الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين....

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 04:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بدرالدين محمد الأمير بلول (بدر الدين الأمير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2007, 10:41 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22959

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. (Re: بدر الدين الأمير)

    تتمّت ورقة الكاتب الجزائري أحمد يوسف


    لغة الجسد : الجسارة اللغوية
    تتجسد الفحولة في كتابة المنفيين بوصفها ممارسة جنسية مقموعة ، واكاد أراها ممارسة عدوانية مقصودة، ويشوبها كثير من الاستفزاز وقليل من السادية وقُل إن شئت قليلا من الماسوشية.
    فالكتابة من حيث هي في الأصل فعل اغتصاب يمارسه الأسود على الأبيض ،بيد أنها تتم في ظروف المنفى التي يتحول فيها الاغتصاب إلى فعل مضاعف . وكل ذلك ينهي بها إلى مسعى استرداد ما ضاع منها من طهارة الوجود . فريشة الكاتب المنفي علام ذات دلالات مفتوحة يتناسل فيها المعنى تناسلا تتحكم فيه المقتضيات التداولية . فالريشة هنا – حسب ما أشار إليها غوستاف فلوبير – إيقونة دالة على فعل الإحساس بالأم والوجع واللذة. وآيات هذا التعبير الإيقوني الذي تصطنعه "كتابة المنفى" يتجلى فى إبداع الاستعارات التي نتألم بها داخل لغة الجسد . ولم يكن هذا اللون من الكتابة بدعا من أدب المنافي حينما مزج بين المرأة والكتابة مزحا استعاريا وصل إلى حد العري. لأن الجنس المباشر الذي نقف عليه في أدب رشيد بوجدرة يتوخى كما يريد له صاحبه خرق الطابوهات في المجتمعات المضطهدة ، ويحاول إبراز مظاهر النفي داخل هذه الثقافات المكبوتة.
    لعل سحر اللغة في كتابات أحلام مستغانمي تندرج في هذا السياق على نحو أقل حدة مما نلفيه لدى رشيد بوجدرة أو غيره من بعض الكتاب الجزائيين . فالجسد من حيث هو معطى أنطولوجي يغدو عنصرا جوهريا من عناصر الوجود داخل ادبيات كتابة المنفى ، لأنه أول ضحية تشمله عقوبة النفي فإذا كانت الروح تسطيع ان تفلت من جبروت عسس الرقابة وزبانية القمع ، ويمكن ان تظل قابعة في المكان الذي طرد منه الجسد . لأن مجرد الإقرار بوجود جسد هو إشارة مباشرة لمعرفة تتمخض عن العلاقة المتوترة بين والموضوع.
    وعليه تغدو لغة الجسد وعيا شقيا بمشكلات المنفى وقلق المصير ، كما أن اللغة جسد من الأصوات المتناغمة بأضدادها من حيث الجهر بالرفض والهمس بالحق ،وهي بذلك تخترق جدار الصمت على الدوام في حالة افخلال بنواميس الطبيعة ،وفساد أشياء العالم الجميلة . غن لجوء اللغة إلى تدمير أنساقها التركيبية داخل الفعل الإبداعي على وجه التعميم وكتابة المنفى على وجه التخصيص إنما هو ثورة مضادة لحالات الإرباك التي تطرأ على النفس البشرية ، وعدم تقبل الخسارة المجانية لجمال المكان وسحر الطفولة.
    تصبح اللغة موضوعا فيزيقيا ومسرحا لعذابات الجسد ، حيث يجعله المنفى قوة نافذة لإدراك اللغة على نحو يستكشف فيه منطق اللغة المحايث، ويكاد يتماهى هذا المنطق المحايث مع الجهاز العصبي لجسد الكتابة في فعلها ورد فعلها . ففي كتابة المنفى يتماهى الجسد، الموضوع بالجسد ، الذات وهما يتبادلان الدوار من أجل إضفاء الحيوية على المعنى وصيانته من وضع التأكسد . ويمكن أن نستحضر هنا مقاربة ميرولوبونتي (22) وهو يميز بين المظاهر البصرية المباشرة للجسد التي تظهر على السطح ، وتلامس ما هو محسوس ومدرك إدراكا مرئيا واضحا ، وبين المظاهر الباطنية والجوانية للجسد في تجلياته العميقة ذات الإشارات المتشحة بالغموض . وعليه يغدو جسد اللغة في كتابة المنفى علامة بارزة للوحدة هذه المظاهر.

    يتحد الجسد اتحادا حلوليا مع اللغة ومع أشياء العالم ، ويوحدها عن طريق قوة النزعة الإيقونية ضمن نظرية التعبير التي تحتفي بها الجماليات والسيميائيات أيما احتفاء فالدلالات الإيقونية توحد بين الغياب والحضور ضمن خبرة يكتسبها الجسد المنفي والروح القابعة هناك .ومن منطلق أن استدعاء المعاني إلى الحضور (23) لا تحصل إلا بغياب مسبق سلفا . علما بأن هذه الروح لا تكاد تفارق الجسد أينما حل .فهي تأتيه بالأخبار ما لم يزود . و عليه فان الكتابة مصابة بحالات الذهول أمام هذه المفارقة وأمام مأساة الوجود التي يحياها المنفي ، ويسعى إلى إدراكها بواسطة جسده الذي ترسمه اللغة . وذلك من منطلق أن الكتابة في جوهرها ذات طبيعة أنثوية لكونها مكمن الرغبات وموطن اللذات .فهي تضطلع بدور المرأة على حد تعبير فلوبير.

    إشكالات الهوية
    أن حاجة كتابة المنفى إلى متصورات متجددة للهوية أشد حاجة منها إلى أي مفهوم آخر، وهذا المفهوم يتجاوز حالة التطابق بين "الهنا" و"الهناك" بين طفولة المكان الذي تصطحبه الذاكرة، ويغذيه الحنين، وبين الوطن الطارى الذي جملته العلمانية ووزينته الديمقراطية، ولأن معضلة الهوية غير منفصلة عن جدلية الذات والآخر وعن الذاكرة فإن هذه الكتابة كانت تستعين باستدعاء الجزور للتخفيف من وطأة الخسارة التي تكبدتها الذات نتيجة حرمانها من وطنها الأصلي ، وتبين لها انه من الصعوبة بمكان تعويض هذه الخسارة إلا بالانخراط في مشروع الفن ، لأنه كفيل بالاحداث حالات الاتزان حين تختل الأكوان ،وتتفسخ العلاقات الإنسانية ، وتتداخل الحدود .ينتاب الكاتب المنفي شعور حاد بأنه يعيش بمعزل عن ذاته ،ويغرد خارج سرب المجتمع ، وأنه ينتمي إلى حياة قوامه الإخلال بالنظام العام لطبيعة الأشياء . فتضيق الطوارى مجال حركته.

    ولهذا تتجلى دلالات هذه الحياة المأزومة في عنف اللغة وخروجها عن مدار معجمها المعتاد، وهي لا تكاد تستقر على حال . وعلى الرغم من أن اللغة التي تسعى سعيا دؤوبا لتنشيط الذاكرة واستحضار الأوطان الضائعة إلا أنها تجد نفسها مرمية خارج زمن الطفولة ، وغالبا ما تحتضنها " ثقافة العبور" لتنقلها من سجن تعيس إلى سجن واسع ، ولكنه لا يكاد يختلف عن سجون القسوة والقهر .
    والعزاء الوحيد لهذه اللغة أنها تتنفس بعيدا عن الرقابة الخارجية ،وتروم تقويض الأسوار التي تحتجز الفكر ، وتعتقل العقل . ولهذا فإن كتابة المنفى فيها شيء من "أدب المعركة" و "أدب الشتات" و "أدب المقاومة" و "أدب التحريض" وفي كل الأحوال فإن اللغة في حضرة هذا اللون من الأدب تتكلم بعنف جمالي أكثر مما كان يتوقع لها هيدجر. إنها كتابة تصرخ بصوت عال ecriture a haute voix لتخرق حجاب الصمت المضروب على حرية التعبير . ومن هنا تأتي الكتابة بالفرنسية لدى مالك حداد (24) كأنها لحظة مرضية ليسوا بدعا فيما يكتبونه بغلة غير العربية .فقد كان بعض الكتاب المرموقين منفيين عن لغتهم، وهم يكتبون بلسان غير لسانهم الأم مثل كافكاKafka وإلسا تريولي Triolet Elsa .


    الذاكرة والألم :اللغة والمنفى الداخلي

    أعلن مالك حداد : (أكتب وأعلن بأن عزلتي ككاتب تتضاعف بالقياس ألى عدد قرائي ، أولئك الذين أدعوهم بقرائي المزيفين) (25) . وهذه العزلة تكاد تمتد إلى يومنا هذا ، وينضاف لها الوحدة والاقصاء بوصفهما مظهرا من مظاهر المنفى . فهناك حالات نفي قصوى لدى من يكتبون بغير اللسان الم (26) ، وهي تتحول إلى وضع درامي في غاية الحساسية ، وصل إلى حد التشاؤم في نظر خصوم مالك حداد (27) مع ما يحمله هذا الوضع القاسي من ألم ، ولا سيما في ظل الواقع البئيس للترجمة في ثقافتنا المعاصرة ، وكذا في غياب دور فاعل للمؤسسات الثقافية المسؤولة عن الاعتناء بهذا الدب .فمن يقرأ الشعراء والروائيين الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية سوى عدد محدود من القراء العرب بعامة والجزائريين بخاصة . ولهذا أشار كل (28) من عزيزة ومالك حداد إلى وضع "الفقدان" Perte و"المأساة" drame لدى من يكتبون بغير لغة شعوبهم.
    حينما صدع مالك حداد بعبارته الشهيرة "الفرنسية منفاي" (29) لم يكن يقصد بهذه العبارة الذائعة الشائعة أن يحاكم اللغة الفرنسية من حيث هي لغة مثل بقية اللغات البشرية لا تفاضل بينها لكونها أداة تواصل كما تشير إلى ذلك النظرية اللسانية الحديثة، وغنما كان يشير إلى الطريق المسدود الذي وجد فيه الأدب المغاربي المكتوب بالفرنسية بعامة والأدب الجزائري بخاصة ، ولا سيما أن هذا المنفى انتقل إلى قرائه . لقد كانت الفرنسية اللسان الوحيد الذي يلهج به بعدما حرم من امتلاك العربية لتكون وسيلته المفضلة للكتابة والإبداع . ومن يومها صار القلم ينزف ، وينوء بالوجع ، وما عادت حنجرته تغرد بالإبداع ، فاستطاع أن يضع حدا للعلاقة بين الرفاهية والرخاء والأناقة التي تعيشها الكتابة داخل الثقافة الفرنسية وفقدان اللغة الم مع ما يصحبها من قسوة البعد عن القاري العربي المنفي عن هذه الكتابة.ولهذا يقول مالك حداد (30) : بانني قررت ان أصمت دون ان احس بأي أسى أو أي مرارة وأنا أضع قلمي دون أن يقول بأنه لا أدب جزائري إلا ذاك المكتوب باللغة العربية ، ولا يمانع أن تتعايش اللغتان العربية والفرنسية ، ولكن يصر على التمييز بين فرنسية موليير ذات النزعة الإنسانية وفرنسية بيجار ذات النزعة الاستعمارية والإجرامية، وبين فرنسية دو غول وفرنسية ماسو (31) وغنما يريد للعربية أن تتمتع بسيادتها التي اعتدى على حرمتها الوطنية الاستعمار الفرنسي ، وكانت آماله كبيرة في الأجيال القادمة ،وقد تحقق بعض هذا الحلم فيما نقف عليه من إبداعات متميزة باللغة العربية أو حتى في تحول رشيد بوجدرة إلى الكتابة بالعربية.
    إن الحقيقة المفجعة التي أدركها مالك حداد وجوليا كرستيفا أن اللغة التي نكتب بها لا نتفصل عن الثقافة المعطاة سلفا. فحينما تخوننا الكلمات في التعبير عن مقاصدنا لا نطلب النجدة إلا من لغتنا الأم ، بل نستصرخ بلهجاتنا ونحتمي بعاميتنا . فلما يتملكني العجز في التعبير عن المعنى الخديج" (32) كنت استحضر في مثل هذا المقام اللغة البلغارية وليست الفرنسية كما تقول جوليا كرستيفا التي تلتقي مع آسيا جبار(33) في عبارتها المشهورة "اللغة الفرنسية هي بيتي" ووجه الفرق بين حداد وكرستيفا و آسيا جبار انه لم يستطع أن يتقمص جسده وروحه الفرنسية ،ولم يقبل أن يستبدل هذا الحال بحال رفاهية المنفى أو أن يسمى بغير اسمه الذي يحمل في طياته الدلالات المضمرة وهو مثل الملك الحزين الذي لا يسكن إلا في الأعالي . إن كتابة المنفى لا يسكنها الحنين فقط إلى طفولة المكان ، بل إلى طفولة اللغة الأم ايضا. من منطاق أن طفولة اللغة تربة لها قداستها وسحرها العجائبي وتركيبها المنطقي الخاص ، وتتمتع بحماية الذاكرة . وغالبا ما يلازم هذه الحنين إلى اللغة الأم تأملا فلسفيا ذا طابعا شعريا، وهو ما تجلى في كتابة مالك حداد الروائية التي وصفت بأنها لا تحترم خصائص النوع الدبية وهي أقرب إلى الشعر منها المحكي الروائي . يمثل روح كتابة مالك حداد في حين يأتي في الدرجة الثانية لدى محمد ديب.

    كانت أطروحة الطاهر بكري (34) الموسومة ب "إشكال المنفى في " التلميذ والدرس " لمالك حداد مقاربة دلالية لنص أدبي مكتوب بالفرنسية من الدراسات السابقة إن على صعيد مدارسة تيمة المنفى في أدب مالك حداد وإن على صعيد المقاربة النسقية لخطابه السردي . في حين يجمع عبد الكبير الخطيبي بين مالك حداد والعلامة العليلة "Haddad et la maladie du signe" في أثناء مدارسته لرواية "رصيف الأزهار لا يجيب" فالكتابة الروائية لدى حداد تصبح (تعلة لحكاية حياته وانطباعاته عن الحياة .وفي رواياته الأربع نصادف نفس الموضوعات : الوطن ، المنفى ، معنى السعادة والالتزام ) (35). ولما كان مالك حداد شاعرا ألفينا كتابته تتجاوز المتصورات الكلاسكية لمنطق الأجناس الدبية، وهي تتخذ من تيمة المنفى (36) ركيزة من الركائز التي تبني رؤياهم للعالم . (لقد أعلن حداد مرارا عن شعوره بالنفي داخل اللغة الفرنسية ، وعن مدى "تدهور الكلمات وتلاشيها" . وهو يكتب ليبين استحالة الكتابة) (37) ، وصارت كلمته المشهورة "الفرنسية منفاي" مفتاحا اغلق به أرتاج الكتابة ، وأسلم نفسه إلى سيمياء الصمت الدال . هذا الصمت الذي يتضايف في داخل الكتابة مع المنفى واللغة والذاكرة ، ويندمج في بنية واحدة ليشكل مشهدا غير مألوف في الدب الجزائري المكتوب باللسان الفرنسي.

    هناك ضرب آخر من المنفى له وقع مضاعف لدى ليلى صبار(38) ، وهو نابع من وضع تاريخي لم يكن للكتاتبة فيه أي اختيار ،لأنها ولدت داخل فضاء مزدوج من المنفى :منفى جغرافي لوالدتها التي عاشت في الهضاب العليا بمدينة أفلو في الأربعينيات ، ومنفى لغوي وثقافي وسياسي لوالدها الذي انتقل من العربية(اللغة الأم) إلى الفرنسية (اللغة الثانية) ،حيث وصفت المنفى الأبوي بالإشكالي لكونه عاش المحنة الكولونيالية ، وهي تنحو عليه باللائمة لأنه لم يعلمها العربية لكي تثري تجربتها الأدبية . وعندما نتحدث عن ليلى صبار التي تتخذ من حكايات المنفى بعامة ومنافي النساء بخاصة موضوعا لمحكياتها نشير قبلها إلى آسيا جبار (39) التي تقر بأنها تكتب بلغة المستعمر القديم منذ أربعة عقود ، ولكنها تظل تحب وتتألم وتصلي بالعربية اللغة الأم أحيانا دون أن تغفل الأمازيغية التي لها حضور عميق في الهنود الحمر والأكراد والأرمن والباسك وكل العراق التي ترفض أن تدفن وهي على قيد الحياة .إن كتابة بعض المغاربة متعددة المنافي مكانا ولغة وتاريخا وهوية . إنها كتابة المنفى بالجمع وقد ولدت تحت إكراهات الضرورات التي كانت تستبيح محظورات اللغة .وانطلاقا من هذه الكتابة كانت آسيا جبار تعلن تشبها بجذورها العربية وثقافتها الإسلامية على الرغم من بعض التصريحات التي لا تستطيع أن تغطي على هذا الشعور المتجذر في أعماق الأدباء المغاربة الذي يكتبون بالفرنسية أو بلغات أخرى.

    مالك حداد وكتابة الحداد
    لا ينبغي أن نستعجل لكي نوسم أدب المنفى بأنه "كتابة حداد " ecriture de deuil يصنعها المتخيل الذي يصطرع فيه الحلم بالواقع ،ويشيد صرح موضوعاته الألم ، وتزخرف معماره الفني الأحزان. وعلى الرغم من ان كتابة حداد تلبس وشاح الحداد ، وتندس في حلكة السواد إلا أننا لا يمكن وصفها أيضا بأنها مجرد غنج شعري وتبختر لغوي عابر تضيع في بحاره بلاغة السرد .لم تستطع الطبيعة السوادية أن تغشي بصيرة المنفيين من إدراك لحظات الفرح الاتي، وتقلل من حالات الإحباط والاكتئاب . صحيح أن هذه الكتابة مشدودة غاية ما يكون الشد إلى ذاكرتها النصية الموشومة بآلام الوخز ،لكنها ممدودة أيضا غاية ما يكون المد إلى عالم الفرح الوهاج ، وأعناقها تشرئب إلى الصبح القريب الذي تنفس فيه هذه الكتابة هواء الحرية وأمل الغد الجميل .لا كتابة بلا أمل ، لأنه لا حياة بلا أمل .فالكتابة والحياة صنوان لا تختزل فيهما لعبة البياض والسواد القائمة على مخزون عنفوان اللذة وجماليات عنف الخطاب . وتستمد هذه الكتابة عنفها وتمردها ومن ثم حيويتها من حاجاتها إلى ان تكون كتابة مضادة ومعارضة ونصوص حجاجية.

    تستعين الكتابة بقوانينها السردية الكونية في أثناء تشيد عرشها النصي بتقنيات الوصف والسرد والحجاج ، وذلك من أجل تتبع سيرورات المنفى داخل بلاغة المحكي، والدوار العاملية التي تضفي عليها الأحلام واقعية شفافة ،ويغذي حيويتها عنف الخطاب المتخيل ، فيحولها إلى نصوص واقعية، ولكنها تسبح في العوالم العجائبية وأنسجتها الحكائية والتنويعات الإيقاعية في حركة البحث عن عوالم لغوية جديدة .من الواضح أن أدب المنفى يحتاج إلى موارد الألم وهي تتخلق في رحم النصوص التي تصونها الذاكرة .إن هذه الذاكرة النصية لا تنفصل عن المكان الم ، بل هي المرجع الأساس لهذه الكتابة التي يعبئها الكاتب المنفيون برصيد الألم . تعرضت كتابة مالك حداد نتيجة موفقه من اللغة الفرنسية إلى الغمز طورا وإلى الإقصاء طورا آخر، إذ لا نكاد نفهم ما دبجته الباحثة آرنو جاكلين (40) Arnaud Jacqueline وهي ترى بأن نص حداد الروائي تغطي عليه الأشعار البيضاء ، وأن الإيقاع الإسكندراني كان خلاصه من شقاء الزمن وحماية له من "النثر الفني" ولكنها لاحظت بأن هناك تيمات مهيمنة في رواياته "رصيف الأزهار لا يجيب" التلميذ والدرس و " سأهبك غزالة" تتمثل في (المنفى والفقر والأسطورة). وأن هذا الابداع الإيقاعي يوحي مسحة حزن يتأبى على الظهور في الكتابة ، ولكنه موشوم في الذاكرة خلف ذاك السؤال العلقم :من أنا ؟ فالذي يريد أن يشيد مستقبلا، أزمة لسانية على وجه التحيد ، وإنما هي أزمة تتعلق بالأمبريالية الثقافية . ولكنها تزداد حدة لدى الكتاب الجزائريين.

    كان المنفى في الأدب الجزائري اختياريا في أغلبه ، حيث بدأ مع بكر بن حماد في القديم حتى صار من أكبر المعضلات التي تواجه مؤرخي الأدب كيف نكتب تاريخ هؤلاء الذين ولدوا أو عاشوا خارج هذا البلد أو ذاك ؟ وكبف نتعامل مع الأدب الذي كتب في الجزائر من غير الانتماء القومي إلى الجزائر بدءا من القديس أوغسطين إلى ألبير كامووجاك دريدا ؟لكن إذا كان المنفى يستجيب لمقتضيات التعبير ألا يحمل في بناه الكبرى الأثار النفسية والاجتماعية للمنفيين وأسئلتهم الأنطولوجية من نحن؟ ما مكانتنت في أرض غير أرضنا؟ كيف نندمج دون أن نفقد هويتنا؟ إن هذه الأسئلة تؤشر على رسوخ المنفى في أساليب الكتابة التي نلفيها لدى هؤلاء الكتاب المغاربة بعامة والجزائريين بخاصة، وقد املتها شروط سوسيوثقافية فتحولت إلى واقعة تاريخية وثقافية . فإذا كانت الفرنسية غنيمة حرب لدى المغاربة بعامة والجزائريين على وجه الخصوص فإنهم خاضوا بها معركة لا هوادة فيها مع الفكر الاستعماري ،واستطاعوا أن يبزوهم حتي في لغتهم . وكاتب ياسين (42) ونجمته الساطعة فنيا آية من آيات المعركة الكبرى التي كانت تخوضها الجزائر آنذاك . ولكن بعد أن عاد السيف إلى غمده ، وسكت صوت الرصاص . تساءل بعضهم ومنهم مالك حداد وماذا بعد؟ ولماذا الاستمرار في الكتابة بلغة لا تنسينا جرائم من اغتصب أرضنا. صحيح أن هناك من لم يشاطر مالك حداد رؤيته للمسألة، غير أن هؤلاء الكتاب لا ينكرون مشروعية السؤال حول اللغة والهوية ورفاهية المنفى الاختياري. لهذا يشعرون بؤخز الألم حينما يستيقظون وقد وجدوا أنفسهم يسبحون في الكتابة العجائبية التي صارت فريسة فنية يتلذذ بها من كان سببا في منفاهم عن لغتهم.

    وفي الحالات التي نروم فيها تحليل نصوص كتابة المنفى لا بد من التساؤل عن البدايات والتخوم لتيمة المنفى في هذه النصوص . تستمد كتابة المنفى لدى المبدعين الجزائريين طاقتها من خلق فضاء واسع للبحث عن لحظة الاتزان ومساءلة الذات في تحديد علاقتها بأرض ومسؤوليتها في الوجود وموقفها من تاريخها ولغتها . فهناك من الأدباء مثل كاتب ياسين من عاش قسوة المنفى وعندما عاد إلى الجزائر عاش مرارة التهميش .كثير من الكتاب اضطروا إلى اختيار المنفى من حيث اللغة مثل كاتب ياسين ومالك حداد مولود معمري و مولود فرعون وآسيا جبار و رشيد ميموني والطاهر جاووت ونبيل فارس وأنور بن مالك ومراد بوروبون وياسمينة خضرا أو بعضهم وجد الرفاهية في ذلك ، ولم يفكر حتى في الجزائر ، وعلى الرغم من أن جغرافية النص فرنسية بحكم العوامل التاريخية إلا أن فضاء الكتابة امتد إلى ألمانيا وإيطاليا وأمريكا و كندا وحتى إلى المكسيك.

    التناقضات : البحث عن لحظة الانتظام
    لقد عبر هشام شرابي عن الواقع العربي كما يراه المنفيون بأنه عالم مليء بالتناقضات على صعيد الخطابات النظرية أم على صعيد الممارسات العلمية ، وهذا التناقض كما يتصوره النقد الحضاري انبثق من مجتمع أبوي ينبغي أن يعرى إيديولوجيا ، ويفتت سيسيا ، فالفشل الذي أصاب مشروع التحديث في المجتمعات العربية لم يؤدإلى (إخفاق حركة الإصلاح والعلمنة وحسب بل أيضا إلى تعزيز سلطة النظام الأبوي(بشكلية التقليدي والمستحدث) ، وإلى تراجع حركة التحرير وعودة العصبيات الدينية والقبلية والإثنية وانحسار المد القومي مع نهايات القرن) (43). وهذا الشعور يرجع أيضا إلى طبيعة التناقضات التي تعتمل في داخل المفكر و الأديب والفنان وهو يعاني قسوة المنفى،وفاجعة الشرخ بين التخلف والحداثة والخروج من مجرى التاريخ .هذه المجتمعات تبدو راقية على صعيد النصوص النظرية ومتخلفة تخلفا بشعا على صعيد الممارسات اليومية . ومن هنا نلفي كتابة المنفى تنقد هذا المجتمع نقدا حضاريا للوقوف على حقيقة تناقضاته الفكرية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

    ولعل أبرز تناقضات هذا المجتمع أنه حين (يحلم بالوحدة الشاملة يمارس التفتت والتشرذم وفي حين يسن القوانين والدساتير المثالية لا يتعاطي إلا القمع والإكراه ، وحين ينادي بالمبادى السامية والحقوق الإنسانية) (44) ، وانطلاقا من نقد هشام شرابي الحضاري ، وكتاباته التي ولدت في المنفى نستشف ضرورة ميلاد ما يدعوه بميلاد وعي ذاتي يتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية التي تسلمه إلى تبني "العقلانية الهادفة" وحظ خطاب اللغة كبير في مشروع المراجعة الشاملة التي يخوضها النقد الحضاري . فأدب المنفى مدعو من وجوه عديدة لاستيعاب مقتضيات هذا العصر الجديد وتحولاته الدراماتيكية ، والتفاعل مع المجرى الجارف لإكراهات العولمة. ولا يحصل هذا المأمول بالمتنيات الجميلة والعواطف الصادقة ، بل لا يتحقق هذا الاستيعاب (إلا إذا تغيرت الذهنيات ، وانبثقت أخلاق جديدة ، حيث لا يتم التغيير بمجرد تفعيل آليات اللغة من اشتقاق ونحت وإعمال الأقيسة وتلطيف المعجم ، بل يجب أن تنخرط اللغة في مجرى تحولات الحياة) (45) . إن كتابة المنفى شهادة حية وصادقة على تاريخ المجتمعات العربية المختلفة التي تمزقها التناقضات ، وتتجلى في لغة الأدب ، حيث نقف على شخصيات روائية مأزومة في الخطابات السردية لاتنصاع انصاعا ضريرا إلى نوع أدبي خالص ، وإنما تعمد إلى التهجينات النصية ، والتداخل بين الأجناس الأدبية ، وتلفت إلى لغة الحياة اليومية الثرية بالدلالات كما نقف عليها في أشعار سعدي يوسف ، وصور متلوية في أشعار يوسف الرحبي.

    الأناقة اللغوية
    إن ما سنشير إليه في هذا المقام قد لا تكاد كتابة المنفى تنماز به عن سائر الإبداعات الأدبية والفنية ، ولكن من مفارقات هذه الكتابة أنها سعت على نحو من الأنحاء الإفادة من الأشكال التقنية التراثية بغية تشييد أناقة لغوية مبهرة لدى الملتقي الآخر ، والخروج على السائد في أدبيات الأوطان المفقودة . ومن مظاهر هذه الأناقة الاحتفاء بالمحكيات المطرسة وبجماليات الاستهلالات بخاصة وشعريات العتبات النصية وأبعادها الرمزية وما تحمله دلالات مفتوحة ذات إيحاءات سيميائية، وهذه تقتضي براعة سردية وخيال شعري خصب لا بتداع أشكال تعبيرية خارقة للمعيار السائد . يأتي خراجها في النهاية لتعضيد سياق إبداعي مفتوح على التداول التراثي القديم .مما دفع الحركات الشعرية والمحكيات السردية ذات التوجه الحداثي أن تنفتح انفتاحا واعيا على صوغ شعري مشبع بالدهشة وكتابة سردية مرتوية بماء التخييل . ولا غرو ان تكون كتابة إبراهيم الكوني ذات مهارة كبيرة في استدعاء العوالم السحرية العجيبة حيث تكتسب الحكاية بعدها الخرافي الاسر.

    خلاصة:
    إن حصر إنتاج أدب المنفى في تيار إيديولوجي أو بلد معين أو طائفة مذهبية من أهميته في كونه أدبا إنسانيا على صعيد المحتوى وجنسا أدبيا على صعيد التعبير .لقد (( وصل بالناقد جورج شتاينز حد اقتراح أطروحة ثاقبة مفادها أن أدب " المهجر " يمثل جنسا قائماً بذاته بين الأجناس الدبية في القرن العشرين ، أدب كتبه المنفيون وعن المنفيين ، ويرمز إلى عصر اللاجئين. وهذا ما يشير إليه شتاينز بقوله:" يبدو صحيحا أن أولئك الذين يبدعون الفن في حضارة شبه بربرية، جعلت الكثيرين بلا وطن ،لابد أن يكونوا هم أنفسهم شعراء مشردين ومترحلين عبر حدود اللغة . شذاذاً ، متحفظين ، نوستالجيين ، في غير اوانهم عمداً) (46) ، ومن ثم تغدو وظائفه السيميائية ذات منحى دلالي مفتوح ينماز بتنوع تيماته وإشاراته وطرائق تعبيره ، وتخطيه للضرورات المذهبية والانجذابات العرقية والأنساب القبيلة . إنه كتابة تتضمن علاماته دلالات الغربة والقهر والقمع والاستبداد والنفي. ومن ثم الحنين إلى الوطان والتعطش للحرية والعيش في كنف الكرامة والمواطنة.
    إن كتابة المنفى نسق سيميائي دال بمشمولاته المادية وإشعاعاته الروحية. ويمتلك هذا الأدب بعنفه الجمالي قدرة على تأسيس لغة متسمة بسواد الحداد وحساسية مفرطة في القلق والحزن والخوف، ولكن الأديب المنفى يقلوم هذا المصير الدراماتيكي بالصراخ التطهيري في وجه جبروت الصمت المخيف مستعينا بسلطان الذاكرة وجسارة اللغة . وكلاهما ينتج دلالات رمزية مفتوحة تجسدها رهانات اللغة على وجه الخصوص . ويكاد يعبر هذا الأدب عن تعالق فريد بين الكتابة واللم بما يحمله هذا الألم من جوانب باتولوجية ونفسية وجمالية . فهو يعكس علامات الوجع الفارقة في كتابة المنفيين والنوستالجيا المتضخمة ، على الرغم من إدراكنا الواعي بأن الألم ظاهرة راسخة في الكينونة الإنسانية الإ أنها أنتجت في هذه الحالات القصوى أدبا يتفرد بلغته وأسلوبه وتيماته ورؤيته لصيرورة الأشياء. وذلك ما تستظهره بلاغة المحكي في كتابة المنفى من جراح غائرة في أنفس الأدباء والكتاب والفنانين الذين أخرجوا من ديارهم وأكرهوا على مغادرة أوطانهم . ولكن كيف نفسر ظاهرة الانتقال من أدب النضال والتحريض حينما ينفى الكاتب في الطور الأول من حياته خارج وطنه إلى طور أخر يكتسب فيه هذا الكاتب جنسية البلد الذي آواه ،وأكسبه حق المواطنة ، فتحول أدبه من كتابة النضال إلى كتابة الاختلاف؟
                  

العنوان الكاتب Date
الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين.... بدر الدين الأمير03-31-07, 04:24 PM
  Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير03-31-07, 05:35 PM
  Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. Sabri Elshareef03-31-07, 09:01 PM
    Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير03-31-07, 11:11 PM
      Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. عبدالمنعم خيرالله04-01-07, 00:03 AM
        Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-01-07, 05:49 AM
          Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-01-07, 06:53 AM
            Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. ايزابيل حلبي04-01-07, 08:38 AM
              Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. عشة بت فاطنة04-01-07, 08:44 AM
                Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-01-07, 10:00 AM
              Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-01-07, 09:47 AM
                Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. اساسي04-01-07, 10:24 AM
                  Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-01-07, 10:44 AM
            Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-01-07, 11:36 AM
  Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. Sabri Elshareef04-01-07, 03:14 PM
  Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. Sabri Elshareef04-01-07, 03:25 PM
    Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-01-07, 09:12 PM
  Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. محمود الدقم04-01-07, 10:34 PM
    Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. عبدالمنعم خيرالله04-01-07, 11:18 PM
    Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-02-07, 07:31 AM
      Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. Amira Ahmed04-02-07, 08:10 AM
        Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-02-07, 08:57 AM
  Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. Sabri Elshareef04-02-07, 12:26 PM
    Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-02-07, 04:28 PM
      Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-02-07, 05:48 PM
        Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. Aymen Tabir04-03-07, 01:49 AM
          Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-03-07, 08:41 AM
            Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-03-07, 05:38 PM
              Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. Aymen Tabir04-03-07, 09:49 PM
              Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-04-07, 05:00 PM
  Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. osama elkhawad04-05-07, 05:25 AM
    Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-05-07, 08:25 AM
      Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-08-07, 05:05 PM
        Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-09-07, 05:14 PM
          Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-09-07, 05:27 PM
            Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-10-07, 10:41 AM
              Re: الأدب والمنفى ... ندوة شاركفيها كل من - ادونيس _ إبراهيم الكونى - واسينى الاعراج - وآخرين. بدر الدين الأمير04-11-07, 06:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de