق قديم جاعلا البقية يرحبون بي ترحيبا حارا ثم اجلسني الى جواره قائلا :

    - حمد لله على السلامة
    - الله يسلمك
    - كنت واثقا من مجيئك
    - لقد وعدتك

    عرفني على من حوله اذ كانوا جلوسا جميعا بالاستراحة بعد ان ادوا اعمالهم ..... الرائد ابراهيم الريح .....قصيرا ...... مستديرا بلحية شائكة وشعر محلوق للتو مع جبهة عريضة ممتدة تلقائيا الى الخلف مكونة راسا صغيرا بعينين راقصتين واذنين بارزتين . فني اشعة . وهـو المدير الاداري للمستشفى ، الرائد سعد سليم صيدلي من شرق السودان ... طويلا وسيما بابتسامة مراوغة ويدان تقبضان على اللاشىء وهو بالاضافة للصيدلية مسؤول العهد والمستودعات .ثم النقيب حسين محمود ضابط الصحة بالمستشفى ومسؤول التموين .ومربوع القامة نظيف الجسم ومرتب الهندام يشع طيبة وحميمية.

    ثم أشار الدكتور يحيى الى أربعة من الشباب كانوا جلوسا بحذاء بعضهم بعضا .متقاربون في العمر مثلما هم متقاربون في الهم ويرتدون نفس الزي الذى ارتديه ...... لكن اثنان منهم يضعان نجمة على كتفيهما وبجانبهما خطت بوضوح وزركشة وتأنى كلمة (طبيب) قائلا :

    ........ هؤلاء إخوانك في الخدمة الالزامية .

    وعرفني بهم ايضا .دكتور كمال البدرى ...... مربوع القامة ...... ضيق الوجه بلحية ممتدة وغير معتنى بها لكننى لم احتج الى وقت طويل لأعرف انه متدين بلا افراط ..... حنون كأم .... ومهذب لأقصــى حد .
    تخرج من جامعة الجزيرة ممايفسر عدم التقائي به قبلا .قضى بزهد راهب تسعة أشهر بالاستوائية منها سبعة أشهر في مدينة (ياى) التـــى تبعد عن جوبــــا بحــوالى سبعين ميــلا.

    أما محمد يوسف – طبيب أسنان- فقد كان طويلا مفرطا حتى انــه محنى الظهر قليلا . خفيف الظل سريع البديهة .قضى في جوبا خمسة اشهر طويلة وهو الذى اتى لتمضية ثلاثة أشهر لااكثر ، غير ان بديلــــــه رفض المجئ بعد ان وعد بذلك ولم تكترث ادارة المستشفى العسكري بشيء طالما ان هنالك من يقوم بالواجب ؟ ....

    أما حامد نورى وانور تمساح فقد اتيـــا في يوم واحــد قبل ثلاثـــة اشهر .الاول فني اشعة له عينا ثعلب يـــافع وابتسامة مبهمة لهـــا ماوراءها ... صامت لايتحدث في اغلب الاحوال لكن أفعاله مدوية .. جيئ به حتى يتفرغ الرائد ابراهيم لادارة المستشفى كما علمت لاحقا . اما الاخر فهو من وسط السودان ..... فني تحاليل طبية ...... حلو الحديث شائق الصحبة ..... يجيد فن الشعر الشعبي ورواية احاديث وملح البادية كشيخ في السبعين .

    تبدأ الاشياء بتعريف نفسها وفق مكنوناتها الذاتية وتتحدر الحقائق كمــا الصخور من على فتتجاوز الواقع والاتى لتتموضع في الخيال دون ان تتقيد بالقوانين او تأبه للمنطق والمعقول وتكون المصادفات حواجز خفيضة ينثرها القدر هنا وهناك لنقفز من فوقها ونفاجــــا باحتمالات جديدة ماكانت قط في الحسبان على ارض رحبة فسيحة او هوة سحيقة بلا قرار .هل نحن بلا ارادة؟ اذا فلم هذه الطاقة في دواخلنا ؟ اين تذهب وعلام تتوثب كل حين واخر ؟ كيف نحس مقدرة على الفعل حتى الانفجار مرة ..... فيما العجز يعترينا حد الشلل مرات اخرى ؟ هل هى معركة العقل والارادة ضد القدر والمصير ؟ ام ان القدر هو الذى يهش عقولنا امامه كقطيع تائه ؟ من المسؤول ؟ العقل الذى يختـــار ام الارادة التى تفعل ؟ ربما كان القـــدر الذى يحدد النتائج او هو المصير الذى يكرس الواقع .

    هشت يدى بلا ارادة ذبابة مرت فوق وجهى ثم عادت الى وضعها الاول تحت راسي .كنت مستلقيا على ظهري بعد نوم عميق امتد لساعتين ونيف واضعا كلتا يدى تحت رأسي فيما احدى قدمى على الاخرى وطيف من الخيالات يتمرجح قبالتى . لم اكن خائفا من شيء او حتى قلقا ... على العكس تماما كنت هادئا جدا واحس سلامـــا داخليا شاملا وانفتاحا طاغيا نحو عالمي الجديد . كانت هناك لمبــة (نيون) تصدر ضوءا متقطعا كحليب متخثر بدت الغرفة على ضوءها واسعة ومتدنية السقف قليلا وثمة حقائب ضخمة متناثرة هنا وهناك . لاأثــــر لضوء خارجي كما تبدى ذلك من خلال نافذة مواربة- الغروب يزحف بكل زخمه العاطفي واعتلالاته المادية – قمت بتراخى وبحثت عن مفاتيح الكهرباء حتى وجدتها . اضاءت الغرفة بانوار غامرة انبعثت من اماكن شتى .واسعة حقا كغرفة طعام في مدرسة ثانوية داخلية .. بها اربعة اسرة موضوعة بحيث لا تكون متباعدة تقليلا من وحشة يحسها قاطنوها بينما كان هنالك سرير من الطرف الاخر من الغرفة وحيدا ومتنائيا . كانت مرتبة ومغطاة بملاءات بيضاء نظيفة ومتناغمة .
    ومجموعة من الحقائب العسكرية الضخمة ومجموعة اخرى من حافظات الامصال موضوعة بجوار بعضها البعض . تفقدتها جميعا فوجدت في الاولى اغراضا وملابس شخصية تخص زملائـــى الذيـــن يشاركونني الغرفة بينما الاخرى مليئة بامصال وعلب مختلفة لم اعرف كنهها او طبيعة ماتحتويه .

    بحثت عن حمام فلم اجد . خرجت من الغرفة ونظرت حولي فلم اجد احدا ايضا .قمت بجولة في المكان من حولي سريعا ... كان المكان ساكن جدا وهادئ تماما ... قطعة من الارض موحشة ولاريب . ويبدو جليا انه في اقصى حدود المستشفى ادركت ذلك من ان سرت ظهرا لنحو ثلاثمائة متر قبل ان اصل اليه . الغرف من حوله متناثرة هنا وهناك وثمة عشب اخضر كثيف في الخلف مهمل وعصــى على التهذيب خطر لي ان اتبول عليه ولكنى عدلت من رأيــى وعندما اكملت دورة كاملة من حوله رايت جنديا يسير امامي ، جنوبيا فارعا بثلاث اشرطة عزيرة تزين عضده . رمقنى بنظرة نارية من عينين حمراوين ثم مالبث ان القــى تحية مقتضبة باللغة العربية ذات اللكنــة الجنوبيـــة المميزة والاختصارات الفكهة والرنـــة المحببـــة ............


    ....سلام .........

    قالها بلهجة آمـــرة وصوت جهورى وثقة مطلقة فخطرلي حالا بانه معلم مستجدين

    ..... وعليكم السلام

    رددت عليه مضمنا صوتى اهمية تليق بما يكنه لنفسه . احس بذلك على الفور فانتفخ شادا ظهره للاعلى . اهتبلــــت الفرصة على الفـــور وســألته ........

    ......هل اجد حماما بالقرب ؟

    وقف العسكري وكانه يستعرض طابورالصباح ثم استدار بكامل جسده وتأملنـــي لبضع ثواني بعينين حمراوتين خبيرتين ونفاذتين وكانه يوشك ان يضمنى الى زمرة مجندين جدد ثم قال كلمة واحدة بإيقــــاع طالما وقعة ولهجة لاتعرف اللين او الانزواء حتــى فـــي اكثـــر لحظاتهـــا حميميـــة ...

    ... (وقف شوية) ...

    عاد بعد دقائق حاملا سطلا مليئا بالماء وضعه امام باب غرفة صغيرة قبالتــي وهي حمام بالفعل ولكن ليس به ماء ثم وقف وقال .....

    .... تعال هنــــا ....

    احسست امتنانا شاملا تجاه الرجل المستقيم الواقف امامى وكنت علـــى وشك ان اشكـــره على صنيعه عندما نظر عميقا في عينى حتى كاد ان يثقبهمـــا قائـــلا ..

    - (انت منو) ؟؟
    - طبيب جديد ...
    - ايوة .... يعنى دكتور ؟
    - بالضبط ...

    لانت لهجته قليلا واتكأت كلامته على عصا الحاجة قائلا .................
    - (ولد بتاع انا عندو حساسية شديد)
    - ولماذا لم تحضره الى المستشفى من قبل ؟؟
    - ( مستشفى زحمة ...... والله دكتور كمال ده تعبان تعب شديد ) ....
    - لابأس ........ أحضـــره لـــى .......

    تراجع خطوة واحده الى الخلف وضرب الارض بقدمـــه رافعـــا يده بمحاذاة راسه بحركة ضمنها كل التزامه بالقانون والانضباط العسكرى الصارم قائلا : ..........

    - تمام سعادتك .......

    لم اخفى ابتسامة دهشة من اجراءاته الجيدة تجاه من لايفهمها ولا يعبا بها . ثم القيت نظرة اخبرة على وجهه حتى لا انساه ان هو اتى .

    على كرسي ضخم وثير مصنوع من خشب المهوقنى السميك جلس (المستر) فريد عبدالرؤوف جلسة مسترخية واضعا كلتا قدميـــه على طاولة امامه فيما حافظتا شاي وقهوة على طاولة اخرى بجانبه . جعل يداعب شعره بيده اليمنى دون ان تسترخى عيناه او تتهدل يده الاخرى .. في البدء ظننته احد جنرالات القيادة العامة في الجوار لانه وفق اعتقادى فإن اكبر رتبة عسكرية هي للدكتور يحيى قائد المستشفى .

    عميد في الخمسين من عمره قمحى البشرة متوسط الطول بعينين صغيرتين نفاذتين وشفتين مذمومتين لاتعرفان الابتسام ووجه متناسق وجميل . جلده مترهل فوق الرقبة وحول العينين بفعل السنين التى بدأت في اختلاس وسامته شيئا فشيئا .

    تقدمت منه مسلما مادا اليه يدى لاعتبارات لاعلاقة لها بالجيش .......لـــم ينتبه او يقف او حتى يعدل جلسته فقط مد يده التى تداعب شعره قليلا حتى اتمكن من ملامسة اصابعة في اطرافها دون ان ينظر باتجاهي او ينطق كلمة واحدة فابتعدت محرجا وخجلا الى حد ما . لكن حيائى بلغ مداه حينما رأيت دكتور محمد يوسف وانور تمساح يبتسمان وهمــا ينظران ناحيتى . ادركت اني وقعت في اول المأزق هنا اذ ابتسم محمد يوسف ساخرا وقال مستثيرا غضبى : ...

    - ولا يهمك ............

    ابتسمت محاولا التملص من الموقف عامة قائلا : .......

    - عادى ......

    فاضاف انور :

    - هذه طبيعة (المستر) ....

    فاجأنــى قوله فتساءلت :

    - (مستر) ؟

    واضفت متسائلا وغصتي لازالت تتأرجح في حلقى :

    - هل هو طبيب ؟

    قال محمد يوسف :

    - انه جراح المستشفى .......

    فيما اضاف انور تمساح شارحا :

    - (مستر) فريد عبدالرؤوف اخصائي العظام بالسلاح الطبي .....

    - ومالذى اتى بجراح العظام الى الاستوائية ؟

    تساءلت بدهشة حقيقية .....

    - جاء ليسلم عليك .....

    وانفجر كلاهما بالضحك ....

    ابتسمت للدعابة الثقيلة حتى لاأزيد الموقف تعقيدا فاحسا ببعض الحرج سيما وقد كان هذا يومى الاول بينهم فقال انور موضحا بشبه اعتذار :

    - مثلما ان قائد المستشفى هو عقيد يمضى ستة أشهر بالاستوائية فــان الجراحين يتبادلون المجئ ايضا كل شهر وهذا شهر (المستر) فريد .......

    ثم أضاف ضاحكـــــا :

    - الا ترى انه غاضب ؟

    - ولماذا يغضب اذا كان عليه المجئ ؟

    تساءلت بلا وعى .......

    فأجاب محمد يوسف بابتسامته المعتادة :

    - ربما كان يرى ان هنالك من هو احق منه بالمجىء .
    - قلت منهيا الامر :
    - هذا شأنهم ...... دعونا نذهب ....

    داخل الاستراحة كان العقيد يحيى جالسا وهو يمسك بجهاز التحكم عن بعد (ريموت كونترول) مسبلا عينيه كمن لايرى فيما نظارته في أقصــى بعد يتيح لها البقاء على انفه رافعا كرشه الى الاعلى وكانه على وشك الولادة يطلق من حين لاخر ضحكته الصاخبة المميزة ... الطويلة المبحوحة كسيارة مغروزة في الرمل والتى يهتز لها كرشه كبالون...... وحوله يتحلق بقية اركانه يتحدثون ويتمازحون......زمـــلاء اتـــوا من نواحى شتى بأعبـــــاء متقاربة وهموم لاتلتقى واحلام ذاوية في سبيلها للتلاشى كنهر اعياه المسير . اصدقاء ... كما اقتضت الضرورة – يجمعهم هذا المكان فيزيحون فيه الامهم جانبا ولو مؤقتا حتى تقتضى مأموريتهم هنا في الاستوائية .

    وضع العقيد يده على فخدى وقال متسائلا :
    -هل تلعب الكوتشينة؟
    - لا ....لااعرف......
    - لاحول ولاقوة الا بالله ........ لماذا ؟

    نظرت اليه وانا ابتسم معاتبا وكأني اذكره بماضى يعلمه جيدا قائلا :
    - لم يكن قط لدى الوقت الكافي لاتعلمها .....

    فقال وهو يرفع حاجبيه بخبث ويبتسم :
    - هنا سيكون لديك الوقت وستتعلم .........
    - لابـــأس

    فأضاف بجدية هذه المرة :
    - ستذهب بعد العشاء مع الدكتور كمال ليعرفك باقسام المستشفى وغدا تتسلم مرضاك وتمارس عملك.
    - حسنــــا ......

    بدأ ثلاثة مستجدين حليقى الرؤوس نحيفى الاجساد ولم يبلغوا الثامنة عشر بعد في وضع الطعام على الطاولة فيما النقيب حسين محمود يروح ويجييء بينهم مشرفا عليهم دون ان يلقى امرا واحـــدا .... رجل مهذب لاتفارق الابتسامة وجهه.

    بدأت رائحة الطعام تغزو المكان بابخرته المتعالية فاحسست جوعا قارصا وتذكرت فجأة اني لم اذق طعاما منذ الصباح البـــــاكر حينمـــا التهمت وجبة امي الرائعه والشهية قبل ذهابي وابي الى المطار ....... امي التى بيني وبينها الان عشرات المئات من الاميال والكيلومترات التى لا تقطعها سيارة او قطــــار .... ليس الا طائرة لامكـــان فيها لام او اب ..... لامكان فيها لانبجاسات عاطفية لاتجدى نفعا .... لامكان فيها لتوقع او احساس ...... ليس فيها او هنا سوى ان تغلق قلبك وتحتفظ بمكنوناته .

    دخل (المستر) فريد الى الغرفة وهـو يسير متمهلا فهـب الرائد ابراهيم واقفـا وهـو كان جالسا في الجـانـب الاخر من العقيد يحيـــــى ليأخذ مكانه فيما ناوله هـذا الاخير جهاز التحكم عن بعد بضجر واضح ولاذ الاخرون بالصمت .

    جعل (المستر) يجول بين القنوات الفضائية بلا تركيز او اهتمام ... وقف عند مسلسل عربي توالت مشاهدة المثيرة حتى بدأنـــا الانغمــاس في احداثه فمضـــى وتركه الى سيرك يصفق مشاهدوه بصخب وضجيج متبادلين نظرات دهشة وحيـرة ازاء الساحر الـواقف الذى يرتـدى بـذلة انيـقة وربـاط عنق صغير والذى اخرج قطعة قماش بيضاء من احد جيوبه وافردها للمشاهدين حتى يروا خلوها من اي شيء ثم لفـها حول نفسها عـدة مرات وافـردها اخيرا ممسكا بثلاث حمائم بيضاء اطلقها في الهواء فمضت تحلق بعيدا بينما امسك القطعة مرة اخرى منتهزا دهشة الحضور وتصفيقهم فلفها مرة اخرى ونظر الى الحضور ضاحكا وعلى وشك الاتيان بمفاجأة اخرى غير ان (المستر) لم تعجبه ابتسامته كمــا يبدو فاطلق العنان لسيل من القنوات الاخرى حتى توقف عند مشهد من فيلم قديم لصائد النساء (جيمس بوند) الذى امسك بخصر شقراء فارعة ممرا اصبعه على جبينها مداعبا وقائلا :

    - انت في حضن امين (هكذا كما جاءت في الترجمة) ....

    ثم اضاف بعد ان نظر عميقا في عينيها .........

    - لاتكترثى للمغفلين من حولك ......

    وعندما كانت شفتاه في الطريق الى شفتيها مرر لاعب ماهر تمريرة متقنة الى زميل له فتخطى هذا بـدوره مدافعين بحركة فنية رائعة وذهب مباشرة الى المرمى غير اننا لـم ندرى مـا اذا كانت الكـرة ذهبـت هدفــا ام لا ....

    نظرت الى الاخرين فرأيتهم يتبادلون نظرات امتعــــاض ويبتسمـــون سخـرية ........

    وقف النقيب حسين محمود في مواجهه العميد فريد عبدالرؤوف شادا جسده الى الاعلى مدليا يديه بحذاء حسمه ضاما قبضته وضاربا الارض بقدمه اليمنى قائلا :

    - تمام سعادتك ........ السفرة جاهزة ...

    لم يقل كلمة واحدة ولم ينظر حتى باتجاهه . انزل قدمه التى كانت على الاخرى ووضع جهاز التحكم جانبا وخرج ليغسل يديه بينما البقيـــة في اثـــره.
                  

العنوان الكاتب Date
اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:17 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بهاء بكري06-08-08, 10:26 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:32 AM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:36 AM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 11:12 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Omar Bob06-08-08, 11:45 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها ايوب عبدالرحيم06-08-08, 12:05 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 01:08 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 02:42 PM
        Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 05:34 PM
          Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 07:53 PM
            Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها محمد عبدالرحمن06-08-08, 07:57 PM
              Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 09:47 PM
                Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:13 PM
                  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها عبدالكريم الامين احمد06-08-08, 10:18 PM
                    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:38 PM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها haroon diyab06-08-08, 10:24 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-08-08, 10:58 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 07:58 AM
        Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 11:26 AM
          Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها إدريس البدري06-09-08, 01:53 PM
            Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 02:11 PM
              Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 02:18 PM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها عماد الشبلي06-09-08, 02:28 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-09-08, 06:07 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها عماد الشبلي06-09-08, 06:38 PM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Masoud06-09-08, 07:38 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها عماد الشبلي06-09-08, 07:56 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-10-08, 09:39 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Yasir Elsharif06-10-08, 10:27 AM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-10-08, 03:56 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Yasir Elsharif06-10-08, 05:56 PM
        Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-10-08, 06:01 PM
          Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-10-08, 09:10 PM
            Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها Emad Abdulla06-10-08, 09:25 PM
              Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-11-08, 08:24 AM
                Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-11-08, 10:24 PM
                  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-12-08, 08:47 PM
                    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها khatab06-13-08, 01:16 AM
                      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-13-08, 06:32 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها تاج السر جعفر الخليفة06-13-08, 07:45 AM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-13-08, 12:59 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-13-08, 08:04 PM
        Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-15-08, 11:09 AM
          Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها محمد عبدالرحمن06-16-08, 09:11 PM
            Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-17-08, 09:55 AM
              Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-18-08, 11:10 AM
  Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها تاج السر جعفر الخليفة06-18-08, 02:50 PM
    Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها محمد فضل الله المكى06-21-08, 02:39 PM
      Re: اعاصير إستوائية (رواية) مستلهمة من حرب الجنوب من خلال تجربة طبيب شمالي جديرة بالاحتفاء بها بدر الدين الأمير06-21-08, 06:44 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de